عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-18-2016, 02:51 PM
أبو الزبير محمد بن أبي بكر الليبي أبو الزبير محمد بن أبي بكر الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 15
شكراً: 1
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي ثَـبَـاتُ السَّـلَـفِي عِنْدَ المِـحَــنْ

[ثَـبَـاتُ السَّـلَـفِي عِنْدَ المِـحَــنْ]

فإنَّ السلفي : هو المتَّبع للسلف الصالح ؛ والسلف الصالح : اصطلاحًا : هم أصحاب النبي ﷺ ومن تبعهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة الأولى من هجرة النبي ﷺ .

والسلف لُغة : هم المتقدمون من الآباء والأجداد ؛ لذلك فإن الرسل والأنبياء السابقين لنبينا محمد ﷺ هم من ناحية المعنى اللُّغوي يعتبرون سلفًا - ايضًا - لمن جاء بعدهم ، وهم بلا شك خير سلف وخير قدوة ، وهن الأفضل بعد رسول الله ﷺ ، ويليهم في الفضل الصحابة والتابعون بإحسان .

وإذا تأملنا وتدبرنا قصص هؤلاء المتقدمين من الرسل والأنبياء ، ثم قصص السلف - بالمعنى الاصطلاحي - ؛ نجد ثباتهم على المنهج الحق رُغم [تقلب الفتن ! والمحن ! بهم] .

▣ فهذا نوح - أول رسل الله إلى الأرض - يثبت ألف سنة إلا خمسين عامًا ؛ لدعوة قومه إلى التوحيد ، ولما فاض الأمر بنوح - عليه السلام - ويئس من هداية قومه بعد هذه الفترة الطويلة [1] ، دعا ربه : {أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} ، فأمره الله عزوجل بأن يبني السفينة ، التي بها تكون نجاته مع من آمن معه .

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} ، فيسخرون من نوح - عليه السلام - ؛ لأنه يبني سفينة في صحراء لا ماء فيها ، ولكنه [ثبت] على الأمر الإلهي رُغم أنه مخالف لظاهر العقل ، كيف يصنع سفينة في مكان لا ماء فيه ؟! ما فائدتها ؟! .

ولكنَّ نوحًا - عليه السلام - وهو من أولي العزم من الرسل ، [ثبت] على الحق الذي أُنزل عليه وأُمر به ، أمر بهذا فالتزم ، ولم يُحكِّم عقله ! ، وحاشاه أن يفعل ذلك ، وهو من أولي العزم ، يعني : لم يُحكِّم عقله في النص كما يفعل مبتدعة هذهِ الأمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع :
مِنْ رِسَالة أُصُول السُّنة والمنْهَج السَّلَفِي لَا تَتَغَيَّر بتَقَلبْ الفِتَنِ [وَيَلِيهَا] ثَبَاتُ السَّلَفِيَّ عِنْدَ المِحَنْ ، للشيخ الفاضل : أبي عَبد الأَعلى خَالِد بن عُثمَان المصري ، صفحـ(27)ـة ، طبعة دار سبيل المؤمنين .

[1] قوله - حفظه الله - : (ولما فاض الأمر بنوح - عليه السلام - ويئس من هداية قومه بعد هذه الفترة الطويلة) ، فيه إِهام للقارئ أنَّ نوح - عليه السلام - يئس بسبب طول المدة ! ، وهذا [خطأ] ، فنوح - عليه السلام - يئس من هدايتهم لأن الله عزوجل أخبره {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ} ، فهو لا يملك هدايتهم إذاً ! ، ويستحيل إيمانهم ! ، وخلاص القول : أن العبارة تحتاج لتعديل وتصحيح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ملاحظة :
كتبتُ هذا في بداية العام الماضي ، بمراجعة أحد مشايخي ، وقد يسر الله لي الآن نشره ، والله المستعان ، وعليه التكلان .

▣ كتبه :
أبوالزبير محمد بن أبي بكر الليبي .
رد مع اقتباس