منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-13-2014, 02:46 PM
إدارة المنتدى إدارة المنتدى غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 21
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي [الكاتب: عبد الحميد الهضابي] بيان كذب وخيانات الخارجي الجهول يوسف الزاكوري الحلقة الأولى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
وقفت على مقال لأحد الحدادية الخوارج عنونه بــ" جناية ربيع المدخلي على أحاديث الشفاعة نصرة للإرجاء "، وقد ملأه بالكذب والفجور والطعن في العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله من ذلك :
1 ـ افتراؤه على الشيخ ربيع حفظه الله بأنه لا يكفّر ساب الله تعالى .
2 ـ افتراؤه على الشيخ ربيع حفظه الله بأن عنده أصل الإرجاء وذلك لأنه يعذر بالجهل.
فأحببت أن أبيّن كذبه وجهله وفجوره لعل الله أن ينفع به ، ويتّضح خبث هذا المنهج الخارجي الخبيث النتن فأقول مستعينا بالله تعالى :
قال يوسف الزاكوري الخارجي الجهول: وهذا يلتقي تماما مع أصل ربيع المدخلي الإرجائي الذي يجعل المتلفظ بالشهادتين مسلما ولو تلبس بالشرك الأكبر الجلي ، وعبد الطاغوت ، أو ترك جميع أعمال الجوارج وتلبس بجميع البوائق ولو كان منها سب رب العالمين ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ".
وقال الأفاّك اللئيم : "فساب الله تعالى و الذي يذبح لغير الله أو ينذر له ، و الذي يعتقد في المقبورين النفع و الضر ، و نحو هذه البلايا ، كلها لا تدخل في الكفر الأكبر ، و لا يخرج المتلبس بها من الملة ، حتى تقام عليه الحجة ".اهـ


