منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-13-2012, 11:23 AM
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 53
شكراً: 8
تم شكره 5 مرة في 3 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي
افتراضي شَـكْوَى لِمَسْؤُولٍ الشيخ العلامة النجمي رحمه الله

شَـكْوَى لِمَسْؤُولٍ



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فقد أرسلت كتابي المسمى بـ "الرد الشرعي الْمعقول على المتصل الْمَجهول" إلى هيئة الرقابة على المطبوعات في وزارة الإعلام بالرياض، ملتمسًا منهم أن يفسحوه حتى يتسنى طبعه وتداوله، ولكنهم بعد مضي ما يقارب من خمسة أشهر ردوه إليَّ مع ملاحظاتٍ سأذكرها وأرد عليها بأن أبيِّن خطأهم في هذه الملاحظات، وها أنا أذكر هذه الملاحظات وأعقبها بالرد عليها فإلى الملاحظات والرد:
الملاحظة الأولى: انتقادهم لوصفي للمنهج الإخواني بأنَّه منهجٌ تكفيري.
وأنا حينما أقول ذلك لا أقوله رغبة في إلصاق التهم بالناس بدون دليل، بل الأدلة عليه كثيرة منها:
قول سيد قطب في مقدمة تفسير سورة الحجر بعد كلامٍ طويل في ص (2122): "نحب أن نقرر أن الفقه المطلوب استنباطه في هذه الفترة الحاضرة هو الفقه اللازم لحركةٍ ناشئة لمواجهة الجاهلية الشاملة، حركةً تخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجاهلية إلى الإسلام، ومن الدينونة للعباد إلى الدينونة لرب العباد، كما كانت الحركة الأولى على عهد محمدٍ ج تواجه جاهلية العرب"ا’.
واستمر في تقرير هذا المفهوم حتَّى قال: "إنَّه ليس على وجه الأرض دولةٌ مسلمة ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي" ا’. طبعة دار الشروق (4/2122)، فهل هذا تكفيرٌ أو ليس بتكفير حين يقول أنه ليس على وجه الأرض دولةٌ مسلمة، ولا مجتمع مسلم.. إلخ؟ إنَّه تكفير لجميع المسلمين، ولجميع الدول ولجميع المجتمعات، إنَّه وأمثاله من أهل هذا المنهج يتجاهلون الدولة السعودية الَّتِي قامت على التوحيد، والحكم فيها مصدره شرع الله والفقه الإسلامي المستقى من شرع الله من حين قامت وإلى الآن، وحتَّى الدول الَّتِي يحكم فيها بالقانون لا يحكم عليها وعلى من فيها بالكفر الصريح مطلقًا، بل في ذلك تفاصيل يعرفها أهل العقيدة الصحيحة والفقه الإسلامي الأصيل.
2- ومنها أنَّه حكم حتَّى على المساجد بأنَّها معابد جاهلية، فقال في تفسير سورة يونس: "وهذه التجربة الَّتِي يعرضها الله على العصبة المؤمنة، ليكون لها فيها أسوةٌ ليست خاصَّة ببني إسرائيل، فهي تجربةٌ إيمانيةٌ خالصة، وقد يجد المؤمنون أنفسهم ذات يومٍ مطاردين في المجتمع الجاهلي، وقد عمَّت الفتنة وتجبَّر الطاغوت وفسد الناس وأنْتَنَتِ البيئة". ا’.
وهنا يرشدهم إلى أمور:
أ- اعتزال الجاهلية بنتنها وفسادها وشرها ما أمكن ذلك.
ب- تجمع العصبة المؤمنة الخيَّرة النظيفة على نفسها لتطهرها وتزكيهاوتدربُها وتنظمها حتَّى يأتي وعد الله لها.
ج- اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي. ا’.
وقد يقول قائل: أنَّه يقصد المساجد الَّتِي فيها قبور تعبد، فهي جديرةٌ بِهذا الاسم لأنَّها معابد وثنيةٍ وشركيةٍ وجاهلية.
وأقول: إنَّ تعميمه بِهذا القول معابد جاهلية دالٌ على أنَّه يقصد مساجد المسلمين بدون استثناء في أي بلدٍ كانت، وفي أي دولةٍ كانت، حتَّى في بلاد الحرمين والدولة السعودية الموحدة الَّتِي لا يوجد فيها مشهدٌ ولا ضريح يعبد من دون الله، ولا أدري أيُّ قيمةٍ للإسلام عند من يسمَّى بيوت الله، ومساجد المسلمين معابد جاهلية، أليس هذا هو المنهج التكفيري؟!! ومن ثُمَّ فإنَّ هذا الفكر التكفيري مسلَّمٌ عند جميع الإخوان المسلمين صغيرهم وكبيرهم ومتقدمهم ومتأخرهم، إلا أنَّهم يستعملون التقية.
