لفتات شرعية لطلاب العلم حتى لا تضيع الحقائق الشرعية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية
1- في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا نسمع عبارات منها:
أن ما تشنه روسيا على أوكرانيا ليس حربا، وإنما هو نزاع، أو عملية مكافحة إرهاب، أو عبارات أخرى تستخدم من قبل الجانب الروسي، مع وجود استخدام عبارات (حرب، إبادة، عدوان) ونحوها من الجانب الأوكراني والأوروبي والأمريكي..
من الناحية الشرعية ما وقع هو حرب وقتال مهما كان مقصد روسيا أو واقع أوكرانيا.
وهذا أمر بدهي عند طلاب العلم بل عند عامة المسلمين.
2- يصرح الغرب (أوروبا وأمريكا وحلفاؤهم في هذا النزاع) بأنهم لا يشاركون في الحرب، وأنهم لا يقاتلون روسيا، والواقع أنهم يعلنون بكل وضوح دعم أوكرانيا بالسلاح والمال للتسليح، بل وفتحوا باب التطوع للقتال في أوكرانيا!!
التوصيف الشرعي لما يقوم به الغرب أنه قتال صريح، ومشاركة في الحرب معلنة.
ونبينا صلى الله عليه وسلم توجه لفتح مكة لما ثبت عنده أن قريشا نقضوا العهد وساعدوا حلفاءهم (بني بكر) على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (خزاعة).
3- الإسلام عظم منزلة العهود والمواثيق مع الكفار والمحاربين، وأمر بالوفاء بها، وحرم نقضها، وأما الكفار فمع كثرة معاهداتهم فإنهم يسارعون إلى نقض العهود متى ما رأوا عدم استفادتهم من العهد، وربما يتباهون بقدرتهم على نقض العهود..
والإسلام مع علمه بحال المشركين مع العهود إلا أنه شرع عقدها إن احتاج المسلمون إليها، مع تحريم نقض العهد، وأنه ملتزم بالوفاء حتى ينتهي العقد وتنتهي مدة العهد أو يقوم المعاهَدون بنقض عهدهم..
4- أشدد على قضية التثبت من الأخبار، وعدم نشر الشائعات وتصديقها من أي طرف كان، فالحرب بين روسيا وحلفائها، وأمريكا وحلفائها ليست حربا عسكرية واقتصادية فقط بل هي حرب إعلامية قوية جدا، وتكثر الشائعات في أخبارهم.
في السابق كانت تصبغ حرب المعسكرين (الشرقي والغربي) الصبغة الدينية، فكانت إعلاميا حرب بين (الإلحاد والدين)، ولكن اليوم تغير هذا كون طرفي النزاع ينتسب للنصرانية وأحباب مع اليَــهُـــود، لكن بقيت رواسب الماضي مستصحبة في هذا النزاع من باب الحرب الإعلامية.
5- يحاول الغرب بشدة جر الدول العربية لهذه الحرب عن طريق الضغط الاقتصادي على روسيا.
كما يحاولون جر المسلمين للحرب تحت ذريعة مسلمي أوكرانيا وتصوير موالاة المسلمين في الشيشان لروسيا فيتحقق لهم هدفان: تشويه الإسلام من طرف روسيا، وتحفيز المسلمين للحرب من طرف مسلمي أوكرانيا.
والعرب والمسلمون في غنى عن هذه الحرب وعن هذه الفتنة، مع الاستعداد لكل المستجدات، لذلك يوكد علماء الأمة على ضرورة التفاف الرعية حول ولاة أمرهم استعدادا لأي طارئ، مع الحذر الشديد من ذهاب أحد من رعاياهم إلى مناطق الفتنة والصراع في روسيا وأوكرانيا.
هذا ما أحببت التنبيه عليه.
والله الموفق
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
27/ 7/ 1443هـ