منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   ۞ ذيلُ الصِّراط المُستقيم في صِفة صلاةِ النَّبيِّ الكريمِ۞ للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي -رحمه الله تعالى- (http://m-noor.com//showthread.php?t=16232)

أبوشعبة محمد المغربي 01-29-2015 12:00 PM

۞ ذيلُ الصِّراط المُستقيم في صِفة صلاةِ النَّبيِّ الكريمِ۞ للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي -رحمه الله تعالى-
 
ذيل الصراط المستقيم في صفة صلاة النبي الكريم

تأليف :
الشيخ العلامة المحدث:
محمد تقي الدين الهلالي
-رحمه الله-


****
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم على عبدك ورسولك محمد خاتم النبيئين و على آله وأصحابه أجمعين وعلى من اقتدى بهم إلى يوم الدين .
أمَّا بعد : فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسني : وفَّقني الله تعالى إلى تأليف كتاب '' الصراط المستقيم في صفة صلاة النبي الكريم '' ، ونفع الله به خلقاً كثيراً ؛ ثم سألني بعض الإخوان الصَّادقين أن أؤلِّف له ذيلاً يشتمل على أدلَّة الأحكام الواردة فيه ، فها أنا ذا أستعين بالله وأشرعُ في ذكر الأدلة .
****
دليل الأذان والإقامة
١ ـ أخرج البخاري عن أنس قال:'' أُمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة '' .
قال الكرماني : قوله : '' إلا الإقامة '' : أي : إلاَّ لفظ الإقامة أي '' قد قامت الصلاة '' فإنه لا يوترها بل يشفعها والحديث حجة على مالك كما أنه حجةٌ على أبي حنيفة ''.
قال محمد تقي الدين الهلالي : المراد بشفع الأذان كونه أكثر كلماته مثنى مثنى ، فكلماته سبع ، ست مشفوعة و واحدة مفرده ، فتكون كلماته ثلاث عشرة كلمة ، وقد صح الترجيع عن النبي صلَّى الله عليه وسلم ، وهو ذكر الشهادتين مرتين بصوت منخفض ثم ذكرهما كذلك بصوت مرتفع .
وعليه تكون الكلمات سبع عشرة ، وثبت أيضا تربيع التكبير وتثنيته أصح.
٢ ـ وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقال في آذان الفجر الأول بعد : '' حي على الفلاح '' ''الصلاة خير من النوم '' مرتين . رواه ابن خزيمة والنسائي والبيهقي وصححه ابن السكن وابن حزم .
****
دليل تسوية الصفوف
٣ ـ عن النعمان بن بشير قال : '' كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا ، في الصلاة فإذا استوينا كبر '' . رواه أبو داود .
٤ ـ عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : '' لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه أو لتغمصن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم '' . قال المنذري : رواه أحمد والطبراني .
٥ ـ عن البراء بن عازب قال : '' كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول : '' لا تختلفوا فتختلف قلوبكم '' وكان يقول : '' إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول '' .
٦ ـ عن أبي القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال : (( أقيموا صفوفكم ـ ثلاثا ـ والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم )) . قال : فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه . رواه أبوداود .
٧ ـ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تدعوا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله )) رواه أبوداود .
****
الإحرام
٨ ـ عن بن عمر قال :(( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا استفتح الصلاة رفع يديه حتى تحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع رأسه من الرُّكوع )).أخرجه السِّتة .
****
وضع اليمنى على اليسرى
٩ ـ عن زرعة بن عبد الرحمان قال سمعت ابن الزبير يقول :(( صفُّ القدمين ويد على اليد من السُّنة )) .
١٠ ـ عن سهل بن سعد أنَّه قال :(( كان النَّاس يؤمرون الرَّجل أن يضع اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )). أخرجه مالك في الموطأ ورواه البخاري من طريقه ، وهناك أحاديث أخرى صحيحة في معناه .
****

دعاء الإستفتاح
١١ ـ عن أبي هريرة قال :(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يسكت بين التَّكبير إسكاتة قال أحسبه قال هنيَّة فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال : أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد )) رواه البخاري .
١٢ ـ وعن أبي الجوزاء عن عائشة قالت :(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)) رواه أبوداود.
١٣ ـ عن أبي سعيد الخذري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل كبَّر ثمَّ يقول : (( أعوذ بالله السَّميع العليم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ )) رواه أبو داود .
ومعنى الهمز المتة وهي الخنق ، والنفخ هو الكبر ، والنفث هو الشعر .
وقال تعالى في سورة النَّحل يخاطب رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وأمته تبعٌ له ( فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مَنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمْ ) فلا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن بلا استعاذة ، والأمر للوجوب حتَّى تقوم قرينة تصرفه عنه ، وقد أخبرنا الله أنَّ الشيطان عدو لنا ، ولا يدفع شره إلاَّ بالإستعاذة .( ٱنظر شرح المحلَّى للإمام ابن حزم ج٣ ، ص:٢٤٧ ) .
****