3- ومَّما يدل على ذلك اعترافات الطغمة الَّتِي فجَّرت في حارة العليَّا بالرياض، فقد اعترفوا بأنَّ الذي حملهم على ذلك هو الفكر الذي يحملونه من تكفير الدولة والعلماء وقد تلقوه عن قادة الإخوان بواسطة الكتب المطبوعة والأشرطة المنشورة.
4- ومَّما يدل على ذلك أيضًا قول عائض القرني:
يعرف العابد من صلَّى وصاما
أنت مـن أحمد يكـفيك الـملاما صلَّ ما شئت وصم فالدَّينُ لا
أنت قسيسٌ مـن الرهبان مـــا
ألا ترى أنَّ عائضًا القرني قد كفر كلَّ من لَم ينخرط في حزبِهم الثوري بقوله: "أنت قسيسٌ من الرهبان" فقد جعل كلَّ من لَم ينخرط في حزبِهم قسيسًا فأي تكفيرٍ بعد هذا التكفير أهذا تكفيرٌ للمسلمين أم لا؟!!.
5- وقال في كتاب الإخوان المسلمون أحداثٌ صنعت التاريخ (1/435): "وكانوا يعتقدون بعد أن رأوا نفوذها قد تعاظم -أي الدعوة الإخوانية- أنَّ هذا النفوذ مهما تعاظم فمجاله مِصْرَ لا يتعداها، فإذا بِهم يفاجئون بِهذا النفوذ إلى أبعد البقاع العربية، فيديل دولة في اليمن، ويقيم دولةً أخرى بِها وتبسط الدولة الجديدة سلطانَها، ويستتبُّ لها الحكم، ومعنى هذا أنَّ هذه هي الحلقة الأولى من سلسلةٍ لا تلبث الدول العربية أن تقع واحدة تلو الأخرى وتتحقق نواة الدولة الإسلامية" ا’. إنَّهم يفخرون بمخططهم الجهنَّمي الذي يبيَّتون فيه أن يسقطوا الدول العربية واحدةً تلو أخرى إنَّهم، طهَّروا مصر من ذلك الملك الشهواني والعرش العفن، كما يسميه في (ص437 سطر 4) فيقول: "إذا طهرت البلاد من رجس هذا العرش العفن كانوا هم أول من يركلونه بالأقدام" ا’. فماذا خلَفَه، وما هو الإصلاح الذي قامت به السلطة الوارثة ؟!! إنَّه لا يخفى.
6- ثُمَّ أطاحوا بالدولة الإمامية في اليمن بقتل الإمام يحيى حميد الدَّين في المحاولة الأولى عام 1366’، وبعد أن فشلت تلك المحاولة أعادوا الكرَّة مرَّة أخرى في عام 1382’، حيث هموُّا بقتل الإمام البدر ولكنَّ الله لَم يرد ذلك ولكنهم ابتزوا منه السلطة.
7- ومَّما يدل على رغبتهم في السعودية كونُهم فتحوا ثغراتٍ عليها من اليمن وتصدَّى لهم فيها الملك فيصل -رحمه الله-، وكان من خطَّتهم التوصل من اليمن إلى السعودية فأفشل الله خطتهم وقُتل من جندهم عددٌ كبير وكثيرٌ في جبال اليمن، ثُمَّ ما هو الخلَف الذي أقاموه في اليمن ؟ إنَّها الأحزاب المتصارعة، وإنَّ الإخوان المسلمين الآن يركزون فيما نعتقد على الدولة السعودية أكثر وأكثر لأنَّها دولة البترول والمال، ويدل على ذلك تأييدهم لصدام حسين بعد دخوله الكويت وانضمامهم إليه حين وقف على الحدود السعودية، وحين ضَرْبِه لها مرة بعد مرة بالصواريخ. ولكن الله جلت قدرته ردهم على أعقابِهم بسبب حنكة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -حفظه الله وأطال الله في عمره-.
8- ومَّما يدل على ذلك أيضًا مجيء الإخوانيين الجزائريين إلى الأردن في محاولة للانضمام إلى العراق ورئيسه البعثي.
9- وحتَّى الإخوانيون في السعودية والسروريون والقطبيون أصحاب فقه الواقع أيدوا رئيس العراق رغم فعلته الشنعاء، وألْقوا باللائمة على الدولة السعودية زاعمين أنَّها أدخلت الأمريكيين إلى الخليج، بل ادعوا أنَّ الأمريكيين دخلوا الحرم المكي وهم كاذبون في ذلك.
