الرد على كلام الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع المدخلي في جديد أباطيله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فصار الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع المدخلي يطل علينا بأباطيل جديدة، وأمور غريبة وعجيبة، ومع ظهور بطلان كلامه وردي عليه باطله بالأدلة إلا أني لا أحفظ له توبة من تلك الأباطيل، ولا أجد منه ردا علميا، وبعد فترة يكرر نفس الأباطيل التي سبق الرد عليها بالأدلة، ولكنه في جديده يظهر للناس كأنه لم يطلع على ردي عليه سابقا، ولم يستفد من الحق شيئا.
لذلك سأجعل ردي هذا مستكملا للرد السابق، وأحيل القارئ الكريم للرد السابق ليفهم كيف يتعامل الشيخ محمد بن شيخنا ربيع مع القضايا العلمية، وكيفية مخالفته للمنهج السلفي في استدلاله وإصراره على الباطل.
قال الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع: «أجل قد ترك حديث عياض بن غنم
بدليل أنه يضلل طلاب العلم بتكراره ان بعض السلف خرجوا على الإمام بالسيف مشيرا إلى الذين خرجوا على الحجاج مع ابن الاشعث ثم ندموا بعدما هزم ابن الاشعث وقتل، وحكى العلماء وقوع الاجماع على تحريم الخروج على الحاكم المسلم بعد فتنة ابن الأشعث، ومثل سعيد بن جبير ربما لم يبلغه حديث عياض بن غنم عندما قاتل مع ابن الأشعث.
فهل الحجة في كلام رسول الله أو في خطأ بعض علماء السلف؟
يا أسامة لما يقرأ طالب العلم كلامك هذا ماذا يقع في خلده؟
والمصيبة أنك أغفلت ذكر حديث عياض( من أراد أن ينصح لذي سلطان فليأخذ بيده) الحديث»
وقد احتوى كلام الشيخ محمد من الأباطيل عدة، أبينها من وجوه:
الوجه الأول:زعم الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع أني أغفلت حديث عياض بن غنم، وأني تركت العمل به!
وهذا للأسف كذب صريح من شيخنا محمد ابن شيخنا ربيع، لأن جميع من يقرأ كلامي يعرف أني خطّأت الشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ محمد علي فركوس والشيخ عبدالمجيد جمعة لمخالفتهم لحديث عياض بن غنم، فالواقع أني ألزمتهم بحديث عياض بن غنم، ولم أغفله، ولم أتركه.
فكلام الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع بهتان محض.
الوجه الثاني:أن الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع استدل بما زعمه أني تركت حديث عياض بن غنم بذكري لفتنة ابن الأشعث وما حصل من خروج بعض السلف على الخليفة عبد الملك بن مروان، وأن هذا يلزم منه ترك حديث عياض!
وهذه كذبة ثانية من الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع واضحة جدا في مخالفتها للواقع.
فلم يكن ذكري لفتنة ابن الأشعث لإباحة ذلك الخروج، ولا لتبرير فتوى الشيخ العباد ولا الشيخ فركوس ولا الشيخ جمعة في مخالفتهم الصريحة للحديث.
بل كان ذكر ذلك لبيان أن الخروج عن السلطان بالسيف أو بالكلمة قد يقع من العالم السلفي على سبيل الخطأ والباطل لا عن عقيدة الخوارج، فلا نصف أولئك بما نصف به الخوارج التكفيريين..
فكان الكلام لبيان تفريق السلف بين من يخرج على السلطان على طريقة الخوارج أو البغاة.
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد بين هذا الفرق في فتوى مطولة، نقلتها في عدد من كتبي، وذكرت كلام العلماء كابن قدامة في المغني في أنواع الخارجين على السلطان.
وهذه مسألة نبه عليها علماؤنا الأكابر.
لكن شيخنا محمد ابن شيخنا ربيع في غفلة عن تقريرات علماء السنة، ومنشغل بفتن الصعافقة الأصاغر الذين صاروا يتلاعبون به كما يتلاعب الصبيان بالكرة، رغم سنه وعلمه.
وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (35/ 53 - 57)، فاقرأ وتعلّم يا شيخ محمد، ولا يستخفنك الصعافقة الذين لا يعقلون.
