منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2012, 11:47 PM
أبو عبد الرحمن الأخضر أبو عبد الرحمن الأخضر غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 9
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي خطبة بعنوان: هلكتنا وضعفنا وإذلالنا وتفرقنا وتناحرنا من نتاج ذنوبنا ـ لعبد القادر بن محمد الجنيد

خطبة بعنوان:
هلكتنا وضعفنا وإذلالنا وتفرقنا وتناحرنا من نتاج ذنوبنا

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله العلي الكبير، اللطيف الخبير، العزيز الحليم، الحكيم في أمره وخلقه، القوي في أخذه وقهره، من بارزه بالعصيان أذاقه عذاباً أليماً، ومن استغفره من ذنوبه وجده تواباً رحيماً، ومن سأله من فضله وجده جواداً كريماً، يعطي لحكمة، ويمنع لحكمة، وكان الله عليماً حكيماً، قديراً بصيراً.
وأشهد أن لا إله إلى الله وحده لا شريك له، له الملك كله، وله الحمد كله، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بشر وأنذر، وأرشد وحذر، وأوضح سبيل النجاة فلا يزيغ عنه بعده إلا هالك، فاللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه الذين كانوا بالحق عاملين، وله ناصرين، وعليه متعاونين، ومن تبعهم بإحسان،ش منا وممن سبقنا، وممن يكون بعدنا، إلى يوم الجزاء والمصير.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله ربكم حق تقواه، فعظموا أمره، واحذروا سخطه، وارجعوا إليه بالتوبة والإنابة والاستغفار، وقوموا بطاعاته في الليل والنهار، فإنه تعالى ما خلقكم إلا لتعبدوه، وما أدر عليكم الأرزاق إلا لتشكروه، وقد اقتضت حكمته أن يمنع عنكم بعض ما تحبون لترجعوا إليه بالتوبة وتعرفوه، ولتقدروا نعمته حق قدرها إذا ابتليتم بفقدها أو قلتها، ولتعلموا أنكم فقراء إليه، محتاجون لما عنده، وليس لكم حول ولا قوة إلا به، ولا غنى لكم عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك.
أيها المسلمون:
كم لفلسطين وهي تأن، وكم للصومال وهي تحترق، وكم لأفغانستان وهي تنزف، وكم للعراق وهي تضطرب، وكم في بلاد المسلمين، من فتن ومطاحن، وقتل واقتتال، ونكبات وبلايا، ومحن ورزايا، وخطوب وكروب، وإلى أي حال وصل ضعف المسلمين، وهوانهم على الناس.
أيها المسلمون:
إن من المعلوم ضرورة من نصوص القرآن العظيم، ونصوص السنة المطهرة، أنه ما سلط علينا أعداء الله تعالى، وأعداء دينه وشرعه، وأعداء رسله، ولا حلت في ديارنا الحروب، وكثر القتل في صفوفنا، وتوسعت آلامنا، وازدادت نكباتنا، وعظمت محننا، وضعفت قوانا، وتردى اقتصادنا، وأخذت خيراتنا وأفلت، إلا من عند أنفسنا، إلا بما عملته أيدينا، إلا بسبب ذنوبنا وآثامنا ومعاصينا، وصدق الله، وكذب المتخرصون من المحللين أو أخطئوا، حيث قال عز شأنه في سورة الشورى في بيان سبب ذلك: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }.
يقول إمام المفسرين ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ في "تفسير" عن معنى هذه الآية: يقول تعالى ذكره: وما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم، فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترحتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم، فلا يعاقبكم بها.اهـ
وقال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ: ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم، وجد سبب ذلك جميعه: إنما هو مخالفة أمره، وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره، وما أزال الله عنهم من نعمه، وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب، كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم
فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس، ومن سافر بفكره في أحوال العالم استغنى عن تعريف غيره له.اهـ
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ: إن المعاصي لتؤثر في أمن البلاد، وتؤثر في رخائها واقتصاده، وتؤثر في قلوب الشعب، وإن ما يصيب الناص من المصائب العامة أو الخاصة، الفردية أو الجماعية، فإنه بما كسبت أيديهم، هم سببه، وهم أهله، هم سببه حيث فعلوا ما يوجبه، ـ وهي الذنوب والمعاصي ـ وهم أهله حيث كانوا مستحقين له.اهـ
وأصرح من ذلك وأبين قول الله ـ جل وعلا ـ في سورة الروم: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }.
