منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2013, 07:28 AM
تامر اسامة عيسي تامر اسامة عيسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 54
شكراً: 24
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي كلمة ألقاها فضيلة الشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن محمد عثمان المصري -حفظه الله- على أبنائه بالسودان من طلبة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله-

وصايا لطلاب العلم السلفيين المبتدئين
لقاء الشيخ الفاضل أبي عبد الأعلى خالد بن محمد عثمان المصري -حفظه الله- مع أبنائه بالسودان

https://app.box.com/s/nhzq8qpatm0t20f24uv3
منقولة من موقع راية السلف بالسودان
http://rsalafs.com/play-1109.html
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-10-2013, 12:30 PM
تامر اسامة عيسي تامر اسامة عيسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 54
شكراً: 24
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي

تفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصايا لطلاب العلم السلفيين المبتدئين
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتَّبع هداه..
أما بعد؛ فنرحِّب بإخواننا من السودان وأيضاً نرحِّب بالشيخ نزار بن هاشم بارك الله فيه الذي بلَّغنا أخونا سلامَه وأنَّه اعتذر عن حضور هذه الجلسة لمرضه عافاه الله.
وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يبارك في هذه الكلمة في هذا المسجد وأن ينفع بها السامعين في مصر وفي السودان ولكل من استمع إليها بعد ذلك.
وكما تفضَّل الأخ المقدِّم قال: إنَّ عنوان الكلمة (وصايا أو توجيهات إلى السلفيين المبتدئين في طلب العلم أو في طريق منهج السلف)، وقد سبق لي أن قمتُ بسلسلة دروسٍ وكانت في مبدأها أيضاً موجَّهةً لإخواننا في (ليبيا) بعنوان: (التوجيهات المنهجية للبادئين في السلفية) ومن باب الفائدة وحتى لا نكرِّر الكلام خاصةً على إخواننا يعني بالنسبة لمن حضر معنا هذه المجالس وحتى تزيد الفائدة أذكر ملخَّصاً لما قد ذكرتُه في هذه السلسلة وقد استمرَّت حوالي خمسة أسابيع تقريباً جاءت في خمسة دروس على مدار خمسة أسابيع على ما أذكر ثم نزيد عليها ما يسَّر اللهُ عزَّ وجلَّ من الفوائد ومن التوجيهات الأخرى والوصايا الأخرى للمبتدئين أو البادئين في السلفية...
التوجيه الأول: مجاهدة الطالب نفسَه أشدَّ المجاهدة على الإخلاص لله عزَّ وجل.
التوجيه الثاني: المجاهدة على التحلِّي بالأخلاق الفاضلة والآداب العالية.
التوجيه الثالث: أن يحفظ طالبُ العلم المبتديء شيئاً من كتاب الله عزَّ وجلَّ وشيئاً من أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن الآثار الواردة عن الصحابة والسلف الصالح لتكون عوناً له.
التوجيه الرابع: أن ينأى طالب العلم بنفسه عن أهل البدع، لا يحضر مجالسهم ولا يقرأ كتبهم، وأن يفرَّ منهم فراره من الأسد.
التوجيه الخامس: الحرص على مجالس العلم وأخذ العلم عن أهله.
التوجيه السادس: أن يحرص طالب العلم على تزكية نفسه وتنقية قلبه من أمراض القلوب.
التوجيه السابع: أن ينأى طالب العلم بنفسه عن الفتوى والتصدي لها حتى لا يقع في مغبَّة القول على الله بغير علم.
هذه التوجيهات هي بلا شك مما ينبغي أن يعتني به طالب العلم بل يعتني بها الذي يريد أن يتعلم دينه حتى وإن كان يتعلم دينه على سبيل النجاة ليس على سبيل أن يكون عالماً أو داعيةً يتصدر للدعوة.
وهذه التوجيهات هي مستَمَدَّةٌ من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
• وأول هذه التوجيهات كما سمعنا: أن يحرص الطالب على أن يجاهد نفسه في الإخلاص لله عزَّ وجل، وهي بلا شك أهم ما ينبغي أن يحرص عليه العبد الذي يريد النجاة من عذاب الله؛ لأن الله لا يقبل عملاً إلا أن يكون خالصاً له وصواباً، فهو سبحانه غنيٌّ لا يحتاج إلى أعمال العباد، فمن عمل عملاً أشْرَكَ فيه مع الله غيرَه ترَكَه اللهُ وعمَلَه. فإذا فقَدَ الطالبُ أو المسلم الإخلاصَ فقد فَقَدَ رصيده عند الله الذي به ينجو. فلا نجاة بدون إخلاص الدين لله ((أَلاَ لِلهِ الدِّينُ الخَالِص)).
