عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-11-2012, 06:08 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

التَّفريغ :
نعم ، يَسألُ سُؤالاً حًولَ الجَمعيات والمُؤسًّسات ، وهل هُناك فَرق بَينهَا أمْ كلَّها سَواء ؟
الجواب :
أن الجمعيات وهي تجمُّع بعض الناس وفتح مكان لتجمعهم ويكون هذا التجمع للدعوة إلى الله ـ عزوجل ـ وطلب العلم ونحو ذلك ... أن هذا التجمع في حد ذاته ، الأصل فيه الإباحة لقول الله ـ عزوجل ـ :(( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ ))
( المائدة :٢) فاجتماع الناس على الهدى والخير والمعروف هذا أمر مشروع في أساسه .
لكن هذا الأمر (( الجمعيات )) حصل فيه استغلال وحصل فيه استخدام لهذه لهذه الجمعيات في أمر محظور شرعا فوجدت في هذه الجمعيات التحزبات والولاء والبراء على أصحاب الجمعية!! واستخدام هذه الجمعيات في نشر الأفكارالحزبية ـ كما فعلت ـ جمعية إحياء الثراث وجمعية البر وغيرهـا ... من الجمعيات (١) كجمعية الإرشاد ونحوها من الجمعيات الحزبية فضلَّت وأضلَّت ! .
فهذه الجمعيات يُفتن أصحابها بالزَّعامة والرِّئاسة ويُفتن أصْحابُها بالمَال ، فيُغريهم المَال!! وأنت تعلم أيُّها السَّلفي أنَّ الشَّخص إذا أنعم عليك بالمال واشتراك به فيصعب عليك أن ترد عليه وأن تبيِّن ضلاله ، لأن النُّفُوس جبِلت على حب من أحسن إليها فهم يستغلون هذه القضية لشراء الناس .
فمَا يكُون في الجمعيات من تحزُّب واستخدام للمَال في شراءِ الذِّمم ، إذا وُجدت هذه العلَّة في أيِّ مكان في مدرسة في مركز في مؤسَّسة فإنها تأخذ حكمها ، لأن (( الْحُكْمُ يَدُورُ مَعَ عِلَّتِهِ وُجُوداً وَعَدَمـًا )) .
فإذا وُجدت العلَّة وُجد الحُكم ، فإذا كان هناك مركز يسمِّي صاحبه هذا المركزأنه مركز سلفي ، لكن هذا المركز يبنى على التَّحزُّب أو أفكار كأفكار الإخوان المسلمين ، أو يدعو منهج علي الحلبي وأشباهه ، أو صاحب المركز فهَؤُلاء أصحابُ المركزِ يكُونُون حِزبيِّين ؛ فمثلاً مركز الإمام الألباني هو مؤسسة في الأردن .وليس هو جمعية ولكن هذا المركزاستخدم فيَ نشر التحزُّب وشراء الذِّمم ، إذاً كونه مركزا كونه مدرسة ، كونه مؤسسة ، مادام أن العِلَّة موجودة فيكون التحذير منه قائماً ، أما إذا وجدت مؤسسة من الدولة (( مَدرَسة ؛ مَرْكزٍ ؛ مُؤسَّسةٍ )) لأجل فتح مدرسة شرعيَّة لتعليم الأولاد الصِّغار أو البَنات الصغار
ـ خاصّة بالبنات ، خاصّة بالأولاد ـ أو مدرسة من أجل تمكين الدُّعاة إلى الله ـ عز وجل ـ مع ارتباط هذا المركز بالعالم السَّلفي . والإمتثال تحت إشارته وعدم الخُروج عن المَنهج ـ فهذا ليس كالجمعية ـ لاسيَّما أنَّه إنَّما فُتح لأجل الدُّروس لا لجمع الأموال ... لا تًجمع الأموال . فهنا يفترق عن الجمعية الخيريَّة لأن الجمعية الخيرية في العادة يكون مبناها جمع الأموال والصَّدقات ؛ وبهذا يكُون الزَّيغ والإنحراف عن المَنهج السَّلفي بسبب الإغراء المَادِّي . أما من يُريد يفتح مدرسة فيطلبون منه أن يفتح مؤسَّسة لذلك ـ حسب نظام ولي الأمر ـ مثلا في ذلك بلاد أندونسيا ، بلاد الأردن ، بلاد المغرب ...
هذا لابأس به ـ مادام أن وليَّ الأمر ـ يَأذن بهِ ولايكون مجالاً للتحزب والتَّشرذم ، فإن شاء الله هذا الأمر لاَ بأس بِه .
ومشايخنا يعني قد أباحوا هذا مثل الشّيخ الألباني ـ رحمه الله ـ وليس المَقصود به الجمعية الخريَّة التي تجمع المال والتكثُّل والتَّحزُّب ، لا . إنَّما المقصود به المؤسَّسات الدَّعويَّة .
الشيخ ابن باز ، الشيخ ابن عثيمين ، ـ رحمهم الله ـ الشَّيخ عبد العزيز آل شيخ ، الشيخ الفوزان ، وغيرهم ... الشِّيخ عبد المحسن العباد ... فمُعظم المشَايخ اليوم يُبيحون بناء مركز إسلاميٍّ أو بناء مؤسسة أوعمل مؤسَّسة عن طريقها يعلِّم الأولاد ويفتح مدرسة ، لكن بشرط البعد عن التَّحزب فإذا وجد التَّحزب فليبتعد الإنسان .
وبعض المشايخ يَرى أن وجودَ مُؤسَّسةٍ أو وجودَ مركزٍ يكونُ مبناه على فكرَة التَّجمع نفسه ولو لم يكن فيه جمع الأموال أوولولميكن فيه التَّحزب نفسه ، أنه يُخشى أن يستغلَّه بعد ذلك بعض النَّاس لتحويله إلى مركز حزبي فيمنع من ذلك (فيمنع من ذلك ) ، ولكن هذا من النَّاحية الشَّرعيَّة في الأساس لا يُمنع منه حتى ينحرف ـ فإذا انحَرف حُذِّر منه أما مادام على الإستقامةِ وتحت طاعةِ وليِّ الأمر ـ وهذا فيه تمكين للدعوة إلى الله والبُعد عن التَّحزُّب والبعد عن الإنحراف وهذا فيه حماية للدعوه فهذا أمر حسن .
ولو أن الإنسان استطاع أن يُدرس النَّاس في بيته أوقبل ذلك في المَسْجِد ومُكِّن من ذلك فلاحاجة حينئذ لهذه المؤسَّسات . إذا كانت الدولة تسمح بالدُّروس والتعليم واستقدام المشايخ فهذا لا يحتاج إلى عمل أي شيء من هذه الأمور ... أمَّا إذا كانت الدولة تَمنع إلاَّ بهذا ، فهنا مجال النظروالإجتهاد وإذا ابتعد عن أسباب التحزب فالذي أظنه صوابا أنه لا مانع من ذلك والله أعلم ، نعم .
فرّغه :
أبوشعبة محمد القادري المغربي
مغرب الأربعاء ١٧ صفر ١٤٣٣ هجرية .

ــــــــــــــــــ
(١) ـ وكذلك جمعية دار القرآن والسنة بمراكش وجميع فروعهـا بالمملكة المغربية ـ حرسها الله وسائر أوطان المسلمين ـ والتي يترأسها محمد بن عبد الرحمان المغراوي القطبي التكفيري ، فتنبه .
رد مع اقتباس