لماذا حذر و يحذر الحلبي من نشر كتاب " الملخص الجميل في بيان منهج الشيخ ربيع "
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه.
لازال الحلبي أصلحه الله يحذر هو واتباعه ، الذين قلدوه ، طمعا ، او جهلا !من كتاب
جهود امام وعالم من علماء السنة في نصرة السنة والرد على على أهل الآهواء، وكشف احوال ومخططات الكفار بأنواعهم وبيان اصول اهل الاهواء من خرافيين ، وحزبيين ، والانتصار لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقبل ذلك الدفاع عن القران الكريم ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من انتحال المبطلين وتحريف الغالين وافتراء المفترين
كتب السنة وخصوصا الصحيحين وغيرها .
بينما عميت أبصارهم ، وخرست ألسنتهم عن كتب أهل الآهواء ومقالاتهم.
والكتاب ألف باستخدام المنهج الاستقرائي في التصنيف ، ولم يقصد المؤلف منهج النقد والمقارنة!
تصور جهلا بعض من علق على ذلك من المقلدين في موقع
و هدف الكتاب هو إبراز مكانة الشيخ ربيع سدده الله وجهوده في علم الجرح والتعديل
لذلك وقع هذه البحث موقعا حسنا في قلوب اهل السنة ،
بعد ان صَوَّر اعداء علماء السنة ان جهود الشيخ ربيع تقتصر في الرد على الحلبي (ومن على شاكلته )،
ومع ذلك فأقول لذلك المقلد ، إن كنت ممن يحترم قلمه وعقول الاخرين ، فاكتب انت وممّن معك ، بحثا علميا قائما على المنهج العلمي الدقيق في منهج الشيخ ربيع بإعتباره إمام الجرح والتعديل في هذا الزمان
1/ الانتصار لسيد قطب في سبه للأنبياء وصحابة الرسول النبلاء !
2/ الانتصار للكفار من النصارى وغيرهم في سب الرسول المختار!
3/ الانتصار للخرافيين وتخطئة منهج السلفيين في الدعوة الى التوحيد .
4/الانتصار للعلمانيين في طعنهم بسنة سيد المرسلين.
5/ التشكيك بقواعد الجرح والتعديل .....
الى آخره مما ستتوصلون اليه نتيجة بحثكم العلمي .
اذا ماذا تقصدون بقولكم ان المؤلف لم ينتهج المنهج العلمي في الكتاب ولم يحترم عقول الآخرين ؟
فهل الذي يدافع عمّن يطعن في القرآن ويصفه بأنه موسيقى ومسرح ، وإيقاعات،
ويتهم ، نبي الله موسى ، بأنه عصبي المزاج ،
ويطعن في الصحابة ، الطعن الواضح الجلي ،
ويكفر جمهور المسلمين، هل هذا ممن يُحترم عقله
وماهو أسلوب الاحترام عندكم ؟
وهل الذي يحب ويوالي من يطعن في السنة وحملتها ويشكك في أخبارها ، هذا يستحق ان يحترم ، وماهي طبيعة الاحترام ؟
هل هو المجاملة والسكوت عن الباطل ومخادنة اهله أم ماذا ؟
وهل الذي يدافع عن الثوريين ، وينتصر لهم ويدافع عنهم ممن يجب إحترام عقله وقلمه فيما يكتب ؟
وهل الذي يشجع الناس الى الخروج ،على الولاة ،
ويحزب الناس ممن يحترم عقله ؟
وهل نفرط في الشرع ومنهج الإنبياء الذي فيه الحكمة والعقل من أجل عقول هؤلاء ؟
فإذا علم ذلك فما السبب الذي جعل الحلبي واتباعه ، استنفار قوتهم للتحذير من الكتاب، (فكان هذا الغلو في التحذير سببا من اسباب انتشاره، ولله الحمد )؟
ـــ وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فَضيلةٍ ... طُويتْ أَتاحَ لها لِسَانَ حَسُودِ ـ
فلذلك أحببت أن ابين في هذا المقال المختصر بعض ما أراه انه من الأسباب التي دفعت القوم الى التحذير من الكتاب .
