الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
جزى الله خيراً الإخوة على هذا النقل الطيب ، وأحب أن أشارك بهذه النقولات أيضاً في الرد على المخالف :
يقول ابن سيرين رحمه الله: إن هذا العلم دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم.أ.هـ صحيح مسلم كتاب المقدمة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وإذا كان النصح واجباً في المصالح الدينية الخاصة والعامة، مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون، كما قال يحيى بن سعيد: سألت مالكاً والثوري والليث بن سعد - أظنه - والأوزاعي عن الرجل يتَّهم في الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا: بين أمره.
وقال بعضهم لأحمد بن حنبل رحمه الله: إنه يثقل عليَّ أن أقول: فلان كذا وفلان كذا وفلان كذا، فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا؛ فمتى يعـرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟.أ.هـ مجموع الفتاوى ج28 ص 231-232
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:... فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا r، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهـم فيضـلوه ويصرفـوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعـه في قوله جل وعلا]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[الأنعام153.أ.هـ نقلاً من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج5 ص202
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله إجابة على السؤال التالي: فضيلة الشيخ رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس مبتدعاً أن تقام عليه الحجة ؟
فأجاب: إن كان هذا الرجل موجوداً والناس يأخذون منه، وهو داعية، فلابد من ذكر اسمه، وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنه ضلال، وكما قلت قبل قليل: إن التعميم أحسن من التعيين، أما إذا سمعت أنه موجود، وترى الناس يذهبون إليه ويأخذون منه بدعه، فهنا قد نقول: إن تعيينه متعين. وكذلك لو كان له كتب تشمل على البدع فالواجب التحذير من بدعه. أ.هـ لقاء الباب المفتوح المجلد الثاني مجلس رقم 61-70
وقال فضيلة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: إذا رأيت من رد على مخالف في شذوذ فقهي أو قول بدعي، فاشكر له دفاعه بقدر ما وسعه، ولا تخذله بتلك المقولة المهينة.. لماذا لا يرد على العلمانيين ؟ فالناس قدرات ومواهب، ورد الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملّته.أ.هـ الرد على المخالف من أصول الإسلام ص 59
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:.. فإذا كانوا الذين يردون على المخالفين ينقلون كلام الشخص المخالف من كتابه أو من شريطه، ويعيِّنون الكتب أو الأشرطة بالصفحة والجزء، والكلام الذي نقلوه خطأ بيِّن، فما المانع من الرد عليه.؟ ومن أجل نصيحة الناس ليس القصد تنقص الأشخاص، إنما القصد النصيحة للناس والبيان للناس... أما كوننا نتكتَّم على الناس، ونغرر بالناس، ونقول: اتركوا هذه الكتب بأيدي الشباب وبأيدي الناس وفيها السموم وفيها الأخطاء فهذا من الغش للأمة، ولا يجوز هذا، لا بد من البيان لا بد من النصيحة لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه كتب الردود موجودة من قديم الزمان وما عابها أحد، الحمد لله، لابد من البيان. أ.هـ الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة س33 ص96 ط 4
وقد يقول قائل: لماذا لا تكون النصيحة بينك وبينه ؟ فهناك من يأخذ بقول الإمام الشافعي رحمه الله:
تعهدني بنصحـك بإنــــفرادِ * * * وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوعٌ * * * من التوبيخ لا أرجوا استماعــه
وأقول :هذا إذا كان الشخص عمل عملاً خاصاً به في خاصة نفسه ولم ينشر هذا الخطأ بين الناس وراح يروج له - بقصد أو بدون قصد - فإن كان خطأه غير معلن للناس ولم يجاهر به، فإنه ينصح - كما في القاعدة - بينه وبين نفسه، أما إذا أخطأ خطئاً نشره بين الناس، وقدمه للناس على أنه حق، وتصدر أمام الناس على أنه هو العالم، وأن ما يقوله هو الإسلام، وهو يمثل الدعوة، وهو يمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى آخره فإنه حينئذٍ يُردُّ على ما يصدر منه من خطأ وضلال وباطل ليعلم الناس الصحيح من السقيم.
ورداً لمن يقول بالموازنة في التعامل مع المبتدع وصاحب الأهواء والأفكار الفاسدة (أي ذكر الحسنات والسيئات) أنقل لكم ما قاله فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حيث قال: عندما نريد أن نقوِّم الشخص، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل، وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً، فلكل مقام مقال. أ.هـ لقاء الباب المفتوح المجلد الثاني مجلس رقم 61-70 ص153
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: إذا ذكرت محاسنهم فمعناه أنك دعوت لإتباعهم، لا. لا تذكر محاسنهم، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط، لأنه ليس موكولاً إليك أن تزكي وضعهم، أنت موكول إليك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبـوا منه، ومـن أجل أن يحـذره غيرهم، والخطأ الذي هـم عليه ربما يذهب بحسناتهم كلها إن كان كفـراً أو شركاً، وربما يرجـح على حسناتهم، وربما تكون حسنات في نظرك.. وليست حسنات عند الله. أ.هـ الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة س10ص32 ط4
وقال فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: لا. لا ما يجب إذا حذرت من بدعة وذكرت البدعة وحذرت منها، فهذا هو المطلوب ولا يلزم أنك تجمع الحسنات وتذكر الحسنات، إنما للإنسان أن يذكر البدعة ويحذر منها وأنه لا يُغتر بها. أ.هـ من درس سنن النسائي شريط رقم18942
فهذه أقوال أهل العلم والأئمة الكبار.؟!
فلا يدفع المرء تعصبه لغض الطرف عن معرفة الحق، فالتعصب سم يقتل صاحبه، ويبعده عن فهم حقيقة الأمور.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن تعصب لواحد معين غير النبي r كمن تعصب لمالك، أو الشافعي، أو أحمد، أو أبي حنيفة، ويرى أن قول هذا المعين هو الصواب الذي ينبغي إتباعه دون قول الإمام الذي يخالفه، فمن فعل هذا كان جاهلاً ضالاً، بل قد يكون كافراً، فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس إتباع واحد بعينه من هؤلاء الأئمة دون الإمام الآخر فإنه يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل. أ.هـ مجموع الفتاوى ج22 ص249
أخوكم : رضوان بن صالح الورد
تجد كل ذلك في كتابي : ( داعية الشباب ) في الرد على عمرو خالد – مطبوع
للمراسلة أو الحصول على نسخة إلكترونية : [email protected]
نفع الله بكم ، وبالقائمين على موقعكم