الجامية..تسمية شاعت على ألسن كثير من الناس، وقد لا يعرف أكثرهم معناها، بل راح يرددها من جهل حقيتها للتعبير عن معنى يضنه صحيحاً أو يحقق له ما يريد التعبير عنه قصد أم لم يقصد ذلك، وقد يكون ممن تلقفها على لسان شيخه أو معلمه أو صاحبه.. أو حتى حزبه الذي يطيع. وأغلب الظن أنه لا يفهم معناها..!
فما هي الجامية؟
الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى تجرد للحق، فأنت يا من رحت تطلق هذه التسمية دون أن تعرف معناها عليك أن تقف وتتذكر أن الله تعالى سيسألك عن كل ما يخرج من فمك، قال تعالى:(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ،( ق:18).
ويحاسبك على ما تقول وتفعل.
فإن كنت ممن يخشى ذلك اليوم ! يوم لا ينفعك مال ولا بنون ! يوم لا ينفعك حزب أو تنظيم أو جماعة أو فكر.! يوم لا ينفعك شيخك أو معلمك أو صاحبك.!(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) ، (عبس: 34/36) فعليك معرفة حقيقة الجامية؛ حتى يستبين لك الطريق، وتسلك سبيل الحق الذي تحب أن تسير فيه.
اعلم: أخي رحمك الله أن الجامية:نسبة إلى الشيخ محمد أمان بن علي الجامي،الذي ولد في الحبشة سنة 1349هـ، حفظ القرآن وهو صغير وتنقل لطلب العلم، ثم رحل إلى البلاد السعودية للحج والزيارة، فالتقى بالشيخ ابن باز في مكة المكرمة فلازمة ورحل معه للرياض، وراح ينهل من بحار علماء الدعوة السلفية، ولثقتهم بعلمه وعقيدته ومنهجه أوكل إليه عدة مهام كالتدريس في معهد صامطة العلمي، والجامعة الإسلامية بالمدينة،وفي المسجد النبوي الشريف،فهو رحمه الله من حملة الشهادات العليا. وله نشاط ملحوظ في إقامة المحاضرات والندوات والدروس العلمية في الداخل والخارج، وله مؤلفات مكتوبة وأشرطة مسموعة في العقيدة وغيرها.
وقد كان الشيخ محمد أمان ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، معلماً ومرشداً، قليل المخالطة، عفيف اللسان، لا يغتاب ولا يرضى بغيبة أحد في مجلسه، عفو حليم، يرعى طلابه، ويعتني بهم ويسأل عنهم، ويحضر مناسباتهم، ويوليهم عناية خاصة.
لقد تعرض رحمه الله لكثير من الأذى والكيد والمكر من المتحزبين والمتعالمين وممن رد عليهم رحمه الله وبيَّن أخطاءهم وخطر مسلكهم على الأمة، فلم ينثنِ ولم يفزع لكل تلك الأمور، وأستمر يصدع بالحق إلى أن مرض في آخر عمرة ، فكان يوم وفاته في شهر شعبان عام 1416هـ.
وبعد هذه الترجمة اليسيرة لهذا الشيخ، دعني أسألك هذا السؤال: لماذا تطلق هذه التسمية (جامي)؟
لماذا تشارك من وقع في قدح وتنقص الشيخ؟
لماذا تصدِّق كل ما يقال لك دون تأكد؟ ألم يأمرك الله بالتثبت قبل الحكم، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، (الحجرات: 6)،
فلماذا تحكم على الشيخ رحمه الله وتتنقصه وتحذر الناس منه؟
قال تعالى:(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)،( الحجرات: 12)
أم تحب أن تمشي بين الناس بالنميمة؟(هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)(القلم: 11)
بالله عليك.. هل هذا من العدل والإنصاف؟
اعلم:أخي.. أن أهل الإيمان أهدى الناس قلوباً، وأبصرهم بالحق، وأثبتهم عليه عند حدوث الفتن والمحن،فهذه أقوال أهل العلم في الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله ليكن لك منها موقفاً صادقاً، وتجرداً للحق لتراه أمام عيناك واضحاً جلياً.
