منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-22-2011, 08:09 PM
أبو موسى أحمد الأردني أبو موسى أحمد الأردني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 152
شكراً: 41
تم شكره 13 مرة في 10 مشاركة
افتراضي مخافة أن يناله العدو

..:: النهي عن السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار ::..




غاينزفيل (الولايات المتحدة) (ا ف ب) - اشرف مبشر إنجيلي أميركي مثير للجدل على إحراق نسخة من القرآن في كنيسة صغيرة في فلوريدا بعدما اعتبر أن المصحف الكريم "مسؤول" عند عدة جرائم.

وقام القس واين ساب بإحراق نسخة من القرآن تحت إشراف تيري جونز الذي أثار في أيلول/سبتمبر الماضي موجة من الإدانات بشأن خطته لإحراق كومة من نسخ القرآن في ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

وقال المنظمون أن ما حدث الأحد كان "محاكمة" للقرآن اعتبر فيها كتاب المسلمين المقدس "مذنبا" و"تم إعدامه".

وقد استمرت مداولات "هيئة المحلفين" حوالي ثماني دقائق وضعت بعدها نسخة القرآن التي كانت قد نقعت بالوقود لمدة ساعة، على طبق حديدي في وسط الكنيسة وأشعل فيها ساب النار.

واحترق القرآن لمدة عشر دقائق فيما التقط بعض الحضور الصور.

وكان جونز أثار موجة من الاحتجاجات والإدانات من الكثير من الأطراف بينهم الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بسبب خطته لإحراق المصحف الكريم في أيلول/سسبتمبر الماضي. ولم ينفذ خطته هذه في نهاية المطاف وتعهد عدم القيام بها أبدا.

إلا انه قال انه أراد هذه المرة "أن يعطي العالم الإسلامي فرصة للدفاع عن كتابه" ولكنه لم يحصل على أي جواب. وأوضح انه يعتبر أن لا محاكمة فعلية من دون عقاب فعلي.

وكان الحدث مفتوحا أمام الجمهور إلا أن اقل من ثلاثين شخصا تواجدوا في الكنيسة.

وتتمحور الحياة في مدينة غاينزفيل الهادئة على جامعة فلوريدا. وقد شهدت المدينة احتجاجات عامة حول ما كان جونز ينوي القيام به في ذكرى 11 أيلول/سبتمبر إلا انه تم تجاهل ما حدث الأحد بشكل كبير.

وأعربت جادويجا شاتز التي أتت لدعم جونز عن قلقها من توسع الإسلام في أوروبا. وأوضحت "هؤلاء الأشخاص هم وحوش بالنسبة لي وأنا اكرههم".

واعتبر جونز أن ما حدث كان "ناجحا"، موضحا "أنها تجربة فريدة في حياة الإنسان".


**********************


بسم الله الرحمن الرحيم


إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .

أمّا بعد :

فإنّ مما لا شك فيه اليوم أن المسلمين يعيشون في مرحلة من الذل والهوان الناجم عن ترك ما أمر الله به ورسوله –صلى الله عليه وسلم-، فنتج عن ذلك رفع المهابة من صدور أعداء هذا الدين، وتكالب الأمم على أهل الإسلام، وليس هذا من الأمور المستغربِ حدوثها لهذه الأمّة فقد أخبر الصادق المصدوق –صلى الله عليه وسلم- عن هذا فقال فيما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "، وقال –عليه السلام- فيما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود في سننه عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال : "لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت".

ولِما علمه نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه مما ستصل إليه حالنا في هذه الأزمان حذرنا تحذيرًا واضحًا من السفر بالقرآن إلى بلاد الكفار فقال فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ".

وفي لفظ مسلم : "أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو".

قال أبو موسى غفر الله له : إذن قد خاف النبي –صلى الله عليه وسلم- أن ينال أعداء الإسلام من القرآن فنهى عن السفر به إلى ديارهم، وفي قوله : " مخافة أن يناله العدو " تعليل للنهي المذكور، فإن من حقد الكفار على هذه الأمة أن حسدتها على ما حباها الله به من هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو محفوظ بحفظ الله -تبارك وتعالى- له إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وهذا الحقد هو الدافع لهم –قاتلهم الله- إلى النيل من هذا الكتاب بالأذى تارة وبالتشكيك أخرى، وبالحرق والتمزيق ... إلخ.

وهذا النهي كما هو واضح مقيد بالخوف فإن أمن -الذاهب بالمصحف إلى ديارهم- على القرآن جاز له أن يذهب به وفي هذا يقول أبو حاتم ابن حبان –رحمه الله- في "صحيحه" : "في قوله : " مخافة أن يناله العدو " بيان واضح أن العدو إذا كان فيهم ضعف وقلة، والمسلمون فيهم قوة وكثرة ثم سافر أحدهم بالقرآن وهو في وسط الجيش يأمن أن لا يقع ذلك في أيدي العدو كان استعمال ذلك الفعل مباحًا له، ومتى أيس مما وصفنا لم يجز له السفر بالقرآن إلى دار الحرب".اهـ.