1 ـ إن سبّ[1] الله جلّ جلاله -بأي نوع من أنواع السبّ- ، أو سبّ رسوله r أو غيره من الأنبياء والمرسلين -بأي نوع من أنواع السبّ- ،أو الإستهزاء بما هو معلوم بالدين بالضرورة من دين الإسلام فكل ذلك ناقض من نواقض الإسلام يُخرج صاحبه من الإسلام إلى دائرة الكفر بإجماع أهل العلم ويطبّق عليه –إذا لم يتب- أحكام المرتدين، ولا يقبل منه دعوى العذر بالجهل أو لسبب غضب اعتراه[2] أو قاله على وجه المزاح أو نحو ذلك بحال من الأحوال، لأنّ أصل هذا الدين العظيم مبني على تعظيم الله تعالى وإجلاله[3]، وتعظيم دينه وأنبيائه، فإذا كان الإستهزاء بشيء من ذلك يناقض هذا الأصل وينافيه فإنّ السبّ يناقضه أشدّ المناقضة، بل يتضمّن قدرًا زائدًا على الكفر.
وأما إذا صدر منه –أي:السبّ أو الاستهزاء- وهو فاقد الوعي كأن يكون به جنون أو يكون مغمًى عليه لا يعي ما يقول بحيث إذا ذكّر لا يتذكّره ولا يستحضره، أو تلفّظ بهذا الكفر على وجه الخطأ[4] فهذا مانع من إصدار حكم التكفير عليه ، ومن أفضل من تكلّم في هذه المسألة -على حسب علمي القاصر- هو العلامة الإمام أبو العباس ابن تيمية الحراني رحمه الله في كتابه " الصارم المسلول على شاتم الرسول"، فمن أراد الوقوف على الكثير من الأدلّة في ذلك فليراجع هذا الكتاب النفيس ، -وغيره من كتب أهل السنة- .
والحمد الله الشيخ ربيع حفظه الله لم يخالف أهل السنة في هذه المسألة -ولا غيرها من المسائل -كما سنبين ذلك من كلامه حفظه الله.
2 ـ إن أهل الأهواء والبدع لما ماستطاعوا أن يجابهوا أهل السنة السلفيين بالحجج والبراهين ، لجؤوا -كماهي طريقة كثير من المشركين- إلى الكذب والخيانات، والتلبيس وقلب الحقائق كما فعل هذا الحدادي الجهول في كذبه على الشيخ ربيع حفظه الله في أنه لا يكفر ساب الله تعالى.
فأين ومتى قال الشيخ ربيع حفظه الله أن ساب الله تعالى لا يكفر يا أيها الخسيس الحدادي ؟
خفّ دينك فكذبت وبهتّ وفجرت ، وقل ورعك فلبّست ودلّست ، الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله يكفّر ساب الله تعالى خلافا ما افتراه عليه هذا الغرّ اللئيم ،والذي لم يأت بأيّ دليل يثبت ذلك سواء أكان من كتب الشيخ حفظه الله أو من مقالاته أو من أشرطته.
وإليك بعض كلام الشيخ ربيع حفظه الله في أنه يكفّر ساب الله تعالى ولا يعذره بالجهل كما عليه أهل العلم سلفا وخلفا لا كما افتراه عليه هذا الحاقد الفاجر :
سئل شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مانصه :
الذي يسب الله عند الغضب ، فهل يجوز إلقاء السلام عليه أو لا يجوز، وكيف نتعامل معه خاصة وأننا نتقابل معه يوميا ؟
فأجاب بقوله :
الذي يسب الله كافر، زنديق، وليس له جزاء إذا كان في دولة إسلامية إلا السيف، بارك الله فيكم.
وفي بعض البلدان يسبون الله، اليهود ما يسبون الله، والنصارى ما يسبون الله، والهندوك ما يسبون الله ]...[[5] الإسلام ممكن يسبون الله.
