منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-21-2012, 09:40 AM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
افتراضي الرفيق و الطريق واحدة من روائع ابن القيم

يقول ابن القيم رحمة الله تعالى في كتابه الذهبي الرسالة التبوكية


فصل الرفيق والطريق


والمقصود أن القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا
يأنس به في السفر فلا يجد إلا معارضا مناقضا أو لائما بالتأنيب مصرحا أو فارغا من هذه الحركة معرضا وليت كل ما ترى هكذا فلقد أحسن إليك من خلاَّك وطريقك ولم يطرح شره عليك كما قال القائل
إنا لفي زمن ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسان وإجمال
فإذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالإعراض وترك اللائمة والاعتراض إلا ما عسى أن يقع نادرا فيكون غنيمة باردرة لا قيمة لها
وينبغي أن لا يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة بل يسير و لو وحيدا غريبا فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة
ومن نظر في هذه الكلمات التي تضمنتها هذه الورقات علم أنها من أهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة إلى الله ورسوله وهو الذي قصد سطرها بكتابتها وجعلها هديته المعجلة السابقة إلى أصحابه ورفقائه في طلب العلم
وشهد الله وكفى بالله شهيدا ولو توافي أحدا منهم لقابلها بالقبول ولبادر

إلى تفهمها وعدها من إفضل ما أهدى صاحب إلى صاحبه فإن غير هذا من جريانات الركب الخيرية إوإن تطلعت النفوس إليها ففائدتها قليلة وهي في غاية الرخص لكثرة جالبها وانما الهدية النافعة كلمة يهديها الرجل إلى إخيه المسلم _الموتى الاحياء والاحياء الموتى
_ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات فإنهم يقطعون عليه طريقه فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة وأوفق له من هذه المفارقة فقد قال بعض السلف : شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم
فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا حتى لو دخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم
فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة استحدث بذلك همة أخرى وعملا آخر وصار بين الناس غريبا وإن كان فيهم مشهورا ونسيبا ولكنه
غريب محبوب يرى ما الناس فيه و لا يرون ما هو فيه ،يقيم لهم المعاذير ما استطاع ويحضهم بجهده و طاقته سائرا فيهم بعينين ،عين ناظرة إلى الأمر والنهى بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم، وعين ناظرة إلى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر و لا يعود بنقض شرع وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته وقفا عند قوله تعالى {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }متدبرا لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم فلو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم فإن العفو ما عفى من أخلاقهم وسمحت به طبائعهم ووسعهم بذله من أموالهم و أخلاقهم
فهذا ما منهم إليه وإما ما يكون منه إليهم فأمرهم بالمعروف وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه وهو ما أمر الله به و أما ما يتقي به أذى جاهلهم فالإعراض عنه وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها
فأي كمال للعبد وراء هذا وأي معاشرة وسياسة لهذا العالم أحسن من هذه المعاشرة والسياسة فلو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم أعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفى من الله وجد سببه الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها وإلا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس

فهو خير له وإن شرا في الظاهر فإنه يتولد من الأمر بالمعروف ولا يتولد منه إلا خيرا وإن ورد في حالة شر وأذى
كما قال الله تعالى {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم }
وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق فإنهم إما يسيئوا في حق الله وفي حق رسوله فإن أساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم وإن أساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم واستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك فإن الله يحب المتوكلين
فهذا وأمثاله من الأخلاق التي ادب الله بها رسوله وقال تعالى فيه {وإنك لعلى خلق عظيم } قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن وهذا لا يتم إلا بثلاثة أشياء
أحدها : أن يكون العود طيبا فأما إن كانت الطبيعة جافية غليظة

يابسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وإرادة وعملا بخلاف الطبيعة المنقادة اللينة السلسة القياد فإنها مستعدة إنما تريد الحرث والبذر
الثاني : أن تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى فان هذه الأمور تنافي الكمال فإن لم تقو النفس على قهرها و إلا لم تزل مغلوبة مقهورة
الثالث : علم شاف بحقائق الأشياء وتنزيلها منازلها يميز بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة
فإذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاث وساعد التوفيق فهو القسم الذي سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم العناية
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أبدا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-22-2012, 10:13 PM
أم إلياس المغربية أم إلياس المغربية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 55
شكراً: 10
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

أحسن الله إليك أختي وبارك في نقلك الطيب
__________________
عَنْ مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي؛
قَالَ:
((اعْبُد اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مِنَ الْمَوْتَى، وَاذْكُرَ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ،
وَإِذَا عَمِلْت السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً: السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ
)). السلسلة الصحيحة: 1475.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM.


powered by vbulletin