عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 03-27-2021, 09:10 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

روابط دروس يوم السبت 7/ 8 / 1442هـ

كتاب الشريعة للإمام الآجري :باب التحذير من مذاهب الحلولية

قال محمد بن الحسين رحمه الله:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والحمد لله على كل حال , وصلى الله على محمد وآله وسلم أما بعد فإني أحذر إخواني المؤمنين مذهب الحلولية الذين لعب بهم الشيطان فخرجوا بسوء مذهبهم عن طريق أهل العلم , مذاهبهم قبيحة , لا يكون إلا في كل مفتون هالك , زعموا أن الله عز وجل حال في كل شيء , حتى أخرجهم سوء مذهبهم إلى أن تكلموا في الله عز وجل بما ينكره العلماء العقلاء , لا يوافق قولهم كتاب ولا سنة ولا قول الصحابة ولا قول أئمة المسلمين , وإني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيها مني لجلال الله عز وجل وعظمته , كما قال ابن المبارك رحمه الله: " إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى , ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.

ثم إنهم إذا أنكر عليهم سوء مذهبهم قالوا: لنا حجة من كتاب الله عز وجل فإذا قيل لهم: ما الحجة؟

قالوا: قال الله عز وجل: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} [المجادلة: 7] وبقوله عز وجل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3] إلى قوله: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد: 4] فلبسوا على السامع منهم بما تأولوا , وفسروا القرآن على ما تهوى نفوسهم فضلوا وأضلوا , فمن سمعهم ممن جهل العلم ظن أن القول كما قالوه ,

وليس هو كما تأولوه عند أهل العلم والذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله عز وجل سبحانه على عرشه فوق سماواته , وعلمه محيط بكل شيء , قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السماوات العلا , وبجميع ما في سبع أرضين وما بينهما وما تحت الثرى , يعلم السر وأخفى , ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور , ويعلم الخطرة والهمة , ويعلم ما توسوس به النفوس يسمع ويرى , ولا يعزب عن الله عز وجل مثقال ذرة في السماوات والأرضين وما بينهن , إلا وقد أحاط علمه به فهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى ترفع إليه أعمال العباد , وهو أعلم بها من الملائكة الذين يرفعونها بالليل والنهار.

فإن قال قائل: فإيش معنى قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: 7] الآية التي بها يحتجون؟ قيل له: علمه عز وجل والله على عرشه , وعلمه محيط بهم , وبكل شيء من خلقه , كذا فسره أهل العلم والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم فإن قال قائل: كيف؟ قيل: قال الله عز وجل: {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} إلى آخر الآية {ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} [المجادلة: 7] وابتدأ الله عز وجل الآية بالعلم , وختمها بالعلم , فعلمه عز وجل محيط بجميع خلقه , وهو على عرشه , وهذا قول المسلمين

652 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: نا أبو داود السجستاني قال: نا أحمد بن حنبل قال: حدثني سريج بن النعمان قال: نا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس رحمه الله: «الله عز وجل في السماء , وعلمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان»

653 - وحدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال: نا الفضل بن زياد , سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: قال مالك بن أنس: «الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان» فقلت: من أخبرك عن مالك بهذا؟ فقال: سمعته من سريج بن النعمان , عن عبد الله بن نافع

654 - وحدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: نا النضر بن سلمة المروزي قال: نا علي بن الحسن بن شقيق قال: أنا عبيد الله بن موسى , عن خالد بن معدان قال: سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجل: {وهو معكم أينما كنتم} ؟ قال: «علمه»

655 - وأخبرنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال: نا الفضل بن زياد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله قال: نا نوح بن ميمون قال: نا بكير بن معروف , عن مقاتل بن حيان , عن الضحاك: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} [المجادلة: 7] قال: «هو على العرش , وعلمه معهم» قال محمد بن الحسين رحمه الله: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه , وعلمه محيط لجميع خلقه قال الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير} [الملك: 17]
وقال عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] وقال تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: 1] وقال عز وجل لعيسى عليه السلام: {إني متوفيك ورافعك إلي} [آل عمران: 55] وقال جل ذكره: {وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 157] وقال عز وجل: {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} [الطلاق: 12]

http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...6/1442/sh5.mp3

------------

التعليق على كتاب الرسالة الوافية للحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله

تتمة التعليق على ما يتعلق بالصراط. ثم :

فصل: (في الميزان)
117- ومن قولهم: إن الله تعالى يضع الموازين، وتأتي كل نفس معها سائق وشهيد، فيزن صحائف الأعمال كما أخبر عز وجل بذلك في قوله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} الآية. وقال: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون} ، وقال: {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه فأمه هاوية} .
118- وقال صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان [على] اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم} .
وقال: ((أثقل شيء يوضع في الميزان الخلق الحسن)) .
119- وهم أهل يمين وشمال، قال عز من قائل: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} : وهم أهل الجنة.
{وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} : وهم أهل النار.
ويؤتون كتبهم بأيديهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك هم المفلحون، ومن أوتي كتابه بشماله أو وراء ظهره فأولئك هم الخاسرون.
120- والموازنة للمؤمنين الذين معهم طاعات وسيئات ربما اعتدلت وربما رجح بعضها على بعض، وأما الكفار فلا طاعة لأحد منهم يوازن بها كفرهم، فوجب أن لا يكون لهم حسنات، ولا موازنة. قال الله تعالى فيهم: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} وقوله: {ومن خفت موازينه} عبارة على أنها لا بر لهم، ولا طاعة لهم، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى يوم القيامة بالأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة)) إنما يعني صلى الله عليه وسلم: أنه خال من البر والطاعة، وأن لا شيء له ولا فيه منهما فعبر بالوزن عن ذلك والله أعلم.

http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...b6/1442/w5.mp3

------------

ضوابط الجرح والتعديل

الباب الثاني: الفصل الرابع

مَا لا يتعلق بالعدَالة ولا بالضبط غالباً


2 ـ تدليس التسوية:
أن يروي المدلس حديثاً يصرّح فيه السماع من شيخه ثم يُسقط من الإِسناد راوياً ضعيفاً (2) من بين ثقتين لقي أحدهما الآخر وليس الأول منهما بمدلس، ويأتي المدلس بلفظ محتمل لسماع أول الثقتين من الآخر (3).
فيستوي الإِسناد كله ثقات (4).
3 ـ تدليس الشيوخ:
أن يروي الراوي عن شيخ حديثاً سمعه منه فيسمّيه أويكنيه أوينسبه أو يصفه بما لا يعرف به لكيلا يعرف (5).
ويظهر أثر النوعين الأولين في عدم الحكم باتصال الإِسناد المعنعن (6)
ونحوه.
وأثر النوع الثالث في حصول الحكم على شيخ الراوي بالجهالة.
قال ابن دقيق العيد: ((فإنه (يعني التدليس) قد يَخْفى ويصير الراوي مجهولاً فيسقط العمل بالحديث لكون الراوي مجهولاً عند السامع مع كونه عدلاً معروفاً في نفس الأمر ... )) (7).
من ضوابط التدليس:
__________
(2) يرى الحافظ ابن حجر أن تدليس التسوية لا يختص بإسقاط الضعيف. انظر: النكت 2/ 621.
(3) انظر: فتح المغيث 1/ 190.
(4) يعتبر تدليس التسوية أفحش أنواع التدليس؛ لأن قاعدة قبول المعنعن قاصرة عن كشفه، فإن شرطي الحكم باتصال المعنعن وهما (إمكان اللقاء ـ وأن لا يكون الراوي مدلساً) تامان في ظاهر حال الإِسناد.
(5) علوم الحديث ص 167.
(6) انظر: المصدر السابق ص 152.
(7) الاقتراح في بيان الاصطلاح ص 214.

