من شريط بعنوان : وقفات في المنهج
التفريغ:
* السؤال : البعض يقول إذا لم يدخل السلفيون البرلمانات والإنتخابات تركوها للعالمنيين فما تعليقكم على هذا ؟
* الجواب : والله أنا رأيتهم إذا دخلوا البرلمان يصيرون أدوات في يد العلمانيين ، الذين يزعمون أنهم إذا دخلوا في البرلمانات طردوهم عن الكراسى واحتلوها بدلهم ، فهل هذا حصل من المشاركين في البرلمانات ؟
هل طردوا العلمانيين عن كراسيهم ؟ أو ما زادت العلمانية إلا رسوخا ، لأنهم حينما يتنافسون ، أعدوا العدة وقامت الشدة وقامت المقاومة ، فأنت تريد أن تغلبه وهو يريد أن يغلبك ، في النهاية يغلبك ، لأنك أنت ماسلكت طريقا شرعيا يستلزم النصر من الله ـ تبارك وتعالى ـ ، هذا شيء معروف.
هل نجح الإخوان المسلمون حينما دخلوا في سوريا وفي العراق وفي مصر وفي غيرها في البرلمانات هل نجحوا قام الإسلام ؟
وإلا كان نتيجة ذلك أن يتقوى البعثيون والشيوعيون وشركاؤهم من النصارى وغيرهم ، يزداد هذا قوة وهولاء يزدادون ضعفا ، ماذا حققوا ؟
يا أخي نحن نقول لكم : اسلكوا سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وربوا الناس ، كما فعل الأنبياء ، جاوا إلى أناس طواغيت وربما عندهم برلمانات أو عندهم ما يقوم مقام البرلمانات ، ما ذهبوا ينافسون على الكراسي رأسا ، ليصلحوا النفوس ، ما قالوا هذا .
جاء أبراهيم وهناك ملك جبار متأله ، والله ماقال أنا أدخل البرلمان و بعدها أصلح هذه الأمة بالإسلام ، الرسول صلى الله عليه وسلم أعطوه ملك مكة فأبى ، أبى ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، سلك سبيل الدعوة إلى الله وإنقاد الناس من الشرك والضلال .
هل أنتم بمزاحمتكم العلمانيين تهدمون الشرك والضلال والعلمانية أو تقوونها ؟
حينما تقسم على مواد كفرية أنك تحترمها وتعمل بها وتصدقها ألم تكن قد قويت هذا الكفر ورسخته، ورسخت أقدام أهله ضد الإسلام ؟
أنا أسأل : إذا كان هؤلاء حكموا في مصر ـ حتى نأخذ منهم أسوة ـ حققوا شيئا ، تغلبوا على العلمانيين ، طردوهم عن كراسيهم واحتلوها ، إذا فعلوا هذا وحققوه ننظر في الأمر ، وقد نتأسى بهم، نقول والله مثل هؤلاء نجحوا هناك نحن ننجح هنا ، لكن ما نرى إلا الفشل، إلا الضياع ، مانرى إلا تقوية الباطل ، ما نرى إلا شغل الشباب عن الدعوة إلى الله .
بل تعليمهم الكذب والإشاعات الكاذبة لنصرة من يرشحونهم للكراسي ، بل يعلمونهم إعطاء الرشوة وأخذها ، فيفسدون أخلاقهم ، كم تفسد من الأخلاق هذة الإنتخابات وهذه الترشيحات وهذه المزاحمة ، كم تفسد من الأخلاق وتعلم الكذب والرشوة والخيانة والغش و...و...وإلخ.
ثم بسب هذه الأعمال تموت الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ ، تصحيح العقيدة ، ربط الناس بكتاب الله وسنة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
إشعار الناس أنك ما تريد من دنياهم شيئا ، ما تريد إلا ما ينفعهم ، حتى تتمكن من هذا صاحب الكرسي العلماني ، وتقول :والله أنا لا أريد شيئا خلي كرسيك لك ، اذهب بدلا من أن تزاحمه وتصارعه على كرسيه ، اذهب إلى بيته وقدم له نصيحة فيها الأدلة لعل الله يهديه على يديك.
هذا أحسن طريق من مصارعته ومنازعته والدخول في الرشوة والكذب ، فلا يقبل منك هذا العلماني ولا يقبل منك ذاك لأنه عارف أنك تركض وراء الكرسي ووراء المال ووراء الدنيا ووراء المناصب ، فلما تأتي دعوة نزيهة لا تريد مزاحمة الناس تجاراتهم ولا مزاحمة الناس سلطانهم ولا مزاحمة الناس في كراسيهم ، أنما نهدي لهم الخير ونقدم لهم الحق لعل الله ـ تبارك وتعالى ـ يرضى عنهم فيسعدون في الدنيا ويسعدون في الأخرة .
وأما أن نأتي نصارع ونلاكم فلا يريدك الناس حينما أنك تلاكم وتصارع على الكراسي ، ألم تضعف الدعوة السلفية هنا في الكويت بعدما دعا السلفيون أو ما يسمى بالسلفيين إلى الإنتخابات والبرلمانات والمشاكل ، ضعفت الدعوة السلفية ، فلو استمروا في خطهم الأول لربما أصبح الحكام أنفسهم على الحق ولصارت حكومة راشدة ، تحكم بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . إهـ
المصدر: منتدى البيضاء