الوجه الثالث:أن الذي يقع في خلد من يقرأ كلامي: أن ذكري لمن خرج من السلف كان لبيان خطئهم، وكيفية تعامل السلف معهم، وأنهم لم يجعلوهم من الخوارج كما تفعله طائفة الصعافقة مع بعض علماء السنة الذين غلطوا في القضية، مع تناقضهم في ذلك وتلاعبهم الممنهج.
عاد الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع إلى طريقته في المكابرة وجحد الواقع وإنكار المحسوسات، فكذب ما حصل من الشيخ عبد المحسن العباد من إنكار على الملك، وزعم أنها كذبة كبرى!! وقال: (فما رأينا الشيخ وصل إلى مقام الملك، لأنه لعله يرى أن النهي في حق السلطان ونائبه فقط وقد رأيت له تصريحا بنحو هذا قريبا جدا).
والجواب: أن هذا يؤكد أن شيخنا محمد ابن شيخنا ربيع يتكلم بالعاطفة المجردة عن العلم والدليل، بل لا يتعب نفسه بالبحث والاطلاع، ولا أريد أن أتهمه أنه اطلع ولكنه يجحد ويكابر..
كتب الشيخ عبد المحسن العباد مقالا بعنوان: «إباحة الاختلاط المذموم في بلاد الحرمين غشّ للراعي والرعية» بتاريخ 2/ 2/ 1431هـ، وموجود ضمن مجموع مؤلفات الشيخ المطبوعة يقول فيه الشيخ عبد المحسن العباد: «ألا فليتق الله خادم الحرمين في الرعية بمنع انفلات النساء وسفورهن واختلاطهن بالرجال، لاسيما في جامعته التي هلك بسبب وجود السفور والاختلاط فيها من هلك».
وبإمكان الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع أن يبحث بنفسه عن المقال في النت، ويجده أمامه ماثلاً يظهر الصادق من الكاذب!!
وهذا رابط لتحميل المجلد العاشر من مجموع مؤلفات ورسائل الشيخ عبدالمحسن العباد، ولينظر ص104، 107.
https://www.google.com/url?client=internal-element-cse&cx=002173435639443587835:uixkun-bnvg&q=https://al-abbaad.com/download/%3Ftype%3Dphocadownload%26ids%3D54&sa=U&ved=2ahUKEwjw-KLLlquGAxVthf0HHT0HCrYQFnoECAYQAQ&usg=AOvVaw2doPYejB_lUeJ3Ln_0kanu&arm=e&fexp=72 519171,72519168
وهذا رابط مختصرللمجلد العاشر:
https://2u.pw/zxlIXag8
قال الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع: «يا أسامة تتهمني بالكذب وأنت الكاذب، تكرر أن العلامة الشيخ ربيع لايرى البيعة لمن لا يحكم بالشريعة، وتحديتك مرارا أن تثبت على الشيخ بكتابته أو بصوته فنكصت وعجزت، علما بأن تقريرات الشيخ عكس ذلك يا أسامة».
الجواب عن هذا الباطل: الواقع أنك يا شيخ من نكص وعجز، وقد رددت عليك باطلك هذا عدة مرات، وتحديتك بسؤالك أنت لوالدك، وأنت ابنه الأكبر، وهو ما زال حيا والحمد لله، لكنك تنكص وتتهرب من سؤال أبيك عن مذهبه في البيعة للحاكم المسلم الذي يحكم بالقوانين الوضعية.
وكيف تريدني أن أذكر لك شيئا مكتوبا أو صوتيا عن والدك وهو قد قاله لي مباشرة مرتين، بين الأولى والثانية 15 عاما، وناقشته في المرة الثانية، وبينت له الحق فلم يتراجع.
والعجيب أن هذا القول منتشر في العالم عن الشيخ، لكن ابن الشيخ لا يعرفه مع انتشاره، وحصول فتن بين السلفيين بسببه!
وأما تكذيبك لي فهذا حيلة العاجز، لما لا يستطيع الرد العلمي، ولا البحث عن الصواب يلجأ للتكذيب بالحق، وإلصاق التهمة بغيره، بدل أن يراجع نفسه ويتوب، وما تكذيبك لإنكار الشيخ عبدالمحسن العباد على (الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله) عنا ببعيد، فما تصفه بكذبة كبرى مجرد خيال منك لا يمت للواقع بصلة.