فأبان سبحانه في هذه الآية: أن ما يظهر في الأرض على صعيد برها، وغضون بحرها، من النقص والشرور، والآلام والكروب، والنوازل والمكدرات، والمنغصات والمحزنات، إنما هو بسبب ما كسبته أيدي العباد من الذنوب والآثام، والفواحش والمناكر، والقبائح والرذائل، والجرائم والمخازي، والظلم والعدوان والبغي.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَاد،َ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ )).
فبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: أن وقوع الذنوب والمعاصي من العباد حكاماً ومحكومين، وانشغالهم بالدنيا وملاذها عن الآخرة، هو سبب تسليط الله الذل عليهم، وأنه لن ينزعه عنهم، وينقلهم إلى العزة والمنعة، إلا إذا رجعوا إلى دينه، فامتثلوا أوامره وأوامر رسوله، وأقلعوا عن الخطايا والآثام، وأنه لا علاج لما هم فيه إلا ذلك.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن أمته، وحداناً وزرافات، وجمعاً وأشتاتاً: (( وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ )).
ويا لله كم من العهود التي أخذت علينا، نسمعها ونقرأها، نعلمها ولا نجهلها، موجودة في كتاب ربنا عز وجل، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، بأن نلزم الشرع الحنيف، ونترك ونهجر ونجتنب ما يخالفه من شرك في الأقوال والأعمال والاعتقادات، ومن وبدع وضلالات، ومن ومعاص وخطيئات.
أيها المسلمون:
من نظر إلى أحوالنا نحن المسلمين، وقلب بصره ومعه عقله وقلبه، في شرق وغرب، وشمال وجنوب، في وفي قرى ومدن، وفي بحار ومتنزهات، وفي طرق ودروب، وفي بيوت ومراكب، وفي أسواق ومجامع، فسيرى ما يندى له الجبين، وتحزن لهوله القلوب، وترجف بسببه الأفئدة، وترتعد الفرائص.
إنها ذنوب تتواصل، ومنكرات تتجدد، وسيئات تتزايد، وقبائح تتلاحق، ومخازي تتكاثر، وجهل بقال الله وقال رسوله يعظم.
وانظر إذا شئت في أقطار كثيرة من بلادنا الإسلامية وقد بينت المساجد على القبور، أو بنيت عليها الأبنية أو القباب، وهي مزينة مبهرجة مزخرفة، وكأنها أمكنة عرس وفرح، لا عذاب أو نعيم، والناس حولها يشركون بربهم فهذا يطلب من الميت العون، وهذا يطلب الفرج، وهذا يطلب الولد، وهذا يطلب الشفاء، وآخر يطوف عليها وكأنها الكعبة، ومع هذا فالمنكر عليه أقل من القليل، والساكت والمثبط والمخذل عن بيان الحق لهم قليل، وألحق بالبدع في الموالد، وفي المآتم، وفي الأعياد، وفي الجنائز وزيارة القبور، وفي الجمع، وفي الأذكار، وفي عقود الزواج، وفي الأذكار والأوراد، وفي الحج والعمرة، وفي محرم وعاشوراء، وفي ربيع الأول، وفي رجب.
وانظر كم يذهب إلى السحرة والكهنة والمشعوذين فيسألهم ويتعامل معهم، أو يتصل بهم عبر الجوال أو الفضائيات لطلب علاج، أو معرفة ما سرق أو ضاع منه، وكم من متهاون بالصلاة متكاسل، ونائم عنها أو متشاغل، وتارك لها أو لبعضها.
وانظر إذا أقيمت الصلاة كم في المساجد، وكم في الأسواق، وكم في البيوت، وكم في الطرقات، وكم في الملاعب والاستراحات والمقاهي، وكم عند الفضائيات والإنترنت، وهل تتوقف حركة السيارات وتخلوا الشوارع.
وانظر كم من مشاهد لأفلام الرذيلة، وناظر لأهلها وسامع، عبر الفضائيات والفيديو، والبلوتوث والإنترنت.
وانظر كيف هان أمر القتل والاقتتال في النفوس، فترى المسلم يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم بلا خوف من اهعْ، ويقتتل معه لأجل مال أو منصب أو عداوة أو حكم أو حزب، ويقتله بأدنى شبهة.
وانظر كم يباع في الأسواق من الألبسة والأجهزة والأدوات والصور والأشرطة والسيديهيات القبيحة، وكم يقع من الباعة وأصحاب المهن الحرفية من كذب وغش وتدليس وخيانة واستغلال، وكم من آكل لأموال الناس باسم المساهمات والعقارات والمضاربات التجارية.