و]...[[6] لهم عادة إذا أغضبتهم ما يجد إلا الله يسبه، ما يجد شيء قدامه، قدامك قرود، قدامك خنازير، قدامك كلاب، قدامك الكفار، كيف تترك هذه الأشياء كلها وتسب الله ؟!هذا كفر وزندقة بارك الله فيك. نعم. اهـ[7]
وسئل حفظه الله أيضا مانصه : في كتابه سؤال :مسلم يصلي ويصوم ويحج ويسب الله عزوجل ويسب الدين جاهلا بحكم السب ماحكمه؟ الجواب :هذا كافر وليس بمسلم ؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يجهل عظمته لا يهود ولا نصارى ولا هنادك ، فالكل يعرفون عظمة الله ، وهذا الذي يسب الله ويسب الدين مستخف ولوكان يعظم الله ويعظم الدين ما سب الله ولا سب الدين.هذا كافر وبدون إقامة حجة ؛ لأن الحجة قائمة بذاتها ، الأحكام الخفية ، هل الله خفي؟ حتى نقيم الحجة ؟ الأمور الخفية التي يخفى حكمها وهي خفية في ذاتها لا يكفر بها حتى تقام الحجة ، أما الأمور الواضحة كسب الله وسب الرسول وسب الدين ، هذا كافر عظمة الله وجلالته موجودة حتى في قلوب الكفار ،لها وقار ولها وقع ولها منزلة ، ما يسبه إلا مستخف.
سؤال :نكفره مباشرة ؟ الجواب : رأسا،إما القتل وإما التوبة ، مرتد.
سؤال :وإذا صدر منه السب في حالة غضب ؟ الجواب :في غضب ما يجد إلا الله يسبه؟!عنده الكفار واليهود والنصارى يسبهم ، ما وجد إلا الله جل جلاله يسبه ؟!قبحه الله ، هذا دليل على خبثه وسوء معتقده."[8]اهـ
وقال الشيخ ربيع -في معرض رده على أبي الحسن المأربي -في مقال عنونه بــــ " انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب السراج الوهاج "- ص 22 س 9 :قرر أبو الحسن حكم من سب الله أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - تقريراً جيداً غير أنه قال بعد ذلك خلال استثناء بعض الأسباب : أو سبق ذلك على لسانه لسبب من الأسباب دون قصد كغضب شديدٍ فإذا ذكِّر تاب وأناب فمثل هذا لا شيء عليه.
قلت –أي :الشيخ-: في الغاضب نظر؛ إذ كيف لا يجد من يسبه في حال غضبه إلا الله أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكيف نقول : فمثل هذا لا شيء عليه، فإذا كان فعله وقوله غير ذنب فلماذا نقول إنه تاب وأناب .
يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن مجرد السب في حد ذاته كفر وهو سبب قائم بذاته وينكر على من يشترط الاستحلال وناقشه في ذلك بوجوه ومنها قوله :
الوجه الرابع : أنه إذا كان المكفر هو اعتقاد الحل فليس في السب ما يدل على أن الساب مستحل، فيجب ألا يكفر، لا سيما إذا قال : (( أنا أعتقد أن هذا حرام وإنما أقول غيظاً وسفهاً أو عبثاً أو لعباً )) كما قال المنافقون { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ، وكما إذا قال : إنما قذفت هذا أو كذبت عليه عبثاً ولعباً، فإن قيل لا يكونون كفاراً فهو خلاف نص القرآن، وإن قيل : يكونون كفاراً فهو تكفير بغير موجب إذا لم يجعل نفس السب مكفراً ..)) الخ .[ الصارم المسلول ص 516 تحقيق/ محمد محيي الدين ] .