دليل الإسرار بـ بسم الله الرحمان الرحيم
١٤ ـ عن أنس أنَّ: النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبا بكر وعمر وعثمان كانواْ يفتتحون القراءة بالحمد الله رب العالمين . متفق عليه .
قال الخطَّابي في شرح سنن أبي داود : قلت :'' قد يحتج بهذا الحديث من لا يرى أنَّ الفاتحة من أمِّ الكتاب ، وليس المعنى كما توهمه ، وإنَّما وجهه ترك الجهر وإنما وجهه ترك الجهر بالتسمية بدليل ما روى ثابت البناني عن أنس أنَّه قال : '' صلَّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يجهر ببسم الله الرحمان الرحيم ''.
قال محمد تقي الدين : جآء في تفسيري الذي سمَّيته '' فتح الرحمان '' ما نصُّه: البسملة آيةٌ من الفاتحة ومن كلِّ سورة في القرآن على القول الرَّاجح '' .
١٥ ـ أخرج أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عبَّاس :'' أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السُّورة'' وفي رواية :'' انقضاء
السورة حتى ينزل عليه ( بسم الله الرحمان الرَّحيم ) . وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيحٌ على شرط الشيخين .
١٦ ـ وأخرج ابن خزيمة في صحيحه عن أمِّ سلمة : أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قرأَ البسملة في أوَّل الفاتحة في الصّلاة وعدَّها آية . وفي إسناده عمر بن هارون البلخي وفيه ضعفٌ .
١٧ ـ وروى الدارقطني من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :( إذا قرأتم الحمد لله فاقرأواْ بسم الله الرحمان الرحيم، فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسَّبع المثاني ، و( بسم الله الرحمان الرحيم ) إحدى آياتها . رواه الدارقطني وقال : إسنادٌ رجاله كلُّهم ثقات ؛ ورواه البخاري في التاريخ قال البيهقي : أحسن ما احتجَّ به أصحابنا في أنَّ البسْملة من القرآن وأنَّها من فواتح السُّور سوى سورة براءة ، فكيف يتوهم متوهم أنهم كتبواْ مائة وثلاث عشرة ليست من القرآن وقد علمنا بالرِّواية الصحيحة عن ابن عبَّاس أنَّه كان يعدُّ البسملة من الفاتحة ويقول : '' انتزع منهم الشيطان خير آية من القرآن '' رواه الشافعي .
١٨ ـ وقد أخرج النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة أنه صلَّى فجهر في صلاته بالبسملة وقال بعد أن فرغ : '' إنِّي لأشبهكم صلاة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم'' وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم .
١٩ ـ وروى أبو داود والترمذي عن ابن عبَّاس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتحُ الصلاة (ببسم الله الرحمان الرَّحيم) وقال الترمذي : ليس إسنادهُ بذاك .
وقد أخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ''ببسم الله الرحمان الرحيم'' ، ثم قال : صحيح .
٢٠ ـ وأخرج البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كانت قراءته مدّاً ثمَّ قرأ ( بسم الله الرحمان الرحيم ) يمدُّ ( بسم الله ) ويمدُّ ( الرَّحمان ) ويمدُّ ( الرَّحيم ).
٢١ ـ وأخرج أحمد في المسند وأبو داود في السُّنن وابن خزيمه في صحيحه والحاكم في مستدركه عن أم سلمة قالت : '' كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته ( بسم الله الرحمان الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، الرحمان الرحيم ، ملك يوم الدين ) وقال الدَّارقطني : إسناده صحيح ، وبهذا قال من الصحابة أبو هريرة وابن عبَّاس وابن عمر وابن الزبير ، ومن التَّابعين فمن بعدهم سعيد بن جبير وأبو قلابة والزهري وعكرمة وعطاء وطاووس ومجاهد وعلي بن الحسين وسالم بن عبد الله وسالم بن كعب القرظي وابن سيرين وابن المنكدر ونافع مولى ابن عمر وزيد بن أسلم ومكحول وغيرهم ... ، وإليه ذهب الشافعي .