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل هناك فرقة تسمى جامية؟ هل قصدهم بذلك القذف في الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله؟ هذا السائل مخطأ خطأ عظيم وللأسف جانب الصواب... الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع المدخلي وكل مشايخ المدينة من المشايخ السلفيين المعروفين لدينا بالعلم والعقيدة السليمة وأوصى الشباب بالاستفادة منهم وقراءة كتبهم وطلب العلم عندهم..ومن قال عنهم جامية فقد سبقوه أسلافهم عندما قالوا أننا وهابية فنقول لهؤلاء على فهمهم نحن وهابية جامية، كلنا جامية لأنها مصطلح جديد اخترعه جهال يريدون قذف دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب، فكلنا جامية وهابية لأننا سلفيين إن شاء الله تعالى..).أ.هـ من شريط الأسئلة السويدية.
ج2:عندما سأله أحد الحضور أن ينصح الشباب من الجامية من أنها فرقة خطيرة.
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في كتابه المؤرخ3/3/1418هـ: الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه، والشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة،ومن لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير. أ.هـ
ويقول فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله:وأنا أعرفه رجلٌ طيبٌ في نفسه، وسلفي العقيدة، وهو من زملائنا في الدراسة.. بعد التخرج والدراسة، لكنه كان فيما أعرف على عقيدة أهل التوحيد.أ.هـ( من شريط طائفة من أقوال العلماء ترد على النبذ بالجامية) تسجيلات البينة.
أخي.. هؤلاء هم علماءك، يشهدون له بالعلم والفضل والعقيدة الصحيحة، هل تكفيك شهادتهم؟
إن قلت نعم. فلماذا تخالفهم وتنساق إلى من ملأ الشيطان عقله بالشر لتسير معه في خندق الشرور والآثام.؟لماذا تحب أن تقف في صف من لا تعرف حقيقته ومغزاه والبينة الواضحة أمامك.؟ لماذا تجلس في الظلام حائراً والنور يسطع في أقوال علماءك.؟
تريث أخي.. ولا تكن كالأعمى المنقاد دون حول منه ولا إرادة، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ)،(البقرة:170).
إن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله من العلماء الذين صدعوا بالحق وبالدعوة السلفية وراح يعلم الشباب ويعيدهم إلى المنهج الصحيح، ويحذر من البدع وأهل الأهواء والمتعالمين والمتحزبين وأصحاب الأفكار الدخيلة، فما كان من هؤلاء إلا أن نشروا عنه الأكاذيب؛ لينفروا الناس عنه، فلم يجدوا سوى قولهم:جامي.
قف أخي.!
لقد آن لك أن تعرف لماذا يحاربون الشيخ رحمه الله.؟
يحاربونه لأنه.. يدعو إلى السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله، وعدم الخروج عليه لا باللسان ولا بالسيف.
يحاربونه لأنه..يحذر الشباب من الوقوع في أيدي من يدعو للجهاد بلا ضوابط وقبل أن تستوفى شروطه الشرعية.
يحاربونه لأنه.. يحذر من فكر التكفير ورموزه من المتعالمين ومن اغتروا بهم في صفوف شبابنا.
يحاربونه لأنه.. رد على الدعاة المتعالمين، وكشف بدعهم التهييجية الخارجية بالحجة والدليل القاطع، فلم يجد هؤلاء سوى الطعن والنبز فيه.
يحاربونه لأنه.. ينشر فتاوى أهل العلم الثقات التي تحذر من الحزبية كجماعة الإخوان والتبليغ وغيرها.
يحاربونه لأنه.. يحذر من الطرق البدعية في الدعوة إلى الله كالأناشيد والتمثيل، والتي أصبحت همَّ شبابنا اليوم.
يحاربونه لأنه.. يحذر من الحزبيين الذين يستغلون الأنشطة والأعمال الخيرية لتحقيق أهدافهم التخريبية.
يحاربونه لأنه.. ينهى عن الاشتغال بالسياسة وتهييج الشباب.
يحاربونه لأنه.. يدعو إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ويحذر من الشرك، ويحارب البدع.
فأين عقلك يا أخي..أراك لم تعد تفقه أو تميز بين الحق والباطل؟
قال تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) ، (الأعراف:179).
ويقول المصطفىr:"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"صحيح البخاري،
فالله تعالى يتوعد من يؤذي أو يعادي أولياءه بالحرب، فما قولك يا أخي بعد هذا.!
