![]() |
مهـر المحبــة و الجنــــــة
مهـر المحبــة و الجنــــــة }{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{ مهر المحبة والجنة بذل النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين فما للجبان المعرض المفلس وسوم هذه السلعة بالله ما هزلت فيستامها المفلسون ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون لقد أقيمت للعرض في سوق من يريد فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس فتأخر البطالون وقام المحبون ينتظرون أيهم يصلح أن يكون نفسه الثمن فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } ( المائدة : 54 ) لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرفة الشجي فتنوع المدعون في الشهود فقيل : لا تثبت هذه الدعوى إلا ببينة { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ( آل عمران : 31 ) فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الرسول في أفعاله وأقواله وهديه وأخلاقه فطولبوا بعدالة البينة وقيل : لا تقبل العدالة إلا بتزكية { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } ( المائدة : 54 ) فتأخر أكثر المدعين للمحبة وقام المجاهدون فقيل لهم : إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فسلموا ما وقع عليه العقد فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وعقد التبايع يوجب التسليم من الجانبين فلما رأى التجار عظمة المشتري وقدر الثمن وجلالة قدر من جرى عقد التبايع على يديه ومقدار الكتاب الذي أثبت فيه هذا العقد عرفوا أن للسلعة قدرا وشأنا ليس لغيرها من السلع فرأوا من الخسران البين والغبن الفاحش أن يبيعوها بثمن بخس دراهم معدودة تذهب لذتها وشهوتها وتبقى تبعتها وحسرتها فإن فاعل ذلك معدود في جملة السفهاء فعقدوا مع المشتري بيعة الرضوان رضى واختيارا من غير ثبوت خيار وقالوا : والله لا نقيلك ولا نستقيلك فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم : قد صارت أنفسكم وأموالكم لنا والآن فقد رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعاف أموالكم معها { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } ( آل عمران : 69 ) لم نبتع منكم نفوسكم وأموالكم طلبا للربح عليكم بل ليظهر أثر الجود والكرم في قبول المعيب والإعطاء عليه أجل الأثمان ثم جمعنا لكم بين الثمن والمثمن تأمل قصة جابر بن عبد الله وقد اشترى منه صلى الله عليه و سلم بعيره ثم وفاه الثمن وزاده ورد عليه البعير وكان أبوه قد قتل مع النبي صلى الله عليه و سلم في وقعة أحد فذكره بهذا الفعل حال أبيه مع الله وأخبره أن الله أحياه وكلمه كفاحا وقال : يا عبدي تمن علي فسبحان من عظم جوده وكرمه أن يحيط به علم الخلائق فقد أعطى السلعة وأعطى الثمن ووفق لتكميل العقد وقبل المبيع على عيبه وأعاض عليه أجل الأثمان واشترى عبده من نفسه بماله وجمع له بين الثمن والمثمن وأثنى عليه ومدحه بهذا العقد وهو سبحانه الذي وفقه له وشاءه منه ( فحيهلا إن كنت ذا همة فقد ... حدا بك حادي الشوق فاطو المراجلا ) ( وقل لمنادي حبهم ورضاهم ... إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا ) ( ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن ... نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا ) ( ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ... ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا ) ( وخذ منهم زادا إليهم وسرعلى ... طريق الهدى والحب تصبح واصلا ) ( وأحي بذكراهم شراك إذا دنت ... ركابك فالذكرى تعيدك عاملا ) ( وأما تخافن الكلال فقل لها ... أمامك ورد الوصل فابغي المناهلا ) ( وخذ قبسا من نورهم ثم سر به ... فنورهم يهديك ليس المشاعلا ) ( وحى على وادي الأراك فقل به ... عساك تراهم ثم إن كنت قائلا ) ( وإلاففي نعمان عندي معرف الـ ... أحبة فاطلبهم إذا كنت سائلا ) ( وإلا ففي جمع بليلته فإن ... تفت فمنى يا ويح من كان غافلا ) ( وحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى بها كنت نازلا ) ( ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا ... وقفت على الأطلال تبكي المنازلا ) ( وحي على يوم المزيد بجنة الـ ... خلود فجد بالنفس إن كنت باذلا ) ( فدعها رسوما دارسات فما بها ... مقيل وجاوزها فليست منازلا ) ( رسوماعفت ينتابهاالخلق كم بها ... قتيل وكم فيها لذا الخلق قاتلا ) ( وخذ يمنة عنها على المنهج الذي ... عليه سرى وفد الأحبة آهلا ) ( وقل ساعدي يانفس بالصبرساعة ... فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا ) ( فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا ) لقد حرك الداعى إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية والهمم العالية وأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية وأسمع الله من كان حيا فهزه السماع إلى منازل الأبرار وحدا به في طريق سيره فما حطت به رحاله إلا بدار القرار فقال : انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل وقال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة. |
| الساعة الآن 08:17 PM. |
powered by vbulletin