10- ومَّما يدل على ذلك أيضًا تأييدهم للمسعري المتردي في حزب التحرير من زمنٍ وجبهته الكاذبة الفاجرة، حيث صدَّقوه بكذبه وأيدوه على باطله، بل أنَّ بعضهم أعلن اسمه في الجبهة رغم أنَّهم يعلمون أنَّ العدالة قائمةٌ في الدولة بما لَم يوجد في أيَّ بلد آخر بواسطة القضاء الشرعي وقضاة التمييز، وفوق ذلك جلالة الملك -حفظه الله ووفقه-، وولَّي عهده الأمين، والنائب الثاني، ووزير الداخلية، يتلقون شكاوى المواطنين ويأمرون بإنصافهم بالوجه الشرعي، ولكنًّ أصحاب فقه الواقع ومن لفَّ لفَّهم لهم هوىً في أنفسهم، يريدون أن تظهر الدولة بكلَّ ما فيها مَّما سبق ذكره من أسباب الإنصاف والعدل، ومع ذلك أصبحت عاجزةً عن العدل أن تقيمه وستقيمه جبهة المسعري، إنَّ هذا والله هو الظلم والكذب والبهت وإنكار الواقع. تأمل ما هو قصدهم من ذلك؟!! إنَّ قصدهم هو سحب الثقة من الدولة ثُمَّ بعد ذلك يسهل سحب السلطة منها، وهذا كلَّه من آثار المنهج التكفيري الذي تلقوه من قبل فقلب ثقافتهم رأسًا على عقب.
11- ومن الأدلة على أنَّ هذا المنهج منهجٌ تكفيري ما نسمع به بين حينٍ وآخر من القتل الجماعي والفردي في الجزائر بسبب ما شاع بين المثقفين من المنهج الخارجي التكفيري، فكلُّ من توظف في الدولة فهو عندهم كافرٌ لأنَّه رضي بالكفر، وفي كتاب فتنة التكفير لفضيلة الشيخ/ ناصر الدَّين الألباني -رحمه الله- إعداد حسين أبو لوز حيث وجَّه إليه سؤال نصُّه:
"س: فضيلة الشيخ لا يخفى عليكم ما احتوته الساحة الأفغانية في ذلك الوقت من الجماعات والفرق الضالة الَّتِي كثرت في ذلك الحين في صفوفه، والَّتِي استطاعت وللأسف أن تبث أفكارها الخارجة عن منهج السلف الصالح في شبابنا السلفي الذي كان يجاهد في أفغانستان، ومن هذه الأفكار تكفير الحكام وإحياء السنن المهجورة كالاغتيالات -كما يدَّعون-، والآن وبعد رجوع الشباب السلفي إلى بلادهم بعد الجهاد قام بعضهم ببث هذه الآراء والشُبه بين الشباب في مجتمعاتِهم.. الخ ؟".
فأجاب -رحمه الله-:
ج: أما بعد: فالحقيقة؛ أنَّ مسألة التكفير ليس فقط للحكَّام بل وللمحكومين أيضًا، وهي فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وهي المعروفة بالخوارج، والسبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين في فهمي ونقدي:
أحدهما: هو ضحالة العلم وقلة التفقه في الدَّين.
الأمر الثاني: وهو مهمٌّ جدًّا أنَّهم لَم يتفقهوا بالقواعد الشرعية" ا’. وقد أقر ذلك فيما يظهر الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمهما الله-.
أما قولهم: "لا نشتغل بتكفير أحدٍ فنحن دعاةٌ لا قضاة" فهم يقصدون بذلك أنَّهم لا يشتغلون بتكفير الأقباط، وقد رَدَدْتُ عليهم في ذلك من سبعة أوجه.
أما تكفير الإخوان المسلمين للمسلمين فقد قرره قائد تنظيمهم الجديد سيد قطب، وقد بيَّنت شيئًا كثيرًا فيما سبق، ولو كان هذا غير صحيح لأنكره الألباني، ولكن زاد على ما ذكره السائل بأنَّ الإخوان يكفرون الحكَّام فزاد الشيخ "والمحكومين" وأقره ابن باز والشيخ ابن عثيمين، وإنَّ من ينكر هذا مغالطٌ أشدَّ المغالطة منكرٌ للحقائق الواقعة، فهل أنا الوحيد الذي اطلقت على منهجهم بأنَّه تكفيري ؟ الجواب: لا.
وقال في الملاحظة الثانية: "في صفحة (20) أورد المؤلف بعض أبيات عائض القرني مع أنَّه يذكر عنه رجوعه عن بعض أخطاءه، ولَم يوضح المؤلف كنه الأخطاء الَّتِي رجع عنها ولا ماهيته، وهل الأبيات المشار إليها مَّما رجع عنه أم لا؟ لذا فمن الأولى حذفها، وأنَّ المراد به من خالف المنهج الذي يريده لأن هذا التأويل والاستنتاج قائم على الظنَّ والحدْس والتخمين لا على القطع والعلم واليقين من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى لا تخلوا العبارات التالية من استثارة وتأليب على قائل الأبيات وما قد يترتب على ذلك من تبعات سلبية" ا’.
