الموضوع: لك الله يا مصر!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-30-2013, 11:58 PM
أبو عاصم محمد المصري أبو عاصم محمد المصري غير متواجد حالياً
مشرف مكتبة منابر النور العلمية

[email protected]

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: مصر -الاسكندرية
المشاركات: 421
شكراً: 6
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أبو عاصم محمد المصري
افتراضي لك الله يا مصر!

الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على سيد البشر وعلي آله وصحبه ومن اقتفى الأثر
ثم أما بعد:

ففي لحظات عصيبة تمر بنا لا نملك إلا أن نلجأ إليه سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب ويزيح الهم.
كم كتبنا ونادينا، ومواقفنا لم تتبدل، وما زلنا نقول كما قال شيخ الإسلام: ((وقل من خرج علي ذي سلطان إلا وكان الشر الذي تولد عنه أعظم منه)).

يا أبناء الشعب المصري: تذكروا نعم الله عليكم أطعمكم من جوع وأمنكم من خوف فلا تبدلوا الطعام بالجوع ولا*الأمن بالخوف، ولتعلموا ﴿إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا بأنفسهم﴾.

وليست القضيةفي ذهاب حاكم ومجيء آخر ,وإنما القضية هي أنتم ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون (96) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون (97) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون (98) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (99)﴾.

يا شعب مصر المسلم: تذكروا ماقاله سيد التابعين الحسن البصري -رحمه الله -: "اعلم -عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من الله تعالى ، ونقم الله تعالى لا تلاقى بالسيوف، وإنما تتقى و تستدفع بالدعاء و التوبة، و الإقلاع عن الذنوب ، إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع ....". و سمع رجلا يدعو على الحجاج فقال: "لا تفعل رحمك الله ، إنكم من أنفسكم أتيتم ، إنما أخاف إن عزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة و الخنازير ، و لقد بلغني أن رجلا كتب إلى بعض الصالحين يشكو أغليه جور العمال فكتب إليه : "يا أخي و صلني كتابك تذكر ما أنتم فيه من جور العمال ، و إنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة ، و ما أظن الذي أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب ، والسلام".(آداب الحسن البصري لابن الجوزي ص119).

يا أخوة الإسلام : تذكروا قوله تعالى: ﴿وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون﴾؛ قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية = أي: وكما ولَّيْنَا الجنّ المردة وسلّطناهم على إضلال أوليائهم من الإنس وعقدنا بينهم عقد الموالاة والموافقة، بسبب كسبهم وسعيهم بذلك.

كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها.

والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم، ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين.

كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف. اهـ

اعلم ياشعب مصر وافهم جيدا: ما قَالَه عَمْرو بن الْعَاصِ: إِمَام عَادل خير من مطر وابل وَأسد حطوم خير من سُلْطَان غشوم وسلطان غشوم خير من فتْنَة تدوم .
وَقَالَ ابْن المعتز: فَسَاد الرّعية بِلَا ملك كفساد الْجِسْم بِلَا روح.
وَقَالَ بعض البلغاء : السُّلْطَان زِمَام الْملَّة ونظام الْجُمْلَة وجلاء الْغُمَّة ورباط الْبَيْضَة وعماد الْحَوْزَة وَقَالَ آخر السُّلْطَان يدافع عَن سَواد الْأمة ببياض الدعْوَة. تهذيب الرياسة وترتيب السياسة (ص: 96).
وكما قال الشاعر:
لَا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ ... وَلَا سَرَاةٌ إذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا.
يا أبناء مصر المسلمة: قَالَ الْحسن وَالله مَا تشَاور قوم قطّ إِلَّا هدَاهُم الله لأَفْضَل مَا يحضرهم..
وَقَالَ مَالك بن أنس رَحمَه الله مَا تشَاور قوم إِلَّا هدَاهُم الله..

ياأمة الإسلام : قال أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: «نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ وَلاَ تَغِشُّوهُمْ وَلاَ تَبْغَضُوهُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا؛ فَإِنَّ الأَمْرَ قَرِيبٌ»، وقال ابن تيمية -رحمه الله-: «مذهب أهل الحديث: تَرْكُ الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبرُ على ظلمهم إلى أن يستريح برٌّ أو يستراح من فاجرٍ»..

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
اللهم احفظ مصر وأهلها ,وقهم شر الفتن ,ووفقهم لكل خير ,اللهم وحد صفهم واجمع كلمتهم.
وصلي الله وسلم علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم.

وكتبه:
محمد بن عوض بن محمد بن عبد الغني المصري
الأحد: 21/شعبان/1434هـ
الموافق ل/ 30/يونيو/2013

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم محمد المصري ; 07-01-2013 الساعة 11:47 PM
رد مع اقتباس