عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2015, 06:49 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي براءة دين الإسلام مما فعله داعش اللئام من حرق الطيار الأردني المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله وكتبه الله في الشهداء

براءة دين الإسلام مما فعله داعش اللئام من حرق الطيار الأردني المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله وكتبه الله في الشهداء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن تنظيم داعش الإرهابي والذي يسمي نفسه بالدولة الإسلامية، قد ارتكب جريمة نَكراء، وفِعلَةً شَنعاء، وخالف الشريعة الإسلامية الغراء، وأمعن في الإجرام والفساد والاعتداء.
فمعلوم ما عليه داعش من منهج الخوارج الذين يكفرون المسلمين بشبه واهية، وادعاءات مزوَّرة كاذبة، ويستحلون دماء المسلمين وأعراضهم، وينهبون ديارهم وأموالهم، ويخفرون ذممهم وعهدوهم، وينشرون الأحاديث المكذوبة، ويكذبون الأحاديث الصحيحة، ويعطلون نصوص الشريعة.
إلههم الهوى، ودينهم البدعة والردى، وديدنهم المخالفة والفِرَى، ومنهجهم الظلم والطغيان والإجرام والاعتدا.
ولقد تنوعت أعمالهم الإجرامية، وجرائمهم الانتقامية، وأفعالهم الشيطانية ما بين قتل للمئات من المسلمين صَبراً وحَبساً، بعد أخذهم لهم بالعهد غدراً، وما بين قطع لرؤوس المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وما بين قتلهم للنساء والأطفال والشيوخ عمداً، وتسخير الأطفال في قتالهم الطاغوتي قسراً، فقاتلهم الله أنى يؤفكون، وعاملهم الله بعدله بما يستحقون.
فاللهم دمرهم، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
(1)- من المقطوع به تحريم قتل المسلم، ولا يجوز قتله إلا بارتكاب موجبه، ثم بعرضه على القضاء الشرعي، ومن ثم يحكم الإمام الذي ثبتت إمامته ثبوتاً صحيحاً بقتله.
وقد تكاثرت النصوص في حرمة دم المسلم، وخطورة تكفيره والاعتداء عليه.
قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات)). قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)).
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)) .
وقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله".
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)).
وعن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك! وما أطيب ريحك!، ما أعظمك! وما أعظم حرمتك!، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك -ماله ودمه-)).
ومن يكفر المسلمين بالذنوب والمعاصي، أو أنه يجعل ما ليس بذنب ذنباً كما فعلت الخوارج فيخشى عليه الكفر والردة.
وذلك للأحاديث المتواترة في ذم الخوارج وبيان مروقهم من الدين، وأنهم كلاب النار.
(2)- وقد اشتهر الدواعش بنقض العهود والعقود:
والله عز وجل أمر المؤمنين: بالوفاء بالعهد والعقد ..
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}.
وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}.
وقال تعالى: {وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
وإن الخيانة ونقض العهد من صفات المنافقة المخذولين ..
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أربع من كن فيه كان منافقاً)) .. ((وإذا عاهد غدر)).
ومن شيم اليهود وصفاتهم نقض العهد بل ومن صفات أهل الشرك والكفر عموماً ..
قال تعالى في سورة البقرة: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27}
وقال تعالى في سورة الرعد: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
وقال تعالى في سورة البقرة: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}
وهذا واقع هؤلاء الدواعش وأشباههم من الخوارج الضلال ..
(3)- فمن يستحل دماء المسلمين ودماء المعاهدين فإما أن يكون باغياً ظالماً فقد جاء الوعيد العظيم على هذا البغي والفساد.
قال تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين}.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يقول الله تعالى: يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تستجاب دعوة المظلوم وإن كان كافراً)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)) رواه البخاريُّ في صحيحه.
(4)- وقد حرم الله قتل المعاهدين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً))
فمن يخفر ذمة الله ورسوله ويقتل الأجانب المستأمنين فهو غادر خائن لله ورسوله وللمؤمنين وهو مجرم أثيم أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله.
بل من يقتل الأجانب المعاهدين ممن يقاتل في سبيل الطاغوت.
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}
وقال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} ..
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمَهُ اللهُ- في تفسيره: " {والله لا يحب الفساد} وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولاً حسناً.
ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.
ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أُمر بتقوى الله تكبَّر وأنِفَ و {أخذته العزة بالإثم} فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين " انتهى كلامه -رحمَهُ اللهُ-.