وذلك لأن الحلبي وغيره من المتساقطيين ،
يزعم أنه مؤصل مُحَصَّن بالقواعد .
ويتهم غيره ، بالتقليد والتعصب .
لا شك ان التأصيل أو التقعيد مطلب سام والسير على القواعد والأصول ، منزلة عظيمة والموفق من هُدي إليه ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل,ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت؟ وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات, وجهل وظلم في الكليات, فيتولد فساد عظيم."[3] وقال العلاّمة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
" ينبغي لنا أن نحرص على معرفة القواعد، وعلى معرفة ما تتضمنه، وأن نتباحث فيها وأن نسأل من هو أعلم منا حتى نحصل على المقصود." أنتهى[4]
قلتُ: لكن يجب أن نتنبه الى مسألة مهمة جدا ً
إن إهتمام العلماء بالتأصيل والتقعيد :
لايعني ذلك أن كل طالب علم ـ أو متعالم ـ
يستحسن ما يشاء من العبارات التي يظن أنها موافقة للشرع يصوغ منها قواعد وأصول ، وعندما تظهر للناس فإذا "
" ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب"،
مصادمة للشرع ناسفة لأصول السلف ،
ومن جهة أخرى مسببة للفتن والفرقة ،
فكانت ضلالا ًمن جهة التأصيل .
ودمارا ً وفرقة من جهة التطبيق والثمرة.
فيصعب على نفس قائلها التراجع- الا من رحم الله - لذا يذهب يحشد الأقوال والآراء الشاذة ، نصرة لها وله وهذا والله عين الضلال ،
وهو ما وقع فيه الحلبي وأعوانه ومقلديه !
حتى يصح أن يطلق عليها قاعدة لابد أن تكون مبنية على الأدلة الشرعية،
وليس على الفكر والعقل والهوى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :
"فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها""[5]. قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله:ـ
" أي قاعدة علمية حينما تكون قاعدة علمية حقيقة ً فهي قائمة على أدلة شرعية ليس مجرد فكر أو هوى" سلسلة الهدى والنور شريط رقم " 41"أنتهى .
وخلاف ذلك تكون ضلالاً وبعدا ً عن الشريعة ووبالا على صاحبها
لذا فالواجب على طالب العلم السير :
على أصول وقواعد السلف لإنهم أعلم وأحكم فلهذا سلمت عقيدتهم ومنهجهم ، و لأن مقصد هم من وضع القواعد نصرة الشريعة وتسهيل الوصل إلى مقاصدها ،
وإرجاع الفرعيات والجزئيات إلى الكليات حتى يسهل على الطالب الحفظ ويستعين بها المجتهد على الإفتاء .
ولأنهم فهموا مراد الله وفهموا مراد رسوله وفهموا الذكر الموصوف بالهدى والنور وأنه حياة للقلوب "كما"[6] قال تعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ }. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
"أن القلب الحي هو الذي يعرف الحق ويقبله ويحبه ويؤثره على غيره فإذا مات القلب لم يبق فيه إحساس ولا تمييز بين الحق والباطل ولا إرادة للحق وكراهة للباطل "[7]. انتهى ومن أسباب الانحراف هو الابتعاد عن القواعد والأصول التي قعدها وسار عليها سلف هذه الأمة،
فلذلك اهتم " أهتم أئمة العلم والإيمان والدين "[8] من سلف هذه الأمة بضبط نصوص الشريعة وحفظها وتوضيحها والدفاع عنها وكان من بين
هو فضيلة الشيخ الوالد الشيخ ربيع سدده الله
ولما كانت القواعد بهذه الأهمية سلبا ً وأيجابا ً
كان عدم ضبطها أو عدم الإهتمام بها باب من أبواب الهلكة والله المستعان
قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ
وما ضل من ضل من بعض الناس إلا بسبب بعدهم عن القواعد العامة في الشريعة والتي ترجع أليها الفروع "[9] والأخطر منه أن تُقعّد القواعد المناقضة لقواعد السلف !
لنصرة المقالة أو المذهب أو الحزب .