هل غرتك هذه الشعارات والأبواق التي يطلقها الإخوان وغيرهم من أهل الأحزاب الأخرى والمناهج الباطلة ومن تابعهم.! هل أصبحت إمَّعةً تسير خلف كل من ينعق بهذه التسميات.! قال تعالى:(كَمَثَلِ الَّذِيْ يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُوْنَ) ،(البقرة:171).
فالإمَّعة أخي هو الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه، ولا يثبت على شيء. فهل أنت ذلك الشخص.؟
يقول ابن القيم رحمه الله:..ذكرنا من كلام الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام في ذم التقليد وأهله والنهي عنه ما فيه كفاية وكانوا يسمون المقلد الإمعة و محقب دينه كما قال ابن مسعود:" الإمعة الذي يحقب دينه الرجال"وكانوا يسمونه: الأعمى الذي لا بصيرة له.ويسمون المقلدين:أتباع كل ناعق، يميلون مع كل صائح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يركنوا إلى ركن وثيق، كما قال فيهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.وكما سماه الشافعي: حاطب ليل.ونهى عن تقليده وتقليد غيره.أ.هـ إعلام الموقعين ج2 ص259ج
فحري بالمؤمن أن يكون عفيف اللسان عن الوقوع في أهل السنة، لأنها من علامات أهل البدع، فقديماً قالوا: (حنابلة) نسبة للإمام أحمد بن جنبل رحمه الله.
ثم قالوا: (وهابية) نسبة للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ثم قالوا: (ألبانية) نسبة للإمام المحدث الألباني رحمه الله.
ثم قالوا: (مداخلة) نسبة للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله.
ثم قالوا (جامية) نسبة لمن صدع بالحق في وجوههم، وبين خطأهم وانحرافهم، وفنَّد شبههم، ورد أباطيلهم، وحذر منهم ومن حزبهم، إنه الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله.
فهذه سننهم يتوارثونها.. فلا تتابع أخي سنن أهل البدع، وأحذر من قدح أهل السنة السلفيين بإطلاقك هذه التسمية، فالجامية لقب لتعيير السلفية.. فأفهم.!
ولتعلم أن الكلام في أهل العلم يفضي للقدح فيما يحملونه من تعاليم الشرع المطهر الذي جاء به نبيك محمدr:"، فاحذر من النبز بالألقاب فهو من الأمور القبيحة المحرمة، فإن كان في أهل العلم كان أشد وأخطر، قال تعالى:(وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)،(الحجرات: 11)، وأحذر من الغيبة المحرمة، قال تعالى:(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)،( الحجرات:12)
أخي.. يقول الله تعالى في كتابه العزيز (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى}المائدة8، ويقول سبحانه {وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ،(الأنعام: 152).
فالله تعالى يأمرنا في هذه الآيات بإنصاف الناس من أنفسنا إن أخطأنا في حقهم، فمقتضى العدل يدعونا أن نعترف بخطئنا، ونتوب إلى الله، ونعطي الناس حقوقهم، وهذا مع الكفار.. فكيف بالمؤمنين.!
إن هذا هو الإنصاف يا أخي، وهو أقرب للتقوى.
فالله الله في قول كلمة الحق في زمن كثرت فيه الفتن، وتعددت طرق أهل البدع في النيل من أهل السنة وعلماءهم.
فلا تكن أخي أحد الأدوات التي تُطعن بها هذه الدعوة السلفية المباركة التي قامت على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.. وتردد مثلهم: جامي.. جامي.
هذا.. وأسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذه هي الجامية)
برز هذا الاسم منذ سنوات على ألسنة بعض الناس وأقلامهم، ويقصدون به من توفرت فيه الصفات التالية:
1- من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة سواء في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة.
2- من يحذّر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة.
3- من يحذّر من الفكر التكفيري ورموزه.
4- من ينشر فتاوى العلماء ومؤلَّفاتهم التي تحذَّر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم.
5- من ينشر فتاوى العلماء التي تحذِّر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها.
6- من ينشر فتاوى العلماء ومؤلّفاتهم في الردود التي تكشف عن أخطاء الجماعات أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.
7- من يحذّر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.
8- من يحذَّر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمِّهم إلى التيارات التكفيريّة التدميريّة.
9- من لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصّب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع.
10- من يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعته.
11- من يوقِّر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس ولا علماء سلاطين ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح.
