عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-11-2012, 05:00 PM
أبو عبد الودود عيسى البيضاوي أبو عبد الودود عيسى البيضاوي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 92
شكراً: 29
تم شكره 14 مرة في 10 مشاركة
افتراضي

تفريغ الفتوى :
نعم يسأل السؤال حول الجمعيات والمؤسسات وهل هناك فرق بينها أم كلها سواء؟
الجواب:
أن الجمعيات وهى تجمع بعض الناس وفتح مكان لتجمعهم ويكون هذا التجمع لأجل الدعوة إلى الله عزوجل أو طلب العلم ونحو ذلك ، أن هذا التجمع في حد ذاته الأصل فيه الإباحة لقول الله تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة/2] فجتماع الناس على الخير والهدى والبر والمعروف هذا أمر مشروع في أساسه لكن هذا الأمر وهو الجمعيات قد حصل فيه إستغلال وحصل فيه إستخدام لهذه الجمعيات في أمر محذور شرعا فوجدت في هذه الجمعيات التحزبات والولاء والبراء على أصحاب الجمعية وإستخدام هذه الجمعيات في نشر الأفكار الحزبية كما فعلت جمعية إحياء التراث وجمعية البر وغيرها من الجمعيات كجمعية الإرشاد ونحوها من الجمعيات الحزبية فضلت وأضلت ، فهذه الجمعيات يفتنو أصحابها بالزعامة والرئاسة ويفتنوا أصحابها بالمال فيغريهم المال ، وأنت تعلم أيها السلفي أن الشخص إذا أنعم عليك بالمال وأشترك به فيصعب عليك أن ترد عليه وأن تبين ظلاله لأن النفوس جبلت على حبي من أحسن إليها وهم يستغلون هذه القضية لشراء الناس ، فما يكون في الجمعيات من تحزب و إستخدام المال في شراء الذمم إذا وجدت هذه العلة في أى مكان في مدرسة ، في مركز ، في مؤسسة فإنها تأخذ حكمها لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فإذا وجدت العلة وجد الحكم ، فإذا كان هناك مركز ؛ يسمى صاحبه هذا المركز أنه مركز سلفي لكن هذا المركز يُبني على التحزب والدعوة إلى الأفكار كأفكار او منهج الإخوان المسلمين أو يدعو إلى منهج محمد حسان القطبيين أو يدعو إلى منهج على الحلبي وأشباهه فإذا وجد مركز يدعو إلى هذا التحزب أو صاحب المركز يشتري الذمم فهولاء أصحاب المركز مثلهم مثل أصحاب الجمعية يكونوا حزبيون يكونون حزبيين فمثلا مركز الإمام الألباني هو موسسة فى الإردن وليس هو جمعية ولكن هذا المركز أستخدم في نشر التحزب وشراء الذمم إذا كونه مركزا كونه مدرسة كونه مؤسسة مادام أن العلة موجودة فيكون التحذير منه قائما أما إذا وجدت مؤسسة من الدولة مدرسة ، مركز ، مؤسسة ، لأجل فتح مدرسة شرعية لتعليم الأولاد الصغار أو البنات الصغار ، خاصة بالبنات خاصة بالأولاد أو مدرسة لأجل التمكين الدعاء إلى الله عزوجل مع إرتباط هذا المركز بالعالم السلفي والإمتثال تحت إشارته وعدم الخروج عن المنهج فهذا ليس كالجمعية لا سيما أنه إنما فتح لأجل الدروس لا لأجل جمع الأموال لا تجمع الأموال فهنا يفترق عن الجمعية الخيرية لأن الجمعية الخيرية في العادة يكون مبناها على جمع الأموال والصدقات وبهذا يكون الزيغ والإنحراف عن المنهج السلفي بسبب الإغراء المادى ، أما من يريد أن يفتح مدرسة فيطلبون منه أن يفتح مؤسسة لذلك حسب نظام ولى الأمر مثلا في بلد إندونيسا وبلاد الإردان وبلاد المغرب هذا لابأس به مادام أن ولى الأمر يأذن به ولا يكون مجالا لجمع التبرعات والأموال ولا يكون مجالا للتحزب والتشرذم فإن شآء الله هذا الأمر لا بأس به ومشائخنا يعني قد يعني أباحوا هذا مثل الشيخ الألباني رحمه الله وليس بمقصود بالجمعية الخيرية التي جمع المال والتكل والتحزب لا ، إنما المقصود المؤسسات الدعوية ، الشيخ ابن باز ، الشيخ ابن العثيمين رحمهم الله ، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، الشيخ الفوزان وغيرهم ، الشيخ عبدالمحسن العباد فمعظم المشائخ اليوم يبيحون بناء مركزا إسلامي أو بناء مؤسسة أو عمل مؤسسة عن طريقها يعلم الأولاد ويفتح مدرسة لابأس به لكن مع البعد عن أسباب التحزب فإذا وجد التحزب فليبتعد الإنسان .
وبعض المشائخ يري أن وجود جمعية (أنا يريد معذرة) مؤسسة أو وجود مركزا يكون مبناه على فكرة التجمع نفسه ولولا لم يكن فيه جمع أموال ولولا لم يكن فيه تحزب أنه يُخشي أن يستغله بعد ذلك بعض الناس لتحويله إلى مركز حزبي فيمنع من ذلك ولكن هذا من ناحية شرعية في الأساس لا يُمنع حتي ينحرف فإذا إنحرف حذر منه أما أنه مازال على الإستقامة وطاعة ولى الأمر وهذا فيه تمكين الدعوة إلى الله والبعد عن التحزب والبعد عن الإنحراف وهذا فيه حماية للدعوة فهذا أمر حسن ولو أن الإنسان إستطاع أن يدرس الناس في بيته وقبل ذلك في المسجد ومُكن من ذلك فلا حاجة حينئذ لهذه المؤسسات إذا كانت الدولة تسمح في المساجد بالدروس والتعليم وإستقدام المشائخ فهذا لا يحتاج عمل أي شيئ من هذه الأمور ، أما إذا كانت الدولة تمنع إلا بهذا فهنا مجال النظر والإجتهاد وإذا ابتعد عن أسباب التجزب الذى أظنه صوابا أنه لابأس بذلك والله تعالى أعلم .
نعم.
فرغه الأخ أبو وائل فرج البدري وفقه الله

المصدر
رد مع اقتباس