عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-22-2010, 01:23 AM
أبو عبد الله رشيد الرويسي أبو عبد الله رشيد الرويسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 15
شكراً: 4
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي تحرير المقال في قولهم ترك الأعمال

الحمد لله الذي يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، ولا يبقي فيها إلا من شرح صدره بالكفر والطغيان ،أحمده على جعله إياي إن شاء الله من أهل الإيمان ،وأسأله عز وجل أن يبارك في إيماني وأن يحفظه من النقصان ، وأن يزيد في اعتقادي وقولي وعملي لأبلغ درجة الإحسان ، وأثني عليه بما هو أهله هو رب الكون والأزمان ،وهو المسؤول أولا وآخرا أن يباعد بيني وبين مصائد الشيطان ، الذي يأمر بكل عمل قبيح ليخرج به من وحّد الرحمان، من دار الإسلام إلى دار الكفران ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم أنبياء الرحمان ، محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبين للناس ما نزل إليهم من القرآن ، فأنار الله به الدنيا بعد أن كانت ظلمة بعبادة الأوثان ، و على آله وصحابته الطاهرين الشجعان، الذين نصروه وعزروه من غير ما غش ولا خذلان، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد
فهذه كلمة يسيرة أبيّن فيها ما أدين الله به في مسالة من مسائل العقيدة وأناقش فيها بعض الأفاضل في ما هم عليه من أمر لا أوافقهم عليه ، والله أسال لي ولهم التوفيق والسداد انه ولي ذلك والقادر عليه ،
المسألة التي أريد مناقشتهاهي مسألة ترك العمل ومراد أهل العلم وخلافهم في ما يكفربه العبد
فأقول / يقول بعض الأفاضل أنّ ترك العمل كفر أكبر
ويقول آخرون انّ ترك العمل لا يخرج من دائرة الإسلام ، ويقولون أنّ هذا قول لبعض أهل السنّة والجماعة
وهؤلاء جميعا يقررون أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، وأنّه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنّ الناس يتفاضلون فيه ، ويقولون بالتلازم بين الظاهر والباطن إلى غير ذلك من المسائل التي وضحها أهل العلم في مصنفاتهم ، خلافا لكل طوائف المرجئة الذين اتفقوا على إخراج أعمال الجوارح من الإيمان ، وهذه المسائل معروفة ومقبولة عند كثير من طلبة العلم في هذا الزمان والحمد لله ،حتى الذين يقولون بعدم تكفير تارك عمل الجوارح بالكلية ، فهم يقولون بأن الإيمان قول وعمل ، ويزيد وينقص، ويستثنون فيه ، ويقولون بأن الكفر يكون بالقول والعمل ، ويردون على المرجئة ويطعنون فيهم لإخراجهم العمل عن مسمى الإيمان ، إلى غير ذلك من الأمور النافعة والتي هي حق،
قلت: ومن المعلوم أنّ أهل السنة والجماعة اتفقوا في مسائل كثيرة وانعقد الإجماع بينهم عليها، وهذه المسائل لا يجوز للمسلم أن يخالفهم فيها بأيّ حال من الأحوال ، وهناك مسائل أخرى وان كان الحق فيها واحد إلا أن للعلماء فيها أقوال مختلفة وبعضها الخلاف فيها ممتدّ من عهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، وهذا ما يسمّى عند أهل العلم بالخلاف المعتبر، وهذا الخلاف كما يقولون لا يفسد في الودّ قضية، ولكن يجب تحرّي الحق في ذلك ونصره والعمل به، وهنا مسالة نريد أن نعرف تصنيفها ، هل هي من المسائل التي الخلاف فيها من قبيل خلاف أهل السنة مع أهل البدع أم هي من المسائل التي اختلف أهل السنة والجماعة فيها ولم يشنّعوا على بعضهم البعض فيها كما هو شأنهم في كثير من الأمور ، وهي قولهم تارك العمل بالكلّية كافر ، ويقول بعضهم تارك جنس العمل كافر ، وقال بعضهم بعكس ذلك ، أي أنّ تارك العمل مسلم من جملة المسلمين ، ولكلّ واحد من هؤلاء أدّلة يرى أنها تدلّ على صحة ما ذهب إليه، قلت وفي كتابتي هذه أريد أن أستفسر هؤلاء وهؤلاء جميعا عن مرادهم بتلك الأقوال السابقة ، لأنني رأيت من يعزز كلامه بكلام بعض أهل العلم من أمثال شيخ الإسلام والشيخ الألباني رحمهما الله والشيخ ربيع حفظه الله وغيرهم ، مع أن مخالفه يرى أنّ هؤلاء الأفاضل معه في ما ذهب إليه هو، ولذلك أقول يجب حصر موطن النزاع ليسهل البحث إن شاء الله ، فأقول:
قال العلامة ربيع حفظه الله في كلمة حق حول جنس العمل: (وأدركت دندنة هؤلاء حول إنكار أحاديث الشفاعة ولا سيما حديث أبي سعيد الخدري فكنت أكره الحديث عنه –أي جنس العمل– والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام: أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن) وقال حفظه الله (لكني لا أحب للسلفيين التعلق بلفظ "جنس العمل" لأمور:
أولها: أنه لفظ مجمل يحتمل هذه الصورة ويحتمل غيرها وهو ما يريده التكفيريون.) وقال حفظه الله (ومن أصول أهل السنة وجوب سد الذرائع ، ووجوب درء المفاسد ، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح ، فإطلاق جنس العمل فيه مفاسد لما فيه من الإجمال الموقع في اللبس ولما يثيره من الاختلاف والفرقة فيجب اجتنابه) وقال العلامة بن عثيمين رحمه الله حينما سئل عن رأيه في القول بأن تارك جنس العمل كافر ، وتارك آحاد العمل ليس بكافر، فقال رحمه الله (من قال هذه القاعدة من قالها ؟؟ هل قالها محمد رسول الله ؟ كلام لا معنى له ، نقول من كفره الله ورسوله فهو الكافر، ومن لم يكفّره الله ورسوله فليس بكافر، هذا الصواب ، أما جنس العمل أو نوع العمل، أم آحاد العمل فهذا كلّه طنطنة لا فائدة منها)الأسئلة القطرية.
قلت لماذا كره العلامة العثيمين رحمه الله استعمال مثل هذه العبارات وتبعه على ذلك الشيخ ربيع حفظه الله ؟ قلت الأمر واضح وهو ما أشار إليه رحمه الله بقوله (هؤلاء يريدون سفك الدماء، واستحلال الحرام ، لماذا صاحب هذا الكتاب؟ ما أصل أصول أهل السنة والجماعة كما أصّلها شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية؟ أمّا ألاّ يكون لهم همّ إلا التكفير (جنس العمل، نوع العمل، آحاد العمل) وما أشبه ذلك ، لماذا؟!)ورحم الله العلامة ابن عثيمين الذي أدرك شنشنة هؤلاء ومنهم في ذلك الوقت سفر الحوالي هداه الله ، ولذلك قال الشيخ ربيع (أنه لفظ مجمل يحتمل هذه الصورة- وهي الصورة التي وصفها الشيخ حمد بن عتيق وسيأتي ذكرها إن شاء الله- ويحتمل غيرها وهو ما يريده التكفيريون)
ولذلك أنا أسأل القائلين بإسلام تارك العمل ، ما هو قصدكم من هذه العبارة؟ وما هي الصورة التي تتحدثون عنها ؟ والتي يقصدها من يقول بها من أهل العلم ؟ والذي في علمي والله اعلم أن الكثير ممن يكتب في هذا الموضوع يقصد الصورة التي أشار إليها الشيخ حمد بن عتيق حفظه الله في قوله ("الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " ) أي أنه أتى بالإعتقاد والقول وبقي زمانا ولم يعد للتلفّظ بالشهادتين ولم يعمل بجوارحه مطلقا مع زوال المانع ، أي أنه يعلم الذي عليه من حقوق الله وعباده وله القدرة على تحصيل ذلك ولم يفعل قطّ ، فان كان قصد القائلين بعدم التكفير مثل هذا الرجل الذي انتفى عنه عمل الجوارح بالكلية مطلقا فليأتونا بكلام بيّن لواحد من أئمة الإسلام يقول به ، وان كان قصدهم غير هذا ممن ترك كما هائلا من عمل الجوارح مع إتيانه بشيئ يسير منه ، أوالذي أسلم ولم يمكن من العمل أو مثل هذا فليبيّنوا قصدهم ليحلّ الإشكال
ويقول البعض أن الشيخ ربيع يقرر أن أهل العلم اختلفوا في الحكم على تارك العمل بالكلية ، وأن الشيخ الألباني رحمه الله من الذين لا يكفرون تارك العمل بالكلية وأن هذا قول جمع من أهل العلم، وأقول لهؤلاء الأفاضل وأنا الصغير الذي كان الأولى به ترك هذه الأمور لمن له الأهلية لبحثها ومناقشتها ، من أين لكم أن أهل العلم يريدون مثل هذه الصورة التي ذكرها الشيخ حمد بن عتيق حفظه الله ، والتي فيها إقصاء عمل الجوارح بالكلية مع القدرة عليه، لأن الذي أعرفه أنا من كلام هؤلاء الأفاضل وغيرهم عكس ما تنسبونه اليهم ، ولذلك أنا أطالبكم بكلام صريح لمن يقول باعتبار إسلام من كانت هذه حاله ، أمّا عن الشيخ ربيع فالذي أعرفه من كلامه قوله حفظه الله: (وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين".
فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " .
فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان) وقال (وهنا ملاحظة مهمة ينبغي لفت النظر إليها وهي أن الصورة التي ذكرها الأخ حمد -وفقه الله- لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد) وقال (وقد ذكر أحد الأخوة السلفيين صورة لجنس العمل وافقته على تكفير صاحبها دون تردد ولا يجوز لمسلم أن يتردّد فيها) انظر إلى الشيخ ربيع وهو يقول لا يجوز لمسلم أن يتردد فيها ، وقوله حفظه الله لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد ، فالذي أفهمه من كلامه بارك الله فيه وجزاه عني خيرا أنّه يستبعد أن يتوقف عالم سّلفي في تكفير من كانت هذه حاله فهذا كفره واضح جليّ والله أعلم، وأمّا عن الشيخ الألباني رحمه الله وان كانت له عبارات استغلّها الظلمة للطعن فيه ولوصفه بما هو بريئ منه ،وإلا فقد تعامل معها أهل الفضل بالعدل من غير ما جور ولا ظلم، قلت أمّا عن العلامة الألباني فنحن لا نسلّم لمن ينسب له هذا القول أصلا ، وكلامه الذي في شرحه للأدب المفرد معروف ، قال رحمه الله("إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًابالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلاّ أن نتخيله خيالا ؛ آمنمن هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله - ومات منهناهذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لاإله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره - مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛") قلت وحتى لا نقع فيما وصفه شيخ الإسلام بقوله (وهذا الإختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه: تارة: فساد النية،-إلى أن قال- ويكون سببه - تارة جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعون فيه)، أقول ، ليكن النقاش في مثل هذه الصورة المذكورة آنفا ، رجل أتى بالقول والاعتقاد في أول أمره ومرّ عليه زمان ولم يحرك جوارحه ولو بشيئ يسير مما أوجبه الله عليه أبدا ، فهل قال بإسلام هذا واحد من أهل العلم ، فان قال قائل نعم قال هذا بعض أهل العلم، قيل له بيّن لنا بالعبارة الصريحة أنهم يقولون بذلك والحالة هذه، ومن بين الأمور التي تكشف عوار قولهم أن أهل السنة والجماعة قاطبة يقولون بالتلازم بين الظاهر والباطن ، خاصة في مثل هذه الحالات التي طال فيها الأمد ، قال شيخ الإسلام (ثم الْقَلْبُهُوَ الْأَصْلُ فَإِذَا كَانَ فِيهِ مَعْرِفَةٌ وَإِرَادَةٌ سَرَى ذَلِكَإلَى الْبَدَنِ بِالضَّرُورَةِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَخَلَّفَ الْبَدَنُعَمَّا يُرِيدُهُ الْقَلْبُ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ" أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَاصَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَاسَائِرُ الْجَسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " . الفتاوى : ج8: 187
وقال رحمه الله (فإِذَا كَانَ الْقَلْبُ صَالِحًا بِمَا فِيهِ مِنْالْإِيمَانِ عِلْمًا وَعَمَلًا قَلْبِيًّا لَزِمَ ضَرُورَةُ صَلَاحِالْجَسَدِ بِالْقَوْلِ الظَّاهِرِ وَالْعَمَلِ بِالْإِيمَانِ الْمُطْلَقِكَمَا قَالَ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ : قَوْلٌ وَعَمَلٌ قَوْلٌ بَاطِنٌوَظَاهِرٌوَعَمَلٌ بَاطِنٌ وَظَاهِرٌ وَالظَّاهِرُ تَابِعٌ لِلْبَاطِنِلَازِمٌ لَهُ مَتَى صَلَحَ الْبَاطِنُ صَلَحَ الظَّاهِرُ وَإِذَا فَسَدَفَسَدَ ) وقال (وَانْتِفَاءُ اللَّازِمِ دَلِيلٌ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ,) ومن هنا نحن لا نوافقكم على هذا القول وهو أنّ بعض الأئمة يقولون باعتبار إسلام من كانت هذه حالته، وان قيل ان حديث الشفاعة يشهد بصحة هذا القول وبإخراج من