والشاهد أنه اعتبر من ادعى أن سبه كان غيظاً : كافراً ولو كان يعتقد تحريم ذلك، والغيظ هو الغضب بل أشده .
فلو رأيتم حذف قولكم ( كغضب شديد ... ) إلخ فهو أمر مناسب وأبعد عن إثارة أناس يستغلون الفرص على أمثالكم وإخوانكم من أهل السنة فيقيمون الدنيا ويقعدونَها.اهـ
فقد بان لكل منصف -بعد نقل هذا الكلام الصريح من كلام الشيخ ربيع حفظه الله في تكفير ساب الله تعالى- أن هذا الكذاب الأشر يفتري على الشيخ حفظه الله.


ـ قول هذا الخارجي الجهول :" وهذا يلتقي تماما مع أصل ربيع المدخلي الإرجائي الذي يجعل المتلفظ بالشهادتين مسلما ولو تلبس بالشرك الأكبر الجلي ".
1 ـ أقول : هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على جهلك الفاضح في مسائل الإيمان ، وأنك لا تدري أنك لا تدري ، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ، فما دخل مسألة العذر بالجهل التي فتنتم أمة الإسلام بها بمسائل الإيمان يا أيها الجهول الحدادي ؟
فأنصحك نصيحة مشفق عليك أن تعرف قدر نفسك وتعطي القوس لباريها وكما قيل :"هذا ليس عشك فادرجي " ،وعليك أن تتعلم قبل أن تتكلم فضلا أن تجابه كبار أهل العلم -الذين شابت رؤوسهم في تعليم العقيدة السلفية- فضلا أن ترميهم بعظائم الأمور مثل الإرجاء والبدعة وتسفّههم وتجهّلهم ونحو ذلك .
.- قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: " خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث:
نقول : الإيمان قول وعمل, وهم يقولون : الإيمان قول ولا عمل !
ونقول : الإيمان يزيد وينقص, وهم يقولون : لا يزيد ولا ينقص !
ونحن نقول : النفاق, وهم يقولون لا نفاق.[9]
وعن إسماعيل بن سعيد قال: سألت أحمد عن من قال: الإيمان يزيد وينقص فقال: هذا بريء من الإرجاء .[10]
وقال الإمام البربهاري رحمه الله: ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد ينقص فقد خرج من الإرجاء أوّله وآخره.[11]
2 ـ نعم الشيخ ربيع حفظه الله في مسألة العذر بالجهل على العقيدة السلفية التي منطلقها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها الجماهير من علماء الإسلام قديما وحديثا .
وبسط الأدلة على ذلك ليس هذا موضعه ، وما أظنك أهلا أن تسرد له الأدلة على ذلك ، وذلك أن الذي لا يفهم الخطاب لا يُخاطب به -وماأنت إلا من هذا الصنف-.
وإن هناك عددا من فحول العلماء قد سبقوا الشيخ ربيع حفظه الله إلى القول بأن الجاهل إذا وقع في الكفر فلا يكفّر حتى تقام عليه الحجة،وهذا الرجل يعرف هذا تمام المعرفة لكن حقده الدفين على أهل السنة السلفيين جعله يتناسا ويتغافل عن هذا كلّه –فالهوى يعمي ويصم-.
ولنذكر بعض نصوص ثلاثة من أئمة الإسلام ممن وافقوا الشيخ ربيعا حفظه الله في مسألة العذر بالجهل الذي يرميه هذا الغرّ اللئيم بأنه عنده أصل الإرجاء :
1 ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الإستغاثة " (1\383­_384) " : ونحن نعلم بالضرورة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته أن يدعوا أحدا من الأموات، لا من الأنبياء ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة، ولا بلفظ الاستعانة، ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت، ولا إلى ميت ونحو ذلك؛ بل نعلم أنه نهى عن ذلك كله، وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله، لكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين، لم يمكن تكفيرهم بذلك، حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.اهـ
2 ـ شيخ الإسلام محمد بن عبد الواهاب رحمه الله:
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كما في "الدرر السّنيّة"( 1 /66): " وأمّا الكذب والبهتان فقولهم : إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدّون به النّاس عن دين الله ورسوله ، وإذا كنّا لا نكفر من عبد الصّنم الذي على عبد القادر ، والصّنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم ،فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل".اهـ
والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يكفر البوصيري مع ما عنده من الشرك الأكبر الظاهر الذي لا التباس فيه ، لأن من عقيدة الشيخ أنه لا يكفر حتى يقيم الحجة و قد افترى العراقي اللعين على الشيخ ـ رحمه الله ـ بعض الافتراءات من بينها أنه ـ رحمه الله ـ يكفر البوصيري.
فرد الشيخ هذه الفرية عليه قائلا " وقوله: إنّي أكفّر البوصيري لقوله: "يا أكرم الخلق" الخ . " جوابي فيها أن أقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}، ولكن قبله من بهت محمداً صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم، ويسب الصالحين، تشابهت قلوبهم، وبهتوه بأنه يزعم أن الملائكة وعيسى وعزيراً في النار، فأنزل الله في ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}[12]
و من المعلوم أن في طيّات كلام البوصيري الشرك الظاهر الذي لا يخفى على أحد والذي لا يغفره الله عزوجل من ذلك غلوه في سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق منزلته من ذلك قوله:
يا أكرم الخلق ما لي مَنْ أَلُوذُ به سواك عند حلول الحادث العمم .
ولن يضيق رسول اللّه جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم .
فإنّ لي ذمة منه بتسميتي محمدًا وهو أوفى الخلق بالذّمم .
إن لم يكن في معادي آخذًا بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم .
فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك.
منها:
أولا: أنه نفى أن يكون له ملاذًا إذا حلت به الحوادث إلا النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك إلا للّه وحده لا شريك له، فليس للعباد ملاذ إلا هو.
ثانيا: أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تُطْلَبُ إلا من اللّه، وذلك هو الشرك في الإلهية.
ثالثا: سؤاله منه أن يشفع له في قوله: "ولن يضيق رسول اللّه... ".
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم، وهو الجاه والشفاعة عند اللّه، وذلك هو الشرك بالله تعالى.
رابعا : قوله: "فإن لي ذمة." إلى آخره. كذب على اللّه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فليس بينه وبين من اسمه محمد صلى الله عليه وسلم ذمة إلا بالطاعة.
خامسا : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن، فأين هذا من قوله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. وقوله تعالى:{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}. وقوله:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}. وقوله تعالى:{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ}[13].
هذا الرجل –أي: البوصيري-وقع فيما وقع فيه من الشرك الصراح ولم يكفره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبلى شك وصله القرآن بل ربما يحفظه لغيره وبين يديه الشيء الكثير من السنة ،ومع ذلك أحجم الشيخ مححد بن عبد الوهاب عن تكفيره ،و كثير من المسلمين يحفظون "البردة " ربما يحفظونها أكثر من حفظهم للقرآن الكريم ، و يتلهّفون لها أشدّ التلهّف مع ما فيها من الضلال الذي لا يرتضيه الله و لا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا صاحب فطرة سليمة ، فلا يحكم عليهم بالكفر إلا بعد إقامة الحجة عليهم.
و سئل الشّيخ عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب غفر الله لهما :عن حال من صدر منه كفر ، من غير قصد منه ، بل هو جاهل ، هل يعذر ، سواء كان قولا ، أو فعلا ، أو توسلا ؟.
فأجاب : إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ، ما يكون فعله كفرا ، أو اعتقاده كفرا ، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يكون عندنا كافرا ، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية ، التي يكفر من خالفها .فإذا قامت عليه الحجة ، وبيّن له ما جاء به الرّسول صلى الله عليه وسلّم ، وأصرّ على فعل ذلك بعد قيام الحجّة عليه ، فهذا هو الذي يكفر ، وذلك لأنّ الكفر : إما يكون بمخالفة كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم ، وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة .[14]
وقد نقل ابن سحمان رحمه الله ما عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب كما في "الضياء الشارق"ص :211 ـ 212) قال رحمه الله :
"وهذا أيضاً كذب على الوهابية، فإنهم لا يكفرون المسلمين، وإنما يكفرون من كفر الله ورسوله، وأهل العلم من غلاة عباد القبور، وغلاة الجهمية، وغلاة القدرية والمجبرة وغلاة الروافض وغلاة المعتزلة وغيرهم، ممن كفره السلف الصالح بعد قيام الحجة.
وقوله: السابع النهي عن التوسل إلى الله تعالى بالرسول، وبغيره من الأولياء والصالحين.
فأقول: نعم، كانوا ينهون عن التوسل بالرسول، وبغيره من الأولياء والصالحين بعد مماتهم، وفي حال غيبتهم، إذا كان التوسل على ما يعرف في لغة الصحابة والتابعين والأئمة المهتدين. وأما في حال حياتهم بهذا العرف فلا ينهون عنه ولا ينكرونه. وأما على عرف غلاة عباد القبور واصطلاحهم الحادث فهم ينهون عنه ويكفرون من دعا أهل القبور، واستغاث بهم والتجأ إليهم بعد قيام الحجة عليهم.اهـ
وقال رحمه الله أيضا في (ص : 271 ـ 273):" إن تكفير المسلم أمر غير هين، وأنه قد أجمع العلماء منهم الشيخ ابن تيمية وابن القيم: على أن الجاهل والمخطئ من هذه الأمة -ولو عمل ما يجعل صاحبه مشركاً أو كافراً- يعذر بالجهل والخطأ، حتى تبين له الحجة بياناً واضحاً، لا يلتبس على مثله.
فيقال في جوابه: أما تكفير المسلم فقد قدمنا أن الوهابية لا يكفرون المسلمين. والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه، ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها. قال في بعض رسائله:
وإن كنا لا نكفر من عبد قبة الكواز، لجهلهم وعدم من ينبههم، فكيف من لم يهاجر إلينا؟ وقال -وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال- فقرر أن من قامت عليه الحجة، وتأهل لمعرفتها، يكفر بعبادة القبور، وأما من أخلد إلى الأرض، واتبع هواه، فلا أدري ما حاله.
وأما نقله عن شيخ الإسلام وابن القيم على أن الجاهل والمخطئ... إلى آخره.
فالجواب أن يقال: كلام الشيخين إنما هو في المسائل النظرية والاجتهادية، التي قد يخفى الدليل فيها. وأما عباد القبور فهم عند السلف وأهل العلم يسمون الغالية، لأن فعلهم غلو يشبه غلو النصارى في الأنبياء والصالحين، وعبادتهم.
وأيضاً : فإن هذا النقل فيه تكفير من قامت عليه الحجة، ولو في المسائل الخفية، فبطلت الشبهة العراقية، ومسألة توحيد الله وإخلاص العبادة له لم ينازع في وجوبها أحد من أهل الإسلام، لا أهل الأهواء ولا غيرهم، وهي معلومة من الدين بالضرورة، كل من بلغته الرسالة وتصورها على ما هي عليه، عرف أن هذا زبدتها وحاصلها، وسائر الأحكام تدور عليه.
3 ـ العلامة الفقيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم ".[15]
وقال غفر الله له :
أتعجب! كيف تشكل عليكم مسألة العذر بالجهل في الكفر:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري :
(( يبدو لي أنها لا زالت مسألة التكفير بالجهل ما زالت مشكلة عليكم