أولاً: قسم الحافظ صلاح الدين العلائي المدلسين إلى خمس مراتب.
وفائدة ذلك التقسيم الحكم على حديث كل مدلس إذا لم يصرح بالسماع بما يختص بمرتبته من أحكام.
وتلك المراتب هي:
المرتبة الأولى:
من لم يوصف بذلك إلّا نادراً جداً، بحيث أنه ينبغي أن لا يُعَدَّ فيهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة.
المرتبة الثانية:
من احتمل الأئمة تدليسه وخَرَّجُوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك لإمامته وقلّة تدليسه في جنب ما روى. مثل سفيان الثوري (1).
أو كان لا يدلس إلّا عن ثقة. مثل: سفيان بن عيينة.
المرتبة الثالثة:
من أكثر من التدليس فلم يَحتج الأئمة بشيء من أحاديثهم إلّا بما صرّحوا فيه بالسماع، ومنهم من ردّ حديثهم مطلقاً، ومنهم من قَبلَه مطلقاً.
مثل: أبي الزبير محمد بن مسلم المكي.
المرتبة الرابعة:
من اتفق الأئمة على أنه لا يُحتج بشيء من أحاديثهم إلّا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجهولين. مثل: بقية بن الوليد.
المرتبة الخامسة:
من ضُعِّفَ بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع، إلّا أن يوثّق من كان ضعفه يسيرا. مثل: عبد الله بن لهيعة (2).
ثانياً: يحكم لرواية المدلس بالاتصال وإن وردت معنعنة في حالين هما:
أ ـ إذا وردت من طريق النقّاد المحققين لسماع ذلك المدلس لما عنعنه فيما ورد من طريقهم. ومن ذلك:
1 ـ قول شعبة: ((كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق السَّبِيْعِي، وقتادة)).
__________
(1) قال الحافظ الذهبي: "سفيان بن سعيد الحجّة الثبت، متفق عليه مع أنه كان يدلس عن الضعفاء، ولكن له نقد وذوق ولا عبرة بقول من قال: يدلس ويكتب عن الكذابين". ميزان الاعتدال 2/ 169.
(2) انظر: جامع التحصيل ص 113. وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص 13 ـ 14.

قال الحافظ ابن حجر: ((فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة، أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع)) (1).
2 ـ رواية الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر. فإن الليث لم يسمع من
أبي الزبير إلّا مسموعَه من جابر. فقد قال سعيد بن أبي مريم: ((حدثنا الليث قال: جئت أبا الزبير فدفع لي كتابين فسألته: أسمعت هذا كله من جابر؟ قال: لا، فيه ما سمعت وفيه ما لم أسمع. قال: فأعْلِمْ لي على ما سمعت منه، فأَعْلَمَ لي على هذا الذي عندي)) (2).
3 ـ أن يحيى القطّان لا يروي عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي إلّا ما كان عن سماع أبي إسحاق من شيوخه.
قال الإسماعيلي: ((القطّان لا يرضى أن يأخذ عن زهير ما ليس بسماع لأبي إسحاق)) (3).
قال الحافظ ابن حجر: ((وكأنه عرف ذلك بالاستقراء من صنيع القطّان أو بالتصريح من قوله)) (4).
4 ـ رواية يحيى القطّان عن سفيان الثوري (مع قلة تدليس سفيان) (5).
ب ـ إذا كانت تلك الرواية عمّن أكثر المدلِّس من الرواية عنه، ومن ذلك ما ذكره الحافظ الذهبي في ترجمة الأعمش: ((وهو يدلّس وربّما دلّس عن ضعيف ولا يُدْرَى به، فمتى قال: (حدثنا) فلا كلام، ومتى قال: (عن) تَطَرَّقَ إليه احتمال التدليس إلّا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم (النخعي) وأبي وائل (شقيق
ابن سلمة) وأبي صالح السمّان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال)) (6).
ثالثاً: يراعى فيما ورد من أحاديث المدلسين في أحد الصحيحين بصيغة العنعنة الاحتمالات التالية:
__________
(1) تعريف أهل التقديس ص 59.
(2) تعريف أهل التقديس ص 59.
(3) فتح الباري 1/ 258. وانظر: النكت 2/ 631، وفتح المغيث 1/ 183.
(4) المصادر السابقة في المواضع المذكورة.
(5) انظر: فتح المغيث 1/ 183 ـ 184.
(6) ميزان الاعتدال 2/ 224.

