حقيقة ما نشره المتسرع( معاذ بن يوسف الشمري ) من ثناء الشيخ عبدالله بن صلفيق الظفيري على مقالته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد أرسل إلي أحد إخواننا السلفيين يسألني عن كلام للمدعو/ معاذ بن يوسف الشّمّريّ –هداه الله- كان قد نشره على بعض مواقع التّواصل على صفحته الشخصية يقول فيه:
«ولقد جاءتني رسائل كثيرة من بعض المشايخ السلفيين –كأخينا الفاضل الشيخ عبدالله بن صلفيق الظفيري – حفظه الله- ومن طلبة علم آخرين، وكثير من الإخوة السلفيين، تستحسن المقال، وتشكرني على دفاعي وذبِّي عن إمام السنّة –رحمه الله-» ا.هـ.
وسألني هل صحيح ما ادّعاه معاذ –أصلحه الله- من أن الشيخ الظفيري –حفظه الله- قد أثنى على بيانه الذي ردّ فيه على (إبراهيم رجا الشمري)؛ علماً أنّ المقال المذكور فيه إساءة كبيرة في حق الشيخ الألباني –رحمه الله- من اتِّهام المذكور للشيخ بأنه وقع في بدع، وأخطاء عقديّة ومنهجية!!
فبادرتُ بالاتّصال بالشيخ الظفيري –حفظه الله- لأتبيّن حقيقة الأمر المزعوم؛ خصوصًا وأن معاذاً –هداه الله- هو من ذلك!
فاستعاذ الشيخ –حفظه الله- من شرِّه ومن شرِّ فتنته وتسرعه، وبيّن أنه إنما شكر له ردَّه على ابن رجا من غير أن يطَّلع على كامل تفاصيل المقال الذي أساء فيه للإمام الألباني ووصفه بتلك الأوصاف القبيحة!!
وبيَّن –حفظه الله- كذلك أن مقالته سيئة قد فضحتْ حاله وتسرُّعه المعروف به.
وهنا أقول: إن معاذاً الشَّمَّريَّ –هداه الله- لمَّا استَحكمتْ فيه شهوة التَّصدر، وتضلَّعت بها عروقه، وأضاف إليها الكِبْرَ والعناد والتسرع والتَّعالم وظلم الناس بالباطل لمجرد أنهم يخالفونه، وإهداره إياهُم وتحذيره منهم؛ وقع في شرِّ أعماله فَنَبَزَ الشيخ الإمام الألباني –رحمة الله عليه- بأنّه وقع في أمور هي بدع !! –هكذا قال!- وأنها لا تخرج في جملتها عن وجهين:
الأول: ما الألباني –رحمه الله- بريء منها.
والثاني: ما الألباني –رحمه الله- قد قاله فعلاً [!!] وهو غالط في ذلك، مجتهداً أو متأوِّلاً!
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من سوء الأدب وما يوصل صاحبه إليه.
وأُنبِّه هنا على أمر مهم ألا وهو أنَّ معاذاً –هداه الله- يحاول -مُراوغاً ومتكبّراً عن التوبة مما قال في حق الإمام الألباني –رحمه الله-- ترقيع مقالته السيئة تلك، ويظنُّ أنه بهذا الفعل يخدع السلفيين!
فيقول في «تتمَّته» الترقيعية:
«وكنت قلت في «التتمّة» السابقة لمن (قنع) –كذا!- ببياني أن يُبقي [!] الكلام على ما هو عليه..
وقلت لمن (لم يقنع)، ورأى غير ما بيَّنتُ وذكرتُ: أن يحذف هذه الكلمات المُستشكلة..
فأنا قلت -وأقول- لهم:
إن كان معناها –عندكم- ما تفهمونه من الطعن والذَّمِّ فاحذفوها..
لست متشبِّثاً بها!
وهُم يصرّون على مؤاخذتي بها!!!.. »ا.هـ.
إذن! وعلى حسب كلام هذا المتسرِّع يحقُّ لمن فهم مقصوده أن يلهج بوصف الألباني –رحمه الله- بأنه وقع في بدع وأخطاء عقدية ومنهجية!! ولكنه كان متأولاً أو مجتهداً!
وأنّه كلما مرَّ على قول للألباني –رحمه الله- مما وصف هذا المتسرع فله أن يقول: هذا القول من الألباني بدعة، وخلل عقدي ومنهجي ولكنه قاله –رحمه الله- متأوِّلاً!!
وعلى الذين استشكلوا ولم يفهموا مقالته تلك أن يحذفوها وحسب!! وكأن شيئاً لم يكن!
يقول معاذ هذا الكلام –وهو يعلم أنه قد يروج على البعض!- من دون أدنى حياء من المشايخ الذين أنكروا مقالته السيئة في حق الألباني –رحمه الله-، فما هذا الاستكبار عن الرجوع إلى الحق والتبري من مقالة السوء؟!
وكان يكفي معاذاً –أعاذه الله من شرِّ نفسه- أن يقول أنا متراجع عن مقالتي هذه تائب إلى الله مما زلَّ به لساني وجرى به قلمي؛ فإن هذا لا يَشينُه بل هو مما يَزينُه، وكما قيل: «الرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل».
وقد رجع الكبار لمَّا روجِعوا، أفلا يتراجع الصغار الأحداث إذا ما نُبِّهوا؟!
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية، وألهمنا وإيَّاهم التأدُّب مع الأئمَّة الأعلام، ورزقنا التواضع وقَبول الحق والثّبات عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كتبه:
أبوفيصل الأردني
فواز بن عليوي الشمري
ليلة السبت 29 ذوالقعدة 1434
واطلع عليه وأذن بنشره الشيخ عبدالله صلفيق الظفيري
المصدر : شبكة البينة السلفية