ولكني اتعجب!
كيف تشكل عليكم هذه المسألة ؟
ما الذي جعلها تشكل من بين سائر أركان الاسلام وشروطه وواجبات الإسلام ؟
إذا كان الرجل يعذر في ترك الصلاة وهي ركن من أركان الإسلام ومن أعظم أركانه مثل أن يكون ناشئا في بادية بعيدة عن المدن وعن العلم ولا يدري أنها واجبة فإنه يعذر بذلك ولا يطلب منه القضاء .
وإذا كان الجهل بالشرك لا يعذر به الإنسان فلماذا ارسلت الرسل تدعوا قومها إلى توحيد الله ؟
لإنهم إذا كانوا لا يعذرون بالجهل معناه أنهم عالمون به فلماذا ترسل الرسل ؟
كل رسول يقول لقومه {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }.
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}

فإذا كان الإنسان ينتسب للإسلام ويفعل شيئاً ، كفراً، شركاً ، ولكن لا يعلم أنه شرك ولم ينبه لذلك فكيف نقول؟!
هل نحن أعلم بهذا الحكم من الله ؟
وهل نحول بين العباد وبين رحمة الله ؟
ونقول في هذه المسألة سبق غضبه رحمته ؟!
هذه المسألة يا إخواني ماهي عقلية .
الكفر والتفسيق والتبديع حكم شرعي يتلقى من الشرع.
فإذا كان الله يقول : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى }
ويقول الله عز وجل { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون }
ويقول : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }
رسولا ايش ؟
يبين ويدعو للتوحيد فإذا ارتفع العذاب هذا هو العذر والآيات في هذا كثيرة .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان في النار )) .
لا يسمع بي ؛ إذن إذا لم يسمع ؟لم يكن من أصحاب النار.
والشواهد على هذا كثيرة .
نعم بعض العلماء قال بذلك-أي:عدم العذر بالجهل- لكنه قول ضعيف , الائمة على خلافه .
على خلاف القول بأن الإنسان لا يعذر بالجهل في الكفر .
فكلام شيخ الإسلام رحمه الله مملوء بذلك أنه لا يكفر وكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضاً أنه لا يُكّفِر الجاهل .
وأنا الآن أتلو عليكم من كلام نقلته أمكنني أن أنقله , أما كلام شيخ الإسلام كثير ما يمكن نقله ولكن الفتاوي أرجعوا لها مملؤة بذلك ,فالحكم عند الله واحد إذا ترك الصلاة جهلاً فهو معذور
وإذا سجد للصنم جهلاً كيف لا يعذر ؟!
أي فرق ؟
وما دعوى من ادعى أن الله أخذ العهد والميثاق علينا ونحن أمثال الذر بناء على صحة الحديث بذلك , فنحن لا نعرف هذا الميثاق وكيف نكلف بما لا نعرفه ؟
ولو كان هذا حجة ما احتيج إلى أن ترسل الرسل لدعوة الناس إلى عبادة الله لإنه قد قامت الحجة من قبل .
فأنا أتعجب من كونكم لم تستوعبوا هذه المسألة!
وهي مسألة لا فرق بينها وبين غيرها .
ومن قال إن تارك الاصول يكفر وتارك الفروع لا يكفر تحداهم شيخ الإسلام بينوا لنا ماهي الاصول والفروع ؟ ومن الذي قسم الدين إلى أصول وفروع ؟
إلا أهل الكلام ؛ فهم يجعلون مثلاً المسائل العظيمة فروعاً لانها عملية كالصلاة مثلاً مع أنها أصل من اصول الإسلام ، ويجعلون بعض المسائل الخبرية التي اختلف فيها أهل السنة يجعلونها من الاصول وهي محل خلاف .
فالمهم أن هذه المسائل يجب أننا نتحرى فيها خصوصاً مسألة التكفير ، لا نكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به .
أما ما نقلته عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فها أنا اتلوه عليكم :
اولاً يقول - رحمه الله - في كتاب وجهه إلى من يصل إليه من المسلمين يعني نصيحة عامة :
((أخبركم أني - ولله الحمد - عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين -ثم مضى يقول -...وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله )) مجلد1 ص53

