عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 04-06-2012, 01:22 PM
أبو أنس طارق طليب أبو أنس طارق طليب غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 49
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي

الطريقة الصحيحة للدعوة إلى الله
قال الشيخ العلامة المجاهد " ربيع بن هادي المدخلي " - حفظه الله تعالى – في المجموع المبارك .
" .... وحينما بعث معاذًا إلى اليمن رتَّب له أمور الدَّعوة فقال له : (( إنَّك تأتي قومًا أهل كتاب فليكن أوّلَ ما تدعوهم إليه شهادةُ أن لا إلهَ إلَّا اللهَ )) ، أهل الكتاب يؤمنون بالجنَّة يؤمنون بالنار يؤمنون بالله يؤمنون بالملائكة ، ويقولون : لا إله إلَّا الله ، لكن أفسدوا معنى لا إله إلَّا الله فقالل : (( فلْيكن أوَّل ما تدعوهم إليه ، شهادةُ أن لا إلهّ إلَّا الله ، وأنَّ محمدًا رسول ُ الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم – انتقل لهم إلى مرحلة أخرى – أن الله افترضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أنَّ الله افترضَ عليهم صدقةً تُؤْخَذُ من أغنيائهم فَتُلْقى إلى فقرائهم )) [1].
هذه هي الطريقةُ الصحيحة للدعوةِ إلى اللهِ– تبارك وتعالى - ، الآن العالمَ الإسلامي تذهب إلى الشرق والغرب ، تجد أو ثانًا وقبورًا ، تجد مدنًا من القبور ، تدعى من دون الله ، ويستتغاث بها من دون الله ، وتشدُّ إليها الرحال كما تشُّ إلى البيت العتيق ، ويطاف بهذه الأوثان ، ويركع ويسجد لها ، ويعتقدون فيها ما يخجل منه أبو جهل من أنَّها تعلم الغيب وتتصرّف في الكون!
وقد أتيت بعض البلدان ورأيت كيف الخشوع والخضوع والذلّ والطمع في أموات لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا ! والله ما رأيت هذا الخشوع وعند بيت الله العتيق! – ربِّ السماء – ويَخُور بعضهم كما يخور الثور ، ويخرُّ يهوي على عتبة الولي طمعًا ورجاءً وخوفًا ورغبةً ! وينسى الله – تبارك وتعالى - ! أمر عظيم ! والدعوات الموجودة غير التوحيد ؛ دعوة الإمام المجدّد محمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تقف تتفرّج أمام هذه المشاهد المخزية ، ولا ترى هذه منكرًا ، بل تؤيِّدها ، يذهبون في أيَّام الانتخابات إلى هذه الأوثان ، أو إلى أكبرها ، فيخرُّون لها راكعين ويقدِّمون لها الزهور والنذور إجلالًا وتعظيمًا لها ، بدل أن يدعوا إلى التوحيد ، واللهِ يفعلون هذه الأمور وهم معدودون دعاةً إسلاميين! فيَضِلُّون ويُضِلُّون الأمَّةَ ويغرقونهم ويغمسونهم غمسًا إلى الحضيض في الضلال والشرك بالله – تبارك وتعالى ، ولا تجدُ دعوة ً تواجهُ هذه الوثنية إلَّا دعوة الله – تبارك وتعالى .
على كلِّ حال سأذكر لكم مقتطفات عن التوحيد وأُحيلكم على كتب التوحيد ، فأنّ هذه المحاضرة إذا طالت لا تغني شيئًا ،إنّما نوجهكم ونبين لكم شيئًا من مكانة التوحيد وفضله وما شكل ذلك ، أدرسوا (( كتاب التوحيد )) للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وافهموه حقّ الفهم ، واقرءوا شروحه (( تيسير العزيز الحميد )) ، كتاب ((فتح المجيد )) ، (( والقول السديد )) ، (( وقرّة عيون الموحدين )) ، وما شاكل ذلك ، واقرءوا (( كشف الشبهات ))، (( الأصول الثلاثة )) للشيخ محمّد كذلك ، و(( التوسل والوسيلة ))، لشيخ الإسلام ابن تيمة – رحمه الله - ، وكتاب (( إغاثة اللّهفان )) للإمام ابن القيم – رحمه الله - ، واقرءوا القرآن قبل كلّ هذه ؛ فإنّه كتابُ التوحيد كما قال ابنُ القيم – رحمه الله – واقرءوا كتب ابن تيمية عمومًا ؛ فإنّه ما من مجالٍ يكتب فيه إلّا ويعرّج على العقيدة ويستطرد إليها لأهميتها عنده ، واقرءوا كتب ابنِ القيم أيضًا الأخرى مثل (( زاد المعاد)) ؛ فإنّ له لمحات وإشارات وتوضيحات في هذا الباب .
وقد تأمّلت حياة المسلم فوجدتها قائمةً على التوحيد ...........(1/29-30) .
يتبع .... إن شاء الله تعالى .


[1] - أخرجه البخاري – كتاب المغازي - ، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قبل حجة الوداع .
__________________
قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى - " إذا كان للنّاس شعرات ، فنحن ليس لنا إلا شعار الأنبياء ، وإذا كان للنّاس دعوات فليس لنا إلا دعوة الأنبياء ، وإذا كان للنّاس مناهج فليس لنا إلا منهج الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام".المجموع (51/1)


رد مع اقتباس