وانظر كم في المجالس والمجامع والبيوت والمسامرات من الغيبة والسباب واللعن والسخرية والاستهزاء والكذب.
وانظر كم في الأشعار والقصائد من الأقوال المحرمة في شأن النساء، وفي الفخر والمدح والهجاء، وفي العصبية الجاهلية.
وانظر كيف حال النساء مع التبرج والسفور، وتقليدهن للفاجرات والكافرات في الألبسة والشعور والزينة، وفي الملتقيات والأعراس والأسواق.
وانظر إلى حال الشباب مع الكفار في ألبستهم وشعورهم وأفعالهم وحركاتهم، حتى وصل الحال ببعضهم إلى حال يزري ويخزي في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، لقد وصل بهم الحال إلى أن يتشبهوا بسقط وأحط وحثالة وزبالة اليهود والنصارى ألا وهم الشذاذ جنسياً وأخلاقياً الشذاذ عن الطهر والفضيلة، الذين يدعون الناس إلى الفجور بهم، وممارسلة كبيرة اللواط والرذيلة معهم، فلبسوا بناطيلهم التي تظهر ما تحتها من المؤخرة والعجيزة والسراويل، وأبدوها للناس، وتجملوا في الشعور وبالمجملات وكأنهم نساء، وكل هذا أمام أعين آبائهم وأمهاتهم وأعمامهم وإخوانهم وأقاربهم، والله لمصاب العفيف في دمه أهون عليه من عرضه.
وانظر إلى حال الناس مع زوجاتهم وأصدقائهم وأولادهم في الكلام والبشاشة والمساندة والمعاونة، وحالهم مع الوالد والوالدة.
وانظر كيف حال الأولاد مع أذية الجيران في بيوتهم وفي مراكبهم أو أذية الناس عموماً في الطرقات والمنتزهات والمرافق العامة التي هي حق مشاع لا خاص، وكيف شوهوها أو أتلفوها، وكيف حالهم مع المارة والعمال والخدم والسائقين.
وانظر إلى حال الناس جهة ولاة أمورهم وحكامهم، إنه سب ولعن، وغيبة وبذاءة، وإرجاف وتحريض، وقذف بالظنون.
وانظر كم من آكل لأموال الصدقة والزكاة باسم الفقر وعنده ما يسد ضرورياته، أو هو قوي قادر على الكسب والعمل، وكم من آكل لأموال من يعمل عنده إما بالاختلاس أو ببيع أشياء في المتجر الذي يعمل به لصالح نفسه، أو برفع سعر السلعة عن ما حدده له مالك المتجر ليأخذ ما زاد لنفسه، وكم من آكل للمال عن طريق السرقة أو الرشوة أو الربا أو التلاعب بقطع الغيار والصيانة.
وانظر إلى حال بعض المزكين والمتصدقين مع زكاتهم وصدقاتهم، إنهم لا يتحرون في ثقة وسلامة طريقة ومنهج من يوكلون إليه توزيعها على الفقراء، ولا يتحرون في الجهات التي يصرفها فيه، وهل هي جهات معروفة أم خفية، جهات مشهود له بالصدق والسلامة أم مشبوهة مجهولة، حتى لا يكون سبباً في وقوع البلاء على الإسلام والمسلمين، وحتى لا يجر الفتن والشرور على بلده ومجتمعه، لأن بعض ضعاف النفوس، وسفهاء العقول، وبعض من قصرت مداركهم، وجهلوا العواقب، قد يستغلون باسم الإسلام، واسم الجهاد، واسم نصرة المسلمين، واسم رفع الضيم عن المسلمين، فيدفعوا ما أوكل إليهم من أموال إلى أناس قد تلطخت عقائدهم بتكفير المسلمين وعلمائهم وحكامهم، وتلطخت أيديهم بدماء المسلمين والمعاهدين وأشلائهم، فيكون مال هذا المتصدق أو المزكي عوناً لهؤلاء على المحرمات الغليظة، والمنكرات الشنيعة، والقبائح البشعة المظلمة، يكون عوناً على سفك دماء المسلمين ودماء المعاهدين والمستأمنين، ودماء الأطفال والنساء، والشيوخ والعجائز، يقتل به العامل وهو يسعى لكسب الرزق ليسد به جوع عياله، تقتل به المرأة وهي خارجة تطلب العلاج لصغيرها، يقتل به الصغير والصغيرة وهما يلهوان ويلعبان بجوار منزلهما، يقتل به الشيوخ وهم في مساجدهم يقرؤون القرآن ويركعون لله ويسجدون، يكون هذا المال عوناً على زعزعة الأمن والإخلال به، وتخريبه وتكديره على الناس، يكون هذا المال عوناً على إتلاف وإفساد الممتلكات الخاصة والعامة، تنسف به المساكن والمدارس والمساجد والمستشفيات، تفسد به الجسور والطرق والمراكب، يزيد في الفقر حيث تدمر به موارد اقتصاد الناس من خطوط غاز ونفط ومصانع.