أ ـ ورودها صريحة بالسماع في موضع آخر من الصحيح نفسه، أو في الصحيح الآخر، أو في أحد دواوين السنة الأخرى من السنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء وغيرها (1).
ب ـ كون الراوي المدلس من أهل المرتبتين: الأولى أو الثانية من مراتب المدلسين (2).
جـ ـ كون الرواية من طريق بعض النقاد المحققين سماع المُعَنْعِنَ لها (3).
د ـ كون رواية المدلس عن أحد شيوخه الذين أكثر من الأخذ عنهم.
هـ ـ ورود رواية المدلس مقرونة برواية غيره، أو ورودها في المتابعات والشواهد.
و ـ احتمال اطلاع الشيخين على طريق صريحة بالسماع (4)، لكنهما قد عدلا عنها اختصاراً أو لكونها ليست على شرطهما، فإنهما قد انتقيا صحيحهما من مئات الألوف من الأحاديث.
أهم الكتب في معرفة مراتب المدلسين:
1 ـ تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر
(ت 852هـ).
__________
(1) انظر: فتح المغيث 1/ 183 ـ 184.
(2) انظر: المصدر السابق 1/ 183 ـ 184.
(3) انظر: فتح المغيث 1/ 183.
(4) قال الحافظ ابن حجر: "وفي أسئلة الإِمام تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المِزِّي: وسألته عمّا وقع في الصحيحين من حديث المدلس معنعنا. هل نقول: إنهما اطلعا على اتصالها؟.
فقال: كذا يقولون وما فيه إلّا تحسين الظن بهما، وإلّا ففيهما أحاديث من رواية المدلسين ما توجد من غير تلك الطريق التي في الصحيح".
قال الحافظ ابن حجر: "قلت: وليست الأحاديث التي في الصحيحين بالعنعنة عن المدلسين كلها في الاحتجاج، فيحمل كلامهم هنا على ما كان منها في الاحتجاج فقط.
أما ما كان في المتابعات فيحتمل أن يكون حصل التسامح في تخريجها كغيرها. وكذلك المدلسون الذين خرج حديثهم في الصحيحين ليسوا في مرتبة واحدة في ذلك، بل هم على مراتب ... ". النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 636.

اعتبر الحافظ ابن حجر تقسيم العلائي لمراتب المدلسين في كتابه (جامع التحصيل في أحكام المراسيل) أساساً لتصنيفهم فرتّب هذا الجزء على ذلك حيث يذكر في كل مرتبة أسماء أصحابها، وقد بلغ مجموعهم (152) راوٍ مدلّس.
لكن قد اختلف اجتهاده في عدد من أولئك المدلسين في كتابه (النكت على كتاب ابن الصلاح) وهو متأخر في التأليف عن كتابه (تعريف أهل التقديس) (1).
ومثال ذلك: أنه ذكر سليمان بن مهران الأعمش في المرتبة الثانية في كتابه (تعريف أهل التقديس) (2). وذكره في المرتبة الثالثة في كتابه (النكت على كتاب
ابن الصلاح) (3).
2 ـ اتحاف ذوي الرسوخ بمن رُميَ بالتدليس من الشيوخ للشيخ حماد بن محمد الأنصاري، وهو مرتب على الحروف وجامع لما في ثلاث رسائل في أسماء المدلسين للحافظ ابن حجر وبرهان الدين الحلبي والسيوطي، وقد بلغ عددهم لديه (161) راو مدلس.
__________
(1) انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 650.
(2) انظره: ص 33.
(3) انظره: 2/ 640.
اختلاف اجتهاد الحافظ ابن حجر هنا إن كان بين المرتبتين الثالثة والرابعة فليس بمحل إشكال؛ لأن التصريح بالسماع شرطٌ على الراجح في الثالثة، وبالاتفاق في الرابعة. وإنما يقع الإشكال عند اختلاف اجتهاده بين الثانية والثالثة؛ لأن الثانية تحمل معنعناتها على الاتصال، وأما الثالثة فيُشترط فيها التصريح بالسماع على القول الراجح.


http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...6/1442/dw5.mp3

رد مع اقتباس