عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 09-02-2014, 08:57 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم.. شيخنا لدى اشكال واتمنى ان تجيبني عليه . الجيش الليبي القادم بقيادة اللواء الناظوري هل سيقاتل لاعلاء كلمة الله وهل سيطبق الشريعه حتى يقاتل معه الليبيون ونحن نعلم حكم البرلمانات وانه مشرع ديمقراطي بخلاف الشرع الحكيم فهل قتالنا معه من باب ادنى الضررين باعتبار الفئه الاخرى قياديهم اخوان وخوارج وشرهم اكبر فبينو لنا شيخنا البيان الشافي وبارك الله فيكم

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فالقتال الموجود اليوم في ليبيا مع الدولة الليبية ضد الخوارج والمفسدين ليس من أجل إرساء الديمقراطية ولا لنصرتها لكون هذا الأمر مما يدعيه الإخوان المسلمون وجماعة فجر ليبيا.
ولكونه مما يدعيه كثير من الحكام مداراة للكفار أو ضعفا في مواجهتهم ولدفع شرهم.
ودعاة الديمقراطية من المنتسبين للإسلام أنواع:
النوع الأول: من يطالب بالديمقراطية الغربية التي تتضمن حرية العقيدة والفكر مع مراعاة تقاليد المجتمع وعاداته بل ودين الناس في البلاد، وتكون مطالبته عن إباحة للديمقراطية.
وهؤلاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول من أقسام المناصرين للديمقراطية:
الذين يناصرونها عن تدين، واستدلال بالمشتبهات، وتحريف للنصوص، وهؤلاء دعاة الإخوان وما يعرف بدعاة الإسلام الإسلامي!! كحسن البنا والهضيبي والتلمساني والقرضاوي والغزالي ومحفوظ النحناح والغنوشي وسيد قطب والمودودي والصلابي والصادق الغرياني وأمثالهم فهؤلاء قد يكون منهم زنادقة، ولكن معظمهم عندهم شبه وتأويلات تمنع من تكفيرهم حتى تقام عليهم الحجة. ولكنهم مبتدعة ضلال وهم من أكثر الناس كذبا وتزويرها للحقائق ومكرا وخداعا.
القسم الثاني من أقسام المناصرين للديمقراطية:
الذين يناصرونها ويظنون أنها تعني الشورى وإشراك الشعب في الآراء وسياسة البلد، ويظنون بجواز حرية الرأي والفكر تأثرا بكلام دعاة الإخوانيين، ولكن يتقززون من بعض مفرزات الديمقراطية ويتبرؤون منها كإباحة الكفر والردة وإباحة الخمور والزنا وغير ذلك ويحاولون تكييف الديمقراطية مع واقعهم الديني وعاداتهم في البلاد.
وهذا خطأ منهم في التصور، ولا نحتاج إلى الديمقراطية لما تتضمنه من أصول تضاد دين الإسلام ولن يستطيع هذا الصنف الرد على من يبيح الكفر والزنا بمدأ الديمقراطية لكونهم سيرجعون إلى رأي الأغلبية لا إلى حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر منكر عظيم.
وفي أولئك عصاة وفساق وفيهم أهل خير وصلاح لكن عندهم شبهات في المسألة كما سبق.
وهذا القسم كثير في العوام لا سيما المثقفين والسياسيين وهو فعل باطل، لكن لا يكفرون بل يبين لهم الحق، وتوضح لهم الصورة الحقيقية للديمقراطية ومخالفتهم للشريعة.
القسم الثالث من أقسام المناصرين للديمقراطية:
من هو ملحد في الباطن أو لا يؤمن بالإسلام ولكنه قد يتظاهر بالانتساب إليه، ويؤمن بالديمقراطية ويبيح الكفر والردة والزنا والفواحش بالتراضي عن عقيدة.
فهذا صنف كافر ولكنهم قلة بين المسلمين، وأمرهم مكشوف.
النوع الثاني من مناصري الديمقراطية: من لا يؤمن بها ولكنه يتخذها وسيلة لمداراة الكفار وحتى يأمن شرهم، ويحاول تطبيق ما يستطيعه من الشريعة.
وهذا الصنف إن كان صادقا ولم يتوسع في ذلك وعلم تحريه للحق فقد يكون معذورا.

النوع الثالث: من لا يؤمن بالديمقراطية ولكن يتخذها وسيلة لتحصيل مراده من السلطة، ويواكب المجتمع للحصول على مكاسب دنيوية وقد يريد تحصيل مكاسب دينية ، وهذا كسابقه من النوع الثاني ليس كافرا بل اختلف العلماء في فعله هل هو واجب إن كان لتحقيق مكسب ديني وفيه تطبيق للشرع أو جائز أو حرام؟
وبعد معرفة ما سبق، والتأمل في الواقع الليبي نجد أن الحرب الدائرة في ليبيا ليست لتحقيق ديمقراطية غربية ولا نصرة للشيطان ولا طلبا لعودة حكم القذافي ولا لتمكين اللصوص والسراقين بل هي حرب على الإرهاب ولإيقاف تمدد داعش في ليبيا، ولمكافحة الإخوان المفسدين الذين هم مطية لداعش يستخدمونهم لقتل المسلمين ثم يميلون عليهم ويبيدونهم.
فقتال الجيش الليبي لمجلس ثوار بنغازي وفجر ليبيا وقسورة جهاد شرعي من وجوه:
الوجه الأول: أنه تحت راية إمام مسلم أعلن الجهاد على الخوارج والمفسدين.
الوجه الثاني: أنه تحت راية (لا إله إلا الله) .
الوجه الثالث: أنه في مقابل داعش والإخوان والمآربة وكلهم خوارج أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بجهادهم.
الوجه الرابع: أنه لتحقيق الأمن والأمان، ولضمان وحدة دولة ليبيا والوقوف في وجه دعاة الانفصال والتفكك.
الوجه الخامس: أن الدول الإسلامية الصادقة تدعم الدولة الليبية ووحدة أراضيها وتدعمها ضد عدوان الخوارج والإخوان المفسدين.
الوجه السادس: أن الخوارج أعلنوا حربهم على السلفيين ويسعون لإبادتهم أو إضعافهم وهم كثيرون أقوياء فإذا لم تقفوا في وجوههم اليوم أوشك أن يأتي يوم تجدون أنفسكم قلة وأذلة.
فجاهدوا في سبيل الله مع ولي أمركم تحت قيادة جيشكم، واعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الله ينصر من ينصره، وأن العاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
1/ 11 / 1435هـ