ما المراد بخيانة امرأة نوح وامرأة لوط للنبيين الكريمين نوح ولوط عليهما السلام؟
قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم:10]
1- قال ابن كثير: "أي: خانتاهما في الدين، فلم يتبعاهما فيه.
وليس المراد: أنهما كانتا على فاحشة، حاشا وكلا. فإن الله لا يُقَدِّرُ على نبيٍّ قط أن تبغى امرأته، كما قال ابن عبَّاس وغيره من أئمة السلف والخلف: «ما بغت امرأة نبي قط». ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ خطأ كبيراً".
وأثر ابن عباس رضي الله عنهما: "«ما بغت امرأة نبي قط». رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 310)، وابن جرير في تفسيره (12/ 51)، وابن عساكر (50/ 318)، وغيرهم من طرق عن ابن عباس، وهو صحيح عنه.
2- المراد بالخيانة جاء مصرحا به عن ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال: «مَا زَنَتَا،
أَمَّا امْرَأَةُ نُوحٍ فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنَّاسِ إِنَّهُ مَجْنُونٌ،
وَأَمَّا امْرَأَةُ لُوطٍ فَكَانَتْ تَدُلُّ عَلَى الضَّيْفِ، فَذَلِكَ خِيَانَتُهُمَا»
رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 310)، والحاكم (2/ 538)، وابن عساكر (62/ 251) وغيرهم، وسنده صحيح.
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 10/ 1444هـ