****

وجوب قراءة فاتحة الكتاب في كل ركعة على الإمام والمأموم والمنفرد
٢٢ ـ عن عبادة بن الصَّامت أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال : '' لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب '' رواه الجماعة، وفي لفظ :'' لا تجزئ صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب '' رواه الدارقطني وقال : إسناده صحيح .
٢٣ ـ وعن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يقول :'' من صلَّى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداجٌ '' رواه أحمد وابن ماجة .
٢٤ ـ وعن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم أمرهُ أن يخرج فيُنادي :'' لا صلاة إلاَّ بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد '' رواه أحمد وأبوداود .
٢٥ ـ عن عبادة قال : صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم صلَّى الصُّبح فثقلت عليه القراءة فلمَّا انصرف قال :
'' لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها '' . رواه أبوداود والترمذي وفي لفظ : '' لا تقرأوا بشيء من القرآن إذا جهرت به إلا بأم القرآن '' . رواه أبو داود والنسائي والدارقطني وقال : كلُّهم ثقات.
٢٦ ـ وعن عبادة أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال : '' لا يقرأن أحد منكم شيئا من القرآن إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن '' . رواه الدارقطني وقال : رجالهم كلهم ثقات.
قال محمد تقي الدين : وقد ألف البخاري كتاب القراءة خلف الإمام والمأموم والمنفرد في السرية والجهرية ،وألف البيهقي أيضا كتابا مثله .
****
التأمينُ والسَّكتة الثانية
٢٧ ـ عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : '' إذا أمَّن الإمام فأمِّنواْ فإنَّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه '' ، وقال ابن الشهاب ، وفي رواية إذا قال الإمام (غير المغضوب عليهم ولا الضَّآلين) ، فقولواْ آمين فإنَّ الملائكة تقول آمين ، وإنَّ الإمام يقولُ آمين ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه '' رواه أحمد والنسائي .
٢٨ ـ وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إذا تلا :( غير المغضوب ولا الضآلين ) ، قال : آمين ، حتى يسمعه من في الصَّفِّ الأوَّل '' . رواه أبوداود وابن ماجة وقال : '' حتَّى يسمعها أهل الصَّفِّ الأوَّل فيرتجَّ المسجد '' .
٢٩ ـ وعن وائل بن حجر قال : '' سمعت النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قرأَ ( غير المغضوب ولا الضآلين )، فقال : آمين ، يمدُّ بها صوته '' . رواه أحمد وأبوداود والترمذي.