في باب التعامل مع المخالف كقضية منهجية .
فالسلف وضعوا قواعد كثيرة في هذا الباب في باب معرفة المبتدع منها :
" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ".
فليس لكل احدٍ معرفة أصول وأقوال أهل الأهواء لأن أهل الأهواء يصعب حصرهم ومعرفة مقالاتهم وتسمياتهم وأصولهم على كثير من الناس .
فعلماء السلف وضعوا هذه القاعدة لحماية السنة قاعدة عامة يفهما ويستعملها حتى عوام الناس .
يقال : إذا رأيت من يطعن في أهل الأثر فاعلم انه صاحب بدعة فقد يكون الطاعن خرافيا أو ، حزبيا ، أو خارجيا ،أو مرجئا ، أو حدادي او .............. ، المهم تعرف أن هذا الطاعن ليس على الحق .
لأنهم جميعا ً يشتركون في معاداة أهل الأثر والطعن فيهم بصورة وأخرى مباشرة أو غير مباشرة .
فانظر إلى هذا الأصل السلفي كيف وضِـع لحماية السنة ، وكيف أنه عام أندرج تحته جزئيات كثيرة يصعب حصرها .
وفي نفس الباب " التعامل مع المخالف " انظر إلى أهل الأهواء .
كيف وضعوا قواعد فقدت الحكمة والضبط وأخلت كثيرا بقواعد الشريعة في بابها :
" نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه "
والتي جُعلت أصلا ً عند أصحابها للتعامل مع المخالف سواء كبرت المخالفة أو صغرت وسواء ممّا يسوغ فيه الخلاف أو لا .
ولا شك إن هذا مناقض لقواعد وأصول السلف في هذا الباب
هذه القاعدة أفرزت كثيراً من القواعد ،
تحت نفس المعنى وأن أختلفت الألفاظ مثل
و" نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص
و" لا نجعل الخلاف في غيرنا سبباً للخلاف بيننا "
ثم منهج " التثبت من أخبار الثقات الجديد المبتدع "
ثم لابد من " الإقناع في الجرح حتى يُقبل " الذي دُعي أليه حماية لأهل الأهواء ـ وغيرها وغيرهم على شاكلتها وشاكلتهم الكثير الكثير والله المستعان ،
هذه القواعد الفضفاضة تولد منهامايسمى" بالمنهج الأفيح " .
الذي أغتر به كثير من الشباب السلفي الطيب مع الأسف .[10] وصدق شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أذ قال "فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها"
فيا طالب العلم ليست المسألة تحامل من العالم الفلاني على المجروح الفلاني ـ كما يردده أتباع الحلبي .
وإنما هي أصول محدثة متسلسلة يجب الحذر منها :
أنظر رحمك الله إلى هذه القواعد أبتداءً من:
قاعدة "نجتمع فيما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما أختلفنا فيه " كيف طُورت إلى نــصــــــــــحح ولا نجــــــرح
ثم طورت بثوب جديد ألى نصحــــــــح ولا نهـــــدم
ثم إلى لانجعل خلافنا في غيرنا ســـببا للخـــلاف بيننا
كأنها منظومة شعر يتبع آخرها أولها .
وانظر رحمك الله إلى أصحاب هذه القواعد كيف تواطئوا على الطعن في أهل الأثر !
فقديما ً وصفوا أهل الحديث ، بالحشوية ، والمجسمة ، والشكاكة والسذاجة وغيرها من الألقاب التي يُقصد منها التشويه .
وصف العلماء الربانين بأنهم دراويش تحقيرا ً وتنفيراً .
ومنهم : من قال عنهم "علماء محنطين". وعلماء حيض ونفاس ،
ومنهم من قال علماء السلاطين .
ومنهم من وصفهم بالسذاجة .
ومنهم من : وصف العلماء بالببوات والملالي .
ثم جاء آخرهم ووصفهم بالغلاة والمتشددين والمنفريين :
فيا طالب العلم أنظر إلى قواعد علماء السلف كيف حُميت بها الشريعة عقيدة ومنهجا ً،
وأنظر إلى قواعد المتأخريين كيف فرقت أهل السنة وحُمي بها أهل الأهواء.
