ما حكم الصعود إلى جبل ثور وإلى جبل حراء (النور) لمجرد المشاهدة، ومعرفة الأماكن التي أتاها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السؤال: ما حكم الصعود إلى جبل ثور وإلى جبل حراء (النور) لمجرد المشاهدة، ومعرفة الأماكن التي أتاها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب
إذا كان ذلك أيام زيارات الجهال وأهل الخرافة وأهل البدع فلا يجوز لطالب العلم أن يشاركهم في هذا الشر لأنهم يظنون أنه معهم، اللهم إلا إذا كان يذهب لقصد أن ينصحهم ويبين لهم أن زيارة هذه ليست من دين الله وليس أمراً مشروعاً.
والرسول عليه الصلاة والسلام ولد في هذه البطاح الطاهرة وهي بلده وكان يذهب إلى غار حراء يتعبد قبل البعثة حتى أنزل الله عليه الوحي وهو فيه، فانصرف عنه ولم يرجع إليه أبداً إلى أن هاجر، ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى مكة ودخلها في عمرة القضاء لم يذهب إليها ودخل في عام الفتح ولم يذهب إليها! وجاء بحجة الوداع ولم يذهب إليها! لا هو ولا أصحابه كلهم ما جاؤوا إلى هذه الأماكن
غار ثور نزل فيه مضطراً، ثم غادره ولم يأته أبداً فلماذا هذا التعلق ؟! هناك دعايات! هناك إعلام شرير، من أهل الباطل! تنسج فضائل وأشياء وأشياء لمثل هذه الأماكن، فإن كان طالب علم يذهب لينصح فلا بأس وأما أن يذهب ويكثّر سواد الناس ؛ سواد أهل الجهل والضلال ولا ينصح فهذا يأثم.
إذا كان لا بد أن يعرف يدرس أولاً، وإذا كان لابد يعرف ففي خلوة.
وهذه مصيبة ورثناها من الغرب ألا وهي العناية بالآثار – ومكيدة – من الغرب للمسلمين الاهتمام بالآثار ونبش الآثار والبحث عنها وعن الحفريات، وأخرجوا لنا جثة فرعون! وأخرجو لنا جثث البابليين . . . الخ .
يريدون أن يعيدونا إلى الجاهلية الفرعونية والجاهلية البابلية وغيرها، هذا هدف اليهود والنصارى، ثم تمتد إلى مثل غار حراء وغار ثور وكذا، ويجيئون ويمكن أن يتمسحوا ويتبركوا ويعتقدون عقائد في هذه الأماكن! فطالب العلم لا يجوز له أن يذهب في مثل هذه المناسبات، وإذا كان لابد أن يذهب ففي خلوة بحيث لا يراه أهل السفه وأهل الجهل والضلال حتى لا يُظَن أن هذه الأماكن مشروع زيارتها.
[التحذير من الشر]
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله
__________________
قال محمد بن سيرين رَحِمَهُ الله:
"إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم"
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رَحِمَهُ الله:
"لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه ، واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"
و قَّالَ الإِمَامُ أبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ الله :
" عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ، وَإيَّاكَ وآراءَ الرِّجَالِ ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بالقَوْلِ ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم"
التعديل الأخير تم بواسطة أبو تراب عبد المصور بن العلمي ; 06-03-2017 الساعة 02:12 AM
|