٣٠ ـ عن الحسن عن سمرة عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم :'' أنَّه كان يسكت سكتتين ، إذا افتتح الصلاة وإذا فَغ من القراءة كلِّها '' . وفي رواية :'' سكتةً إذا كبَّر وسكتةً إذا فرغَ من قراءة ( غير المغضوب ولا الضآلين ) . رواهأبو داود وكذلك أحمدُ والترمذي وابن ماجة بمعناه .
****
قراءة السُّورة بعد الفاتحة
٣١ ـ عن أبي برزة قال : '' كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يصلي الصبح فينصرف الرجل ، فيعرف جليسه ، وكان يقرأ في الركعتين أو أحدهما ما بين السِّتين إلى المائة ''.رواه البخاري .
٣٢ ـ عن أبي سعيد الخذري قال : '' كنا نحرز قيام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الرَّكعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية ، وحزرنا قيامه في الأُخريين قدر النِّصف من ذلك ، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر ، على قدر قيامه في الأُخريين من الظهر ، وفي الأخريين من العصر على النِّصف من ذلك ''.
٣٣ ـ عن هشام بن عروة أنَّ أباه كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرأون ، والعاديات ( ونحوها من السُّور) ، وعن أبي عثمان النهدي :'' أنَّه صلَّى خلف ابن مسعود المغرب فقرأ بـ ( قل هو الله أحد ).
****
دليل القراءة في العشاء
٣٤ ـ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمعاذ : '' هلا قرأت بـ( سبح اسم ربِّك الأعلى ) و ( الشمس وضحاها ) و( الليل إذا يغشى ) ''. رواه البخاري .
****
ما يقرأُ في صبح يوم الجمعة
٣٥ ـ عن ابن عبَّاس '' أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كان يقرأُ في صلاة الفجر يوم الجمعة (ألم تنزيل ) ''السَّجدة'' و(هل أتى على الإنسان حين من الدَّهر) '' وزاد أبو داود وفي صلاة الجمعة بسورة ''الجمعة'' و( إذا جآءك المنافقون ) '' . وأخرجه مسلم والنسائي بتمامه .
****
ما يقرأُ به في صلاة الجمعة
٣٦ ـ عن النعمان بن بشير أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم :'' كان يقرأُ في العيدين ويوم الجمعة بـ ( سبِّح اسم ربِّك الأعلى ) و بـ ( هل أتاك حديث الغاشية ) . رواه مسلم والأربعة
٣٧ ـ عن ابن أبي رافع ـ واسمه عبيد الله ـ قال : صلَّى بنا أبو هريرة يوم الجمعة فقرأ سورة ''الجمعة'' ، وفي الرَّكعة الأخيرة بـ ( إذا جآءك المنافقون ) ، قال : فأدركت أبا هريرة حين انصرف ، فقلت له : إنَّك قرأت بسورتين ، كان عليٌّ يقرأُ بهما بالكوفة ، قال أبو هريرة : إنِّي سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقرأُ بهما يوم الجمعة ''.
****
دليل السكتات
٣٨ ـ عن سمرة قال : '' سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فيه : قال سعيد: قلنا لقتادة ما هاتان السَّكتتان ؟ قال : إذا دخل في صلاته وإذا فرغ من القراءة ، ثم قال بعد : وإذا قال : ( غير المغضوب عليهم ولا الضّآلين ) . أخرجه الأربعة إلاَّ النسائي.
****
دليل رفع اليدين في الصلاة
٣٩ ـ وعن ابن عمر قال :'' كان النبي صلَّى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة ، رفع يديه حتَّى يكونا بحذو منكبيه ، ثم يكبِّر فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك ، وإذا رفعهما مثل ذلك ، وإذا رفع رأسه من الرُّكوع رفعهما كذلك أيضاً وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد '' . متفق عليه .
٤٠ ـ وللبخاري :'' ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود '' .
٤١ ـ ولمسلم : '' ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود ''
٤٢ ـ وله أيضاً : '' ولا يرفعهما بين السجدتين '' .
٤٣ ـ وعن نافع :'' أنَّ ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه ، وإذاركع رفع يديه ، وإذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه ، وإذا قام من الرَّكعتين رفع يديه ، ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ''.رواه البخاري والنسائي وأبوداود .
****
دليل مقدار الرُّكوع والسُّجود
٤٤ ـ وعن أنس بن مالك قال : '' ما صلَّيت وراء أحد بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أشبه صلاة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من هذا الفتى ـ يعني : عمر بن عبد العزيز ـ قال : فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات ''. وأخرجه أبوداود والنسائي .
****
دليل ما يقال في الركوع
٤٥ ـ عن عقبة بن عامر قال : لمَّا نزلت :( فسبح باسم ربك العظيم ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في ركوعكم '' ، فلمَّا نزلت :( سبح اسم ربِّك الأعلى ) قال : اجعلوها في سجودكم .


****


دليل آخر على مقدار الركوع والسجود
٤٦ ـ وعن البراء قال : (( كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع من الركوع ، ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء )) . متفق عليه .
****
دليل مقدار القيام بعد الركوع
٤٦ ـ وعن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال :(( سمع الله لمن حمده )) قام حتى نقول : قد أوهم : ثم يسجد ويقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم )). رواه مسلم .
****
دليل ما يقال بعد الرفع من الركوع
٤٧ ـ وعن أبي سعيد الخذري قال : كان رسول الله إذا رفع رأسه من الركوع قال :(( اللهم ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت بعد ، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه مسلم .
قال محمد تقي الدين : إذا نظرنا بإمعان في قول النَّبي صلى الله عليه وسلم :
٤٩ ـ (( وصلواْ كما رأيتموني أُصلِّي )) رواه البخاري ، وبهذين الحديثين الأخيرين ، وحديث البراء نعلم يقيناً مقدار ركوع النَّبي صلَّى الله عليه وسلم وسجوده بين السجدتين ، ثم نضيف إلى هذا الحديث حديث أنس فيتبيَّن لنا من هذه الأحاديث أنَّ مقدار هذه الأركان الأربعة لا يقلُّ عن عشر تسبيحاتٍ ، وأمَّاحديث عون بن عبد الله بن مسعود قال :٥٠ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات سبحان ربي العظيم وذلك أدناه ، وإذا سجد فليقل سبحان ربي الأعلى ثلاثا وذلك أدناه )). أخرجه الأربعة إلاَّ النسائي ، وقال أبو داود هذا مرسل عون لم يدرك عبد الله .
وكذلك حديث السعدي عن أبيه أو عن عمه قال :
٥١ ـ (( رمقت النبي صلَّى الله عليه وسلم وهو في صلاته فكانيتمكَّن في ركوعه وسجوده ، قدر ما يقول سبحان الله ثلاثا )) قال أبو داود السعدي : مجهول .
فلا حجة في ذلك لضعف هذين الحديثين ، وأمَّا حديث إتمام هذه الأركان فهي كثيرة صحيحة كالشمس ، يُضاف إليها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة:
٥٢ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد فأكثرواْ من الدُّعاء )) ، ومن اقتصر على ثلاث تسبيحات لا يمكن(ه) أن يكثر من الدعاء ، ولذلك أقول : إنِّي راجع عمَّا أشرتُ إليه في المتن من إجزاء ثلاث تسبيحات .
****

