بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول المُبَلِّغ الأمين وعلى آله وصحبه الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
عُوقِب بنقيض قصده
قال الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله :"وهذا قد يجني العبد على نفسه إذا أكثر من ذلك (1) ويوجب الكلام عليه، ولو كان ثقة، فهذا الحسن بن علي ابن شبيب الـمَعْمَري البغدادي هو ثقة، ووصف بأنّه حافظ، لكن في أحاديثه غرائب اِنْفَرَد بها، قال في ذلك الحفّاظ
وسبب تفرّده يقول - هو يقول عن نفسه - :كنتُ أتولّى لهم انتخاب أحاديث الشّيوخ، فإذا مرّ بيَ حديثٌ قصدْتُ الشّيخ وحدي، فسألته عنه، عن هذا الحديث(2)
يريد ماذا؟ يريد أن ينْفَرِد عن إخوانه، وعن أصحابه ممّن هم عند الشّيخ
علّق الذّهبي رحمه الله في ترجمته في السّير عن هذا الفعل قال : "فعُوقِب - يعني الــمَعْمَري هذا - بنقيض قصده ولم ينتفع بتلك الغرائب، بل جرّت إليه شرًّا فقبّح الله الشّره(3).
أراد أن يجمع فينْفَرِد وإنّما كان ذلك والعياذ بالله وبالا عليه، ولذا الأئمّة تكلّموا فيما تفرّد به، أو تفرّد فيه" انتهى كلامه.
ضمن الشريط الثامن عشر من شرح الموقظة
----------
(1) - يعني التّفرّد.
(2) - لسان الميزان =2/222 وسير أعلام النبلاء ( ترجمة المعمري) 13/512
(3) - سير أعلام النبلاء (13/512