إلى المحدث الأصولي علي بن حسن الحلبي !!!! فقه الموازنات ليس هو منهج الموازنات , ففرّق

[أبو عبد التواب السنغالي]

الحمد لله و حده و صلى الله و سلم على نبيه و عبد و آله و صحبه و بعد :

فهذا تعليق مقتضب على مقالة وقع نظري عليها اليوم لمحدث القوم وفقيههم عنونها بقوله :

{{إلى الدكتور ربيع المدخلي:
أَدْرِكْ منهجَك (!) قبل «مؤتمر مكة» حول(الموازنات!)-برعاية خادم الحرمين-حفظه الله ورعاه-.}}

تكلم فيه عن المؤتمر العالمي فرحًا به , و كأنه يقول للعلامة ربيع , ها هو ذا ولي أمرك في المملكة يبطل ما قررته من بطلان منهج الموازنات بين الحسنات و السيئات , فلما لا ترد عليه ؟؟!!!

ثم قال في آخر المقال متهكما : («فقه الموازنات في الحياة المعاصرة» وهو –اللهم بارِكْ-برعاية خادم الحرمين-حفظه الله-.)


و جوابا أقول :

1- ألست تقرّ معنا أن منهج الموازنات بين الحسنات و السيّئات منهج باطل , فلما الفرح , و كأنك تقول للعلامة ربيع هيّا بدّع ولي أمرك لأجل هذه المسألة , و هذا دليل على جهلك بمنهج معاملة الحكام عند السلفيين .

2-لماذا وجهت الخطاب إلى العلامة ربيع فقط , و أنت تقرّ أنّ الأئمة الكبار كالألباني و ابن باز رحمهم الله , و غيرهم ممن لا يزال حيّا و طلبة العلم السلفيين و حتّى أنت أيها الحلبي -كما هو الظنّ بك-تقرّ ببدعية منهج الموازنات , فهل ترى أن الواجب إعلان النكير على ولي الأمر , أم الواجب إنكار هذا الباطل , و التوجّه إلى وليّ الأمر بالنصيحة السريّة كما هو منهج السّلف.

3- لتسرعك و غلبة هوى نفسك عليك , لتحقّق انتصارًا لنفسك و لو بالباطل , لم تكلّف نفسك عناء التثبت من موضوع المؤتمر , مع أنّ تفاصيله منشورة , فبمجرد رؤيتك لكلمة الموازنات ظننت المؤتمر في التأصيل لمنهج الموازنات بين الحسنات و السيئات , و الحقيقة الفاضحة غير ذلك كلّه

و لذلك فلتعلم يا فضيلة المحدث الفقيه العلامة !!! أنّك متصيّد عجول , و ذلك أنّ موضوع الندوة العالمية كما هو موجود في موقع جامعة أم القرى عنه فقه الموازنات لا منهج الموازنات , و فقه الموازنات باب من أبواب الشريعة يجب مراعاته , يُعنى أساسا بالموازنة بين المصالح و المفاسد المترتبة على الأعمال و على الترجيح بين المصلحتين و تقديم أعلاهما , و الترجيح بين المفسدتين و تأخير أعظم المفسدتين , و موضوع الندوة مبثوتة مواضيعه كلها في موقع الجامعة , ولا باس أن أنقل لكم أهداف المؤتمر من الموقع :

أهداف المؤتمر
1-بيان أهمية فقه الموازنات ولا سيما في العصر الحاضر، وأثره في إيجاد حلول سليمة لمشاكل الإسلامية.
2-استجلاء حقيقة فقه الموازنات وعلاقتها بالمنهج الوسط المعتدل الذي يحصل به التقديم والترجيع بين الأمور المتعارضة من غير إسراف ولا إجحاف
3-استخلاص المعايير الشرعية التي يعود لها فقه الموازنات والتي من شأنها أن تكفل مصالح الخلقـ وتحقق مقاصد الشارع الكريم.
4-بيان أثر فقه الموازنات في إبراز القضايا المعاصرة في الجوانب السياسية والاقتصادية والطبية مع حصول تطورات كبيرة في هذه الجوانب في الأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي
5-فتح المجال للباحثين المتميزين لدراسة فقه الموازنات، وتقديم مقترحات وتوصيات يمكن الإفادة منها في سبيل النهوض والحضارة، ولا سيما أن فقه الموازنات لم يأخذ حظه من البحث والدراسة الجادة.انتهت أهداف المؤتمر .


وبعد أن علمتم أن موضوع المؤتمر في واد و ظنون الحلبي في واد , نقول للحلبي - نصحا له - ارجع إلى كتب مقاصد الشريعة و قواعد الفقه , و فقه الأمر بالمعروف و انكار المنكر , لتجد قاعدة مدويّة مشهورة عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول فيها : ( إذا كان النهي عن المنكر يؤدي إلى منكر أشدّ منه فمن المنكر نهيك عن ذاك المنكر ) فذاك هو فقه الموازنات بين واجب النصيحة و المفسدة الناجمة عن نصحك , فترجح بينهما بفقه يسمى فقه الموازنات , إذا فالمؤتمر يعقد في موضوع : فقه الموازنة بين المصالح و المفاسد , و ليس في منهج الموازنة بين الحسنات و السيئات .

و أقول - أخيرا - تعليقا على قولك :
(ولعلّه –إن شاء الله-تتبعُ هذا المؤتمرَ مؤتمراتٌ أخرى حول:
(الجرح المفسَّر!)..
و(حمل المجمل على المفصَّل!)..
و(تبديع من لم يبدّع المبتدع!)..

...إلى غير ذلك مما أقام الدكتور ربيع المدخلي-أحسن الله خاتمتَه-باجتهاد محض-مغلوط-أشلاءَ مدرسته التشتيتيّة المشتّتة! -مما فرّق -بسببه-بداهةً-السلفيين -جميعاً-ومنهجَهم العلميَّ الدعويَّ المباركَ- في العالَم -كله-،وأشمت بهم خصومَهم ومخالفيهم-على تنوّع درجاتهم!-!!)اهـ


كلامك هذا يدلّ على نفسيتك المريضة , و انتصارك بالباطل , و تسرعك المذموم , و لو سلمنا جدلا أن المؤتمر و ما سيتلوه سيكون في كلّ تلك المواضيع التي أقضت مضجعك و بينت عوارك و فضحت تلاعبك , فلا يضُرُّ العلامة ربيعًا أن تقام , و لو كانت برعاية خادم الحرمين , فمنهج السلفيين معروف في طرق النصح , اللهم إلا أن تكون ممن يريد للسّلفيين أن يكونوا كمحمد حسان و الحويني يمدحون اليوم و يذمون غدا , و الله المستعان و الله يهديك .

[أبو الدرداء حامد العامري]

جزاك الله خيرا أخي أبوعبدالتواب فقد ألجمت ذلك المعتوه حجرا الذي أصبح يتخبط وينكر ماكان يعرف ويعرف ماكان ينكر وهذه هي الضلالة حق الضلالة فنسأل الله أن يهديه أو يقصم ظهره