موضع المعركة بين أهل السنة والمرجئة .
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .
موضع المعركة بين أهل السنة والمرجئة لا كما تصوره الفرقة الحدادية .
قال ابن القيم رحمه الله :
أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام
والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه, وعمل الجوارح
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة و أهل السنة .
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب, وهومحبته وانقياده
كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم
بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به .
الصلاة وأحكام تاركها ص38
قال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبد الرحمن _رحمه الله_ في الدرر السنية"
الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل
والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه
وعمل الجوارح،كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة
فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية
وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله، فهذا محل خلاف،
هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام
أو لا يزول؟ وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟
وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟
فأهل السنة مجمعون على أنه لابد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده
والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمناً
والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة
والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج
والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا من جحدها).
ج1 ص479
من قال من أهل السنة أن الإيمان هو التصديق مراده تصديق خاص مقيد وليس مطلق التصديق أي تصديقاً مجردا
عن محبة وإخلاص وتعظيم ورضا وانقياد وقبول ونحوه من أعمال القلب .
قال الشيخ ربيع حفظه الله عن التصديق :
...نحن نقول : نعم هو أصل الإيمان لكن هناك أصول تتبعه أيضاً أصول أخرى وهي شروط لا إله إلا الله :
العلم واليقين والإخلاص والمحبة إلى آخر هذه الشروط ، وهذا التصديق هو من شروط لا إله إلا الله ومن شروط الإيمان أيضاً .
إذا صدق فقط هل يكفيه ؟
إذا حصل على هذا الأصل فقط يكفيه هذا ؟
لا يكفيه ولا يكون مؤمناً ....
فلا يكون الإنسان مؤمناً إلا أن يأتي بالمحبة والتوكل والرجاء والرغبة والرهبة وهذه من الأمور القلبية التي لابد منها لا يكون المرء مؤمناً إلا بها
والإيمان بضع وسبعون شعبة ليس هو التصديق فقط التصديق واحد من بضع وسبعين شعبة
منها الأصول ومنها الفروع فالأصول كثيرة وفق الله الجميع . ص47 ، 84 إتحاف أهل الصدق والعرفان
قال ابن القيم رحمه الله :
فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد
وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه
وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء
كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته.
ص38
قال شيخ السلام ابن تيمية رحمه الله عن الإيمان :
ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص ، مقيد بقيود اتصل اللفظ بها
و ليس هذا نقلا للفظ و لا تغييراً له فإن الله لم يأمرنا بإيمان مطلق بل بإيمان خاص و صفه و بَيّنـــــــه .
ج7ص81
وقال رحمه الله :
فالإيمان في القلب لا يكون إيماناً بمجرد تصديق ليس معه عمل القلب وموجبه من محبة الله ورسوله ونحو ذلك .
كما أنه لا يكون إيماناً بمجرد ظن وهوى بل لا بد في أصل الإيمان من قول القلب وعمل القلب .
وليس لفظ الإيمان مرادفاً للفظ التصديق كما يظنه طائفة من الناس .
ج7ص324
وقال رحمه الله :
فأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله وهو إقرار بالتصديق و الحب والإنقياد
وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه و مقتضاه على الجوارح ، و إذا لم يعمل بموجبه و مقتضاه دل على عدمه أو ضعفه
ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب و مقتضاه وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه و شاهد له
وهي شعبة من مجموع الإيمان المطلق و بعض له ، لكن مافي القلب هو الأصل لما على الجوارح
كما قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( إن القلب ملك والأعضاء جنوده ن فإن طاب الملك طابت جنوده ، وإذا خبث الملك خبثت جنوده )
و في الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ، ألا وهي القلب ) اهـ
ج7ص391
فإن لم يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح دل على عدمه أو ضعفه .
قال عليه الصلاة والسلام :
مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ . رواه مسلم
فإن التغيير باليد من الإيمان
وباللسان من الإيمان
وبالقلب من الإيمان الذي لا بد منه .
وقد يقوى ما في القلب فيدفع الجوارح للعمل وقد يكون ضعيفاً في القلب فيتخلف العمل الظاهر .
قال ابن القيم رحمه الله :
فإن قلت: كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟
وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غدا إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة أو يكرمه أتم كرامة ويبيت ساهيا غافلا
لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبته ؟
قيل: لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق فاجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء وهذا التخلف له عدة أسباب
أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها
وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه إحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة
وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس المخبر كالمعاين "
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها
لاشتغاله بما يضاده وانضم إلى ذلك تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة وتسويل النفس وغرور الشيطان
واستبطاء الوعد وطول الأمل ورقدة الغفلة وحب العاجلة ورخص التأويل وإلف العوائد
فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا
وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي على أدنى مثقال ذرة في القلب . ص59
قال رحمه الله :
ولا ينافى إعداد الجنة للمتقين أن يدخلها من في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان ولم يعمل خيرا قط .