دليل وضع اليدين على الرُّكبتين في الركوع
٥٣ ـ عن مصعب بن سعد قال : '' صليت إلى جانب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني أبي وقال : كنا نفعل ونهينا عنه ، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب '' . رواه السِّتة .
****
دليل تقديم الركبتين على اليدين في السجود
٥٤ ـ عن وائل بن حجر قائل : '' رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ''. رواه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي .
قال أبو سليمان الخطابي : '' حديث أبي وائل أثبت من حديث أبي هريرة '' ، يعني : الذي يدلُّ على تقديم اليدين على الركبتين .

****

دليل السجود على سبعة أعظم
٥٥ ـ عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : '' أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين ''. متفق عليه .
٥٦ ـ وعن عبد الله بن مالك بن حنية قال :'' كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه '' . متفق عليه .
****
دليل كيفية السجود
٥٧ ـ عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :'' اعتدلواْ في السُّجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه إنبساط الكلب '' . متفق عليه .
٥٨ ـ وعن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : '' إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك ''
رواه مسلم .
٥٩ ـ وعن أبي حميد في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : '' إذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء من فخذيه ''. رواه أبو داود .
٦٠ ـ وعن أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم : '' كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض ونحى يديه عن جنبيه ، ووضع كفيه حذو منكبيه '' . رواه أبوداود والترمذي وصححه .

دليل التكبير في كلِّ خفض ورفع
٦١ ـ عن ابن مسعود قال : '' رأيت النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكبِّر في كلِّ رفع وخفض وقيام وقعود ''. رواه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الترمذي .
٦٢ ـ وعن عكرمة قال :'' قلت : لابن عبَّاس : صلَّيت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة ، يكبِّر إذا سجد وإذا رفع رأسه ، فقال ابن عباس : تلك صلاة أبي القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم .
٦٣ ـ وعن أبي موسى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطبنا فبيَّن لنا سنَّتنا وعلَّمنا صلاتنا ، فقال :'' إذا صلَّيتم فأقيمواْ صفوفكم وليأمَّكم أحدكم فإذا كبَّر فكبِّرواْ وإذا قرأ فأنصتواْ ، وإذا قال:( غير المغضوب عليهم ولا الضَّالين) فقولواْ : آمين ، يحبكم الله وإذا كبَّرَ وركع فكبِّرواْ واركعواْ فإنَّ الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم ''.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :فتلك بتلك فإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولواْ : اللهم ربَّنا لك الحمد يسمع الله لكم ، فإنَّ الله قال على لسان نبيِّه سمع الله لمن حمده ، وإذا كبَّر وسجد فكبِّرواْ واسجدواْ فإنَّ الإمام يسجدُقبلكم ويرفع قبلكم '' ، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم :'' فتلك بتلك ، وإذا كان عنده القعدة فليكن من أوَّل قول أحدكم : التَّحيَّات الطَّيِّبات الصَّلوات لله السَّلام عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاتها السلام علينا وعلى عباده الصَّالحين أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله ''. رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبوداود ، وفي رواية بعضهم :'' وأشهد أنَّ محمداً ''.
٦٤ ـ وعن عائشة قالت :'' كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يكثرُ في ركوعه وسجوده :'' سُبحانك اللَّهم ربَّنا وبحمدك اللَّهم اغفر لي '' يتأوَّل القرآن. أخرجه السِّتة إلاَّ الترمذي .
٦٥ ـ وعن أبي هريرة أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول في سجوده :'' اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه دقَّه وجله وأوَّلهُ وآخره ، ـ زاد ابن السَّرح ـ وعلانيته وسرَّه '' أخرجه مسلم وأبو داود.
٦٦ ـ وعن ابن عبَّاس أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :'' نُهيت أن أقرأ راكعا أو ساجداً فأمَّا الرُّكوع فعظِّمواْ الرَّبَّ فيه وأمّا السجود فاجتهدواْ في الدُّعاء ، فقمنٌ أنيستجابَ لكم ''. أخرجه مسلم والأربعة إلاَّ التِّرمذي .
٦٧ ـ وعن عبد الله بن عمر قال :'' سنَّة الصَّلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني رجلك اليسرى '' .
٦٨ ـ وعنه أيضاً : '' من سنَّة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى '' رواهما أبوداود .
دليل الجلوس على على القدم اليُمنى ونصب اليسرى
٦٩ ـ عن عبد الله بن الزبير قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا قعد في الصَّلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذيه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه '' رواه مسلم .
٧٠ ـ وعن حذيفة أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول بين السَّجدتين:'' ربِّ اغفر لي، رب اغفر لي '' رواه النَّسائي وابن ماجة .
٧١ ـ وعن ابن عبَّاس أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول بين السَّجدتين : '' اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني ''. رواه الترمذي وأبوداود ، إلاَّ أنَّه قال فيه :'' وعافني '' مكان :''واجبني''.