ويجمع ذلك كله أن يقال: كيف حال الناس مع ما يعمر دنياهم الفانية وما يعمر آخرتهم الباقية.
بارك الله لي ولكم فيما سمعتم، وجعلنا من التوابين من الذنوب، والمتطهرين من القبائح، أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم إن الله هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله القوي القاهر، الحليم الغافر، الرؤوف الرحيم، الذي خلق الكون ودبره، وأمضى فيه حكمه وقدره، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الهادي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد، أيها المسلمون:
البدار البدار إلى التوبة النصوح، والسرعة السرعة إلى الإقلاع عن الذنوب والآثام من شركيات وبدع ومعاص، والسباق السباق إلى لزوم ما جاء في القران والسنة وكان عليه الصحابة الأخيار، والتمسكِ به في جميع الأحوال، وسائر الأشياء، وفي الفقر والغنى، والرضا والغضب، والسر والعلن، والسفر والغربة والحضر، والشباب والشيخوخة، والمسارعة المسارعة إلى الأعمال الصالحة، والإكثار منها، إن كنا نريد أن تتحسن لنا أحوال، وأن يذل الله أعدائنا، وأن تأتي العزة، ويسرع النصر، ويكثر الأمن، ويضمحل الخوف، ونكون في عافية ورغد عيش، وفي سعادة نفس وطمأنينة، فالله تعالى قد وعد، ووعده حق وصدق، وعد لا يتخلف، حيث قال سبحانه:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.
وقال ـ عز وجل ـ: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا }.
أيها المسلمون:
أما مر بنا يوماً، أما قرأنا حيناً، أما سمعنا في صلاتنا، قول ربنا الملك العظيم الجليل: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } كلا والله لا رجعة، كلا والله لا توبة، كلا والله لا سجدة، كلا والله لا صدقة، كلا والله لا تحلل من مظلمة، إذا بلغت الروح الحلقوم، وانتقل من الدنيا إلى القبور.
آلآن نراجع حساباتنا، آلآن نتوب، آلآن نكف عن آثامنا وسيئاتنا وعصياننا، آلآن نستقيم ونهتدي، أين كنا من قبل هذا، لقد كنا في لهو وغفلة، لقد كنا في لذة وسكرة، لقد كنا في تسويف وتكاسل.
أيها المسلمون:
توبوا إلى الله، وأقلعوا عن الآثام، قبل ساعة السياق، وبلوغ الروح التراقي، قبل أن يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، قبل الحاقة والقارعة والزلزلة والغاشية، وقبل أن يقال: أين المفر، يوم يفر المرء من أعز الناس عليه، وأقربهم إليه، وأشفقهم لديه، وأكرمهم عنده، وأجلهم وأعلاهم: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ }.
اللهم إليك نشكو قسوة قلوبنا، وعظم تقصيرنا، وكثرة ذنوبنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم إنا نسألك قلوباً تطمئن لذكر، وتتعظ بكتابك، اللهم إنا نسألك ألسنة تلهج بذكرك، وتدوي بتلاوة كتابك، اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد والنفاق، وألسنتنا من الشرك والكذب اللعن والغيبة والنميمة والسب والشتم، ومن فحش القول ورديء الكلام.
اللهم احفظ علينا أسماعنا وأبصارنا وجوارحنا عن كل قول أو فعل لا يرضيك عنا، ويسخطك علينا، اللهم اغفر لنا ولمن أسأنا إليه من المسلمين بقول أو فعل، وتجاوز عنا وعنه، واجعلنا وإياه ممن يعفو ويصفح إنك سميع الدعاء.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
خطبة ألقاها:عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-11-2012, 12:41 AM
أبو عبد الودود عيسى البيضاوي أبو عبد الودود عيسى البيضاوي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 92
شكراً: 29
تم شكره 14 مرة في 10 مشاركة
افتراضي

أحسن الله إليكم يا شيخ عبد القادر و نفع الله بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM.


powered by vbulletin