وأقول: أما الأخطاء فهي موجودةٌ، واعترافه بِها وتراجعه عنها موجود وسأرفق لكم منها صورةً كاملة، وإليكم بعضها مختصره قال بعد مقدمة وهذه هي الملحوظات:
1. قلتُ في لحن الخلود ص (57):
إذا طاشت الأحلام في موقفٍ مردي وأرجو بحبَّي من رسولي شفاعةً
وهذا خطأٌ منَّي أستغفر الله منه.
2. قولي في ديوان لحن الخلود ص (57):
مرور صراطٍ مفزعٍ مصلت الحدَّ أريد بِمدحي أن يبلغني النجا
وهذا خطأٌ وأستغفر الله منه، فلا يبلغ النجا ولا يثبُت على الصراط إلا الله سبحانه.
3. قلتُ في لحن الخلود ص (57):
وضع قبلةً يا صاحِ منك على اللَّحد فحيَّي القبـور الماثلات تحيَّة
وهذا الكلام خطأٌ أستغفر الله منه وأبرأ منه ولا أرتضيه ولا أقرُّه، فتقبيل تراب قبره -عليه الصلاة والسلام- بدعة.
4. قلتُ عن الرسول ج أنَّه إنسان عين الكون في المسك والعنبر
(1/190) وهذا تعبير خاطئٌ لَم يعهده سلفنا الصالح.
5. قلتُ في كتابي "الممتاز في مناقب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز"
"ولبركة أنفاسه" وهذا تعبيرٌ خاطئٌ أستغفر الله منه.
6. قولي في المسك والعنبر في (1/335) عن المسكرات: "أنَّها أعظم ذنبٍ عصي الله به في أرضه" وهذا خطأ، بل أعظم ذنبٍ عصي الله به هو الإشراك بالله عز وجل قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء الآية: 48].
7. ما قلتهُ في لحن الخلود ص (47) من قصيدةٍ طويلة بعنوان "دع الحواشي واخرج" ومنها:
ماأنت من أحمد يكفيك الملاما أنت قسيسٌ من الرهبان
وهذا خطأ وأستغفر الله منه، وقد سبق أن ذكرتُ أني قلتُ هذه القصيدة وأنا طالبٌ بالمعهد العلمي بالسنة الثانية ثانوي" ا’.
وأقول: هذا لا يعذره، وقد بقي متمسكًا بِها، وطبعها على ما هي عليه وهذا من الأدلة على أنَّ منهج الإخوان ومولَّداته تكفيريٌ هو وكلُّ منهجٍ انقسم منه.
8. ما نسب إليَّ أني أدعو إلى الاحتفال بالمولد، وفهم ذلك من كلامٍ لي في المسك والعنبر (1/189)، فهذا لَم أدع إليه، ولَم أرِدْهُ، ولَم أعتقده والاحتفال بالمولد النبوي بدعةٌ وضلالة وهو أمر محدث.
9. إيرادي لقصة بلال بن رباح عز وجل من أنَّه رأى رسول الله ج فقال له: (ألا تزورنا يا بلال) وهي قصة ليست ثابتة، بل هي موضوعةٌ وضعها الخرافيون فيما يظهر ليبرروا عملهم ويدخلوا الموحدين في عقيدتِهم، وبقيت ثمان مسائل ليس عندي متسعٌ لذكرها" ا’.
إن هذه الفواقر اعترف بِها عائض القرني ويزعم أنَّه تاب منها والله يتولى السرائر، ولكن المهم أنَّ البدع يجب أن تذكر لتحذر.
وقد روى اللالكائي بسنده إلى عاصم الأحول قال قتادة: (يا أحول إن الرجل إذا ابتدع بدعةً ينبغي لها أن تذكر لتحذر).
وقد سئل ابن تيمية وكذا ابن الصلاح عن الغزالي فقالا: "أمَّا هو فقد أفضى إلى ما قدَّم". فقال عنه ابن تيمية: "إنَّه مات وصحيح البخاري على صدره".
وقالا -أي ابن تيمية وابن الصلاح-: "وأمَّا ما في كتبه من الضلال فيجب بيانُها للناس ليحذروا ما فيها ".
وروى بسنده إلى الأوزاعي -رحمه الله- أنَّه قال: (من استتر ببدعته لَم تَخْفَ أُلْفتُه). انظر شرح اعتقاد أهل السنة اللالكائي (1/154) ولفظه عند ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/452): "من ستر عنا بدعته لَم تخْفَ علينا أُلْفَتُه".