ثم أختر لنفسك يا أخ العرفان أي الفريقيين تختار !
قال الله عز وجل { أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } .
قال الإمام السِعدي ـ رحمه الله ـ في التفسير: "فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين، يعلم الفرق بينهما، والمهتدي من الضال منهما، والأحوال أكبر شاهد من الأقوال".
فما من أحد تكلم فيه العلماء إلا وكان ممّا أُنتقد فيه وأخذ عليه :
أنه قعد قاعدة كذا واصل أصل كذا وهذا مخالف للنص أو مخالف للقاعدة السلفية كذا ،
أليس في كتب السلف وأصولهم وقواعدهم غنية ؟؟
وهل وجد من علمائنا الكبار الأموات منهم والأحياء من أصل اصلا ً أو قعد قاعدة تخالف قواعد المنهج السلفي ؟؟
أم أنهم أفنوا أعمارهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر شرحا وتدريسا لكتب وقواعد السلف أفلا نتأسى بهم ؟
وفي الختام نصيحة لك أخي طالب العلم :
لاتقدم بين يدي العلماء وخصوصاً في المسائل الدقيقة ولا تعط لنفسك الحق في الاجتهاد في المسائل الكبيرة ما دام في الأمة علماء هم أولى ، وأعلم وأرسخ في العلم وقد جمعوا شروط الاجتهاد ،
ولاتخترع قواعد ما سُبقتَ أليها ،
ولاتقل قولا لم تُسبق أليه ،
وتواضع للعلم يرفعك الله به ،
ولا تبدع من لم يحكم العلماء بتبديعه مع علمهم بحاله وأخطائه .
ولا تجبن أن عن تبديع من بدعه العلماء بعد ما تبين لك حاله وأوحاله ،وأحداثه للقواعد والأصول المخالفة لمنهج السلف،
ولأجل هذه المعاني الذي أحتواها كتاب
والله أسأل أن يهدي ضال المسلمين ويثبت على الحق شبابهم ويجمع شملهم على الهدى وأن يتقبل منّا صالح الإعمال وأن يحفظ على السنة علمائنا وأن يرحم من مات منهم ويجمعنا بهم في جنات النعيم مع الأنبياء والصدقين والشهداء أنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه ابو معاذ حسن العراقي
[1] الكتاب " الملخص الجميل في بيان جهود الشيخ ربيع في الدعوة والجرح والتعديل ) الذي وصفه الحلبي بانه هزيل وتتابع اتباعه بوصف الكتاب بعبارات ليس لها علاقة بلغة العلم . فأرجو من الأخوة طلبة العلم نشر هذا المقال في المواقع السلفية الاخرى ، نصرة للحق .
[2]مقتبسة من رسالة صغير كتبتها وقرأتها على فضيلة شيخنا الوالد عبيد الجابري وقد طبعت الطبعة الاولى " دار سبيل المؤمنين / مصر )
[3] "مجموع الفتاوى19\203".
[4] انظر شرح منظومة العثيمين في القواعد والاصول
[5] الفتاوى الكبرى ص93 وانظر مجموع الشيخ ربيع " 13:117".
[6] أضافها الشيخ هنا .
[7] شفاء العليل فصل " وأما إماتة قلوبهم " ص104
[8] كانت في الأصل " علماء الإسلام " فأرشدني الشيخ عبيد سدده الله الى إبدالها بالعبارة المثبتة .وقال سدده الله " حتى نسد الطريق على أهل البدع مثال ذلك : كان السلف يقولون كلام الله لكن لما دخلت المقولة الكفرية أضطر السلف أن يقولوا القرآن كلام الله منزل منه غير مخلوق "
[9] شريط رقم 13 الوجه أ كتاب الحج من شرح البخاري للشيخ العثيمين .
[10] سألت الشيخ هنا عن هذه العبارة هل فيها شيء من المبالغة أم هي مطابقة للواقع فقال ـ سدده الله ـ" ليس فيها شيء"