الجواب الكافي ص36 .
وفي الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
... فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }
وعَنْ أَنَسٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ
وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ .
قال الشيخ ربيع حفظه الله :
أعتقد أن رسول الله قد بين أدنى حد للإيمان .
فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون ، ثم أقول : أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء "
فقال أنس : كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية أخرى في البخاري " فأقول : يارب أمتي أمتي ، فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان
فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل " .
فأنت ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أدنى حد للإيمان بياناً شافياً ففي بيانه الكفاية والشفاء . ص71
وقال حفظه الله :
أما الصلاة فهي عمود الإسلام وأعظم أركانه وليست أدنى حد للإسلام فهي في الأعمال أعلاها وأفضلها وأحبها إلى الله بعد الشهادتين
كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه .....
وأما أدنى الأعمال : فهو إماطة الأذى عن الطريق كما في قوله صلى الله عليه وسلم ...أهـ بتلخيص ص 70
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الدَّلَائِلُ عَلَى أَنَّ أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ هُوَ التَّوْحِيدُ كَمَا أَنَّ أَسْوَأَ السَّيِّئَاتِ هُوَ الشِّرْكُ
وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
وَتِلْكَ الْحَسَنَةُ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْ سَعَادَةِ صَاحِبِهَا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ حَدِيثُ الْمُوجِبَتَيْنِ : مُوجِبَةُ السَّعَادَةِ وَمُوجِبَةُ الشَّقَاوَةِ
فَمَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَمَّا مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ وَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا أَعَلَى شُعَبِ الْإِيمَانِ .
ج7ص391
قال ابن حزم رحمه الله :
وهكذا أخبر عليه السلام في قوم يخرجون من النار حتى إذا نقوا وهذبوا أدخلوا الجنة
وقد بين عليه السلام ذلك بأنه يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة شعير من خير ثم من في قلبه مثقال برة من خير ثم من في قلبه مثقال حبة من خردل
ثم من في قلبه مثقال ذرة إلى أدنى أدنى أدنى من ذلك ثم من لم يعمل خيراً قط إلا شهادة الإسلام
فوجب الوقوف عند هذه النصوص كلها المفسرة للنص المجمل .الملل والنحل الكلام في الوعد والوعيد 1 / 427
وقال ابن القيم رحمه الله :
العاشر : انه إذا دخل مسيئهم النار بعدل الله فدخول محسنهم الجنة بفضله ورحمته اولى فإن رحمته سبقت غضبه والفضل اغلب من العدل
ولهذا لا يدخل النار الا من عمل اعمال اهل النار واما الجنة فيدخلها من لم يعمل خيرا قط بل ينشيء لها أقواما يسكنهم إياها من غير عمل عملوه
ويرفع فيها درجات العبد من غير سعي منه بل بما يصل اليه من دعاء المؤمنين وصلاتهم وصدقتهم وأعمال البر التي يهدونها اليه
بخلاف اهل النار فإنه لا يعذب فيها بغير عمل اصلا .
مفتاح دار السعادة ص51
وقال ابن كثير رحمه الله في قوله عز وجل { إلا ماشاء الله } :
...ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين، فتخرج من النار من لم يعمل خيرا قط، وقال يوما من الدهر: لا إله إلا الله .
كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك
من حديث أنس، وجابر، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وغيرهم من الصحابة ، ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها.
وقال رحمه الله في قول الله عز وجل :
{ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا } أي: إذا مرّ الخلائق كلهم على النار، وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي، بحسبهم
نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم. فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا
ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ، فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أكلتهم النار، إلا دارات وجوههم
-وهي مواضع السجود-وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان
فيخرجون أولا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، [ثم الذي يليه]
حتى يخرجوا من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ثم يخرج الله من النار من قال يومًا من الدهر: "لا إله إلا الله" وإن لم يعمل خيرًا قط
ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولهذا قال تعالى: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } .
قال ابن رجب رحمه الله عند ذكره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :
" فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين
فيقبض قبضة من النار فيخرج بها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة
فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل " وذكر بقية الحديث خرجاه في الصحيحين ولفظه لمسلم
والمراد بقوله لم يعملوا خيرا قط من أعمال الجوارح وإن كان أصل التوحيد معهم
ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد
خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا ومن حديث ابن مسعود موقوفا
ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة
قال : " فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله " .
خرجاه في الصحيحن وعند مسلم " فيقول ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك "
وهذا يدل على أن الذين يخرجهم اللهم برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم والله أعلم أهـ .
التخويف من النار ص187
والمرجئة لا تقول بتفاضل الإيمان وعندهم الإيمان هو التصديق والعمل ليس من الإيمان وعليه فلا يزيد ولا ينقص وأهله في أصله سواء .
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
|