هذه بعض أبرز معالم (الجامية) ـ على حدِّ تعبير الطاعنين في أهل السنة ـ وصفاتها وبهذا يعلم أنَّ المقصود بإطلاق هذا اللقب هو التنفير منها، وليست هذه أوَّل مرة في التاريخ يحصل فيها تلقيب الحق وأهله بالألقاب المنفرة فقد فعل ذلك المشركون مع النبيين، وفعله أهل البدعة مع أهل السنة، ويفعله أهل الباطل مع أهل الحق في كل زمان، ولكن العاقل من لم يغتر بالشعارات والعناوين، وإنما ينظر في الحقائق والمعاني والمضامين.
أما هذا اللقب فالمقصود به:
النسبة إلى الشيخ محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله المدرِّس في المسجد النبوي الشريف وفي الجامعة الإسلامية سنين طويلة وكان محل ثقة الأئمة الأعلام كسماحة مفتي الديار السعودية في زمانه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسماحة المفتي العام في زمانه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله وغيرهما من أهل العلم والفضل وإنما يعرف الفضل لأهلِ الفضل أهلُ الفضل.
ومن ثناء العلماء عليه رحمه الله:
قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن الشيخ محمد أمان: {معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب}. خطاب صدر عن الشيخ برقم 64 في 9/1/1418هـ
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: {الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح و يحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير }.
لقد علم الذين اختلقوا هذه النسبة أن الشيخ رحمه الله لم يأت بجديد ولم يأت بشيء من عنده وإنما ردَّ من الأخطاء ما ردَّه غيره ممن هو أكبر منه أو مثله كالشيخ عبد العزيز بن باز أو غيره من العلماء الأعلام ولكن لو نسبوا هذا المنهج إلى غيره لما قُبلَ منهم، فنسبوه إلى الشيخ الجامي مستغلّين كونه أفريقي الأصل والمنشأ، ولكن هل يضير أحداً عند الله لونه أو جنسه أو لسانه إذا كان مستقيماً على الحق؟!
وإذا كانت (الجامية) تعني أهل السنة والجماعة
فهل يمكن القول بأنها فرقة؟
لا
ولهذا لا أحد يقول عن نفسه بأنه جامي، أو يرضى بذلك لأمر واضح وهو أن المسلم إذا كان يسير على عقيدة السلف الصالح فما وجه انتسابه للجامي والشيخ رحمه الله لم يؤسس حزباً، ولم يخترع منهجاً، ولم يأت بجديد. إن الذين يحاربون ما يسمونه بـ(الجامية) إنما يريدون _ بقصد أو بدون قصد_:
انتشار الفكر التكفيري.
والفكر التهييجي على الحكَّام.
ويريدون انتشار الجماعات والأحزاب.
إذ لا يقف بالمرصاد أمام هذه التيارات المنحرفة إلا من يلمزونهم بهذا اللقب.
إنهم يحذِّرون أن ينكشف زيغهم، ويظهر انحرافهم، وتتضح مقاصدهم، فلذلك هم يخافون من النقد المبني على الدليل والذي لم يقم به على أكمل وجه أحد كالعلماء السلفيين رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
جزاك الله خيراً أخي سهيل على هذا النقل وأسأل الله تعالى أن ينفع به وبك وأن لا يحرم ناقله إلى مواقع ومنتديات أخرى الأجر والثواب فقد عمت البلوى .. وتفشى المرض في عقول الكثير فغالب من سمعوا بالجامية تم تشويش فكرهم بأنهم غلاة ومرجئة وأصحاب ألسنة حداد يأكلون لحوم العلماء وهذا خطأ بالطبع
اسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ محمد أمان الجامي رحمةً واسعة
وأن يسكنه فسيح جناته
وأن يحفظ طلابه ويوفقهم لنشر موروثه العلمي
بالطرق الشرعية الممكنة
فهو بحر زاخر بالعلم النافع
واسأل الله لمن وقع في نبز الجامية الهداية والعودة لجادة الصواب
---
__________________
العلم قال الله قال رسولـــه * * * قال الصحابـة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة * * * بين الرسـول وبين رأي سفيه
كلا ولا نصب الخلاف جهالـة * * * بين النصـوص وبين رأي فقيه
كلا ولا رد النصوص تعمــداً * * * حذراً من التجسيم و التشبيه
قال الأوزاعي رحمه الله :العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما كان غير ذلك فليس بعلم .من جامع بيان العلم وفضله