جزى الله الشيخ المجاهد رائد آل طاهر على ما نقله من درر الإمام الألباني - رحمه الله -
وجزى الله الأخوة على نقلهم لمشاركة الشيخ رائد
وحفظ الله المنتدى وأهله والقائمين عليه من كل شر وسوء وفتنة
ومسألة الإفطار عند الغروب من السنن المهجور والله المستعان
وعندنا في ( العراق / تكريت ) يؤذن للمغرب بعد الغروب بأكثر من خمس دقائق وكذا الفجر فإن المساجد جلها تؤذن الفجر قبل طلوع الفجر بثلث ساعة تقريباً .
ولعل مسألة الفجر أهمّ من مسألة المغرب , فإن بعض الناس يصلون وينامون ولم يطلع الفجر بعد , بسبب مَن وضعوا المواقيت واحتاطوا للناس - زعموا -
وإن تأخير أذان المغرب وتعجيل أذان الفجر مما ابتلي به كثير من البلدان قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( 4/ 199 ) : ( تنبيه : من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان واطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعماً ممّن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة , ولا يعلم بذلك الا آحاد الناس , وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون الا بعد الغروب
بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخروا الفطر , وعجلوا السحور , وخالفوا السنة ؛ فلذلك قلّ عنهم الخير وكثر فيهم الشرّ والله المستعان ) ا هـ . فهذه البدعة قائمة منذ زمن الحافظ ابن حجر ووفاته سنة 852 هـ وهي قائمة إلى الآن على قدم وساق وإن أنكرها البعض وقال لا توجد هذه البدعة .
ومن المفاسد المترتبة على هذا التقديم والتأخير : أنّ المرأة إذا طهُرت بعد أذان الفجر الموجود الآن بخمسة دقائق مثلاً فالواجب في حقها الصيام لأنها طهر قبل الفجر حقيقة , ولكن بسب تقديم الأذان تَحسب أنها طهرت بعد الفجر فلا تصوم !
وكذا إذا حاضت قبل أذان المغرب الموجود الآن بثلاث دقائق مثلاً فصومها صحيح ولا قضاء عليها حقيقة لأنها حاضت بعد الغروب وكمل صومها , ولكنها على التوقيت الموجود ستقضي ما لا يجب عليها أن تقضي كما أنَّها تفطر ما يجب عليها صومه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن المفاسد : تحليل صلاة الفجر للمصلي وهي عليه حرام لأن دخول الوقت شرط ووقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر وفي الأذان الموجود لم يطلع الفجر بعد ، ومثله تحريم صلاة المغرب عليه وهي حلال لأنّ الوقت داخل ولكن المؤذن لم يؤذن .
ومن المفاسد : تحريم الأكل والشرب والجماع على الصائم قبل طلوع الفجر مع أنّه حلال لأنّها تحرم بطلوع الفجر ولم يطلع بعد ، ومثله تحريما عليه بعد الغروب وهي له حلال ؛ لأنّ الفطر قد حلَّ ولكن المؤذن لم يؤذن بسبب تلك المواقيت .
ومن المفاسد أيضاً : مسألة الطلاق المعلّق بوقت , فمثلاً لو أنَّ رجلاً قال لامرأته : أنتِ طالق إذا لم ترجعي إلى بيتي قبل الفجر فتأخرت ورجعت بعد أذان الفجر الموجود بدقائق فإنه سيعتقد الرجل أنَّ زوجته طُلِّقت مع أنّ الفجر لم يطلع بعد فحقيقة لم يقع طلاقها .
أو قال رجل لامرأته : أنتِ طالق إذا لم تذهبي إلى أهلكِ قبل المغرب فذهبت قبل الأذان الموجود بثلاث دقائق مثلاً فسيعتقد الرجل أنّ زوجته لم تطلق لأنها ذهبت قبل المغرب مع أنَّها في الحقيقة ذهبت بعد المغرب فهي طالق إن نوى الرجل طلاقها
ففي الأولى حُرِّمت عليه وهي حلال له
وفي الثانية حُلِّلت له وهي حرام عليه
وهناك مفاسد أخرى وفيما ذكر كفاية .
وبالجملة : فإنَّ تأخير أذان المغرب بعد الغروب وتعجيل أذان الفجر قبل طلوع الفجر يحلل حراماً ويحرم حلالاً والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
وكتبه : أبو تيمية حسن الناصري في ضحى يوم الأحد 8 / رمضان / 1432 هـ الموافق 8 / آب / 2011 م