:::..الـحـزبـيـة تـلـغي ماأمـر الله بـه لـعبـاده ،، للعلامة يحيى الحجوري حفظه الله ..:::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الان ولله الحمد مقالات الجهاد ضد اهل البدع مستمرة بعد التوفيق من الله عزوجل ولكم تتمة ماسلف من التحذير من الاحزاب وخطور التحزب الجاهلي الهالك .
قال العلامة المحدث يحيى الحجوري حفظه الله :
فالحزبية ضد ما أراد الله سبحانه وتعالى لعباده، ففي «الصحيحين» عن النعمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى«.
»من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة«، الحزبية ضد ذلك، ينفس عن حزبه، وصاحب حزبه، ما هو عن سائر المؤمنين، لا هذا من فرقة كذا، »ومن ستر مسلماً ستره الله، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه«، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الحجرات:10]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: »المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً«، هذه كلها ضعيفة هزيلة عند الحزبيين، وتكاد تكون منقرضة منصرمة، من واحد إلى آخر، لكن خلل عظيم حاصل فيها في هذه الجوانب، عند من تحزب، ما سبب موت أبي طالب؟ يعرف هذا كل طالب سمع الحديث، موت أبي طالب على الكفر بالله، بسبب الحزبية العصبية لمشركي قريش، بل وقريش مات كثير منهم على الشرك بالله، بسبب ا لعصبية لأصنامهم، ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ﴾[صّ: 5-6] ينطلقون إلى الأحجار والأوثان، ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ﴾[صّ: 6-7]، كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبروه مختلقاً للأقاويل بسبب العصبية للأحجار، والحزبية لأحجار، وأبو طالب يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : »يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة آحاج بها لك عند الله«، فيأتي أبو جهل بن هشام، وينفخه بالحزبية العصبية، ويقول له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ وكان آخر كلام أبي طالب أن مات على العصبية وكان من أهل النار، قال المسيب بن حزم كما في الصحيحين، كان آخر كلامه أن مات على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : »هو في ضحضاح من النار«.
أيضاً نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بذل وسعه في دعوة أبيه، بلطف ورفق، ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ﴾[مريم: 42-46].
فأجابه جواب عصبي، متحزب للآلهة، وهو يدعوه إلى الله عز وجل، فأجابه قائلًا: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً * قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً﴾[مريم: 46-48] الآيات.
ونهى الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار للمنافقين، ثم قال: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾[التوبة:114]، أوبقته العصبية للأوثان، بعد أن استبصر الحق، وكثير من بني إسرائيل، لجوا في الباطل واستمروا فيه عناداً وعصبية، وحزبية لما هم عليه.
الحزبية، سنة من سنن الجاهلية، قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾[الزخرف:23].
وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾[الحج:8]، ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾[لقمان:21] يقلدونهم ولو على هذا الحال، قال الله سبحانه: وإذا قيل لهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ﴾[البقرة:170].
فمهما كان وهم ما زالوا مستمرين في العصبية الحزبية لقومهم، مما أدى بهم إلى إباء الحق، والبعد عنها، فيا معشر المسلمين نزهوا أنفسكم، وادعوا الله أن يعينكم على أنفسكم بالتجرد للحق، ولنصرة أهله، وللبعد عن العصبية الحزبية التي هلكت بها أمم، والتي هي سنة جاهلية إبليسية، يهودية، تضييق جانب الولاء والبراء، وجانب المحبة لله سبحانه وتعالى تضعفه.
المؤمن يجب أن يحب في الله، ويبغض في الله، والحب في الله والبغض في الله، من أوثق عرى الإيمان، لكن الحزبية إذا قال له: من أين هذا؟ قال: هذا من حزب كذا، ينظر إليه شزراً، ولا يعرف له قدراً، بسبب أنه لم يكن في حزبه، ويتعاطف مع النصراني، أو يتعاطف مع إنسان يحاد الله ورسوله، والله يقول: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾[المجادلة:22]..
التتمة لم تنتهي بعد وصلى الله وسلم على نبينا محمد
المصدر السابق.
أعدها محبكم أبوايوب السلفي * كردستان العراق *
|