منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   لا الفَوزان مع فَالح الحربيّ ولا العـبَّاد مع عَليٍّ الحلبيّ. (http://m-noor.com//showthread.php?t=8261)

عبد الغني الجزائري 06-17-2011 09:34 PM

لا الفَوزان مع فَالح الحربيّ ولا العـبَّاد مع عَليٍّ الحلبيّ.
 
بسم الله الرحمن الرحيم





لا الفَوزان مع فَالح الحربيّ
ولا العـبَّاد مع عَليٍّ الحلبيّ
فهلاَّ استحى المدلِّسون قليلا مِن أنفسكم؟!




الحمد لله المعبود بحق، والشكر له على آلائه ونَعمائه، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد المصطفى خير البَرِيَّة وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أمّا بعد:
فـ «الثِّقة بكل الناس هزيمة»(١)؛إذ ليس كل من قال: ها ذا أنا؛ قُلنا: نعم... أنت أنت!!
فكم مِن قائلٍ -عن نفسِه؛ في الظاهر- خيراً؛ يُكذِّبُهُ باطِنُهُ، أو بَطْنُهُ!
وكم مِنْ حاكٍ لأُقصُوصةٍ جَميِلٌ ظاهِرُها؛ يُريدُ بها القباحة ذاتها!
... وكم مِن مُظهِرٍ حُبًّا لآخَرٍ؛ والقلب بشرايينِه يَبيتُ يلعنُ (المحبوب!)، ويصبحُ، ويُمسي كذلك!!
وكم من مُريدٍ للخير لم يبلُغْهُ -وهو صادِقٌ أصلا!-؛ فكيف إذا جمع بين الضِّدَّين؛ فبانت بالشَّرِّ إرادَتُهُ، وأُتبِعَ بِكَذِبٍ بعدَها؟!!
وعليه:


تَتَبيَّنُ أدبارُ الأمور إذا مضتْ *** وتُقبِلُ أشْباهاً عليكَ صُدورُها



فكلُ يوم يخرج علينا أهل البدع، والمنحرفون عن الجادّة، والحزبيُّون... وسَمِّ ما شئتَ من المعادين لدعوة الحق وأهلها -فما أكثرهم!- بأمور من ضرب الكذب، وجنس التدليس والتلبيس؛ ينسخُ بعضها بعضا والزمان شاهد عيانٍ كل مَرّة على مخالفاتهم المُرّة!
ومن ذاك: تمسّحهم، تزلّفهم، تملّقهم... بشيخين -من علمائنا- أثَريَّيْنِ، من كبار أهل السنّة والجماعة الأخيار، ليس حُـبًّا فيهما -للقرائن القويّة على هذا!- ولا لِمَنهَجهما الحق؛ ولكن لِضرب أهل السنّة ببعضهم، وحماية جَنَابَ الانحراف عندهم، أو -على الأقل- إشغال المشتغلين بِنَقضِهم والرَّدِّ عليهم بمن سواهم؛ لِيَحلُوَ لهم الجَوُّ ويخْلُو مِن مُنغِّصاتهم؛ فاحضني وفرِّخي يا...!
الشيخان اللَّذَانِ أعنيهِما -ها هنا- أَسَدَي السنّة -بِلا مَخيلة-: الشيخ الفقيه؛ صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان، و ريحانة المدينة المحدّث؛ عبد المحسن بن حمد آل عبّاد البدر -حفظهما الله وزادهما من فضله وكرمه-.
الشيخان لا يحتاجان تعريفًا ولا ترفيعًا أو ترجمة... فهُما هُما في العلم والمكانة والقدر، والله يؤتي فضله مَن يشاء.
ولَمَّا كان هذا قد عُرِف عند كلِّ سُنِّيٍّ أثري؛ كان كذلك عند كلّ مُدَّعٍ بانتسابه لمنهج الحق يُكثِرُ قولَه -وهو ربما على طريق رَدِي-: أنا سلفي!
ولقد ظهر -ومازال يظهر في الفترة الآنيّة- حال هؤلاء الأقوام الأقزام في تطاولهم على خيرة العلماء؛ بالتَّسلُّق على أكتاف بعضهم، والتَّملَّق بالشَّيخين المذكورَيْن، والتَّشدُّق بذِكرِ اسمَيْهِما(٢) في كلِّ تهرُّبٍ مِن الحقِّ وإدبارٍ عنهُ، أو إقبالٍ على الباطِلِ وإلزام غيرهم به!
وهناك رجُلان ولهما أتباعٌ -فَعَادَا بعدُ صنفان مستقلاّن- من هذا القبيل؛ هُما:

١- فالح بن نافع الحربي:
يُثني على الشيخ صالح الفوزان ويُطري -وكذا الفعل من أتباعه؛ فلا عجب- والأمر إلى هنا لا يُستغرَبُ؛ حيث أنَّ فالحاً في مسلكه هذا له نَفَسٌ في العموم -بالاستقراء، ولك أن تنظُر- مع طائفة من العلماء المتقلّدين منصب (عضو) في هيئة كبار العلماء.
ومنه: فهل صدر منه أو من أتباعه -على السواء- نقدٌ لِبَكرٍ، أو رَدٌّ على ابن مطلق؟!
الله أعلم...
وفي المُقابل يُعلن الحرب -وهي نِسبَةٌ له (الحربي!)؛ فلا جديد- على ثلّة من خيار أهل العلم وكبارهم -أحدُهم بعض تلاميذه تبوّؤوا منصب (عضو) في الهيئة المذكورة-، والراسخين فيه كـ: أحمد بن يحي النجمي، وربيع بن هادي، وعبد المحسن العباد، وزيد المدخلي، وعبيد الجابري، وصالح السحيمي... وخلقٌ كُثُر؛ بل وحتّى الإمام الألباني!!
نرجعُ ونسألُ؛ عسى أن نجد جواباً -ولو بعد قرنٍ من الزَّمان-:
هل الشيخ صالح بن فوزان مع فالح الحربيّ ومن معه في ردِّ هذه الطائفة من خيرة العلماء، وعدم تبجيله واحترامه لهم كما يفعلُ هو معهم(٣)؟!
الجواب؛ نتركه لكلِّ ذي نُهية، أو ألقى السّمع وهو شهيد...

٢- علي بنُ حسن الحلبي:
أمّا هذا؛ فتراهُ -وتسمعه كذلك!- يثني على الشيخ عبد المحسن العبّاد -والصنيع من (مُرِيدِيهِ) أو قُلْ: (مُرْدِيهِ)؛ هو هو صنيعُهُ!-؛ إذ أنَّ عليًّا ومَن اقتفى أثره مؤخراً ما يفتؤون يمدحون العبّادَ كُلَّما صُوِّبوا من أخطائهم، أو صُوِّبت إليهم سِهام النّقد ليرجعوا عمّا أحدثوه من مخالفة بانحراف عن السبيل الصحيحة؛ وكأنّهم يتّكِؤُون بِكُلِّهم -لِيُقِيموا ما بقِيَ من منهجهم الأعرج يقوم- على الشيخ العبّاد! ومتى كان العبّادُ تُكَأَةً للمنحرفين عن الجادّة، والمُخالفين للصواب؟!
وانظُرْ -أيها الأخُ المُنصِفُ-...
الحلبيُّ يطعن على أهل السنّة ثم يطوي إزارَهُ على عجَلٍ؛ كَي لا يمَسَّ طرفُهُ -بزعمه!- بِركةَ الغُلُو، ولا يتَّسِخَ أسفلَ بُرْدِهِ بطين الطّعن في العلماء؛ ضارِباً لمن أعاره سمعه -يسمعُهُ- مثال الوسطيّة والمشيخة على الحقيقة والاعتدال (عبد المحسن العبّاد)!
ومنه: فهل صدر أو سبق منه أو ممّن تابَعَهُ نقدٌ لِعدنان عرعور بالتحذير منه -كما صنع العبّاد- مثلاً؟!
لا أظُنُّ...!!
وهل خطّؤُوا (رسالة عمّان) وقالوا بضلال ما فيها من بنود كُفريّةٍ تقرِّرُ هدم مُسلّمات الإسلام المتين، وتحُضُّ على نسفِ الفُروقات -على المستوى العقدي- بيننا وبين المغضوب عليهم والضّالين؟!
كذلك، لم يحدُث منهم هذا -وربّما!- ولا في الأحلام!
نعود لنسأل، وهذه المرّة عسى أن نظفِرَ بجوابٍ -ولو بعد قرنين-:
هل الشيخ العبّاد -أعزّه الله بالتوحيد والسُّنةِ- مع الحلبيّ فيما أحدثهُ ونصب نفسه وجنّد مِن ورائِه أعواناً لِضربِ علماء الطّرف الآخر -كما يُصوّر الحلبيُّ هذا كثيرا بلسان حاله(٤)- وعلى رأسهم الرّبيع، وكذا الجابري...؟!
الجواب، نتركه لِمَن أحبَّ الحقَّ ونذر نفسه ليتَّبِعَه أنّى كان، مِن عند مَن ظهر -كان من كان-... فهل مِن مُجيب؟
إنـَّا مِنَ المُنتظرين، ما شاء الله ربُّ العالمين...