وإما أن يكون مستحلاً لدماء المسلمين لأنه يكفرهم، ويرى بطلان دينهم واستحقاقهم للقتل، أو أنه يستحل دماء المعاهدين لأنه يكفر ولي الأمر وبطلان دينه فهذا يخشى عليه الكفر والردة.
لأنه يبطل دين الإسلام الذي بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- به.
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ، ورماه بالشرك))
قال: قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه..
(5)- وهؤلاء الدواعش صاروا يقعدون قواعد متوافقة مع المذاهب والأديان الباطلة متناسين حكم الله وشريعته ..
فهم يستبيحون دماء الأطفال على قاعدة فرعون اللعين.
ويستبيحون دماء النساء والأطفال على قاعدة الصفرية من الخوارج بل والنهروانية ..
ويستبيحون دماء النساء والأطفال بناء على قاعدة ميكافيلي: "الغاية تبرر الوسيلة" فإذا كان الكافر يقتل نساءنا وأطفالنا وشيوخنا ويظلمنا فلا بد أن نعامله بالمثل وفقا للقاعدة الميكافيللية!!
وقتل النساء والأطفال من المحرمات ..
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان)) متفق عليه
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: عهد إلينا رسول الله ونحن بخيبر أن لا نقتل صبيا ولا امرأة
(6) - ومن إجرامات الدواعش حرقهم بالنار الطيار الأردني المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تعذبوا بعذاب الله». رواه البخاري.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار » رواه أحمد وأبو داود وهو حديث صحيح.
فلا يجوز التحريق بالنار لمن يجوز قتله، فكيف بمن يحرم دمه، ولا يجوز قتله؟!
(7) - ومن تلبيسات الخوارج الدواعش زعمهم أنهم حرقوا المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله لأنه رمى عليهم الصواريخ الحارقة!
فيقال لهم إن كانوا يعقلون: على كلامكم هذا يجوز حرق أتباع داعش جميعاً لكونهم يستخدمون في قتالهم القنابل والصواريخ والأحزمة الناسفة، فيكون المنع من التحريق بالنار معطلاً عند هؤلاء الخوارج، وهذه عاقبة الجهل والضلال، أن يقوموا بتبديل الدين الإسلامي، وتعطيل الشرع الرباني.
والواقع أن الخوارج هم الذين ابتدؤوا المسلمين بالقتل والقتال، وحوادث غدرهم وخيانتهم ورفضهم لتحكيم الشرع أشهر من أن تذكر، لذلك جزم بعض المشايخ أنهم زنادقة، لكونهم بقايا البعثيين، وعملاء للنصيرية والرافضة، لا يؤمنون بدين، ولا يحترمون شرعاً، بل دينهم هواهم ومصالحهم الشخصية، ويتسترون بالإسلام، ويضمون إليهم فئاماً من المخدوعين والمغيبين من المجرمين.
وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج كما هو معلوم.
(8) - مع شناعة ما فعل الخوارج الدواعش بالطيار المسلم المجاهد معاذ الكساسبة فإنه مات وبعض علامات حسن الخاتمة عليه بادية إن شاء الله من وجوه:
الوجه الأول: أن قتل الدواعش له كان بسبب المشاركة في جهاد الخوارج والزنادقة، لحفظ أمن المسلمين في العراق وسوريا، ولحماية أموالهم وأعراضهم وأهليهم، ومساهمة مع الدول المسلمة في مكافحة الإرهاب والإجرام الخارجي.
الوجه الثاني: أن الدواعش قتلوه حرقاً، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «والحريق شهيد»، أي: من يموت حرقاً فهو شهيد.
الوجه الثالث: أن الذين قتلوه خوارج، ومن قتله الخوارج فهو موعود بالجنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج: «شر قتلى تحت أديم السماء، طوبي لمن قتلهم وقتلوه».
وقال عليه الصلاة والسلام مبينًا عظيم أجر من يقتلهم: «لو يعلم الجيش الذين يصيبون ما لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل».
فرحم الله معاذا الكساسبة، وغفر له، وكتبه في الشهداء.
وهذه الحادثة تزيد المؤمنين تمسكاً بوجوب قتال داعش، والسعي الحثيث في القضاء على شرهم وفتنتهم.
اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم احفظ دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وأهلك من أرادهم بسوء من عدو متربص من كافر ومشرك، وخارجي مارق وملحد.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
14/ 4/ 1436 هـ
رد مع اقتباس