لم يعمل خيرا قط ، قيل هو كذلك ، ونحن أيضا نؤمن بأن الله يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط، ومن ليس في قلبه إلا مثقال ذرة من إيمان ، وأنه عز وجلّ يخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان ، ومن كان في قلبه ذرة أو شعيرة من إيمان، ومن كان في قلبه وزن دينار من الإيمان ، ومن كان في قلبه وزن نصف دينار، ونؤمن بحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث التي تبيّن رحمة الله وعظيم فضله، والتي توضح عدم خلود حامل الإيمان ولو جزء يسير منه خلافا للوعيديّة المفرطين ، ولكن هل في نظركم هذه الأحاديث تنطبق على من اعتقد بقلبه وتلفظ بكلمة الإسلام وعاش السنوات الطوال ولم يعمل بجوارحه ولو عملا واحدا مما أوجبه الله عليه بملة الإسلام ؟! فان قلتم أن هذه الأحاديث عامة وهي صالحة لتنزيل الحكم على كل صورة سواء هذه المذكورة أو غيرها ، قيل لكم هذا ضرب لأدلّة الكتاب والسنّة بعضها ببعض ، وإلا فما قولكم في قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن والتي دلّت عليها أدلة كثيرة من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، منها قوله عليه الصلاة والسلام ألا ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ، قال شيخ الإسلام (والمقصود هنا أن الحقيقة المعتبرة في كل برهان ودليل في العالم هو اللزوم فمن عرف أن هذا لازم لهذا استدل بالملزوم على اللازم وإن لم يذكر لفظ اللزوم ولا تصور معنى هذا اللفظ بل من عرف أن كذا لا بد له من كذا أو أنه إذا كان كذا كان كذا وأمثال هذا فقد علم اللزوم كما يعرف أن كل ما في الوجود فهو أية لله فانه مفتقر إليه محتاج إليه لا بد له منه فيلزم من وجوده وجود الصانع.)252الرد على المنطقيين وقال رحمه الله (فالكلمتان: كلمة الإيمان واعتقاد التوحيد وكلمة الكفر واعتقاد الشرك فلا ريب أن الاعتقادات توجب الأعمال بحسبها فإذا كان الاعتقاد فاسدا أورث عملا فاسدا ففساد العمل وهو الفرع يدل على فساد أصله وهو الاعتقاد كذلك الأعمال المحرمة التي تورث مفاسد كشرب الخمر الذي يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء فهذه المفاسد الناشئة من هذا العمل هي فرع لازم للأصل ففسادها يدل على فساد الأصل وهكذا كل أصل فهو علة لفرعه وموجب له.) بيان تلبيس الجهمية1/ 456 فانظر يارعاك الله لقوله رحمه الله(فلا ريب أن الاعتقادات توجب الأعمال بحسبها) فأيّ حسبة هذه التي جعلتكم تعتبرون إسلام صاحب الصورة الذكورة ؟ وقال رحمه الله (وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب،وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع، سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أوجزء من الإيمان كما تقدم بيانه وحينئذ فإذا كان العبد يفعل بعض المأمورات، ويترك بعضها، كان معه من الإيمان بحسب ما فعله، والإيمان يزيد وينقص، ويجتمع في العبد إيمان ونفاق) مجموع الفتاوى 7/616 وأعود وأقول مرّة أخرى ليتضح المبحث ان شاء الله وهو أن العمل من الإيمان وأن عمل الجوارح ملازم لعمل القلب بحسبه ، ان قال قائل هل تقولون بكفر من أسلم وأقر بالهادتين مخلصا بهما قلبه ولم يعمل بجوارحه قطّ ومات بعد إسلامه بعشرة أيام ، قيل له لا شك أن هناك فرق كبير بين هذا الذي ذكرته وبين من ذكره الشيخ ابن عتيق رحمه الله ولهذا يجب تحرير المسألة قبل تنزيل الحكم على صاحبها ، ولهذا أقول لله درّ العلماء الذين تفطّنوا لمثل هذه الأمور التي تخفى على كثير من الطلبة ، وفي ظني هذا الذي جعل الشيخ ربيع يقول(وأدركت دندنة هؤلاء حول إنكار أحاديث الشفاعة ولا سيما حديث أبي سعيد الخدري فكنت أكره الحديث عنه –أي جنس العمل– والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام: أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن.
وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه فإذا ألَحّ ولـجّ اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس – رضي الله عنه – يخرج من النار: "من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان" ، فلا يحير جواباً) وإلا فمن الذي سيتوقف في تكفير مثل هذا الصنف الذي قال فيه الشيخ ربيع نفسه (لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد) وقال حفظه الله في ردّه على البحريني (أنا قلت مرارا: إن تارك العمل بالكلية كافر زنديق، لكنّني نهيت عن التعلّق بلفظ جنس لما فيه من الإجمال والاشتباه المؤدّي إلى الفتن) قلت وقد سبقت الإشارة إلى سبب نهي بعض الأفاضل عن التعلّق بمثل هذه الكلمة ، وأزيد هنا وأقول هل الذين يقولون تارك العمل حكمه كذا سواء المكفرون وغيرهم متفّقون على وصف هذا التارك أم لا ؟ ولهذا ولتضييق المسألة ولتحريرها يقال لمن يقول بإسلام من وصفه الشيخ حمد حفظه الله نريد منك كلام إمام واحد يصرحّ بما تقول به ، وأمّا عن الذين يضربون بعض الأمثال ليضيّقوا الخناق على المصيب في هذه المسألة ، فأسأل الله لنا ولهم الهداية ، كقولهم أنتم تقولون لا بدّ من وجود عمل الجوارح لثبوت الإيمان فهل الذي يميط الأذى عن الطريق عندكم مؤمن ، وان كان ذلك كذلك فهل جعلتم إماطة الأذى عن الطريق هو السبب الرئيس لعدم خلود هذا الرجل في النار؟ ويقولون وهل تشترطون العمل قبل إدخال الرجل في الإسلام أم لا ؟ فان قيل لهم لا نشترط ذلك ابتداءا قالوا فما الفرق بينه وبين من مرّ عليه اليوم أو الشهر أو الثلاثة أو السّنة أو الدّهر كله ؟ ومن أين لكم تحديد المدّة التي يصير فيها العبد كافرا؟ قلت ولردّ هذه الشنشنات يقال لهؤلاء ما قاله العلامة بن عثيمين رحمه الله "الكافر من كفّره الله وكفره ورسوله صلى الله عليه وسلم" فأمّا عن الصورة المذكورة آنفا ومن على شاكلتها فلا شك في كفر تاركها وإلاّ كيف يقال بأن العبد الذي معه أصل الحبوالرجاء والخوف والخشية وأصل المعرفةوالتصديق والتوكل والخضوع الى غير ذلكمن العبادات التي اذا عدمت حكمتم أنتم بكفره ، وقلبه نقي من التكبر على اللهوالإستطالة عليه وعدم الرضى بحكمه ومن الشرك به سبحانه وتعالىومن حب الكفرإلى غير ذلك ، كيف تقولون أن من معه هذا الخير كله جاز له أن يعيش دهره ولايحرك جوارحه اطلاقا بما يرضي ربه،أليس هذا هو الجنون بعينه ، والله ان هذالأمر عجاب ، قال الشيخ ناصر السعدي رحمه الله) ان أقواله-أي القلب- هي العقائد التي يعترف بها القلب ويعلمها ويعتقدها، وأما أعمالالقلب فهي حركته التي يحبها الله ورسوله، وضابطها: محبة الخير وإرادتهالجازمة وكراهية الشر، والعزم على تركه لله وهذه الأعمال القلبية تنشأ عنهاأعمال الجوارح، فالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد من الإيمان، وبر الوالدين وصلة الأرحام والقيامبحقوق الله وحقوق خلقه المتنوعة كلها منالإيمان) التنبيهات اللطيفة على مااحتوت عليه العقيدة الواسطية)