دليل جلسة الإستراحة
٧٢ ـ وعن مالك بن الحوريث أنَّه رأى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلِّي فإذا كان في وترٍ من صلاته لم يقم حتى يستوي قاعداً ''. رواه الجماعة إلاَّ مسلماً وابن ماجة .
كيف ينهض للركعة الثانية
٧٣ ـ عن وائل بن حجر : أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل أن يقع كفَّاه ، فلمَّا سجدَ وضع جبهتهُ بين كتفيه ، وجافى عن ابطه ، وإذا نهضَ، نهض على ركبتيه واعتمد على فخذيه ''.رواه أبوداود .
دليل الإستعاذة عند قراءة الفاتحة في كلِّ ركعة
قوله تعالى :( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرَّجيم ) ، ولا يجزئ التَّعوُّذ الأوَّل لوقوع الفصل بين القراءتين بالركوع وما بعده ، وإلى هذا ذهب ابن سيرين والشافعيُّ وأحمد في إحدى الرِّوايتين .
دليل كون السورة في الرَّكعة الثانية أقصر منها في الأولى
٧٤ ـ وعن أبي قتادة قال :'' كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقرأُ في الظهر في الأوليين بأمِّ الكتاب وسورتين، وفي الرَّكعتين الأخيرتين بأمِّ الكتاب ويُسمعنا الآية أحياناً ويُطول في الرَّكعة الأولى ما لا يُطيل في الرَّكعة الثَّانية ، وهكذا في العصر وهكذا في الصُّبح '' . متَّفق عليه .
دليل التَّشهد
٧٥ ـ رواه البخاري ومسلم طبقا لما ذكرتُ في المتن إلاَّ أنَّه ليس فيه '' وحده لا شريك له '' ، فهي زيادةٌ وقعت خطئا فيجبُ حذفها .
دليل التكبير مع القيام بعد التَّشهُّد الأوَّل
٧٦ ـ قال البخاري في صحيحه باب :'' يُكبِّر وهو ينهضُ إلى السَّجدتين '' ، وكان ابن الزُّبير يكبِّرُ في نهضته .
عن سعيد بن الحارث قال : صلَّى بنا أبوسعيد فجهر بالتَّكبير حين رفع رأسه من السُّجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الرَّكعتين وقال :'' هكذا رأيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم''.
٧٧ ـ وعن مطرف قال : صلَّيتُ أنا وعمران صلاة خلف علي بن أبي طالبٍ (رضي الله عنه) فكان إذا سجد كبَّر وإذا رفع كبَّر وإذا نهض من السُّجود وإذا نهضَ من الرَّكعتين كبَّر ، فلمَّا سلَّم أخذ عمران بيدي فقال :'' لقد صلَّى بنا هذا صلاة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ، وقال : لقد ذكَّرني هذا صلاة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
قال الكرماني في شرح البخاري : قال أكثرهم التكبير في القيام من الرَّكعتين لسائر التَّكبيرات في المُقارنة للأفعال فهو مع القيام ، وقال مالكٌ : يكبِّرُ مع الإستواء ''.


