[أبوشعبة محمد المغربي]

حفظكم الله ونسأل الله أن يبصَّر المغترِّين بهؤلاء الحزبيين وأمَّا الجهم بن صفوان فهو كافر ببدعته لا شك ولا مرية في ذلك قال شيخنا مرعي المباركي حفظه الله وشافاه :
((هذه مقولة شنيعة قال بها الجهمية وأضرابهم عليهم من الله ما يستحقون هم كفَّار وكلام الأئمة فيهم شديد ومعلوم ) يرجع فيه إلى مظانِّه ( والجهمية هم أتباع الجهم بن صفوان والجهم بن صفوان كما قال شيخ مشايخنا رحمه الله ( الشيخ حافظ ) قال عنه: شقيق إبليس ءلعنهم اللهء ، كان ملحداً زنديقاً عنيداً وزائغاً ، اتبع غير سبيل المؤمنين حتَّى قيل في ترجمته أنه ترك الصَّلاة أربعين يوماً تاه في الطُّرقات يبحث عن ربه ، ناقشه بعض أهل الأهواء في معبوده فقال: هذا الهواء في كل مكان ـ قبَّحه الله ـ وثبت عنه أيضا أنه قرأ في سورة طه فلما وصل إلى قوله تعالى :﴿ الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾(طه : 5) قال لو وجدت إليها سبيلا لحكها لحككتها من المصحف ، نسأل الله العافية والسَّلامة . قال الشيخ حافظ رحمه الله :(( وهو أذل وأحقر من أن يترجم له ، أخذ هذا القول عن الجعد بن درهم ، والجعد بن درهم أخذه عن طالوت عن آبان . وآبان أخذه عن طالوت وطالوت هذا إبن أخت لبيد بن الأعصم ولبيد بن الأعصم هذا يهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم )). فهذه السلسلة سلسلة الضلال والظلام ومستندهم في هذا اليهود الذين كفرهم الله في كتابه – عليهم من الله ما يستحقون – ثم نسب هذا القول إلى الجهمية . لأن الجهم هو من نشر هذا المذهب و إلا فالأساس الجعد الذي ضحى به خالد القسري والجهم ضحى به سالم بن الأحوز – رحمه الله سبحانه وتعالى - .ضحى به في أصبهان كان نائبا لخليفة المسلمين فضحى به وأراح المسلمين من شره – عليه من الله ما يستحق – ثم أخذ هذا القول بعده المخذول بشر بن غياث ابن كريمة المريسي شيخ المعتزلة ( ولذلك يقولون عن المعتزلة أفراخ الجهمية ) لأنهم أخذوا علمهم عن الجهمية )) .(1)
نسأل الله السلامة والعافية .
ــــــــــــــــ
(1)ـ تفريغ الدرس الأول من شرح حائية أبي بكر ابن أبي داود السجستاني رحمهما الله لفضيلة الشيخ أبوعبد الرَّحمان مرعي بن علوان المباركي حفظه الله .