ويقال لهؤلاء أيضا: العلماء قديما وحديثا اختلفوا في الحكم على تارك المباني الأربعة ، منهم من كفر بتركها أو ببعضها ، ومنهم من لم يكفر بذلك ولم يشنّعوا على بعضهم البعض ، مع أنهم مجمعون على ضرورة العمل لإثبات الإيمان مع حرصهم على اعتبار الحال والمقام ، فكلّهم يقول ان وجد صلاح الظاهر لزم منه صلاح الباطن بحسبه وان لم يذكر بعضهم عملا بعينه ، والكافرمن كفّره الله ورسوله والمرجعلمعرفة مثل هذهالمسائل أهل العلم الأكابر بارك الله لنا فيهم وفي علمهم، قال أبو عبد الله محمد الجوندلوي في كتابه "زبدة البيان في تنقيح حقيقة الإيمان" ردّا على قول الغزالي وهو الآتي: (وان قال أردت أن يعيش مدّة طويلة ولا يصلي ولا يقدم على شيئ من الأعمال الشرعية فنقول فما ضبط تلك المدّة وما عدد تلك الطّاعات التي بتركها يبطل الإيمان وهذا لا يمكن التحكيم بقدره) الجواب: قال محمد الجوندلوي: ثمّ قوله ما ضبط تلك المدّة ....الخ. فجوابه عند من يقول بالإكفار في المباني، أن يعيش مدّة يفرض عليها فيها ما يترك من المباني، وعند من لا يقول بالإكفار بترك ركن من الأركان الأربعة أن يعيش مدّة لو كان في قلبه الإنقياد والقبول للأحكام وترك الإباء من الطاعة لصدر منه بعض الأعمال قطعا وهذه المدّة وان كانت غير معيّنة بحسب الإطلاق ، معينة بحسب الأشخاص، لكل شخص قدر ما، لكن لا يمكن تحديدها كالخبر المتواتر ، فان الخبر المتواتر لا بدّ له من قدر معيّن إذا بلغه يكون متواترا، لكن لا يمكن لنا تحديده وكذا الجواب في تعيين عدد الكبائر لا يمكن تحديدها بحب الإطلاق، لكن نعلم قطعا أن من التزم المتابعة لا بد أن يكون عاملا ببعض الأعمال الواجبة وتاركا لبعض الأعمال المحرّمة فان لم يترك ذنبا ولم يعمل حسنة مع أنه عاش مدة لم يكن ملتزما للمتابعة قطعا وهذا هو المعني بجزئية الأعمال عند من يسمي مرتكب الكبيرة مؤمنا) أنظره في اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنة ، قلت هذا هو مربط الفرس في هذه المسألة ، فمن قال بكفر تارك العمل فهذا حقّ لسيما ان كان من الذين يقولون بكفر تارك المباني الأربعة أو أحدها ، ومن قال باسلامه وهو لا يقصد ما ندندن حوله الآن وهو في الوقت نفسه يقرر ما قرره الجوندلوي في قوله السابق فهو مصيب كذلك ان شاء الله ، والحقّ هنا المقصود به صحة التأصيل العلمي الذي عليه الطائفة المنصورة في تحرير المسائل والاّ فالكافر من كفّره الله وكفره رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد يصيب هذا بقوله إن ترك الصلاة كفر وقد لا يصيب ، وكذلك بالنسبة لمخالفه والحمد لله رب العالمين.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (فإذا قال القائل‏:‏ هذا يدل على أن الإيمان ينتفي عند انتفاء هذه الأمور، لا يدل على أنها من الإيمان، قيل‏:‏ هذا اعتراف بأنه ينتفي الإيمان الباطن مع عدم مثل هذه الأمور الظاهرة، فلا يجوز أن يدعي أنه يكون في القلب إيمان ينافي الكفر بدون أمور ظاهرة، لا قول ولا عمل وهو المطلوب ـ وذلك تصديق ـ وذلك لأن القلب إذ تحقق ما فيه أثر في الظاهر ضرورة، لا يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر، فالإرادة الجازمة للفعل مع القدرة التامة توجب وقوع المقدور) مجموع الفتاوى 7/635 وقال (وهنا أصول تنازع الناس فيها، منها أن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيئ على اللسان والجوارح، وإنما يظهر من غير خوف‏؟