• والتوجيه الثاني: المجاهدة على التحلِّي بالأخلاق الفاضلة والآداب العالية، وهذا بلا شك لا يكون إلا ممن أخلص دينه لله؛ فالخلق الحسن قرين الإخلاص، وقلَّما أن تجد رجلاً سيئ الخلق إلا وتجد في إخلاصه غبشاً.
والرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان أحسن الناس خلقاً، ولذلك كما قال عبد الله بن عمرو بن العاص: «ما كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فاحشاً ولا متفحِّشاً»، وكان يقول: «إنَّ من خياركم أحاسنكم أخلاقاً»، وليس في ميزان العبد يوم القيامة أثقل من حُسن الخلق.
وحُسن الخلق ينبغي أن يُفهَم بالمعنى الشامل لا بالمعنى القاصر الذي يدندن حوله أهل البدع من القصَّاص وأشباههم؛ فإنَّ أهل البدع قصروا مفهوم حُسن الخلق على الآداب العامة نحو الصدق، والتواضع، والسخاء، والكرم، وما شاكل ذلك. ولكنَّ حُسن الخلق له معنى أعمُّ؛ فالمعنى الأعمُّ لحُسن الخلق يدخل في الاعتقاد؛ فمن أساء الاعتقاد في ربه وإنْ أحْسَنَ الخُلُق مع الخَلْق أو العباد فهو سيئ الخُلُق.
ومن هذا الباب ندرك الانحراف الذي يقع فيه بعض العامة من وَسْمِهِم النصارى بحُسْن الخلق أحياناً إذا تعاملوا معهم بهذه الأساليب التي يريدون أن يكتسبوا بها عطف المسلمين؛ فيظنُّ المسلم أنَّ هذا النصراني يستحق أن يوصف بأنَّ خلقه حسن، نقول: فكيف نفعل بشتمهم لربِّ العزَّة؟!! فإنَّهم يشتمون الرب سبحانه!! كما أخبر بهذا رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث أبي سعيد: أنَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «ليس أحدٌ أصبرَ على أذى سَمِعَه من الله؛ يسبُّونه ويدَّعون له الولد، ويرزقهم ويعافيهم» فهؤلاء يسبُّون ربَّ العزَّة فلا يصح أن يوصفوا على الإطلاق بحسن الخلق، حتى وإن فعلوا ما فعلوا من مكارم الأخلاق الأخرى.
ومن هذا الباب أيضاً أهل البدع والأهواء؛ فتجد بعض ضعاف القلوب من البادئين في السلفية ممن لم ترسخ أقدامهم في المنهج السلفي ومعرفة السنَّة إذا رأى بعض أهل البدع نحو (الإخوان) و(التبليغ والدعوة) وأخصُّ الأخيرة (التبليغ والدعوة) يتعاملون بشيءٍ من التلطف وبشيءٍ من إظهار الود لمن يخاطبوه وَصَفَهُم بحسن الخلق وظَنَّ باديء الرأي أنَّهم على خلقٍ حسن!!، نعم قد يكونون حقَّقوا شيئاً من مكارم الأخلاق بالمعنى القاصر الذي ذكَرْناه ولكنهم في حقيقة الأمر من أكثر الناس سوءاً في الخلق من ناحية سوء الأدب مع أئمة السنَّة وعلمائها بل قد يصل سوء أدبهم أحياناً إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وإلى سنَّته. فلا ينبغي أن يتأثر الطالب بهذه المظاهر الخادعة؛ فإنَّهم يخدعون الناس ويخدعون أنفسهم كحال المنافقين الذين يتظاهرون بما لا يبطنون، يخادعون الله وهو خادعهم، إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس.