وعن الأعمش: "كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاثة: ممشاه ومدخله وإلفه من الناس". والإلف: هم الأصحاب الذين يمشي معهم ويجلس معهم ويأنس إليهم (2/452).
وروى بسنده من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة: "ما ابتدع قومٌ بدعةً أَلاَ استحلوا السيف" اللالكائي (1/152) أي: إلاَّ استحلوا قتال المسلمين وقتلهم، وروى بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي حدَّثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: (إذا رأيت قومًا يتناجون في دينهم بشيءٍ دون العامة فاعلم أنَّهم على تأسيس ضلالة) اللالكائي (1/151).
وأخيرًا؛ هذه وصايا أهل السنة واضحة كالشمس وبيَّنةٌ كالنهار، يوصون فيها بالتحذير من البدع والقول في أصحابِها ليحذرهم الناس ويحذروا بدعهم، وبيَّنوا الصفات الَّتِي يعرف بِها أهل البدع حتَّى يحذروهم، وإن ما دونه عائض القرني قد نشر في كلَّ صقعٍ واغتر الناس به لشهرة صاحبه، أفلا نبين ما في هذه الأخطاء من خطرٍ ليحذره من كان يجهله ؟!
ولقد عجبت كيف فسح ديوان لحن الخلود من عندكم من الرقابة على المطبوعات على ما فيه من شركٍ وبدعٍ خطيرة، ومن تحريضٍ على الدولة وعلى المجتمع، وإغراءٍ للشباب بالخروج، وتحقيرٍ لولاة الأمر، وتسميةٍ لهم بعبيد الأرض، وإشادةٍ بالشباب المبتدع وتسميته لهم بملوك الإيمان، وهذه في لحن الخلود (ص56) بعنوان ملوك الإيْمان قال:
وزوال الملك عنهم في وشك
يرفع السوط ومن يلقي الشَّبكَ
لرئيس مستبدٍ أو مَلِك
فإذا ثار تلظَّى واحترك
وابذل النـفس بساح الـمعترك وعبيد الأرض لا حول لهم
أيُّها المؤمن لا تحفل بمن
فارفع الذل ولا ترض الخضوع
أنت كالبركان لا يدرى به
دمك الطـهرَّيُّ لا تبخـل بـه
ونقف هنا وقفات:
الوقفة الأولى: إشادته بالشباب الثوري التكفيري بتسميتهم ملوك الإيمان، وفي هذا المدح لهم تغريرٌ بِهم، واستفزازٌ لمشاعرهم، وأنَّهم على حقَّ وفي جهاد مبرور يرضاه الله عز وجل .
الوقفة الثانية: ازدراءه المسئولين في هذه الدولة وتحقيرهم، وتسميتهم بعبيد الأرض، أعزَّ الله دولتنا ونصرها وأذلَّ المبتدعين وأخزاهم.
الوقفة الثالثة: وعده للشباب المبتدع بدنو زمن الخروج وزوال السلطة عن أصحابِها بقوله:
............................... وزوال الملك عنهم في وشك
الوقفة الرابعة: تخصيصه للشباب المبتدع بوصف الإيمان يدل على أنَّه يكفر غيرهم حين كتابته لهذه القصيدة، وتتفق هذه القصيدة بالقصيدة الأخرى بعنوان: "دع الحواشي واخرج" الَّتِي يقول فيها:
أنت مـن أحمد يكفيك الملاما أنت قسيسٌ من الرهبان مــا
الوقفة الخامسة: تحريضه على الخروج وحثَّهم عليه بقوله:
يرفع السوط ومن يلقي الشَّبكَ أيُّها الـمؤمن لا تـحفل بِمـن
الوقفة السادسة: كذبه على الدولة واتِّهامه لرجالها بالظلم والاستبداد، ودولتنا أيدها الله دولةٌ عادلة يتمتع من فيها بالأمن والطمأنينة، وما هذا إلاَّ كذبٌ عليها وظلمٌ لأصحاب السلطة فيها.
الوقفة السابعة: تنكره للجميل هو ومن على شاكلته، فالدولة علَّمتهم ورَّبتهم وبذلت لهم الأموال، ووظفتهم الوظائف الكبار الَّتِي نالوا بِها كل مطلوب وشرف، فعلت بِهم ذلك ليكونوا أنصارًا للحق ولكن مع الأسف كانوا أنصارًا للباطل والبدع.
