الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اطلعت على مقال كتبه علي الحلبي المبتدع الكذاب، يزعم أن عنده أخطاء (=خللا) في منهجه، ويعترف أنه كان من الغلاة، ومع ذلك فقد وقع في عدة أكاذيب ودسائس، واستمرار في الغلو وبيان ذلك بما يلي:
1- من أكاذيب الحلبي زعمه أنه تنبه لهذا الغلو عام 1412 ومع ذلك استمر فيه، وهذا يدل على أنه من أهل العناد، واستمراره في ذلك الغلو المزعوم كان بناء على الطبع الذي عند الحلبي وهو اللهث وراء الدنيا، ووراء المصالح الشخصية، لكونه يعلم الباطل-بزعمه- وهو سادر فيه!!
فسبحان من أنطقه بما يدل على عناده وبدعته.
2- من دسائس الحلبي في مقاله تخصيص خطئه في (المنهج)، ليخرج موضوع الغلو من كونه خللا في العقيدة، مع أن الغلو في التبديع أو التفسيق أو التكفير بإصدار الأحكام بهوى أو بناء على قواعد بدعية هو من عقيدة أهل البدع كالخوارج.
وقضية التفريق البدعي بين العقيدة والمنهج من الأصول الفاسدة عند الحلبيين، مع أن من فرَّق من العلماء لم يجعلهما متباينين، بل يجعلهما مجتمعين في أصول تجعلهما لا ينفكان عن بعضهما، فلا يمكن أن يكون الشخص سلفياً في العقيدة مبتدعاً في المنهج، ولا مبتدعاً في العقيدة سليم المنهج ..
فخلل الحلبي في منهجه هو خلل في عقيدته، سواء كان هذا على قول من جعل العقيدة والمنهج لمعنى واحد أو لمعنيين..
3- الحلبي فاسد العقيدة من وجوه عديدة منها: غلوه في الطعن في السلفيين، وتخصيصه المقالات الكثيرة في الافتراء والكذب على السلفيين، والطعن في المشايخ السلفيين إما تصريحاً أو تلميحاً..
فممن طعن فيهم الحلبي من كبار أهل العلم ومن سلك سبيلهم:
الشيخ ابن باز، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن غديان، والشيخ صالح الفوزان، واللجنة الدائمة، والشيخ ربيع، والشيخ عبيد، والشيخ أحمد النجمي، والشيخ صالح السحيمي، ومشايخ الجزائر، ومشايخ اليمن، ومشايخ مصر السلفيين، وغيرهم..
ولم يقتصر غلوه على الطعن في العلماء، بل حتى في تهوينه من خطر الدعوات الحزبية، ورؤوس التكفيريين، فقد هون من خطرهم، وغلا في الطعن في الشيخ ربيع حتى جعله أخطر من كل حزب وجماعة!
وهذا الغلو في محاربة السلفيين معروف عن دعاة الإخوان المفلسين والقطبيين والسروريين، والروافض، والحدادية..
فتجد أشد ما يحاربه الحزبيون من يسمونهم الجامية، حتى يجعلونهم أشد خطراً من الرافضة، ومن اليهود والنصارى..
وهذا نفسه مسلك الغلو عند علي الحلبي منذ انتكاسته ..
وفساد عقيدة الحلبي من أوجه كثيرة كتأييده لرسالة مشتملة على الدعوة إلى تقارب الأديان، والإنسانية، وإلغاء الفوارق بين الأديان، ورفض جهاد الطلب، ودعوته لتقارب المذاهب، وأصوله الفاسدة الكثيرة، مع كذبه وفسقه ولصوصيته ..
4- زعم الحلبي -فض الله فاه- أن الشيخ ربيعاً متغافل ومتهاون في الرد على أهل البدع الحقيقيين، وهذا فيه كذب وتلبيس من الحلبي.
أما تلبيسه: فجعله من رد عليهم الشيخ من المبتدعة كعدنان عرعور، والمغراوي، والمأربي، والحلبي ومن على شاكلتهم من أهل البدع، أنهم ليسوا مبتدعة حقيقيين!!
والواقع أنهم مبتدعة، وبدعتهم ظاهرة ..
وأما كذبه: فزعمه أن الشيخ ربيعاً متهاون ومتغافل في الرد على غير أولئك المبتدعة، وهذا يكذبه الواقع فقد رد على اليهود، والنصارى، وعلى الرافضة في كتب وكتابات، ورد على الإخوان المسلمين، وعلى القطبيين والسروريين، وله عدة مؤلفات في الرد على سيد قطب رأس الخوارج في عصرنا، ورد على محمد الغزالي المصري، وعلى الحدادية، وعلى الصوفية، وجماعة التبليغ ..
هذا كله غير شروحاته الكثيرة لكتب عقيدة السلف والتي فيها رد على الفرق الضالة، والمذاهب المنحرفة ..
فوصف الحلبي الشيخ الإمام ربيع بن هادي المدخلي بالتهاون أو التغافل في الرد على أهل البدع سواء سماهم الحقيقيين أو لم يسمهم هو من غلوه الذي اعترف به، ولكنه اعتراف ماكر، يراد منه الطعن في المنهج السلفي المشتمل على جرح المبتدعة المندسين بين السلفيين، والذين يزعمون السلفية وهم مبتدعة ضلال ..
فالواقع أن الحلبي بعد انتكاسته صار من رؤوس الغلاة، ولكن له وجهان في هذا الغلو :
وجهٌ يغلو فيه في التمييع. بحيث يحكم بالسلفية لقطبيين-مثل محمد حسان، والحويني-، وصوفية-كالنابلسي-، وموالين للرافضة عاملين عندهم-كمراسل قناة المنار الرافضية-، ويؤصل أصولاً فاسدة ليوسع دائرة السلفيين لتشمل المبتدعة على قاعدة صاحبه المأربي (المنهج الواسع الأفيح).
ووجه يغلو فيه في التجريح، وذلك مختص بكل من يعاديه في شخصه لمال أو سب أو نحو ذلك، ممن قد يكون يشاركه في التمييع.
وكذلك بكل من يعاديه من السلفيين لعقيدته الفاسدة، ومنهجه المنحرف، فلا يسلك مع السلفيين بعض قواعده التمييعية التي بسببها رد تبديع جملة من المبتدعة، بل يسلك مسلك الخوارج وأهل البدع من الكذب والافتراء والتهويل، واللف والدوران للوصول إلى الطعن في أهل السنة ..
ثم مع كل تهاويل الحلبي يتظاهر بالمسكنة، وأنه مظلوم، وأنه معذور لكون ذلك بقايا من غلوه القديم-الذي تنبه له من قديم!-قبل 22 سنة-!!، ونبه عليه من قديم!-قبل 4سنوات (زمن نشره طبعته الثانية من كتابه الأبتر) أو 12 سنة من ابتداء انتكاسته بالتدريج والدسّ-!!
ويتظاهر بأن كلامه إلزامات، وأن هذا من باب الدفاع عن النفس، وغير ذلك من الأعذار التي لا تنفق إلا عند أتباعه من المبتدعة الضلال..
وهذا كله يؤكد ما عليه الحلبي من الفساد، ورقة الدين، وأنه متأصل في البدعة والغواية، وأنه يننفس الكذب والبدع والتلبيسات تنفساً..
عامله الله بعدله، وكفى الله المسلمين شره، وعجَّل بهلاكه ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
26/ 1/ 1435 هـ
المدينة النبوية.