وفي صفحة 56 في كتاب كتبه إلى عالم من علماء العراق مثل هذا الكلام سواء [ يقصد الشيخ رسالة الإمام إلى السويدي البغدادي :(( وما ذكرت أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني وازعم أن انكحتهم غير صحيحة ! فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل وهل يقول هذا مسلم او كافر أو عارف أو مجنون ؟ - إلى أن قال - وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسل ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي اكفره وأكثر الامة ولله الحمد ليسوا كذلك))].
وفي صفحة 65 في جواب سؤال (( ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان ، وأيضاً نكفره بعد التعريف إذا عرف فأنكر )) .
ثم مضى يقول ص66 ((...وأما الكذب والبهتان: أنّا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنّا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه. فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لاجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا )) .
صحيح هذا وإلا لا ؟
الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد[البدوي] لأجل جهلهم وعدم من ينبههم
فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ؟!
شيخ الإسلام أيضاً له كلام أبين من هذا وأكثر وأعظم في أنه لا من قيام الحجة ، والله عز وجل رحمته سبقت غضبه كيف يؤاخِذ من لم يعرف ؟!
رجل يظن أن عبادة هذا الولي قربة وهو مسلم يقول أنا أدين بدين الإسلام .
دعونا من الإنسان الذي لم يدخل في دين الإسلام وهو يدين بدين آخر هذ شيء آخر , هذا حكمه حكم أهل الفترة .
لكن رجل يدين بالإسلام يصلي ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصوم ويحج لكن يعبد الصنم ولم يأته أحد يقول له أن هذا شرك ، هذا جهل .
أما الإنسان الذي لم يدخل في الإسلام ويعرف من الإسلام شيء وهو على دين آخر هذا لاشك أنه كافر ، أو إنسان لم يدخل في الإسلام على دين قومه وهو لا يعرف عن الإسلام شيئا ولا ينتمي للإسلام في مجاهيل الدنيا هذا حكمه على القول الراجح حكم اهل الفترة وأنه يكلف يوم القيامة بما شاء الله , ثم ينظر سبيله .
هذا ما أحببت أن أُبينه في هذه المسألة وأن المدار كله على قيام الحجة {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} , وأي فائدة إذا كان الرسل قد بينوا الحق وأنا لم أعلم به ، أنا ومن لم يأته الرسول على حد سواء .
وبناءاً على عليه يتبين جواب السؤال الذي ذكره الأخ .
الشيخ : نعم
سائل : حكم الجهال الذين يعيشون في أوساط فيها علماء أهل البدع فيلتبس عليهم ولا يستفيدون من علماء أهل الحق ما يكشف عنهم ذلك؟ [ذكرت السؤال بالمعنى لأنه غير واضح ]
الشيخ : إذا كانوا يسمعون من ينادي بالحق فهؤلاء غير معذورين هؤلاء مفرطون ولا نستطيع أن نحكم بكفرهم ولا عدم كفرهم قد نقول إن تفريطهم هذا معصية لإن الواجب انه لما قيل لهم إن هذا شرك وقال لهم من لا يثقون بهم لأنهم سيثقون بعلماءهم أكثر ، الواجب عليهم أن يبحثوا ويتوقفوا .
فقد يقال إنهم عصوا بعدم البحث وهم باقون على الحكم بما يقتضيه الجهل أي بمعنى أنهم مسلمين .
وقد نقول إنهم لما فرطوا فإنهم لا يعذرون لإن الواجب أن يبحثوا.
واظن أن شيخ الإسلام - رحمه الله - قال إن هؤلاء يعتبرون مفرطين ومقصرين في طلب الحق ولكن لا يحكم بكفرهم ، اظن ظناً ولا تعتمدوا هذا حتى تراجعوه ))[16].اهـ
قلت : فقد بان لكل منصف أن هذا الرجل الفاجر الكذّاب اللئيم يفتري على الشيخ ربيع حفظه الله في عدم تكفيره لساب الله تعالى.
وأن العذر بالجهل محل خلاف بين أهل العلم وإن كان القول بعدم العذر بالجهل قول ضعيف كما مرّ بنا من كلام الشيخ ابن عثيمين غفر الله له .
وهل هؤلاء الأئمة الذين نقلنا بعض كلامهم في العذر بالجهل يستطيع هذا الغرّ اللئيم أن يتهمهم بأن عندهم أصل الإرجاء ؟
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه : عبد الحميد الهضابي.

