عبارات وتعليق
كتب أحد الشباب هذه الجملة(اللهم اشف عبدك الشيخ ربيعا بن هادي المدخلي لقد اشتقنا له ولكلماته)، فعلق معلقون وأختار منها تعليقان:
الأول قال: (ما ظهرت هذه الفتن إلا بعد مرضه شفاه الله وعافاه).
الثاني قال: (سبحان الله اليوم في مجلس مع إخوة تجاذبنا هذا الأمر وبكينا من طول الغياب وان مكانته في هذه الفتنة ظهرت وبانت الحاجة إليه).
التعليق وبالله التوفيق
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي لا شك في إمامته في السنة،ونسأل الله له الشفاء والعافية.
والمنهج السلفي محفوظ به وبغيره.
وأنت لا تدري لعله لو كان في صحته لحذر من الشيخ جمعة أو من الشيخ فركوس أو من كليهما، كما وقع منه ذلك في فترة سابقة وهو مريض متعَب.
لكن دعونا من حال مرضه ولننظر في حال صحته وقوته فهل كان الشيخ موفقا في كل ما كان يقوم به؟ وهذا من باب السرد التاريخي والعبرة وليس للطعن ولا للعتاب، بل كلنا عندنا أخطاء ..
كان الشيخ فترة طويلة وهو يثني على (علي الحلبي ومن معه) ويزكيهم ثم بعد سنوات اكتشف انحرافهم رغم أن بعض المشايخ كانوا يخالفونه في ذلك..
كان الشيخ في فترة طويلة يصبر على الحجوري، ويزكيه، ويثني عليه، وحصلت بينه وبين الشيخ عبيد مشاكل بسبب ذلك ثم بعد نحو سبع سنوات من الفتنة حذر منه..
حصلت فتنة في فلسطين بين أتباع الحلبي ومخالفيهم ممن كانوا من أتباعه وعلى رأسهم هشام العارف(ومعه الزعتريان ورائد المهداوي حدادية اليوم والأمس)، وكان الشيخ ربيع مع هشام العارف ومن معه بشدة، فنصحته نصيحة من ابنٍ لأبيه بأن هذا الشخص مجنون، وحدادي، ومريض القلب، فأبى الشيخ مني ذلك، بل كان يثني عليه ويؤيده، ثم ظهر صدق كلامي وانقلب هشام العارف على الشيخ ربيع وبدّعه وضلله، فجئت للشيخ ربيع مذكرا له بهذا، فما زاد على أن قال عن هشام العارف إنه مجنون!
فهذه مواقف كان موقف الشيخ ربيع فيها موقفا خاطئا ولعدة سنوات مما يؤكد أنه غير معصوم، وأنه لو كان في حال قوته فلا نجزم أنه كان سيقف مع أي طرف، فهذا في علم الغيب، وهذا من باب التعلق بالأوهام والأماني ..
ولا نجاة من هذه الفتنة وغيرها إلا بالعلم الشرعي، وضبط منهج السلف وفهمه فهما صحيحا، مع تطبيق المنهج السلفي والعمل به ولو على خلاف أهوائنا ورغباتنا، فإن تجردنا للحق مع توفيق الله ننجوا من الفتن..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 4/ 1444ه