‏ فالذى عليه السلف والأئمة وجمهور الناس‏:‏ أنه لا بد من ظهور موجب ذلك على الجوارح، فمن قال‏:‏ إنه يصدق الرسول ويحبه ويعظمه بقلبه ولم يتكلم قط بالإسلام ولا فعل شيئاً من واجباته بلا خوف، فهذا لا يكون مؤمناً فى الباطن، وإنما هو كافر)14/121 وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب (لا خلاف ان التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل ، فان اختلّ شيئ من هذا لم يكن الرجل مسلما ، فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما)
قلت ولهذا يستحيل على من كان قلبه جامعا لتلك الأعمالالجليلة أن يستمر على مواصلة الترك المذكور إلا ان كان من أصحاب الاستثناءات التي بينها أهل العلم وهذا لا كلام لنا معه ، ولهذا أقول لا يجوز لمن يقول بإسلام هذا الصنف أن ينسب هذا القول للعلماء الذين لا يكفرون بترك المباني الأربعة ، ويجب عليه أن يحمل كلامهم على أحسن المحامل لا على ما يعتقده ابتداءا ، قال الشيخ ربيع في ردّه على البحريني ( وقد صرّح العلامة ابن باز رحمه الله بأن من لا يكفر تارك العمل من العلماء فهو من أهل السنة فرفضوا قول هذا الإمام ، بل يرمون من يصرح بتكفير تارك العمل بالإرجاء ، لأنه لم يلتزم بلفظ _جنس_ الذي تعلّقوا به)كشف أكاذيب وتحريفات ....218
وأقول مرة أخرى ما المقصود بقول العلامة ابن باز عليه رحمة الله ( من لا يكفر تارك العمل من العلماء فهو من أهل السنة ) هل قصده ما نحن بصدده الآن أم ماذا ؟ وليسأل الشيخ ربيع حفظه الله وهو القائل بارك الله لنا في عمره (لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد) وقال رحمه الله نقلا عن الدكتور عبد الله الجربوع (وهذا الذي يرجّحه -كما بلغني – الشيخ ابن باز فيقول (إذا كان جنس العمل شرطا في صحة الإيمان ، فانه لا بدّ أن يبين لنا مقدار العمل الواجب لصحة الإيمان _يقول_ وقد بيّن بالنصوص أنها الصلاة ، فمن صلّى فقد أصبح معه جنس العمل وأصبح مسلما ، ومن تركها فهذا هو الحد ) وقال الشيخ ربيع (معلقا: ،(وأذكر الدكتور الجربوع أن الذين كفّروا تارك الصلاة من الصحابة ومن وافقهم من أهل الحديث لم يريدوا بذلك تفسير لفظة –الجنس-، وانما يريدون بيان حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في تارك الصلاة ذلكم الحكم المأخوذ من الكتاب والسنة) م س 217/218
قلت والله اعلم فكلام الشيخ ابن باز رحمه الله يبيّن بعضه بعضا فليس مقصوده بقوله ( من لا يكفر تارك العمل من العلماء فهو من أهل السنة ) أنّ من أهل السنّة من يتوقّف في تكفير تارك العمل بالكلية بهذه الصفة المذكورة ومما يوضح ذلك قوله (فانه لا بدّ أن يبين لنا مقدار العمل الواجب لصحة الإيمان _يقول_ وقد بيّن بالنصوص أنها الصلاة) قلت وكذلك لا بد لمن لا يكفّر بترك الصلاة بشيئ من العمل لصحّة الإيمان وان لم يعين هذا العمل، قلت ولأنّ العلامة بن باز رحمه الله عالم كبير في مسائل التوحيد ومقتضياته وهو يعلم أيما علم أن من وحّد الله خالصا من قلبه يمتنع أن يصر على الترك المذكور ويستبعد أنّه يقصد أنّ من أهل السنة من يقول بذلك أو أنّه قول معتبر والله أعلم
