من عجائب الصعافقة عموما بجميع أشكالهم:
يرون الصغار والمتعالمين يطعنون بكل وقاحة في المشايخ السلفيين المعروفين بالسلفية (كالشيخ فركوس والشيخ جمعة والشيخ لزهر) فيسفهونهم، ويحقرونهم، ويصفونهم بأقبح الأوصاف وأرذلها، فلما ندافع عن هؤلاء المشايخ الفضلاء، ونذم هؤلاء الصعافقة، ونصفهم بأوصاف هي من جنس أو أقل من أوصافهم التي يصفون بها أولئك المشايخ يغضبون!
إنما نحترمك ما احترمت العلماء.
ثم يأتي المخذلون والمتخلفون لينكروا علي وعلى غيري تلك الأوصاف التي أطلقها على هؤلاء الصغار المتعالمين، فتحمر أنوفهم ويغضبون للعوام والمتعالمين، أما الطعون في العلماء والمشايخ فهي عليهم برد وسلام!!
لا تحمر أنوفهم للدفاع عن أعراض العلماء إذا اختلفوا معهم وتعصبوا مع طرف ضدهم-بباطل-، وإنما تحمر أنوفهم نصرة لأصدقائهم ومن على شاكلتهم من العامة والصغار والسفهاء!
اذهبوا إلى صفحات الصعافقة الهابطين وانصحوهم بالتأدب مع المشايخ، ولا تأتوا عندي تدافعون عن الصعاليك والمتعالمين والسفهاء..
كونوا سلفيين عقلاء صادقين، وإياكم والتخذيل والتلاعب بدينكم معاشر المخذلة والمتلونين..
واعتبروا بحال محمد بن سعدون العبدري الأندلسي شيخ ابن عساكر، حيث قال ابن عساكر عن شيخه هذا أنه سمعه : (يقول ذات يوم وقد جرى ذكر مالك بن أنس رحمه الله : جلف جاف دخل عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة.
قال ابن عساكر: وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد، فقال لي يوما وقدم بعض أقوال أبي عبيدة : ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه.
قال ابن عساكر: وحُكى لي عنه، أنه قال في إبراهيم النخعي : أعور سوء، فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي في قراءة الكامل لابن عدي، فحكى لابن عدي حكاية، عن السعدي، فقال : يكذب ابن عدي، إنما هذا قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، فقلت له : السعدي هو الجوزجاني!
ثم قلت : إلى كم نحتمل منك سوء الأدب؟ تقول في إبراهيم النخعي كذا، وفي مالك كذا، وفي أبي عبيد كذا، وفي ابن عدي كذا، فغضب وأخذته الرعدة، وقال : كان البرداني، وابن الخاضبة وغيرهما يخافوني، وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا؟
فقال له ابن السمرقندي : هذا بذاك.
قال ابن عساكر: وقلت له : إنما نحترمك ما احترمت الأئمة، فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك).
والله المستعان
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
16/ 4/ 1444هـ