[1] ـ قال ابن تيمية: السَّبُّ ... هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن، والتقبيح، ونحوه. "الصارم المسلول"( ص: 563)

[2] ـ "والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب. فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتية؛ لا يترتب على كلامه حكم؛ لا طلاقه، ولا سبّه، ولا غير ذلك، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية: دون ذلك، أن يشتد معه الغضب ويغلب عليه الغضب جدًّا حتى يغير فكره، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاءً كاملاً، حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه، لكنه دون الأول، فلم يَزُلْ شعوره بالكيلة، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء؛ فمنهم من قال: حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل؛فتنفذ فيه الأحكام، فيقع طلاقه، ويرتد بسبّه الدين، ويحكم بقتله ورِدَّته، ويُفرَّق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال: يُلحق بالأول الذي فقد عقله؛ لأنه أقرب إليه، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب.
وهذا قول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى، أي في عدم وقوع طلاقه، وفي عدم ردْته؛ لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح، ولا بجر أخيه هارون وهو نبي مثله، ولو ألقاها تهاوناًَ بها وهو يعقل لكان هذا عظيماً، ولو جرَّ إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفراًَ.
لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم لله عزَّ وجلَّ على ما جرى من قومه سامحه الله، ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا: إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع، وهكذا سبّه لا تقع به ردّة، وهو قول قوي وظاهر، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم، واختار هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أُفتي به؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده، ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح، فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يُؤدَّب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردّة أو من وجوه الردّة، وذلك من باب الحيطة، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدَّب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون، والله المستعان.ُ
المرتبة الثالثة: فهو الغضب العادي، الذي لا يزول معه العقل، ولا يكون معه شدة تضيِّق عليه الخناق، وتفقده ضبط نفسه، بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكدّر ويغضب، ولكنه سليم العقل سليم والتصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك؛لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه. والله أعلم". قاله الشيخ ابن باز في "فتاوى نور على الدرب" المجلد الأول


[3] ـ إن الإيمان بالله تعالى مبني على التعظيم والإجلال للرب عز وجل، ولا شك أن سب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم ولا يجامعه.يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : مبيناً أن سب الله تعالى أو سب رسوله r أوالإستهزاءبالشريعة يناقض التوحيد:" فمن اعتقد الوحدانية في الألوهية لله I، والرسالة لعبده ورسوله، ثم لم يتبع هذا الاعتقاد موجبه من الإجلال والإكرام، الذي هو حال في القلب يظهر أثره على الجوارح، بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول، أو الفعل، كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه، وكان ذلك موجباً لفساد ذلك الاعتقاد ومزيلاً لما فيه من المنفعة والصلاح، إذ الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها، فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ " الصارم المسلول " ( ص : 375 ) ،
ويقول العلامة السعدي :: إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة." تيسير الكريم الرحمن "(ص : 343 )

[4] ـ لحديث أبي هريرة ط قال : قال رسول الله r : لَلّهُ أشدُّ فْرَحا بتوبةِ عبده -حين يَتُوبُ إليه- من أحدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ فَانْفَلَتتْ منه ، وعليها طعامُه وشرابهُ فَأَيسَ منها»، فأتَى شَجرة فاضطَجَع في ظِلِّها قد أيسَ من راحلته فبينا هو كذلك، إذا هو بها قائمةٌ عنده ، فأخذ بخِطامِها ، ثم قال من شِدَّة الفرح : اللهم أنت عَبْدي وأنا ربكَ ،أخطأ من شدة الفرح. أخرجه مسلم (2675).

[5] ـ كلمة غير مفهومة.

[6] ـ كلمة غير مفهومة.

[7] ـ ضمن كلمة توجيهية معنونةبـــ "نصائح وتوجيهات تعين على الثبات".

[8] ـ "الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة"(1/468)

[9] ـ "صفة المنافق" (ص74)

[10] ـ انظر: "السنة" للخلال (3/581)

[11] ـ انظر "شرح السنة" (ص57)

[12] ـ مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( 1/ 12 )



[13] ـ تيسير العزيز الحميد 182 ـ 183

[14] ـ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( 10 / 239 )

[15] ـ " لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .

[16] ـ "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري "– شريط رقم 21-الوجه ب






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM.


powered by vbulletin