تعليق على كلام للعلامة الشوكاني حول كلام الناس في معنى الروح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد نشر بعض الإخوة كلاما للعلامة الشوكاني حول تفسير الروح قد يكون فيه بعض إيهام، فعلقت عليه بتعليق مفيد إن شاء الله..
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عند ذكر هذه الآية قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ : "وقد حكى بعض المحققين أن أقوال المختلفين في الروح بلغت إلى ثمانية عشر ومائة قول،
فانظر إلى هذا الفضول الفارغ والتعب العاطل عن النفع، بعد أن علموا أن الله سبحانه قد استأثر بعلمه، ولم يطلع عليه أنبياءه، ولا أذن لهم بالسؤال عنه ولا البحث عن حقيقته، فضلا عن أممهم المقتدين بهم،
فيا لله العجب حيث تبلغ أقوال أهل الفضول إلى هذا الحد الذي لم تبلغه ولا بعضه في غير هذه المسألة مما أذن الله بالكلام فيه، ولم يستأثر بعلمه". فتح القدير (الإسراء).
التعليق:
المذموم هنا الكلام في تفاصيل هذه الروح المقصودة في الآية، فهذا الذي هو من أمر الله.
لكن بعض خلاف العلماء في المقصود بـ (الروح) التي في القرآن ثم الخوض في التفاصيل
فأكثر السلف على أن المراد به ملك مخصوص، واختلفوا في وصفه، فهذا الخلاف في وصفه هو محل النظر.
والقول الثاني أنه جبريل.
والقول الثالث أنهم صنف من المخلوقات لا إنس ولا جن ولا ملائكة.
والقول الرابع أنها الروح التي في الجسد.
زيادة فائدة:
روى عبد الرزاق في تفسيره، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} قال: «هو ملك واحد له عشرة آلاف جناح جناحان منها ما بين المشرق والمغرب، له ألف وجه، في كل وجه له ألف لسان وعينان وشفتان يسبحان الله إلى يوم القيامة» رواه عنه: ابن المنذر وابن أبي حاتم أبو الشيخ في كتاب العظمة وسنده صحيح على العمل بمقالة ابن جريج: (إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت).
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 12/ 1445هـ