الوقفة الثامنة: تَهوينه من شأن الدولة وعدم مبالاته بِها بقوله:
لرئيـس مُسْتَبـدٍ أو مَـلِكْ فارفع الذل ولا ترض الخضوع
الوقفة التاسعة: تحريضه على الخروج واستثارته للشباب وإغرائهم بالفتن في قوله:
فإذا ثـار تلظَّى واحتـرك أنت كالبركان لا يـدرى به
الوقفة العاشرة: تزكيته للشباب المبتدع في قوله:
وابذل النفس بساح المعترك دمك الطهرَّيُّ لا تبخـل بـه
فوصفه لدم الشباب المبتدع أنَّه طهري مفهومه أنَّ دماء غيرهم نجسة ملوثة.
الوقفة الحادية عشر: زعمه للشباب المبتدع أن ثورتَهم جهاد يجب أن تبذل فيه النفس والدم لأنه عملٌ مبرور، وهذه مخادعة يسأله الله عنها إن كان يعلم أنَّ العقيدة السلفية خلاف ذلك وإن كان يجهل ذلك فالمصيبة أعظم.
الوقفة الثانية عشرة: عند قوله من قصيدة "دع الحواشي واخرج":
يعرف العابد من صلَّى وصاما صلَّ ما شئت وصم فالدَّين لا
وأقول: ومن هو العابد في الدَّين إذا كانت الصلاة والصوم ليست بعبادة؟!! يا شيخ عائض اتق الله ربك واعلم إن كنت جاهلاً أن العبادة هي التوحيد، والصلاة فرضها، ونفلها والصوم والصدقة والحج كذلك وقد: (جاء رجلٌ إلى النَّبِي ج فقال: يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال النَّبِي ج: ما أعددتَ لَها؟ قال: والله يا رسول الله ما أعددتُ لها كبير عملٍ من صلاةٍ ولا صوم ولكنَّي أحبُّ الله ورسوله. فقال النَّبِي ج: أنت مع من أحببت. قال أنس: فما فرحنا بشيءٍ فرحنا بِهذ)، وفي الصحيحين: (بنُِيَ الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله..) الحديث، وفي الحديث أيضًا أن رجلاً قال للنَّبِي ج (أرأيت إذا صليتُ المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال وحرَّمت الحرام أأدخل الجنَّة؟ قال: نعم)، وفيه حديث معاذ قال: (قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنَّة ويباعدني عن النار. قال: تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحجُ البيت) الحديث إلى غير ذلك.
نعم: إنَّ الجهاد له فضلٌ عظيم إذا تَّم بشروطه، ومن شروطه الإمام المسلم الذي يجاهد معه ويصلَّى وراءه، ولقد كان هذا معلومًا في الملل الأولى، ولهذا لَّما أراد الملأ من بني إسرائيل أن يقاتلوا في سبيل الله قالوا لنبيٍ لهم:
﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة الآية: 246] ولَم يقاتلوا في سبيل الله بأنفسهم بدون ملكٍ ينظمُ صفَّهم، ويقودهم بشرع الله، ويرد شاردهم وينصر مظلومهم، وينصف من ظالمهم، واسمع إلى قول الله تعالى إِذْ يقول: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [البقرة لآية: 246].
أرأيت يا شيخ عائض: أنَّ العبادة هي التوحيد، والصلاة، والصوم والصدقة، والحج فرضها ونفلها، والجهاد بشرطه، وفعل المعروف إلى الناس وكفَّ الأذى عنهم، وإحلال الحلال وتحريم الحرام.
الوقفة الثالثة عشر: الإثارة على السلطان المسلم، والتأليب عليه وإغراء الناس بقتاله، والخروج عليه، فهذه طريقة الحزبيين التكفيريين الثوريين الخوارج، وليست طريقة المسلمين المتبعين للمنهج الحق، علمًا بأنَّ طريقة الحزبيين الموصوفين بما ذكر إفساد وليست بإصلاح وهدم، وليست ببناء وفرقة، وليست بجمع واتفاق.
الوقفة الرابعة عشر: أن النَّبِي ج أمر بقتل من دعا إلى مثل هذه الدعوة فقال: (من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجلٍ واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه كائنًا من كان) روى ذلك مسلمٌ وغيره من حديث عرفجة وأبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنهما-.
الوقفة الخامسة عشرة: عند قوله:
أنت من أحمد يكفيك الملاما أنت قسيسٌ من الرهبان ما
وأقول: هذا تكفيرٌ للمسلمين حكَّامًا ومحكومين، وعلماء ومتعلمين وأميين، ما لَم يكونوا ثوريين.