قال الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع: (وتقسم بالله أن أخطاء الشيخين الجليلين العباد وربيع عشرة أضعاف أخطاء فركوس.وأقول لك كذبت وفجرت بيمين غموس)
والجواب من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا نقل كاذب عني-حسب ما أذكر-، فالذي قلته: إن أخطاء الشيخ ربيع والشيخ عبيد الجابري رحمه الله أضعاف أو عشرة أضعاف أخطاء الشيخ فركوس، وهذا حق وصدق لمن عرف الواقع، لا سيما موقف والدك حفظه الله وشفاه من فتنة الصعافقة.
الوجه الثاني: سأعطيك خطئين وقع فيهما والدك، فأخبرني هل وقع الشيخ فركوس في مثلهما أو قريب منها؟!!
الخطأ الأول: موقف والدك الشيخ ربيع، والشيخ عبيد رحمه الله من استنكار الشيخ محمد الإمام اليماني لتفجير مسجدٍ في صنعاء إمامه زيدي، ويرتاده الرافضة والزيدية وعوام السنة، وقامت جماعة (داعش) بالتفجير، وأعلنت عن تبنيه.
فما هو موقف والدك والشيخ عبيد من ذلك التفجير؟!
الشيخ عبيد الجابري بعد صلاة الجمعة أخذ يكيل السب والشتم للشيخ محمد الإمام، ويقول عنه خيش وليس شيخا، وأنه ثور، وحمار أهل البدع!
وجريمته أنه استنكر تفجير المساجد، مع إضافة كذبة على الشيخ محمد الإمام أنه يستنكر تفجير مساجد الرافضة ولا يستنكر مساجد السنة!! وهذه كذبة كبرى.
وأما الشيخ ربيع فوافق الشيخ عبيدا في استنكاره، فناقشته، وجادلته، فزعم أن هذا مسجد ضرار، والنبي صلى الله عليه وسلم هدم مسجد الضرار، فقلت له: لكنه لم يهدمه على الناس!
وبعد جدال طويل لمدة يومين، أخبرته بأن الملك والحكومة السعودية استنكرت ذلك حينها سكت، وأمر بحذف المقال من شبكة سحاب الضرار!
فأخبرني أين تجد خطأ عند الشيخ فركوس يضاهي هذا الخطأ!
مع أن والدك شخصيا استنكر تفجير وثن العسكري في العراق للمفاسد المترتبة، والشيخ عبيد استنكر تفجير مسجد القديح الرافضي في الدمام، ولكن بسبب تحريش الصعافقة وتلاعبهم ومكرهم لم يستنكروا تفجير مسجد للشيعة في صنعاء!! طبعا والدك بعد جهد جهيد مني ظفرت منه بحذف المقال المستنكر على الشيخ محمد الإمام استنكاره تفجير المساجد عموما.
الخطأ الثاني:قبل معرفة والدك بنصرة المشير حفتر(وكان لواء حينها) للسلفيين كان يفتي ويأمر ويلزم الشباب السلفي بعدم القتال مع المشير حفتر ضد الخوارج والدواعش، لأنه يرى أن القتال مع المشير حفتر يعني نصرة العلمانية على الخوارج، ولذلك كان يترك الأمر لهم ليقتل بعضهم بعضا، مع إبعاد السلفيين عن هذا القتال!
بل جاءه تونسيون وسألوه عن قتال بلادهم وجيش تونس ضد الخوارج التكفيريين فنهاهم عن القتال مع الجيش تحت دعوى أنه جيش لدولة علمانية، وأنه يقاتل لأجل العلمانية!
فهذا هو معتقد والدك ومنهجه في تلك الدول الإسلامية التي لا تحكم بالشرع وجيوشها، وهو مخالف لعقيدة السلف ومنهجهم.
فأخبرني أين في كلام الشيخ فركوس أنه لا يؤيد قتال جيش الجزائر للخوارج؟!
هذه نماذج يا شيخ محمد ابن شيخنا ربيع، وعندي عشرات من الأخطاء لوالدك وللشيخ عبيد رحمه الله، لكني لست بالذي يجمع أخطاء العلماء لإسقاطهم، ولكني ذكرت نماذج لرد باطلك وبهتانك وتكذيبك للحق.
