التبيان في ذكر شيءً من معنى الحيوان ؛ ويليه ؛ ذكر بعض الألفاظ التي تُطلق على الحيوان
الـتـبـيـان فِـي ذكـر شَيء مِن معنى الحَيوان [ويليه] ذكـر بعـض الالـفـاظ ؛ التي تُطلق على الحيوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم الحمد للّه الذي أنزل القرآن العظيم بلغة العرب ، والصلاة والسلام على المبعوث بجوامع الكلم ونوابغ الحكم فكان أفصح من نطق وخطب . وبَـعـدُ : فإن اللغة العربية هي الكلمات التي يُعبر بها العرب عن أغراضهم ، وقد وصلت إلينا من طريق النقل ، وحُفِظت لنا في القرآن المجيد ، وفي أحاديث الرسول الرشيد ، مما نقلهُ الرواة الثقات ، ولما خشي أهل العربية من ضياعها ، بعد أن اختلطوا بالأعاجم ، دونوها في المعاجم [القواميس!] ، وأصَّلوا لها أصولًا تحفظها من الخطأ ، وسميت هذهِ الأصول (العلوم العربية) ، وهي التي يتوصل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ والزلل[1] ، ومن الكلمات التي يُرددها كثير من الناس ولا يعرفون معناها هي : ■ معنى الحيوان : - قال ابن فارس : الحاء والياء والحرف المعتلّ أصلان : أحدهما ، خلاف الموت ، والأخر : الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة ، فأما الأول : فالحياة والحيوان وهو ضد الموت والمَوتَان [2] . - وقال ابن منظور : والحيوان اسم يقع على كل شيءٍ حي ، وسَمَّى الله - عزوجل - الآخرة حيوانًا فقال : {وإِنَّ الدَّارَ الأخِرةَ لَهِىَ الحيَوانُ} [سورة العنكبوت : 64] ، وقال قتادة : هي الحياة ، وكل ذي روح حيوان والجمع والواحد فيه سواء [3] . ■ بعض الالفاظ التي تطلق على الحيوان : ◎ الدواب : فكل ماشٍ على الأرض دابة[4] ، قال ابن كثير في تفسير آية {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبّةٍ مِن مَّآءٍ} : يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات على أختلاف أشكالها وألونها وحركتها وسكناتها من ماء واحد[5] . ◎ البهائم : قال الزجاج في قوله تعالى : {أُحِلَّت لَكُم بَهِيمةُ الأَنعَـ'ـمِ} [سورة المائدة : 1] فالبهيمة ما لا نُطق لها ، وإنما قيل لها بهيمة الأنعام لأن كل حي لا يميز فهو بهيمة لأنه أُبهم عن أن يميّز[6] . ◎ الأنعام : ولها إطلاقان : عام يراد به البهائم (الحيوانات) عموماً ، وخاص يراد بها حيوانات مخصوصة [7] . قال ابن كثير في قوله تعالى {وَأنَزلَ لَكُم مِّن الأَنعـ'ـمِ ثَمَـ'ـنِية أَزوَج} : أي خلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام : {ثَمـ'ـنيَة أَزواجٍ مّنَ الضَّأن اثنَين وَمِنَ المَعزِ اثنَينِ}{وَمِنَ الِإبلِ اثنَين ومِن البَقرِ اثنَين}[8] . والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا . ــــــــــــــــــ [1] مقدمة رسالة القواعد النحوية تقديم الشيخ أحمد الوصابي (6). [2] معجم المقاييس (290) . [3] لسان العرب (14/214) . [4] لسان العرب (1/369) . [5] تفسير ابن كثير(5/353) . [6] لسان العرب (12/75) . [7] معجم المقاييس (1035) . أحكام القرآن للقرطبي (6/34). [8] تفسير ابن كثير(7/53) . ▣ كتبه : أبوالزبير محمد بن أبوبكر الليبي - عفا الله عنه - |
بارك الله فيك و جزاك الله خيراً
|
وفيك بارك مشرفنا الكريم
|
الساعة الآن 10:33 PM. |
powered by vbulletin