نصيحة ثمينة من الشَّيخ الوالد حسن عبد الوهاب البنا المصري إلى المشايخ الشَّام وفقهم الله (أ)
بسم الله الرحمن الرحيم
وأخيرًا ، بعد سرد المؤخذات الشرعية بعض تصريحات الحويني ، أحب أن استفسر من الأشياخ الكرام في الأردن عن أمر هام بعد سرد المؤخذات الشرعية على بعض تصريحات الحويني والتي ذكرت في هذا البحث (1)
هل علمها الأشياخ الكرام أم لم يعلموها ؟
فإذا كان كانت الأولى كما صرَّح بعضهم فَلِمَ لم يراجعوه فيها ويناصحوه فيها في هذا المجالس إعذارًا إلى الله عزوجل وانتصارًا للسُّنَّة وأهلها بدلاً من أن يقطعوا عنقه بهذا الثناء المفرط الذي يضره ولا ينفعه ، فإن رجع إلى الحقّ واستجاب للنصح وهذا ما نرجوه فإنه بهذا يجتمع الشمل ويلتئم الفتق ، وإن أصر على عدم الرجوع فليسلكوا مسلك السابقين من أئمة السلف الصالحين في التَّحذير ممَّن هذا حاله حفاظًا على صفاء العقيدة والمنهج ، وإبقاء للمنتمين إلى السُّنَّة بالأمر الأول دون أن يحدث عندهم خلط ولا بلبلة ولا انتكاسة عن الحقّ
وإذا كانت الثانية فننصح لهم بمراجعة الموضوع والإطلاع على تفاصيله حتى يكون لهم إلمام بما تصدروا للكلام فيه ، وتحمَّلوا أمانة الفتوى في شأنه ، ثم يجب عليهم بعد ذلك تقديم النصح للحويني ولغيره ممن أثنوا عليهم دون مجاملة أو مواربة سالكين طريق أهل السُّنَّة الخُلَّص على التفصيل السابق
وأنا أنصح نفسي ولإخواني جميعا الذين تصدروا للدَّعوة أن يراجعوا كتاباتهم مع غيرهم من أهل العلم المشهود لهم بالثبات ، وأن يتحاشوا الإدلاء بأي قواعد تخالف ما كان عليه السَّلف الصالح ، ولو أتوا بمبررات لتأكيد كلامهم الجديد .
...........
(أ) :النَّصيحة مستلة من مقدمة الشَّيخ الوالد حسن عبد الوهاب البنا حفظه الله لكتاب الحدود الفاصلة
(1) : الحُدُوّدُ الفَاصِلَةُ بَينَ أصُول مَنْهَج السَّلفَ الصَّالح وَأصُول القُطبِيَّةُ السُّرُوريَّةِ ويتضمَّن :المسَائِل الَّتي خاَلَفَ فيهَا أبوُ إسْحَاق الحوينيّ أصُول منهج السَّلَف الصَّالح وَوَافق فيِهَا أصُول القطبيَّة السٌّروريَّة / للمؤلف أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري حفظه الله