لذلك؛ الميزان الرئيسي أو الأصيل للحكم على فلان أو علان بأنَّه حسن الخلق يكون باديء الأمر من المعتقد وصحة المنهج، فمن وافَقَ المعتقد الصحيح والمنهج السوي وعظَّم أهل هذا المعتقد والمنهج فقد حصَّلَ أصول حسن الخلق الذي بها يصحُّ أن يوصف بأنَّه حسن الخلق، أما من ضيَّع هذا فلِمَا سواه أضيع، ويخشى أن لا يُتَقبَّل منه خاصةً إذا كان في بدعٍ شركيةٍ أو في أمورٍ نحو القول بوحدة الأديان وما شاكل ذلك يبقى معتقداً إياها داعياً إليها على ما فيها من الكفر والضلال، ويُخشى عليه أنَّه يخرج من ربقة الإسلام ولا ينفعه حسن خلقه مع النصارى واليهود، سبحان الله!! وهذا من عجيب أمر أهل البدع، ويتواطؤ مع هذا الأسلوب عليٌّ الحلبي من ادِّعائه الرفق واللين مع قومٍ بُهْت لا ينتفعون بنفسه ولا بدينه بل يُضَرُّ هو وتُضَرُّ الدعوة، فكتَبَ هذه الرسالة التي دافع بها عن قومٍ بُهْت وهي المشهورة بـ(رسالة عَمَّان) كتَبَ رسالةً في الدفاع عن (رسالة عمَّان) الداعية لوحدة الأديان والتي وقَّعَ عليها رؤوس أهل الكفر من اليهود والنصارى والروافض على مستوى العالم وغلاة الصوفية وغلاة أهل البدع، ولم يكتفِ فقط بالدفاع عن هذه الرسالة فَوَصَفَها بأوصافٍ لا تقال أبداً في مثل هذه الرسالة بل قد لا يُقَال مثلها في أصحِّ كتب السنَّة وهو صحيح البخاري وفيما عداه من مصنَّفات الإسلام من كتب المعتقد ومن السُّنن والمسانيد التي جمَعَت شريعة الإسلام، فقال هذه الكلمة الموبقة التي يُخشى أن توبق عمله؛ قال: إنَّ هذه الرسالة الخبيثة -هو طبعاً لم يقل عليها الخبيثة، هذه من عندي يعني يقول هذا الكلام عن هذه الرسالة الخبيثة- يقول عن هذه الرسالة: (التي جمعت محاسن الإسلام وخصاله)!!، وكذا يمدح كاتبها ويمدح من أمَرَ بها ظنَّاً منه وكأنَّه قد طُبِعَ على قلبه وعَمِيَ بصرُه أنَّ هذه الرسالة هي تدعو إلى هذه العقيدة الكفرية وتؤصِّل لها مداهنةً لليهود والنصارى والرافضة؛ فماذا ينفع هذا المبتدع بادِّعائه حسن الخلق أو الرفق أو اللين مع قومٍ بُهْت؟!! ومن هذا المنطلق أيضاً جرى منهج عليٍّ الحلبي في ادِّعائه حسن الخلق والرفق مع طائفةٍ من أهل الأهواء الذين عُرِفوا بالدعوة إلى بدعهم نحو محمد حسان، وأبي إسحاق الحويني، ومحمد حسين يعقوب، ومحمد إسماعيل المقدم، وياسر برهامي... إلخ طائفة أهل الأهواء الذين سلكوا مسلك سيد قطب فعُرِفُوا بـ(القطبيِّين) نسبةً إلى (القطبيَّة) وهي من فِرَق أهل الضلال في هذا الزمان.
فنكَصَ عليٌّ الحلبي على عقبيه بعد أن كان يحذِّر من هؤلاء ويُظْهِرُ موافقةَ العلماء في هذا الباب نكَصَ على عقبيه واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير تحت دعوى التَّقارُب!! وأنَّه يريد أن يقرِّب هؤلاء إلى منهج أهل السنَّة وأنَّ الرفق بهم وحسن الخلق معهم -كما يدَّعي!!- هو الذي به يُرجَى أن يعودوا إلى الحق، هذا كلُّه من تلبيس الشيطان، وما هي ثمرة هذا المنهج الباطل؟! ثمرته أنَّ هؤلاء ما ازدادوا إلا ضلالاً وانحرافاً وتلبيساً على الناس وعليٌّ الحلبي ما ازداد إلا انجرافاً معهم في ضلالهم وانحرافهم، فلا أفادهم ولا حَفِظَ نفسه تحت هذه الدَّعوى المزخرفة التي تُزَيَّن بهذه الكلمات التي هي حقٌّ أُرِيدَ بها باطلٌ بل بعضُها باطلٌ في نفسه. فصار حال الحلبيِّ كحال هذا الحيران ((لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الهُدَى ائْتِنَا)) لكنَّه لا يستجيب، لم يستجب إلى نداءات العلماء ونصائحهم له وظلَّ كابراً في غيِّه حتى صار رأساً من رؤوس أهل الأهواء في هذا الزمان، وعلى شاكلته أبو الحسن المصري ومن وافَقَه.