**..*.*..**


والحقيقة أنّ الذي لجأ إليه الحَربِيُّ والحَلبيُّ مِن شدِّ الأزر للنّفسيّة المهزوزة، وإرجاع القليل من مكانتهما المفقودة، وإيهام الناس أنّهما ليسا وحدهما في ذا السّبيل أو ذاك؛ لذَرِّ الرّماد في العيون! وكأنّهما نَسِيَا أنّ الذي أرْدَاهُما وأَوْرَدَهُما المهالك: ما أصّلاه مِن قواعد داحضة، وما تَبَنّياهُ مِن مشارب كَدِرَة.
وإن كانا متناقضان في الواقع؛ إلاّ أنّهما على أهل السنّة حربٌ واحدة، هذا بالغلوِّ، والآخر بضدّهِ، ولا سبيل للعَوْدِ الحميد منهما إلاّ بالعودة -بالتّوبة والأوبة- لله إلى الوسطيّة، ولا مناص من هذا إلاّ به، والله المستعان.

قُلتُ:

وما فالِحٌ بِمنهجِ الحدّاد سيُفلِحُ *** وما علِيٌّ بقى في نهجِه إلاَّ وَطِي
فإن كان أوّلٌ عادَ عن غُلوائه *** وعَلى علِيٌّ عن تمييع دون تورُّطِ
فَلَيْتَ شعري ويعلم قومي ليتهم *** عن فرحتي بهما هو قولُ المقسطِ



وصلّى الله على النّبيِّ الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، والتّابعين لهم بإحسان إلى يومِ الدِّين.



كتب
عبد الغني بن ميلود الجزائري
-غفر الله له ولوالديه-
يوم الجمعة ١٦ رجب ١٤٣٢ هـ
الموافق -بقدر الله- لـ: ١٧ جوان ٢٠١١ م


____________
(١) قاله الإمام الخَطابي -رحمه الله-.
(٢) وليس لِزاما أن يكون هذا بالشيخين معًا دائما، بل أحيانا بهذا دون ذاك، والعكس! فتنبّهْ -رعاك الله-.
(٣) لقد فرّغتُ مادتين صوتيّتين للشيخ صالح بن فوزان -في ذا الشأن- لضرب المثال لا الحصر؛ فانظر وتأمّل:
قال السائل: «هل من نصيحة للشباب الذين يطعنون في بعض أئمّة الدعوة السلفية؛ كالشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ ربيع المدخلي؟
* الشيخ: أُترُكونا... من القيل والقال؛ المشايخ -إن شاء الله- فيهم خير، ... وفيهم بركة في الدعوة إلى الله، وتعليم الناس، ... الرّسول ما أرضى كل الناس؛ فيه ناس (حاقدين) على الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-.
مسألة النفسانيات والأهواء هذه لا اعتبار بها؛ والمشايخ نحسِنُ بهم الظّن، وما علمنا عليهم إلاّ كُلَّ الخير -إن شاء الله-، وندعوا لهم بالتوفيق، نعم» اهـ.
** وقال الشيخ: «... ونسأل الله تعالى لأخينا وحبيبنا الشيخ أحمد النجمي الشفاء والعافية، والبركة في عمره، وأن يُمِدَّ الله في حياته لخير الإسلام والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين» اهـ.
(٤) هكذا يكون التدليس وإلاّ فلا! وي كأنّهُ استمدَّ هذا ممّن سلكه به أتباع فالحٌ الحربي؛ حيث يُخيَّلُ لمن يقرأ مقالاته في موقعهم (الأشري) أن الفوزان معهم ضد بقيّة العلماء الذين خالفوا شيخهم فالِحاً!
نسأل الله العافية والسّلامة...

أبو عبد الرحمن الجزائري 06-18-2011 03:11 PM

جزاك الله خيرا أخي الفاضل
والله أبدعت أخي
أحسن الله إليك وبارك فيك وجزاك ربي خيرا كثيرا

عبد الغني الجزائري 06-27-2011 12:02 PM

وإياك يا طيب القلب
نسأل الله أن يتقبل


الساعة الآن 02:12 AM.

powered by vbulletin