عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-07-2012, 06:02 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عائشة عبد الرحمن المغربي;29676[FONT=traditional arabic
آمل تفريغ المقطع بارك الله فيكم لمن يستطيع ذلك.
[/FONT]
تفريغ الكلمة

الدين هو أول الضروريات الخمس التي تجب المحافظة عليها ، الضروريات الخمس وأولها الدين يحافظ عليه ، ويطبق الحكم على المرتدين الخارجين على الإسلام كما قال صلى الله صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه فأقتلوه" ، وقال عليه الصلاة والسلام "لا يحل دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلات ، النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة" هذا يحل دمه ، حماية للدين من التلاعب.

والثاني من الضروريات هو النفس
، ولهذا شرع الله القصاص "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى" إلى قوله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة : 179] ، فأمر بحفظ الأنفس المؤمنة ، فشرع القصاص لأجل حفظ الأنفس من الإعتداء" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ" ، القصاص وإن كان قتلا للجاني فإنه يسبب الحياة للناس ، لأنه يمنع القتل ، فيأمن الناس على دمائهم ، فإذا علم القاتل أو علم من يريد القتل أنه سيقتل ، فإنه يكف عن القتل فينجي نفسه وينجي من همَّ بقتله ، وبذلك تحقن الدماء ، وتحفظ الدماء.

الثالث حفظ العقل
، الله جل وعلا خلق هذا الإنسان وميزه عن غيره من المخلوقات بأن عطاه العقل الذي يميز به بين الضار والنافع ، والطيب والخبيث ، والكفر والإيمان ، "لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" [الإسراء : 70] ، "لقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"[التين : 4] ، فالله جل وعلا ميز هذا الإنسان بهذا العقل ، فإذا جني الإنسان على عقله بأن تعاطى شيئا من المسكرات او المخدرات ، فإن الله أوجب إقامة الحد عليه بالجلد ، حفظا للعقول من أن يُتَلاعب بها.

الرابع حفظ الأموال
، لأن الناس لابد لهم من المال الذي تقوم به مصالحهم ، المال عصب الحياة كما يقولون "لاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِّي جَعَلَ اللهُ لَكُم قِيَاماً"[النساء : 5] ، فمن أعتدى على أموال الناس بالسرقة فإنها تقطع يده حتى يأمن الناس على أموالهم ، قال جل وعلا "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "[المائدة : 38] ، فإذا قُطعت يدا واحدة حفظت أموال الناس ، وأمن الناس على أموالهم ، ولذلك تجدون البلاد التي تقام فيها الحدود .. تجدونها آمنة مطمئنة على دينها وعلى أنفسها وعلى أموالها وعلى أعراضها ، بينما البلاد التي لا تقام فيها الحدود تسودها الفوضى والإضطراب والخوف والبهيمية ، كما هو معلوم ، هذا حفظ الأموال.

الخامس حفظ الأنساب والأعراض
: حفظ الأنساب وذلك بتحريم الزنا ، وإيجاب إقامة الحد على الزاني بأن يُجلد مئةً إذا كان بكرا ، ويرجم بالحجارة حتى يموت إذا كان ثيبا ، من أجل حفظ الأنساب من الإختلاط ، فإذا أقيم الحد على الزناة فإن الأنساب تحفظ ، أما إذا عُطِّل الحد عن الزناة أختلطت الأنساب ، فلا يُدرى هذا الشخص من هو إبنه ، إختلاط الأنساب لأن هذه المرأة يعتريها رجال كثيرون ، فلا يُدرى ممن حملت ، وبذلك تضيع الأنساب التي جعلها الله مميِّزة بين الناس ، بأن يُعرف هذا الشخص ممن هو ، ويترتب على ذلك الأحكام الشرعية من المحرمية ومن الميراث وغير ذلك من الأحكام الشرعية المترتبة على النسب ، تعارف الناس فيما بينهم ، هذا يعرف أن هذا أبوه ، هذا أخوه ، هذا عمه ، هذا خاله ، فيحصل التواصل بين الناس ، هذا حفظ الأنساب.

وحفظ الأعراض
، وذلك بحد القذف ، الذي يقذف الناس بالفاحشة فيقول فلان زاني ، فلان لوطي ، فلان كذا ، هذا قذف والعياذ بالله ، هذا يجلد ، يطالب إذا قذف أحد بالفاحشة ، يطالب بأن يقيم أربعة شهود يشهدون على ما يقول وإلا فإنه يجلد ،وتسقط عدالته ويصبح فاسقا ، "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"[النور : 4 -5] فهذه هي الضروريات الخمس ، التي أمر الله بحفظها ورتب العقوبات عليها وأولها حفظ الدين.


فرغه / أبومعاذ محمَّد المصري -وفقه الله-
تم بحمد لله 21 شعبان 1433 هـ.
رد مع اقتباس