ما حكم سماع الأدعية الملحنة خارج الصلاة؟ لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - حفظه الله و وفقه -
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا تفريغ لسؤال وجه لفضيلة الشيخ عبد الله البخاري – حفظه الله ووفقه – يوم الجمعة 26 رمضان 1432ه ، و أريد أن أنوه على أني نقلت الجواب كما هو بدون تعديل . فأسأل الله أن ينفعنا جميعا بما نقرأ و نسمع .
" قال الشيخ – سدده الله -: هذا سائل يقول :ما حكم سماع الأدعية الملحنة خارج الصلاة؟
و الله يا أخي - بارك الله فيكم - كَثُرَ علينا هؤلاء الملحنون الذين شابهوا في أدعيتهم و ابتهالاتهم الصوفية - بارك الله فيكم - وترنُمَ المتصوفة وتغنمهم بمثل هذه. و نقول- بارك الله فيك - إن كنت و لابدّ سامعا أو مستمعا فاستمع إلى كتاب الله ، و إلى قراءة القرآن ؛ ففيها خير لك و تنوير لك بإذن الله فاستمع إلى القرآن ، و اقرأ القرآن .
أما الأدعية الملحنة فأنت سميّتها ملحنة وهذه ليست من السنة . التلحين في الأدعية ليس من السنة إنّما السنة أ ن يقرأ المرء قرأة عادية هذه الأدعية النبوية الشريفة .
أما أنّ يعني يفعلها بعضهم في مقامات و قريب من الأنشودات ، و قريب من الأغنيات ، و قريب من كذا. فيعني هذه مشابهة لغير أقول : لغير أهل أهل الرضا ، و بل وفيه اشتباه و تشابه كما قلت بالمخالفين لسنة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – و هذا المشهور عند المتصوفة بالوِجد و السماع و الترقص و الترنم.
و على ما في كثير من هذه الأدعية من اعتداءات شديدة و شنيعة ؛ سواءً اعتداء في اللفظ أو اعتداء في المعنى .
و مع الأسف أننا نقول : أنّ كثيرا من المسلمين ، و عددا من أهل الإسلام لا يعرفون معنى الاعتداء في الدعاء . و هذا الاعتداء في الدعاء سبب رئيس في عدم قبول الله – جل وعلا – لدعاء من دعاه .
و الاعتداء في الدعاء له أوجه كثيرة أشدها و أشنعها ما يكون في هذه الأدعية ؛ من اعتداء على مقام الألوهية والربوبية و أسماء الله وصفاته .
أو الاعتداء في الدعاء بالغلو في رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و تنزيله فوق منزلته أو دون منزلته و العياذ بالله.
أو من الأنواع الاعتداء أيضا في الدعاء أن يدعو العبد ربّه بما لا يجوز له ؛ أن يدعوه به كأن يجعله ملكا أو يجعله نبيا أو أن يجعله في مقام الغير المقام الذي هو فيه.
و كذلك من أوجه الاعتداء في الدعاء أن يطلب من الله – جل و علا- ما لا يجوز أن يطلبه ؛ كأن يجعل الأرض سماء و السماء أرضا .
أو أن يعتدي بأن يطلب من الله أن يجعل له هذا الجبل كنزا و ذهبا ، أو غير ذلك من صور الاعتداء في الدعاء لفظا أو معنى .
و من تلك الأنواع الاعتداءات :السجع في الدعاء المتكلف كما نص على هذا أهل العلم كالإمام ابن تيمية – رحمه الله – في رده على البكري ، و كذلك الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري عند قوله تعالى في كتاب التفسير من البخاري [إنّه لا يحب المعتدين] .
نعم ؛ فهناك أوجه كثيرة بالاعتداء في الدعاء . فيجب الفرار منها والبعد عنها و ما أكثر الذين يلحنون في الأدعية ويعتدون و الله لا يحب المعتدين .
فاترك هذا و استمع إلى ما يرقق قلبك ، و يقربك من الله – جل و علا – ففيه الخير و الكفاية ، ففيه الخير والكفاية .
نقف عند هذا و صلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
|