• التوجيه الثالث الذي ذكرناه: أن يحفظ طالب العلم المبتديء شيئاً من كتاب الله ومن أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والآثار الواردة عن الصحابة والسلف الصالح، هذا واضحٌ لا يحتاج إلى بيان.
• التوجيه الرابع: أن ينأى طالب العلم بنفسه عن أهل البدع فلا يحضر مجالسهم ولا يقرأ كتبهم، وهذا الذي جرى عمل السلف وأصَّلوا له في كتب المعتقد، وبه يحفظ الطالب المبتديء في السلفية نفسه من أن ينكص على عقبيه مرةً أخرى إلى منهج أهل البدع، ويُرْجى له الثبات بالالتزام بهذا الأمر.
• التوجيه الخامس: الحرص على مجالس العلم، هذا طبعاً بلا شك من أهمِّ ما ينبغي أن يحرص عليه المبتديء أو الباديء في السلفية لأنَّ حاله كحال الطفل الرضيع الذي مُنِعَتْ منه التغذية التي بها يعيش وهي لبن أمه غذاؤه الوحيد الذي إذا مُنِعَ منه يضعف حتى يموت، وكذا طالب العلم مصدر غذائه الوحيد الذي تُرْجَى به حياة قلبه وأن يستمرَّ في هذا الطريق (مجالس العلم) التي إن انقطع عنها يُخْشَى أن يموت قلبه وأن يضعف إيمانه وأن تسوء عاقبته. فكما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «المرء مع من أحبَّ» ما فَرِحَ الصحابة بشيءٍ فرَحهم بهذا!! وهذه عقيدة الولاء والبراء أصلها هذا: أن تحبَّ لله وأن تُبغِضَ لله، فمن أحبَّ العلم وأهله فإنَّه لا يَهْجر مجالسه ولا ينقطع عنها انقطاعَ الزاهد أو الهاجر أو الغير مكترث ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُورَاً)) فهَجْرُ القرآن: أن يهجر تلاوته والعمل بأحكامه، وكذلك هَجْرُ العلم: أن يهجر مجالسه وأن يترك العمل به.
• التوجيه السادس: أن يحرص طالب العلم على تزكية نفسه وتنقية قلبه من أمراض القلوب، وهذا ينبني على ما سبق فتزكية النفوس لا تكون إلا بالعلم، والعلم هو (قال الله، قال رسوله، قال الصحابة) كما قال الإمام أحمد:
دينُ النبيِّ محمَّدٍ أخبارُ .. نِعْمَ المطيَّةُ للفتى آثارُ
لا ترغَبَنَّ عن الحديثِ وأهلِه .. فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارُ
فهو مادة الحياة لطالب العلم.
• التوجيه السابع: أن ينأى طالب العلم بنفسه عن التصدُّر للفتوى بغير علمٍ (ونخصُّ بهذا الطالب المبتديء لأنِّي أُوَجِّهُ هذه التوجيهات إلى البادئين في السلفية)، وهذه سمةٌ من أهمِّ السِّمات، حيث إنَّ طالب العلم الذي يغفل عن هذه السِّمة يوشك أن ينقطع، وأغلبُ هؤلاء الذين ضلُّوا وانحرفوا من الذين بدأوا في سبيل المنهج السلفي ثم إذْ بك تجدهم صاروا في جانب أهل الأهواء من الطلبة وقعوا في هذا المسلك خاصَّةً على (الإنترنت)، وقد لمستُ بيدي عدداً من هؤلاء عرفتُهم وعرفتُ كيف ضلُّوا بسبب أنَّهم تصدَّروا لهذا الباب عن طريق هذه المواقع في الإنترنت خاصَّةً ما يسمَّى الآن بـ(الفيسبوك) وما شاكل ذلك، فصار هؤلاء يدخلون ويكتبون ويُفتون ويظهرون بمظهر الناصح لفلان وعلان ويجادلون المخالفين كأنَّهم صاروا أئمةً!! وفي نهاية الأمر تجد أنَّ بضاعتهم مزجاة، وأنَّهم ما ضارُّوا إلا أنفسهم، وفي الغالب يسلكون في نهاية الأمر مسالك أهل الأهواء ويُلْحَقون بهم لأنَّهم اغتروا بأنفسهم ووقعوا في هذه الموبقة وهي القول على الله بغير علمٍ ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُون))، ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)). هذ الوصية من أهمِّ الوصايا التي ينبغي أن يحرص عليها المبتديء في السلفية.
