ضَجِيجٌ وَ عَوِيلٌ وَ تَشْوِيشٌ وَ تَهْوِيلٌ حَوْلَ اَلصَّحِيحَةِ و اَلضَّعِيفَةِ !!!
الحمد لله ، و الصّلاة ، و السّلام ، على رسول الله ، و على آله ، و صحبه ، و من والاه .
أمّا بعد :
فلقد رأينا معشر السّلفيّين من عجائب الدّهر؛ ما يعجَز عن وصفه المؤمن الحُرّ ، و إنّ غريبةً منكرةً من انفرادات هذا العصر، أن يتصدّر ( رُبْع شيخ ) أو ( ثلث شيخ ) أو ( نصف شيخ ) في الحكم على تحقيقات أساطين الفنِّ ، بالاضطراب و الضّعف و الوهنِ ، وسبحان المولى إذ لم يكن يُعدّ شيأ ، و لا يُعتبر له شأن ، و لا يُعمل له حساب – وبعد قدر الله – صار الآن يُذكر يُستشار و يُشكر ، و لو لا الله ثمّ الإمام المحدّث النّاقد المدقّق محمّد ناصر الدّين الألباني – رحمه الله – ؛ لما راح ولا جاء .
أيّها الإخوة :
إنّ السّلفيّة الحقّة السّليمة ، تأبى علينا إلّا أن نكون سلفيّين بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من رسمها ومبناها ، و اسمها و معناها ، كما تأبى علينا أن نكون عَوْناً للعابثين بمقدّرات أمّتنا المجيدة ، وتراثها العظيم ، و الذي به حفظ الله هذا الدّين الشّامخ الحنيف ، فأعيذكم بالله أن تحيدوا أو تضلّوا أو تزيغوا عن هذا المغزى و هذا الهدف .
أيّها الإخوة :
إنّ المخالف لهذا المنهج القويم و إن كان كبيرا ؛ فالله أكبر منه ، فما ظنّه و قد سكت عن تفرّداته و مخالفاته أهل العلم الثّقات الجبال الحفّاظ و هو المقبول الطّريّ اللّيّن ؟
أشذّ أم تنكّر ؟
أم أسكتتهم عنه الدّهشة ؟ كلّا والله ...
أم هل أسكنهم منه الهلع و الخوف ؟ كلاّ والله ...
أم هم عنه غافلون و بما يصنع هم جاهلون ؟ كلّا والله ...
بل إنّي أقسم بالله على أنّهم علموا زمان الفتنة ومكانها و جميع ملابساتها وتبعاتها ، فلا يضيرهم أنّهم أوّل النّاس معرفة للشّر و أبعدهم عن الخوض فيه ، فالشّقاشق تَفِرُّ و تندحر و الحقائق ترسخ و تستقرّ .
أيّها الإخوة :
روايةٌ مُخجلةٌ و حديثٌ مُخزِي و تَشويشُ مُتخاذلٍ ذلكم القول : ( يُحَوَّلُ مِنَ اَلصَّحِيحَةِ إِلَى اَلضَّعِيفَةِ ) !!!
فماذا يريد قائلها من تكرارها وقد اعتادها ؟
أصارت الفضيلة غريبةً شاذّةً عنده ؟
أم صار الحقّ ثقيلا منكرا عليه ؟
فيا سبحان الله !
أقلام خاطئة تخطّ ، و عقول تافهة تتحكّم وتشتطّ .
أم هي دفائن الصّدور ؟ فنعوذ بالله من الحور بعد الكور .
يا شيخ الأثر :
إنّ حرّية الاختلاف العلمي التي وسعتك لِتَعْبَثَ بجهود العلماء و مقدّراتهم العلمية ؛ لم و لن تضيق عليّ ولا على غيري في الحكم عليك وعلى عبثك ، فلن تكون أنت و أنت أنت أمّ العجائب ولا خاتمة الغرائب ، فاعلم هذا جيّدا .
وقد عُرِفْتَ بالخصومة للمليباريين ، و مع هذا فلا يخفاك أنّ السّلفيّة لا تتكثّر بالمبطلين على المبطلين ، ونحن لا نملك على النّاس عقولهم ولسنا لأفهامهم بمسيطرين ، و إن زعموا صدق الفراسة !! و دقّة الملحظة !! فلا يعنينا ادّعاءهم ولا شأن لنا بهم إذْ كانوا يصدرون عن تخمين لا عن يقين ، فليفهموا ما يشاءون .
فلا تكن أصلحك الله بقيّة من الفكر الخرافي الجديد القديم ، و لتعي هذا أذنك الواعية .
فإنّ أقصر النّاس نظراً من استغلّه غيره لهدمه وهدم غيره ، ثمّ هو مجزيّ بعمله رهينة لكسبه وحده .
فما أكثرهم مرضى العقول صرعى الجهل ، فالقلوب ضعيفة و الشّبه خطّافة .
قد هيّؤوك لأمر لو فطنت له --- فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فيا أيها الإخوة :
هذه الصّحيحة و الضعيفة و الإرواء و .... و غيرها من كتب الإمام الألباني – رحمه الله – لا يقطعنكم عنها ولا يفتننّكم منها وسَاوسُ خنّاس من الجنّة والنّاس .
وليبلّغ الشّاهد الغائب .
اللّهمّ احفظنا من مزالق الفتن ، و مضلّات المحن ، و عواقب الإحن ، ماظهر منها وما بطن .
نورالدّين بن العربيّ آل خليفة