دليل رفع اليدين بعد القيام من التَّشهُّد
٧٨ـ وعن نافع أنَّ: ابن عمر كان في الصَّلاة كبَّر ورفع يديه وإذا ركع رفع يديه ، وإذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه وإذا قام من الرَّكعتين رفع يديه ، ورفع ذلك ابنُ عمر إلَى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ''. رواه البخاري .
دليل هيئة الجلوس للتشهُّد الأخير
٧٩ ـ عن محمَّد بن عمرو بن عطاء أنَّه كان جالساً مع نفرٍ مع نفر من أصْحابِ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال أبوحميدٍ السَّاعديُّ : أنا كنتُ أحفظكم لصلاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، رأيته إذا كبَّر جعل يديه حذاءَ منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثمَّ هصرَ ظهره ، فإذَا رفعَ رأسهُ استوى حتَّى يعود كلُّ فقار مكانه ، وإذا سجدَ وضع يديه مفترشاً ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابعه القبلةَ ، فإذا جلس في الرَّكعتين جلسَ على رجله اليسرى ونصب اليُمنى ، وإذا جلس في الرَّكعة الآخرة قدَّم رجله اليسرى ونصب الأُخرى وقعد على مقعدته ''. رواه البخاري .

دليل وجوب الصلاة على النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في التَّشهُّد الأخير
٨٠ ـ عن ابن مسعود قال : أتانا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن في مجلس سعد بن عُبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نُصلِّي عليك فكيف نصلِّي عليك؟ قال : فسكت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى تمنَّينا أنَّه لم يسأله ثمَّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :'' اللَّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللَّهم بارك على محمد وعلى آل محمَّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، السَّلام كما قد علَّمتُم . ’’رواه أحمد ومسلم والنَّسائي والتِّرمذي وصحّحه ، ولأحمد في لفظ آخر نحوه فيه : فكيف نصلِّي عليكَ إذا نحنُ صلَّينا في صلاتنا ؟! ''.



دليل التَّعوذ بالله من أمور في التَّشهد
٨١ ـ عن عائشة قالت : كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو في الصلاة يقول : '' اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم '' ، فقال قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال : إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف ''متَّفق عليه .
عن أبي بكر الصديق أنه قال لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : علمني دعاء أدعواْ به في صلاتي ، قال :'' قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم ''. رواه البخاري .
٨٣ ـ وعن عبد الله قال : إذا كنَّا مع النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الصَّلاة قلنا : السَّلام على الله من عباده ، السَّلام على فلان وفلان ، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم :'' لا تقولواْ السَّلام على الله ، فإنَّ الله هو السَّلام ، ولكن قولواْ التَّحيَّات لله ، والصَّلوات والطَّيِّبات ، السلام عليك أيُّها النَّبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين ، فإنَّكم إذا قلتم أصاب كلَّ عبدٍ في السَّماء أو بيْن السَّماء والأَرض ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله ثمَّ يتخيَّر من الدُّعاء أعجبهُ إليه فيدعو ''. رواه البخاري .


دليل الدُّعاء المذكور في التَّشهُّد الأخير
٨٤ ـ عن أبي أمامة قال : دعا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بدعاءٍ كثير لم نحفظ منه شيئاً ، قلنا: يا رسول الله دعوت بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئاً فقال : ألا أدلُّكم على ما يجمعُ ذلك كلَّه تقول : اللهم إنا نسألك من خير ما سألك به نبيك محمد ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله ''. رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
دليل السَّلام وكيف يكون
٨٥ ـ وعن وائل بن حجر قال :'' صلَّيت مع النَّبي صلَّى عليه وسلَّم فكان يسلِّم عن يمينه السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعن شماله السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ''. رواه أبوداود بإسناد صحيح.
هذا الحديث صحَّحه الحافظ بن حجرٍ وذكرَ له عدَّة طرق ، فيجبُ العملُ به لقول النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم:'' وصلُّواْ كما رأيتموني أصلِّي '' ومن أراد استقصاءَ البحث في هذا فلينظره في ( سُبل السَّلام ).
أدلَّة الذِّكر بعد الصَّلاة وكيف يكون
٨٦ ـ عن ابن عباس أنَّ رفع الصَّوت بالذِّكر حين ينصرف من المكتوبة كان على عهد النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وقال ابن عبَّاس :'' كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ''.
٨٧ ـ وعنه أيضاً قال : كنت أعرف انقضاء صلاة النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالتَّكبير ''. رواهما البخاري.
٨٨ ـوعن ثوبان قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال : '' اللَّهم أنت السَّلام ومنك السَّلام تباركت يَا ذا الجلال والإكرام''.رواه مسلم.
٨٩ ـ عن المغيرة بن شعبة أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول في دبرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبة :'' لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، له المك والحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ''. رواه البخاري.
٩٠ ـ وعن عبد الله بن الزبير أنَّه كان يقول في دبر كلِّ صلاة حين يُسلِّم : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلِّي العظيم ، ولا نعبد إلا إيَّاه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ''. قال:'' وكان رسول الله يهلل بهن دبر كل صلاة''. رواه أحمد ومسلم وأبوداود والنسائي.



