بسم الله الرحمن الرحيم
مثال توضيحي للمتبع الذكي والمقلد الغبي
عالم كبير مر مسافرا في مكان قبلته جهة الشرق، وكان الجو فيه غيوم، فيريد أن يصلي العصر فاجتهد في القبلة فصلى إلى الغرب إلى غير القبلة، وعرفنا ذلك لما انقشع الغيم وظهرت الشمس(أو بغير ذلك من الأسباب الواقعية الصحيحة).
فاختلف حال طلاب هذا العالم في هذه القضية.
فمنهم (وهم المقلدون الأغبياء) من أصر على أن القبلة إلى الغرب لكون شيخهم صلى إلى الغرب مجتهداً لا متعمدا للباطل.
ومنهم (وهم الجبناء) من توقف في القبلة فصار اجتهاد العالم الخاطئ سببا في تشكيكهم في الأمور الواضحة.
ومنهم (المتبعون الصادقون) من خالف العالِم واتبع القبلة إلى الشرق، ورد خطأ العالم، واحترمه، واعتذر له.
فصار الصنف الأول يطعن في الصنفين الثاني والثالث لكونه لم يوافقه على التقليد الباطل.
ودخل في هذه القضية آخرون لا يعلمون ما الذي حصل ولكنهم يعلمون منزلة العالم فأخذوا ينصرون خطأ العالِم دون بصيرة ولا وعي، معتمدين على فضل العالِم ومنزلته دون النظر للدليل والذي يريده الله ويحبه ويرضاه.
وصار الصنف الثالث وهم أهل الاتباع مستمرين في بيان الحق للتاس بكل ثبات وشجاعة، ولا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة وهم على ذلك.
فافهم يا فهيم هذا المثال الواضح المستقيم، ونزله على الواقع لترى ما عليه السلفيون الصادقون من الغربة والجهاد في سبيل بيان الحق والهدى للناس.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي
16/ شوال/ 1438 هـ