وأما الشيخ عبد المحسن العباد فأخطاؤه كثيرة منها: «إنكاراته العلنية على الملك والوزراء تأصيلا وتطبيقا، وثناؤه ودفاعه عن المغراوي والمأربي والحلبي، وشدته في الرد على من حذر منهم كشدته في تخطئة الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ أحمد النجمي، مع أنهم على الحق في القضية، وثناؤه على جمعية إحياء التراث القطبية لظنه أنهم سلفيون! وقوله بأن الحاكم المسلم الذي يحكم بالقوانين الوضعية لا بيعة له، وإنما السمع والطاعة في المعروف ولا يخرج عليه كما هو قول الشيخ ربيع والشيخ فركوس».
فهذه جملة من أخطاء هؤلاء المشايخ، ومع ذلك أنت ونحن لا نبدعهم، ولا نحذر منهم، بل نحفظ كرامتهم، ونرد أخطاءهم..
قال الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع: «وأنت تعلم الفرق بين الخطأ والانحراف الذي يسير في دربه فركوس.
وختاما لقد ضللت على علم لهوى ملأ راسك واضللت بعض من لا عقول عندهم. كتبه : محمد العمير يوم : الأحد 18 ذو القعدة 1445 هـ»
والجواب من وجوه:
الوجه الأول: التفريق بين أخطاء الشيخ ربيع والشيخ العباد والشيخ عبيد، وأخطاء الشيخ فركوس هو إما تفريق بين متماثلات، أو الحكم بإدانة الأقل خطأ وإعذار الأعظم والأظهر خطأ، وكلاهما باطل وشطط وظلم وبغي وعدوان، أدعوك لتركه والبراءة منه، والتوبة إلى الله من هذا الظلم البيّن، وأن تترك المحاباة في الحق.
الوجه الثاني: الشيخ محمد علي فركوس عالم سلفي فاضل، وأتعامل معه كبقية علماء السنة إذا وقع منهم الخطأ والزلل ولا أحابيه، ولا احابي أحدا على حساب الحق.
الوجه الثالث: الحمد لله أنا على هدى وصراط مستقيم، وأرى بكل جلاء ابتعادك عن الصراط المستقيم منذ أن خدعك سمير ميرابيع، ومحمد مفرح، وحاولت مناصحتك وتثبيتك على الحق لكنك رفضت وغضبت وتعصبت للباطل وأهل الباطل، ولا أملك إلا الدعاء لك بالهداية للصراط المستقيم، مع الرد عليك فيما تغوي به الشباب السلفي بتعليقاتك الفاسدة التي يتنزه عنها عوام السلفيين ولا تليق بمقامك الذي كنت أعرفك به.
وفي الختام أقول للشيخ محمد ابن شيخنا ربيع:
ارحم نفسك يا شيخ محمد، واتق الله، واحرص على حسن الخاتمة، ولا تسر في طريق الصعافقة فتكون من الهالكين، وأنت قد عرفت كيف استطاع الصعافقة التحريش بين الأحبة، وكيف كان والدك محبا للشيخ محمد بن هادي المدخلي، ثم انظر كيف صارت المودة الطويلة وتحولت إلى عداوة شديدة، وصار يمتحن الناس بحبيبه القديم الذي صار عدوه اللدود، والذي صار أخطر عنده من السرورية والقطبية ومن عبدالرحمن عبدالخالق وإحياء التراث، والذي صار في حكمه من يناصره فهو محاد لله ورسوله، وانت يا شيخ محمد تسير في طريق والدك الذي زل فيه وأخطأ، لكن مع تغيير الأسماء!!
فراجع نفسك، وانهها عن غيها، واترك الفتن والتدخل فيما لا تعلمه، وانج بنفسك حفظك الله ورعاك..
وهنا ردي السابق على الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع والذي جعلت هذا تتمة له:
«الرد على كلام شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع المدخلي في موضوع حسين الكرابيسي وأمور أخرى»
http://m-noor.com/showthread.php?t=18389
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د. أسامة بن عطايا العتيبي
رابط هذا المقال الجديد:
http://m-noor.com/showthread.php?t=18700