٩١ ـ وعن أبي هريرة قال : جآء الفقراء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلم فقالواْ ذهب أهل الدثور من الأموال بالدَّرجات العلا والنعيم المُقيم ، يصلُّون كما نصلِّي ، ويصُومون كما نصُوم ، ولهم فضائل من أموال يحجُّون بها ، ويعتمرون، ويُجاهدون، ويتصدَّقون قال : ألا أحدثكم بما إن أخذتم أدركتم من سبقكم ، ولم يُدركم أحدٌ بعدكُم ، وكنتم خير من أنتم بين ظُهرانيه ، إلا من عمل مثله ، تسبِّحون، وتحمدون ، وتكبِّرون خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين ، فاختلفنا بيننا فقال بعضنا : نسبح ثلاثا وثلاثين ، ونكبر أربعا وثلاثين ، فرجعتُ إليه فقال :'' تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، حتى يكون منهن كلُّهن ثلاثا وثلاثين ''. رواه البخاري.
٩٢ ـ عن أبي هريرة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : من سبَّح الله في دبرِ كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبَّر الله ثلاثاً وثلاثين ، وقال : تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبدِ البحر ''. رواه مسلم.
٩٣ ـ عن أمِّ سلمة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث في مكانه يسيراً '' قال ابن شهاب :'' فنرى والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء ''. رواه البخاري.

قال محمد تقي الدين : وبهذا تعلم يقينا أنَّ ما أحدثه المُتأخرون (!) من الدُّعاء عقب المكتوبات ، بجماعة وإمام وألفاظ معلومة يفتتح بها ويختتمونه بالصَّلاة على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جماعة بلسان واحد ثم يقولون (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين).
ويمسحون وجوههم بأيديهم بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من اتبعه بإحسان، وقد استوفى في رد هذه البدعة الإمام أبو إسحاق الشاطبي في كتابه (الإعتصام) جزاه الله خيرا ،ونقل في هذا الكتاب عن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه أنَّه قال : من ابتدع في الإسلامبدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمّداً خان الرِّسالة ، لأني سمعت الله يقول :( اليوم أكملت لكم دينكم ) وما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ''.
قال محمد تقي الدين : والدعاء بالهيئة المذكورة لم يكن في زمان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دينا ، فلن يكون دينا إلى يوم القيامة .
وقد يسَّر الله بمنِّه وكرَمه فله الحمد ، ذكر أدلَّة جميع المسائل المدرجة في كتاب '' الصِّراط المستقيم '' ، إلا مسألة واحدة أنَّ الصَّحابة كانواْ يسألون الله في صلاتهم كلَّ شيء حتَّى ملح العجين ، فإني لم أجده في شيء من الكتب التي بيدي ، وقد بقي في ذهني ممَّا طالعته من قبلُ ، والله أعلم بصحَّته ، وأنا متوقِّف في نسبته إلى الصَّحابة حتَّى أجد له دليلاً ، أمَّا الدعاء بكلِّ ما يريد المصلِّي من خير الدنيا والآخرة ما لم يخرج إلى التنطع والأدب كقول بعضهم : اللهم إني أسألك القصر الأبيض الذي على يمين الدَّاخل للجنة (!).
والدليل على ذلك حديث بن مسعود المتقدم في رقم ٩٤، وفي رواية لمسلم :'' ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء أو أحب '' .
وقد تمَّ تأليفه في أقل من أربعة أيَّامٍ ، وكان الفراغ منه يوم الأربعاء السَّابع والعشرين من ربيع الأوَّل عند آذان المغرب ، سنة ١٣٩٥ ه ، أسأل الله بأسماءه الحسنى وبمحبتنا واتباعنا لنبيه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به كما نفع بأصله ، ويختم لنا بالحسنى ويجعل خير أيامنا يوم لقائه ،


والحمد لله رب العالمين .



رفعه
الفقير لعفو ربِّه الكبير المتعال :
أبوشعبة محمد القادري
-عفا الله عنه وعن والديه-


أبوشعبة محمد المغربي 01-29-2015 12:05 PM

تنبيه : قُمت برقمه على الحاسوب ، وقد نسخته من نسخة الأخت تنسيم المصرية وقمت بتصحيح بعض الأغلاط الإملائية ، أسأل الله الكريم ربَّ العرشِ العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به وأن يرفع به وأن يرحم شيخنا العلامة محمداً تقي الدين الهلالي العلوي ويُسكنه فسيحَ جنَّاته بمنِّه وكرمه وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد .


الساعة الآن 02:34 PM.

powered by vbulletin