عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-02-2010, 03:57 AM
أبو عبد الودود عيسى البيضاوي أبو عبد الودود عيسى البيضاوي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 92
شكراً: 29
تم شكره 14 مرة في 10 مشاركة
افتراضي توجيه الشيخ العتيبي لكلام الإمام الألباني عند قوله أن العمل شرط كمال ...و أسئلة أخرى

قال الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله ردا على أحد الإخوة :

1 - قولك أخي بارك الله فيك: [والذي عرفناه عن الشيخ أنه لايرى أن العمل خارجٌ عن ماهيتة الإيمان وإنما يقول هو من الايمان ، ولكنه يصح بدون جنس أعمال الجوارح]

أحتاج إلى إثبات وبينة مع شكري لك مقدماً.

فأنا لا أعلم هذا الذي تقول، ولو كنت أعلم لما ترددت في تخطئته ..


2- وقولك : [فقد ثبت عن الشيخ -رحمه الله أنه يقول أن العمل ( شرط كمال ) فهذا هو قول المرجئة لاشك في ذلك ولاريب ].


قبل أن أقول أي شيء أنبه إلى أن الشيخ يعني بالشرط هنا اللزوم وليس الإخراج عن الماهية كما هو معلوم من كلام الشيخ، وقد نقلت بعضه في المشاركة الأولى في هذا المقال..

فالشيخ لما يقول : شرط كمال ، فهو يعني : لازمٌ لكماله

ثم أقول: حسب فهمي لا يلزم من جعل العمل من كمال الإيمان أن يكون مصححاً للإيمان بدونه فلا تلازم ..

لأن كلامه عن العمل على سبيل الإجمال دون تطرق إلى كفر تاركه لأنها مسألة أخرى ..

وقد قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله -كما في مجموع الفتاوى(7/637)- عن الإيمان: " وأصله القلب، وكماله العمل الظاهر، بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر، وكماله القلب" ..

فالتعبير بأن العمل لازمٌ لكمال الإيمان مَعَ القول بأنَّ العَمَل من الإيمان لا يدل على أنه يكون مؤمناً بدون عمل في جميع الأحوال.

ونحتاج إلى تنصيص من ذلك العالم بصحة إيمان من نطق بالشهادتين ثم بقي دهره لا يفعل شيئاً من أعمال الجوارح حتى مات..

بل وجدت من كلام الشيخ الألباني رحمه الله أنه يكفر بترك بعض أعمال الجوارح في غيرما موضع من ذلك ما ذكره في حكم تارك الصلاة أن من ترك الصلاة، ثم عرض على السيف فأصر على ترك الصلاة ولم يقم بهذا العمل أنه كافر مرتد..

فهنا كفره بتركه للصلاة في مثل هذا الحال ..

وتأمل كلام شيخ الإسلام رحمه الله -كما في مجموع الفتاوى(7/556)-: [وان أدخلوا أعمال القلوب فى الايمان أخطؤوا أيضا لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن.

وليس المقصود هنا ذكر عمل معين، بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل يتصور إذا رأي الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره هل يمكن مثل هذا فى العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول، فمن المعلوم أن هذا ممتنع. فلهذا كان الجهاد المتعين بحسب الامكان من الايمان وكان عدمه دليلا على انتفاء حقيقة الايمان]


والذي أرى أن الشيخ رحمه الله أخطأ فيه هو استدلاله بحديث الشفاعة والذي فيه إخراج أناس من النار لم يعملوا خيراً قط، وبحديث حذيفة عن نجاة من جاء بالشهادتين دون صلاة ولا صيام ولا زكاة، وحديث صاحب البطاقة..

فإن هذه الأحاديث لا تدل على عدم كفر تارك الصلاة أو تارك جميع العمل لأنها أحاديث خاصة وبعضها في زمن لم يبلغهم العلم كمن ماتوا قبل فرض الصلاة ..

فهذا هو المقدار الذي أراه أخطأ فيه الشيخ، مع التنبه إلى أنه يكفر بترك العمل في بعض الأحوال، وأنه يقول بأن العمل من الإيمان، وأن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد..

فبهذا الذي أظنه صواباً أكون قد أجبت عن أسئلتك أخي الفاضل ..

3- قولك -بارك الله فيك-: [هل قول القائل : بأن الايمان قول وعمل واعتقاد ولكن الايمان يصح ( ولو لم يعمل عملا ً قط بجوارحه ) هل هذا القول هو قول المرجئة أم أن هذا الكلام ليس بصحيح - وفقني الله وإياك إلي القول المليح !-]


الجواب:

كنت كتبت جواباً ثُمَّ محوته لأَنَّ بَعْضَ النَّاس يترك الكلامَ الصريح وََيَأتِي للكلام الَّذِي يظن أَنَّ فِيْهِ إدانة للقائل فيجعل مِنْهُ حدثاً وحديثاً والله المستعان ..

ولكني سأجيب بطريقة أخرى:

سؤال: هل يتعارض قول مَنْ يَقُول –مُعَمِّماً- : "لا يصح الايمان بدون عملٍ مِنْ أعمالِ الجوارح"

مَعَ حَدِيْث الصبي اليهودي الذي أسلم على فراش الموت وَلَمْ يعمل شَيْئاً منَ الجوارح؟


فهل أنت تقول بإنَّ إيمان هَذَا الصبي لا يصح أم تقول بصحته؟

فإذا صححته ألا يتعارض مَعَ التعميم؟

وهل يحتاج ذَلِكَ التعميم إلَى ضبطٍ وتخصيص حَتَّى تَخْرُجُ الحالات الاستثناتئية والخاصة، كأن يقال: [من دخل في الإسلام وهو عارف بالواجبات ثم استمر تاركاً للعمل واكتفى بالنطق والاعتقاد فإنه كافر زنديق..

فالعمل ركن من أركان الإيمان، ودعامة من دعائمه العظام، وتارك المباني الأربعة -الصلاة والصوم والزكاة والحج- كافر مرتد.

فتارك عمل الجوارح مع العلم والقدرة كافر مرتد]؟.

فما بَيْنَ المكوفين هُوَ مَا أعتقده وأدين الله بِهِ.

ولا أقول بالأقوال الحادثة الَّتِي تشمل الْحَقّ والباطل أَوْ تبطل حقاً أَوْ تحق باطلاً..



4- وقولك : [وهل مسألة تكفير تارك جنس أعمال الجوراح هل هي مسألة خلافية بين أهل السنة الجماعة !!؟]

بالتقرير السابق لا أظن سنياً يقول بأنه لا يحصل الكفر بترك أي عمل من أعمال الجوارح في جميع الأحوال..

فمن يقول بأن العمل الظاهر من الإيمان ومع ذلك يقول: إنه لا يقع الكفر بترك بعض أعمال الجوارح ولا في أي حال من الأحوال فهو من المرجئة..

وشيخنا الألباني رحمه الله بريء البراءة التامة من هذا القول الرديء..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد


(من أجوبة الشيخ حفظه الله على أسئلة بعض الإخوة بإحدى المنتديات)
رد مع اقتباس