عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-15-2012, 07:47 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 72 مرة في 64 مشاركة
افتراضي تفريغ :

تفريغ :
هل قولُ الله تعالى :{ مِنْ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ } للتَّبعيض ، فبالتّالي ليس كلُّ الصَّحابة رجالاً ولكنَّ البعض منهم فقط ؟!
الشيخ عرفات بن حسن المحمَّدي حفظه الله :
لا ! هذا غيرُ صحيح هنا ( مِنْ ) المقصود بها الجنس ، وهذا معروف وكثير في لُغة العرب في القرآن ،
فهنا لمَّا قال الله سبحانه وتعالى :{ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ } [الأحزاب :23] أوَّل هذه الآية من المؤمنين المقصود بها جنسهم رضي الله عنهم جميعاً ، ثمَّ جاء { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ } : هنا نعم ـ هنا للتَّبعيض ـ .
{ مِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } : يعني قُتل ، وهذه نزلت حسب ما أذكر الآن في غزوة أُحد .
بعد غزوة أُحُدٍ ـ رضي الله عنهم ـ نزلت هذه الآية ـ عندما ٱستشهد سبعون من أصحاب النَّبي عليه الصَّلاةُ والسَّلام ـ .
وهذا كثير في القرآن كما ذكرت لكم ؛ يعني جاء آخر سورة الفتح { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }قال الله عزَّ وجلَّ ـ في آخر الآية ـ { وَعَدَ اللهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجَراً عَظِيماً }
[الفتح :29] هنا : معروف في لُغة العرب ( من ) تأتي للجنس وتأتي للتَّبعيض ، هنا وفي آية الأحزاب المقصود بها الجنس ـ جنسهم رضي الله عنهم ـ .
أي : أنَّ الصحابة كُلُّهم في الجنَّة ، لماذا ؟ وما الدليل على أنَّ الصحابة كلُّهم في الجنَّة ؟
ـ الدَّليل : آيتان في كتاب الله :
الآية الأولى : في قوله سبحانه وتعالى :{ وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ ٱلْحُسْنَى } فوعدهُم كلهم بالحسنى ، الَّذين قبل الفتح وبعد الفتح وعدهم كلهم بالجنَّة .
وأصرح من ذلك ما جاء في سورة التَّحريم قال الله عزوجل :{ يَوْمَ لاَ يُخْزِي ٱللهُ ٱلنَّبِي وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ... } [التحريم:8] إلى آخر الآية .
فلا لهم الخزي رضي الله عنهم ، والخزي : كما هو معروف النَّار وعدم دخول الجنَّة ، ودخول النَّار هو ٱلخزي .
فهذه ٱلآية ٱلعظيمة ، لا يخزي الله عزَّ وجلَّ ٱلنَّبي وٱلذين معه .. ولا يعذِّبهم بل ينوِّر طريقهم ويُعلي شأنهم ويُنوِّر طريقهم الذي يسيرون عليه ويحصل لهم النُّور أمامهم وبأيمانهم ويقولون هذا الدعاء ، حتى يجتازون ٱلصِّراط ويدخلون ٱلجنَّة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ .
وإن حصل شيء من أصحاب ٱلنَّبي عليه ٱلصلاة وٱلسلام لأنهم بشر ، مع ذلك تأتي ٱلمكفِّرات التي تكون سبباً في دخول ٱلجنَّة كلهم ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ .
وفي هذا ٱلْقدر كفاية وفَّق اللهُ الجميعَ لما يُحبُّ ويرْضَى .
رد مع اقتباس