وهذا موقف العلامة ابن باز -رحمه الله- من العلماء الذين قالوا:
بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي
المجلس الأول: قد جاء في في التعليقات البازية على شرح الطحاوية للإمام ابن باز -رحمه الله- (2/ 751-752) في التعليق على قول ابن أبي العز -رحمه الله-: ((وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه , وامتنع عن العمل بجوارحه: أنه عاص لله ورسوله , مستحق للوعيد)).
قال الإمام ابن باز-رحمه الله- معلقا: ((هذا الإجماع إذا صح من المرجئة, يكون ما قاله الشارح من كون الخلف(كذا) لفظياً مع أهل السنة والمرجئة، يكون قريباً، إذا أجمعوا على أن من آمن بقلبه وصدق بلسانه، ولكن لم ينقد بالعمل، فما صلى ولا صام، أنه مستحق للوعيد أو دخول النار فهذا هو قول أهل السنة والجماعة، لكن نقرأ قولهم أنه يكون كامل الإيمان، لإيمانه بقلبه وبلسانه، إذا قال كامل الإيمان، كيف يكون هذا الإجماع ؟!، إذا كان كامل الإيمان كيف يستحق الوعيد؟!، فحكاية الإجماع مع قول المرجئة أن العمل ليس من الإيمان يتضمن بعض النظر)).انتهى كلام الشيخ.
القارئ: من آمن بقلبه ولسانه ولم يعمل بجوارحه؟.
جواب الإمام ابن باز-رحمه الله-: هذا محل خلاف بين العلماء، فمن قال إن ترك الصلاة كفر، يقول: هو مخلد في النار، ومن قال إنه كفر أصغر، يكون حكمه حكم سائر الكبائر تحت المشيئة. انتهى النقل.
المصدر: التعليقات البازية على شرح الطحاوية، دار ابن الأثير، الرياض، ط 1، 1429هـ / 2008م.
ولتحميل المقطع الصوتي من هنا مصدر المقطع من هنا
ولتحميل الشرح صوتيا منهنا
المجلس الثاني: وقد جاء في رسالة للإمام ابن باز -رحمه الله- بعنوان [حوار حول مسائل التكفير (ص/19-21)] سنة 1418هـ السؤال الآتي:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي؛ هل هم من المرجئة؟
جواب الإمام ابن باز -رحمه الله-:
((لا؛ هؤلاء من أهل السنة والجماعة.مَنْ قال بعدم كفر من ترك الصيام أو الزكاة أو الحج، هذا ليس بكافر لكن أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء لكن الصواب لا يكفر كفراً أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح أنه يكفر الكفر الأكبر إذا تعمَّد تركها، وأما ترك الزكاة والصيام والحج فإنه كفر دون كفر، معصية كبيرة من الكبائر، والدليل علىهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن منع الزكاة : يؤتى يوم القيامة ويعذب بماله . كما دل عليه القرآن {يوم يحمى عليها في نار جهنم ، فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بماله ، بإبله وبقره وغنمه وذهبه وفضته ، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار ؛ دل على توعده ، قد يدخل النار ، وقد يكتفي بعذاب البرزخ ، ولا يدخل النار ، وقد يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ)). سؤال:شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فهم البعض من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين ، ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان ، هل هذا الفهم صحيح؟
جواب الإمام ابن باز -رحمه الله-:
(( نعم. فمن وحد الله وأخلص له العبادة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه ما أدى الزكاة ، أو صام رمضان ، أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصيا أتى كبيرة عظيمة ، ويتوعد بالنار ، لكن لا يكفر على الصحيح ، أما من ترك الصلاة عمدا فإنه يكفر على الصحيح)).
المصدر: كان هذا اللقاء عبر الهاتف عام 1418 هــ لجمع كبير فاق ألف طالب للعلم بدولة الكويت، وقد نشر في مجلة الفرقان عدد : 94 ؛ في شوال 1418 هــ ـ فبراير 1998 م، وقد طبعت هذه الرسالة دار المنهاج.
اللقاء من هنا
المادة الصوتية للقاء منهنا