الوقفة السادسة عشرة: مع قوله:
بين قزمٍ مُقرفٍ يلوي الزماما
أمتي جرحًا أبى ذاك التئاما
دامـت الدنيـا بلاءً وظلامــا تترك الساحة للأوغاد ما
أو دعي فاجرٍ أوقع في
لا تخادعنـي بـزي الشيـخ ما
وأقول: أين البلاء والظلام في بلادنا ودولتنا؟ أفي كونِها قامت من أول يومٍ قامت فيه على التوحيد وما زالت عليه منذ مائة عام وإلى الأبد -إن شاء الله-!!.
أين البلاء والظلام؟ أفي كونِها ليس فيها مشاهد تعبد ولا أضرحة تزار!! أين البلاء والظلام؟ أفي كونِها يُدرسُ فيها التوحيد والشرع الإسلامي!! أين البلاء والظلام في بلادنا ودولتنا؟ أفي كونِها يشيع فيها العدل والإنصاف على ضوء الكتاب والسنة!!
أين البلاء والظلام؟ أفي كونِها يسود فيها الأمن والطمأنينة!! أين البلاء والظلام؟! أفي كونِها يعيش الناس في رَغَدِ عيش وطمأنينة بال!! أين البلاء والظلام في دولتنا؟ أفي كونِها تنصر المظلومين وتواسي المعدِمين وتتولَّى قضايا المسلمين المظلومين في خارج بلادها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً!!
الوقفة السابعة عشرة: في قوله:
أنت إلاَّ مُدْنفٌ حبَّ الكلاما
مذهب التقليد قد زدت قتاما
عمر فتوى مثلكم خمسين عاما
لا تدانيـها فتـلقـيك حطاما أنت تأليفك للأموات ما
كلَّ يوم تشرح المتن على
لا تقل شيخي كلامًا وانتظر
والسيـاسات حمىً مهـجـورةً
وأقول: في هذه الأبيات تزهيدٌ في العلم والتفقه في الدَّين وتثبيطٌ عنه بل جعله هذا الشاعر جريمة لا تغتفر، واسمع إلى ربك ماذا يقول: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة الآية: 122] ويقول: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم﴾ [آل عمران الآية: 18] فأشرك الله أولي العلم مع نفسه وملائكته في الشهادة له بالوحدانية، وهذا شرفٌ عظيم لأولي العلم لَم ينله غيرهم، وقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات﴾ [المجادلة الآية: 11] فأخبر جلَّ وعلا برفعه أولي العلم درجاتٍ على سائر المؤمنين، والنَّبِي ج يقول: (نضَّر الله امرًا سمع مقالَّتِي فوعاها وأداها إلى من لَم يسمعه) ويقول: (ليبلغ الشاهد الغائب) ويقول بعض السلف: "لأن اكتب حديثًا واحدًا أحبُّ إليَّ من أن أقوم ليلة كاملة".
وبعد هذا أترون مَن نصدَّق ؟ نصدَّق الله ورسوله أو نصدَّق عائضًا القرني!! إن طلب العلم، ومطالعته، ومذاكرته، والنظر فيه للعمل به وتعليم الجاهل وإرشاد الضال، وتوجيه الحائر، وتنبيه الغافل جريمةٌ عند عائض القرني ومن هم على شاكلته. ألا ترون كيف يعاكس عائض القرني كتاب الله وسنة رسول الله ج فيحقِر ما عظمه الله، ويذم ما مدحه الله وأثنى على أهله؟!!
الوقفة الثامنة عشرة: عند قوله:
واسق أعداء الهدى كأسًا زؤاما فقُدِ الأجيال في ساح الوغى
وأقول: هذا تحريضٌ وأيُّ تحريض، بل أمر بالخروج، وحث على القتال، ولكن لمن وعلى من؟ إنَّه أمر بالخروج وحثَ على القتال للسلطة المسلمة الَّتِي يتمتع بخيراتِها وينعم في ظلَّها، وإن هذه لهي الجريمة الكبرى والخيانة العظمى للدولة المسلمة والشعب المسلم، وفي هذا تغريرٌ بالشباب المسلم ودفعٌ بِهم إلى معصية الله ومخاطرةٌ بالبلاد ودفعٌ بِها إلى هوة سحيقة من الخلاف، وسفك الدماء وإشاعة الخوف بدل الأمن، والجوع والعري بدل الشَّبع والنعمة، ألا فليتق الله امرؤٌ وليحرص على جمع الكلمة على الحقَّ واتباع نبيَّ الهدى وأصحابه وأهل العقيدة السلفية الحقة والسلام.
