هذه حقيقة للأسف الشديد:
(كثير من الناس حتى من يكون من أهل الصلاح، ومن أهل العلم والفضل، لا يعجبهم بعض الصدق، ولا يعجبهم ما يخالف هواهم، ولا تعجبهم الصراحة).
كلامي أعلاه من الكلام الصريح والواضح والواقع، ومع ذلك لما يقرؤه كثيرون لا يصدقونه، بل يتهمون قائله بالطعن في العلماء، ويغلقون عقولهم، ويعمون أبصارهم، ويضعون أصابعهم في أذانهم كراهية لمعرفة الحقائق.
والسبب الذي يدفعني ويدفع غيري للسكوت عن ذكر هذه الوقائع المفصلة والحكم عليهم بظواهرها: هو إدراكنا لواقع وحقيقة النفس البشرية، وأثر التحريشات في التصورات والأفعال حتى عند الكبار، وما نعمله من وقائع تاريخية تعامل العلماء بمثل تعاملنا الذين فعلناه اقتداء بأولئك السلف الصالح.
لذلك يستغرب بعض الناس من عدم تحذيري من بعض المشايخ الفضلاء مع صدور الأكاذيب عَبْر أفواههم إما نقلا عن غيرهم دون تثبت، أو بناء على توهمات وتصورات فاسدة.
وذلك أني أعرف هؤلاء العلماء والفضلاء بالصدق، وتحري الصدق، وأعلم وقوعهم في الفتنة، وأعلم بوجود من يوغر صدورهم حتى أفسد جملة من تصوراتهم وأقوالهم وأفعالهم.
فلذلك يشتد تعاملي مع أصحاب الفتن والتحريشات، ويعظم أعذاري واعتذاري للعلماء والفضلاء.
فاللهم نسألك كلمة الحق والعدل في الغضب والرضى.
وأصلحنا جميعا، ووفقنا لهداك.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
3/ 2/ 1445هـ