قلت أما الذي يقول أن تارك العمل بالكلية ليس بكافر ولايقصد بها هذه الصورة ، إنما يقصد بها الذي ترك كما هائلا من عمل الجوارح معإتيانه ببعضه ، أو يقصد بها الذي أسلم ولم يمكن من العمل ، أو غير هذه الصورالتي استثناها أهل العلم ، فهو مصيب في ما ذهب إليه، من أن العمل لا بد منه وأن انعدام العمل انعدام للقول والاعتقاد وإن قلتم لقد دلّ الدليل على اعتبار إسلام من اعتقد بقلبه وتلفّظ بلسانه ولم يتمكن من العمل ،قيل وهل تقولون بعدم صحة إسلام مناعتقد بقلبه وفي حينه حيث أراد التلفظ بكلمة الإسلام توفّاه ربه ولم يتمكّن من ذلك ؟قلت فهذه حالات استثنائية لأن أصحابها معذورون شرعاً وعقلاً ، ولايجوز أنتُتخذ دليلاً ولا تعزيزاً للدليل على أن ترك العمل بالكلية والحالة هذه معصية دون الكفر، وإلاّ لقال قائل إن ترك القول ليس من الكفر في شيئ ، ولماذا وأنتم الذينتقولون بالتلازم بين الظاهر والباطن وتقولون أن كمال عمل الجوارح يعنيكمال عمل القلب لاتقولون أن انتفاء عمل الجوارح يلزم منه انتفاء عمل القلب !؟ وكيف يقال ان من يعتقد أنالله واحد في ألوهيّته وفي ربوبيته وأسمائه وصفاته وأنه هو المتسحقّ للعبادة وحده لا شريك له وأنه سبحانهوتعالى فرض عليه فرائض وحرّم عليه محرمات، وفرض عليه الصلاة والصيام والزكاةوالحجّ والإحسان للوالدين وصلة الأرحام والعفة والطهارة وحسن الخلق وغضالبصر عن المحارم، ونهاه عن قول الزور والسّرقة وشرب الخمر وقتل ا لنّفس ،ُويؤمن أن الله أعدّ لعباده الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولا يعمل ولو بشيئ يسير مما أوجبه الله عليه ، كيف يقال أن من كانت هذه طبيعته فهومن جملة المسلمين الذين نهى عن تكفيرهم رب العالمين ، قلت وليت شعري أوليس هذا الترك يدل دلالة واضحةقاطعة على انعدام الإيمان انعداماً تاماً ، قلت ومما كنت أقوله منذ مدّة ولا زلت عليه إن وافقني الأفاضل من المشائخ عليه،أن هذه الصّور نظريّة اكثرمنهاتطبيقية ، نظرية لأن الفائدة منها ابتداءً واللهأعلم مباينة المرجئة الذين لا يعتبرون العمل جزءً من الإيمان ولا ركناًمن أركانه ، فالعمل عندهم مهما كثر لا يزيد في الإيمان مثقال ذرة ومهما نقصفلا ينقص منه مثقال حبة ،أما من جهة التطبيق فأين هو هذا العبد الذي يؤمنبالله رباً وبالإسلامديناً و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا و يعلم ما أوجبه الله عليه و يمرعليه الدّهرولا يعمل بجوارح قطّ مع قدرته على ذلك؛ أين هو؟ هل سمعتم به وهل يتصوّر وجود هذا الصنف من الناس في أرضالله؟
والخلاصة أن هناك من الترك ما لا يعقل أن ينسب للعلماء أنهم يقولون باسلام صاحبه ، وهناك ترك اختلف أهل العلم في الحكم على من وصف به ، ومن عبّر عنه بقوله تارك العمل مسلم وهو لا يريد بذلك عدم اعتبار العمل جملة وتفصيلا كما هو فعل المرجئة فلا بأس ، وبالمثال يتضح المقال ولكسر شوكة الشيطان
هذا والقول بعد هذا كلّه قول العلماء بارك الله لنا في علمهم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
__________________
أبو عبد الله 240