الوقفة التاسعة عشرة: وهي تخصُّ هيئة الرقابة على المطبوعات الَّتِي ائتمنتها الدولة ووكلت إليها حماية من هم تحت سلطانِها وخارج سلطانِها من نشر ما يفسد الدَّين والعقيدة، ويخرَّب الأخلاق، ولكنهم حين سمحوا لهذا الضلال أن ينشر، وهذا التخريب أن يعلن، قد خانوا الدولة وخانوا الأمانة وخانوا الشعب وفي ذلك دليلٌ واضح على أنَّهم يشجَّعون مثل هذه الْنَزعات والشطحات والنعرات، وشيءٌ آخر وهو مع كونِهم يسمحون لما يخرب الدَّين والعقيدة ويفسد الأخلاق بالنشر، ومع كونِهم فسحوا المجال لهذه الرعونات أن تنشر، مع ذلك منعوا كلَّ كتابةٍ تدل على هذا الإجرام وتنبه عليه وتلفت النظر إليه من قربٍ أو من بعد فالله المستعان.
وأخيرًا؛ هل يعدُّ من ينبه على هذا الجرم مخطًا ومجرمًا ؟!!
وسأضرب مثلاً: لو علمت أنَّ قومًا يريدون أن يفجَّروا في دارٍ مسلم وأنت تعلم أنَّه مظلوم هل يجوز لك أن تسكت حتَّى يتمَّ لهم ما أرادو؟ أم الواجب عليك أن تنبه من قدرت عليه وتحول بينهم وبين ما يبيَّتون من إضرار بذلك المسلم؟ أليس عليك إثمٌ كبير وحوبٌ عظيم إن سكت حتَّى قتلوا أنفسًا بريئة، وأخذوا أموالاً محرمة، وانتهكوا أعراضًا محرمة، وهذا إذا كان في حق نفسٍ واحدة أو أسرةٍ واحدة فكيف إذا كان الأمر يبيَّت ويحاك ضدَّ دولةٍ مسلمةٍ آمنةٍ فيها ملايين البشر من المسلمين الغافلين؟ فإنَّ الأمر أعظم والخطر أشد، لهذا نعلم الحكمة في قول النَّبِي المصطفى والرسول المجتبى الذي قال الله في وصفه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى -3، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم الآيات: 3،4] في قوله ج: (من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجلٍ واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه كائنًا من كان) وفي رواية (فاضربوه بالسيف كائنًا من كان) أفترى من هو الأولى باللوم الذي ينبه على هذا الخطر أو الذي يخون دولته وأمته ويفسح المجال لهذا الخطر أن ينشر ويقرأه كلَّ أحد؟! الفرق كبيرٌ والبون شاسع، ولكن لا أدري كيف أقنع هؤلاء المغالطين وصدق من قال:
لكنَّها تـخـفى على العميان الحقُّ شـمسٌ والعيون نواظرٌ
الملاحظة الثالثة والرابعة: لَم يُجبْ عليها لأنَّها بسيطة.
وقال في الملاحظة الخامسة: في صفحة (79-80): (حيث عمد المؤلف إلى قياس مقولة مرشدي الإخوان ومنظَّريهم بأنَّهم يقرون حريَّة الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر الدينية للأديان السماوية.. قياس هذا على ما ورد في الحديث من الدعاة على أبواب جهنم وقال هذا محلُّ نظر لا يخلو من ملحظ) ا’.
وأقول: إنَّ معنى حرية الاعتقاد الخاص هو ما ذكرته فمن قال خلاف ذلك فقد أتى بخلاف ما يقتضيه التعبير في اللغة العربية، فهل الناس أحرارٌ فيما يعتقدون أو مكلفون باتباع ما جاء به النَّبِي ج من كتابٍ وسنة؟!!
لقد دلَّلتُ فيما كتبت من ردًّ عليهم، وهنا أقول إن كلمة الحرية يقولها كل مبطلٍ يريد خراب الدَّين واتباع الهوى والله تعالى يقول: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً﴾ [الجاثية: من الآية23] ألَم تسمع إلى قوم شعيب حيث قالوا: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود:87] يعنون أنَّهم أحرارٌ في تصرفاتِهم؟ أما المسلم فهو عبدٌ لربه يتصرف على حسب ما يأمره به على لسان رسوله ج، فمن زعم أنَّ المسلم أو أي شخصٍ حرٌّ في اعتقاد ما يعتقد وأن له أن يعتقد ما شاء، فإنَّه يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرًا مرتدًّا قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِن الْخَاسِرِين﴾ [آل عمران:85] وهذا الشخص الذي كتب الملحوظات إذا كان يرى جواز حريَّة الاعتقاد الخاص فهو مثل من قرَّروا هذا القرار في الحكم، وليتب إلى ربه من قول الباطل. اللهمَّ إنَّي أحتسب عندك ما أصابني من جراء قولة الحق فاجعل ذلك خالصًا لوجهك ومقصودًا به ما لديك.
وصلَّى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
المصدر: موقع الشيخ النجمي رحمه الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 AM.


powered by vbulletin