عبرة وعظة:
الشيخ عبد المجيد جمعة والشيخ لزهر سنيقرة كلاهما اجتمعا على محاربة الشيخ محمد علي فركوس، واتهماه بتهم زائفة، مع ردهما لأخطاء له ثابتة، مع التهويل لهذه الأخطاء وإضافة ما بُهِت الشيخ فركوس به صار عندهما (سروريا).
اليوم يتبادل الشيخان (جمعة ولزهر) التهم التي (يُكذّب) كلاهما تيك التهم! ويفصلان في بيان التضخيم والتهويل في ردود بعضهما على بعض.
ففعل كل واحد منهما ما فعلاه بالشيخ فركوس حذو القذة بالقذة، وأضحكوا العالم عليهما، وفتحا الباب لشماتة الأعداء دون رادع لهما من سلوك هذا المسلك المشين.
ولا أبرئ الشيخ فركوسا مما فعله بهما، فقد بينت ذلك في أكثر من مناسبة، وأنهم جميعا ظلم بعضهم بعضا.
من حق كل عالم أن يدافع عن نفسه بما يراه حقا، لكن المصيبة التي يصر عليها الشيخان (جمعة ولزهر) هي (كذبة) و(فرية) السرورية، والتي ما دامت عالقة عندهما فسيحرمان التوفيق للحق -إن شاء الله-.
وأعظم ما بنوا عليه (الفرية) : كذبة (الحاكمية أخص خصائص التوحيد) وهذه (الفرية) تناقلها الشيخان (جمعة ولزهر) بغيا وظلما، وقد رد الشيخ فركوس هذه الفرية برد واضح وصريح يقطع اللجاج، ويبطل تزوير الحِجاج، ويبين المحاجّ.
ومع ذلك لم يتوبا من (نشر) هذه الفرية، وهذه سوءة تلاحقهما حتى الممات إلا أن يتوبا أو يبتلى الشيخ فركوس فيصير إليها -أعاذه الله من هذا الانحراف-.
و(الفرية الثانية) قضية تكفير الرئيس السابق بوتفليقة رحمه الله ولعن من يكفره!
وهي فرية قديمة قد ردها الشيخ فركوس والسلفيون، ولكن أحياها الصعافقة فمن كررها فمنهم تشرب هذه الفرية.
وأما قضية (البيعة) و(الإنكار العلني بدون تشهير ولا تجريح) مع إيجاب احترام السلطان والسمع والطاعة بالمعروف له وتحريم الخروج عليه وتحريم المظاهرات؛ فهي فتنة مصطنعة بعد الفراق والتحريش، وكانوا من قبل التحريش له يعتذرون، وله يحترمون، ولخطئه يردون، ولكنهم تركوا الحق، وركنوا للباطل بسبب التحريش، وما أعظمه من فتنة -والله-!
فنصيحتي لهم جميعا أن يتوبوا لربهم، وأن يصطلحوا، وان يتركوا هذه التخاصم والتهاجر المصطنع من قبل أهل الفتنة والتحريش، ويكفي ما سبق من ضياع لكثير من الشباب وتَوَهَانٍ بسبب ما أصاب مشايخهم من الاختلاف والهوان.
فاللهم ألهمنا رشدنا، واهد مشايخ الجزائر لما تحبه وترضاه، واجمع كلمتهم على الحق، وأصلح ذات بينهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
تنبيه: أقول للشيخ لزهر : العتيبي حاول الإصلاح بين الليبيين الذين طلب منك بعض بطانتك الجديدة أن تصلح بينهم ولكنهم أهل هوى وفتنة مثل بطانتك الآن وعلى رأسهم عبدالحميد الهضابي الذي كنت تحذر منه ويحذر منك سابقا، لكن اجتمعت المصالح واختفت المآخذ بسبب التحريش في هذه الفتنة!
والله المستعان
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
5/ 11/ 1446هـ