المصباح المنير بالإرشاد لسواء السبيل ورد غيِّ حذيفة بن محمد أبو جرير
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الرافع الذي أعز أهل السنة بالإتباع للوحيَين وأذل أهل الشرك والإبتداع لسلوكهم سبل الغواية والضلال المظلمَين وصلَّى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد سيد الثَّقلين وعلى آله وصحبه مصابيح الدجى وأنجم الهدى إلى يوم الدين
وبعد :
قال الله تعالى : ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
بعد أن رقمت بعض الكلمات دفاعا عن أخينا محمد العكرمي ، ورددت على بعض تُرَّاهات مُتعب الذي جعل أنفه في العلياء طعاناً في الأفاضل من طلبة العلم والمشايخ والعلماء .
وبينت شيئا نزرا من صور طعوناته المُتتالية في فضيلة الشيخ العلامة عبيد ومن قبل في حق الشيخ أسامة ثم تلاه تطاوله على الشيخ أبوفريحان واليوم نراه يطعن في الأخ المفضال العكرمي ، وليس هذا بغريب ولا بعيد على من لم يخشى الله ويتَّقه يُلقي بالكلام على عواهنه غير مبال بما يترتب عليه من الضرر على نفسه وعلى من يحسب كلامه سديدا وصوابا .
فقام صاحبه أبوجرير ـ بصره الله بالحق ـ ينافح عنه بالباطل ناسيا أو متناسياً أن البادئ أظلم وأن الكبر بتر الحق وغمط الناس ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونْ ) .
قال الله -جل وعلا- : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾
سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- :
أود من سماحة الشيخ أن يفسر هذه الآية:﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء:36] ؟
فأجاب :
على ظاهرها فالله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم ﴿ولا تقف﴾ يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، ﴿إن السمع﴾ يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع ﴿وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ الإنسان مسئول عن سمعه وقلبه وبصره، فالواجب عليه أن لا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيء إلى عن بصيرة، لا بد، فهو مسئول، فالواجب عليه أن يتثبت وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم، ولهذا قال -جل وعلا-: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾، فالإنسان يتثبت في الأمور والله يقول -جل وعلا-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33] فجعل القول على الله بغير العلم فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر فلا يقول: سمعت ، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علم . اهـ
وجآء في تفسير ابن كثير -رحمه الله- :
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: لا تقل .
وقال العوفي عنه: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم .
وقال محمد بن الحنفية يعني: شهادة الزور .
وقال قتادة : لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع وعلمت ولم تعلم فإن الله سائلك عن ذلك كله .
ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال كما قال تعالى :﴿ اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ﴾[الحجرات 12] ، وفي الحديث ''إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث '' وفي سنن أبي داود ''بئس مطية الرجل : زعموا ''، وفي الحديث الآخر ''إن أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تريا '' وفي الصحيح ''من تحلم حلما كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد''. وقوله ﴿ كل أولئك ﴾ أي : هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد ﴿ كان عنه مسئولا ﴾ أي : سيسأل العبد عنها يوم القيامة وتسأل عنه وعما عمل فيها ويصح استعمال أولئك مكان " تلك كما قال الشاعر .
ذم المنازل بعد منزلة اللوى...والعيش بعد أولئك الأيام .اهـ
وهذا الأمر واضح من سياق الآية لأن من القرآن ما تفهمه عامة الناس وهذه الآية من ضمنه ، ولكن الطامة والمصيبة تبقى في ترك العمل بالعلم والإعراض عنه إما لحض من حضوض النفس الأمارة بالسوء أو لدنيا أو لشيء فان لا محالة ﴿ ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ﴾.
وهذا ملاحظ ومشاهد لدى الفريقين من أهل التنطع وأهل التميع على حد سواء .
وإن كنا نرى والحق أن يقال أننا بحاجة لمزيد من التعلم وكثير من العمل من كوننا أن نكتب في تجريح فلان والتحذير من علان إلا لداعي الضرورة وكما هو معلوم :( أنه لا يجوز تأخير البيان وقت الحاجة ) لو لا ذلك ما أقدمنا وإلا لنا من الأعمال التي تشغلنا ما الله به عليمٌ ، نسأل الله أن يجعله خالصا نقيا من أي شائبة من شوائب الشرك وأن يجعله في رضاه آمين .
وبعد ذلك رأيت رداً لمن أسموه بأبو جرير أحد المشرفين هناك ، دافع فيه بالباطل وزمر وطبل لصاحبه العلي ـ الذي يزعم أن فضيلة الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله ـ ينتسب لنسب غير صادق و قبيلة غير قبيلة أهله وينافح الدعي عن كلامه في كل مناسبة يسخر فيها على نفسه ويقول : أنا واثق .!!!!
ولنرى كلام شيخنا الفاضل أبو عمر حين سألته عمن يشكك في نسبه الكريم :
فأجاب رعاه الله :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا أعرف أحمد سليمان الترباني، ولكن أعرف شريفاً الترباني وهو حدادي كذاب خبيث، وهو متولي كبر هذه القضية الجاهلية الدالة على فسقه وفجوره ..
وقد حوى هذا المقال مغالطات وتخليطات وطعوانات في أنساب الناس بالكذب والهوى ..
فقبيلة عتيبة لها وجود في الأردن قبل الشريف حسين، ولهم وجود في فلسطين قبل ذلك ..
وأنا لم أنتسب إلى قرية برقة كما أوهمه الترباني وإنما ذكرت أن العتبان الذي في برقة أبناء عمومة ولم أقل عائلتي!
وكون برقة فيها من عتيبة هذا معروف عند القبيلة ولا ينكره إلا الفجرة ممن ينتسب إلى عتيبة إمعاناً في الجاهلية وقطع الأرحام ..
وأنا أريد من هؤلاء الجاهليين الذي يظنون أنهم خبراء بالنسب أن يذكروا نسب عشيرة عوض الله فإن لم يكونوا من عتيبة كما يزعمون فمن أي القبائل هم؟
لكن أولئك جهلة ليس عندهم إلا التخرصات والظنون، وأمور الجاهلية قاتلهم الله أنى يؤفكون ..
وفي الحقيقة أنا لست مهتماً بهذا الأمر، وهو أمر لا يزيدني ولا ينقصني، والمهم العمل بشرع الله
والله الموفق .
قلت : لعلَّ هذه تكون صفعة توقظهم من تخرُّصاتهم و مهاتراتهم .
وما أحسن ما قاله الشاعر:
قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل
وربما فات قوماً جل أمرهم *** مع التأنِّي وكان الرأي لو عجلواْ
وأمَّا عن لفظة '' مجنون الهلالي '' التي سلف لي وأن ذكرتهـا فهي على خلاف فهم من فهمها على غير مرادهـا فالذي قصدته أن هذا أبو متعب مولع ومشغوف بشيخه ، وقد بلغ به الأمر إلى حد التعصب والنّيل ممَّن يُعارضه ويُخالفه ... !! والله المستعان .
تقول العرب فلان مجنون فلانة ( كما هو عند أهل الجاهلية في أشعارهم الغزلية ).
والله من وراء القصد لا إله غيره ولا ربَّ سواه ، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً إلى يوم الدِّين .
وكان الفراغ منه :
يوم الثلاثاء 29 رجب 1433 هجرية .