• ونزيد توجيهاً ثامناً على هذه التوجيهات؛ فأقول: عدم اعتقاد الطالب المبتديء العصمةَ في شيخه أو في جملة العلماء الذين يتلقَّى عنهم العلم. وهذه آفةٌ قد تعرض للطلبة المبتدئين؛ أنَّهم يدخلون في هذ المنهج وبعد أن يتعرَّفوا على بعض علمائه -خاصَّةً الذين يدرسون عنهم مباشرةً- لا يقبلون أن يقع خطأٌ أو أن تقع زلَّةٌ من هذا العالم، والبعض منهم يظنُّ أنَّ هذا العالم يجب أن يكون موافقاً للحق في كلِّ ما يقول وهذا لا يكون أبداً إلا لمن عصَمَ اللهُ، ولكن -بلا شك- الخطأ يقدر بقدره؛ هناك خطأٌ بمعنى البدعة والضلال والانحراف، وهناك خطأٌ بمعنى أنَّه زلَّ في اجتهادٍ في مسألةٍ ما أو جانَبَ الصوابَ لعدم علمه بالدليل أو لغير ذلك.
وقد بوَّبَ البخاريُّ في (كتاب القَدَر)، بقوله: «المعصوم من عصَمَ اللهُ» وأخرَجَ تحته حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- أنَّه قال: «ما اسْتُخْلِفَ أحدٌ إلا وله بطانتان؛ بطانةٌ تأمره بالخير وتعينه عليه، وبطانةٌ تأمره بالسوء، والمعصوم من عصَمَ اللهُ» أو كما قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
وهذا الأمر يترتَّب عليه أدبٌ آخر؛ وهو أنَّ الطالب المبتديء إذا بلَغَه عن عالمٍ من العلماء أنَّه أخطأ في مسألةٍ ما أو ما شاكل ذلك فالواجب عليه أن يحفظ حرمةَ هذا العالم وأن يحفظ الأدب معه مع عدم متابعته على الخطأ.
والمنعَطَف الذي قد ينعطف إليه بعض الطلبة المبتدئين: أنَّهم إذا تكلَّموا في خطإ عالمٍ من العلماء وكانوا على غير درايةٍ بهذا الخطأ؛ هل هو يُعَدُّ خطأً في المعتقد؟! يُعَدُّ خطأً في المنهج؟! يُعَدُّ أمراً يستحقُّ أن يُجَرَّح هذا العالم أو هذا القائل؟! أَطْلَقوا ألسنتهم بما لا علم به ودون أن يشعروا سقطوا في هوَّة (الحدَّاديَّة) الذين قام منهجهم على إسقاط أهل العلم، وهذا تجد منه عشرات الأمثال في مواقع الحدَّاديَّة التي يكتب فيها هؤلاء المبتدئون المجاهيل ممن قد يكون بعضهم بدأ أو سلَكَ طريق المنهج السلفي فهو إِذْ به ينجرف في هذه المواقع متتبِّعاً زلات العلماء وطاعناً فيهم... تجد هذا في (شبكة الأثري) و(شبكة العلوم السلفية) -وليست سلفيةً- التي يُشرف عليها الحجاورة من أتباع الحجوري وما شاكل ذلك من الشبكات والمواقع التي انحرَفَت في هذا الباب بسبب عدم التزامهم بهذا الأدب أو هذه الوصية، والمعصوم من عصَمَ اللهُ.
هذه جملةٌ من التوجيهات التي حضَرَتني الآن مما قد ذكرناه في المرات السابقة وزِدْتُ عليها هذا التوجيه الثامن، فنسأل اللهَ أن ينفع بها وأن يرزقنا القيام بها وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.
وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه وسلَّم
..........
[كلمةٌ مفرَّغةٌ ألقاها الشيخ الفاضل أبو عبد الأعلى خالد بن محمد عثمان المصري -حفظه الله- على أبنائه بالسودان من طلبة الشيخ نزار بن هاشم -حفظه الله-، في مساء يوم الجمعة الموافق: 30 شوال 1434هـ]
موقع راية السلف بالسودان
www.rsalafs.com
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
كلمة الشيخ خالد عثمان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM.


powered by vbulletin