وقال الطحاوي –رحمه الله- في كتابه : "شرح مشكل الآثار" : " أجل ؛ عِنْدَنَا أَنَّ الْخَوْفَ الذي في هذه الأَحَادِيثِ على الْقُرْآنِ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ حتى نهى عن السَّفَرِ بِهِ إلَى دَارِهِمْ من أَجْلِهِ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ... وقد اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ في السَّفَرِ بِهِ إلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إلَى إبَاحَةِ ذلك منهم أبو حَنِيفَةَ وأبو يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ ... وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إلَى كَرَاهَةِ ذلك وقد رُوِيَ هذا الْقَوْلُ عن مَالِكِ بن أَنَسٍ وَذَهَبَ محمد بن الْحَسَنِ بِآخِرِهِ في سِيَرِهِ الْكَبِيرِ إلَى أَنَّهُ إنْ كان مَأْمُونًا عليه من الْعَدُوِّ فَلاَ بَأْسَ بِالسَّفَرِ بِهِ إلَى أَرْضِهِمْ وَإِنْ كان مَخُوفًا عليه منهم فَلاَ يَنْبَغِي السَّفَرُ بِهِ إلَى أَرْضِهِمْ ولم يَحْكِ هُنَاكَ خِلاَفًا في ذلك بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ من أَصْحَابِهِ فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ ما في الرِّوَايَةِ الأولى التي رَوَيْنَاهَا من إبَاحَةِ السَّفَرِ بِهِ إلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ عِنْدَ الأَمَانِ عليه من الْعَدُوِّ وَهَذَا الْقَوْلُ أَحْسَنُ ما قِيلَ في هذا الْبَابِ وَاَللَّهَ تَعَالَى نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ".ا.هـ مختصرًا.

وقال النووي –رحمه الله- في شرحه على مسلم : " ( باب النهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم )

قوله ( نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ) وفى الرواية الأخرى (مخافة أن يناله العدو) وفى الرواية الأخرى (فإني لا آمن أن يناله العدو) فيه النهى عن المسافرة بالمصحف إلى أرض الكفار للعلة المذكورة في الحديث وهي خوف أن ينالوه فينتهكوا حرمته، فإن أمنت هذه العلة بأن يدخل في جيش المسلمين الظاهرين عليهم فلا كراهة ولا منع منه حينئذ لعدم العلة هذا هو الصحيح وبه قال أبو حنيفة والبخاري وآخرون، وقال مالك وجماعة من أصحابنا بالنهي مطلقا وحكى ابن المنذر عن أبي حنيفة الجواز مطلقا والصحيح عنه ما سبق وهذه العلة المذكورة في الحديث هي من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وغلط بعض المالكية فزعم أنها من كلام مالك" ا.هـ.

ولا شك أن ما نحن فيه من الوهن يقتضي اتباع هذا التوجيه النبوي الكريم والتزامه، وقد رأيت ما فعله هذا القس (النجس) من حرقه للمصحف والله المستعان.

اللهم ردّ الأمّة إلى دينها الحق الصافي ردًّا جميلًا وأعز دينك وانصر أهله

إنّك أنت ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا



وكتب
أبو موسى الأردني
أحمد بن عيّاش بن موسى الغرايبة
17/ربيع الثاني/1432

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

فائدة:


قال الشيخ عبد المحسن العباد –حفظه الله- في شرحه لسنن أبي داود :


" وهنا قال في الترجمة: المصحف، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن) كما في الحديث، وذلك أن المصحف إنما وجد في زمن عثمان رضي الله عنه؛ لأنه جمع القرآن وجعله في مصحف، فصاروا يعبرون عنه بالمصحف، وفي التراجم يأتون بلفظ المصحف، وإلا فالحديث جاء بالقرآن أنه لا يسافر به إلى أرض العدو؛ لأن المصحف إنما وجد في زمن عثمان ، وقبل ذلك ما كان يوجد مصحف، وقبل زمن أبي بكر ما كان مجموعاً، ولكنه جمع مرتين، مرة في عهد أبي بكر في صُحف، فجمَع كل شيء يتعلق بالقرآن في عهده. وفي زمن عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحف واحد، وأحرق ما سوى ذلك حتى لا يختلفوا....".



فتوى:


ورد في الفتوى رقم : (2358) في "مجلة البحوث الإسلامية" - (44 / 118) ما يلي:


( حمل المصحف إلى بلد يهان فيه )


السؤال : هل يجوز حمل المصحف - القرآن - إلى بلاد الكفار ؟


الجواب: الحمد لله وحده والصلاة على رسوله وآله وصحبه . . . وبعد :


الجواب : حمل المسلم المصحف - القرآن - إلى بلاد الكفار من المسائل التي اختلف الفقهاء في حكمها ، فقال جماعة منهم بجواز حمله إلى بلادهم، وقال آخرون بمنع ذلك ؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السفر به إلى بلادهم ؛ خشية أن يمتهنوه ، أو يحرفوه ، أو يشبهوا على المسلمين فيه ، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو » ، وروى مسلم أيضا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو » ، « لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو » .


وقال آخرون : يجوز حمله إلى بلادهم للبلاغ وإقامة الحجة عليهم ، وللتحفظ والتفهم لأحكامه عند الحاجة إذا كان للمسلمين قوة ، أو سلطان ، أو ما يقوم مقامهما من العهود والمواثيق ، ونحو ذلك مما يكفل حفظه ويرجى معه التمكن من الانتفاع به في البلاغ والحفظ والدراسة ، ويؤيد ذلك ما ورد في آخر حديث النهي عن السفر به إلى بلادهم من التعليل ، وهذا الأخير هو الأرجح ، لحصول المصلحة مع انتفاء المفسدة التي خشيها النبي صلى الله عليه وسلم .


وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس


عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________________
...::________::...

هَل صحّ قول من الحاكي فنقبله *** أم كلُّ ذاك أباطيلٌ وأسمارُ
أمَّا العقول فآلت أنَّه كذبٌ *** والعقل غَرسٌ له بالصِّدقِ إثمارً
"شيخ المعرَّة"
..::ــــــــــــــــــــــــــــ::..
أبو موسى الأردني
أحمد بن عيَّاش بن موسى الغرايبة
- غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ -
آمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-22-2011, 08:19 PM
إبراهيم زياني إبراهيم زياني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 401
شكراً: 0
تم شكره 53 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - السفر بالمصاحف إلى أرض العدو

- ص 155 - قوله : ( باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو ) سقط لفظ " كراهية " إلا للمستملي فأثبتها ، وبثبوتها يندفع الإشكال الآتي . </SPAN>

قوله : ( وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله ) هو ابن عمر ( عن نافع عن ابن عمر ) وتابعه ابن إسحاق عن نافع . أما رواية محمد بن بشر فوصلها إسحاق بن راهويه في مسنده عنه ولفظه " كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو ، وقال الدارقطني . والبرقاني : لم يروه بلفظ الكراهة إلا محمد بن بشر . وأما متابعة ابن إسحاق فهي بالمعنى لأن أحمد أخرجه من طريقه بلفظ نهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو " والنهي يقتضي الكراهة لأنه لا ينفك عن كراهة التنزيه أو التحريم .

قوله : ( وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أرض العدو وهم يعلمون القرآن ) أشار البخاري بذلك إلى أن المراد بالنهي عن السفر بالقرآن السفر بالمصحف خشية أن يناله العدو لا السفر بالقرآن نفسه ، وقد تعقبه الإسماعيلي بأنه لم يقل أحد إن من يحسن القرآن لا يغزو العدو في دارهم ، وهو اعتراض من لم يفهم مراد البخاري . وادعى المهلب أن مراد البخاري بذلك تقوية القول بالتفرقة بين العسكر الكثير والطائفة القليلة ، فيجوز في تلك دون هذه ، والله أعلم .

ثم ذكر المصنف حديث مالك في ذلك وهو بلفظ : نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، وأورده ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن مالك وزاد " مخافة أن يناله العدو " رواه ابن وهب عن مالك فقال : خشية أن يناله العدو وأخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك فقال قال مالك أراه " مخافة " فذكره ، قال أبو عمر : كذا قال يحيى بن يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير ، وأكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه ; وأشار إلى أن ابن وهب تفرد برفعها ، وليس كذلك لما قدمته من رواية ابن ماجه ، وهذه الزيادة رفعها ابن إسحاق أيضا كما تقدم ، وكذلك أخرجها مسلم والنسائي وابن ماجه من طريق الليث عن نافع ، ومسلم من طريق أيوب بلفظ " فإني لا آمن أن يناله العدو " - ص 156 - فصح أنه مرفوع وليس بمدرج ، ولعل مالكا كان يجزم به ، ثم صار يشك في رفعه فجعله من تفسير نفسه . قال ابن عبد البر : أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف في السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه ، واختلفوا في الكبير المأمون عليه : فمنع مالك أيضا مطلقا ، وفصل أبو حنيفة ، وأدار الشافعية الكراهة مع الخوف وجودا وعدما . وقال بعضهم كالمالكية ، واستدل به على منع بيع المصحف من الكافر لوجود المعنى المذكور فيه وهو التمكن من الاستهانة به ، ولا خلاف في تحريم ذلك وإنما وقع الاختلاف هل يصح لو وقع ويؤمر بإزالة ملكه عنه أم لا ؟ واستدل به على منع تعلم الكافر القرآن : فمنع مالك مطلقا ، وأجاز الحنفية مطلقا ، وعن الشافعي قولان ، وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه ، وبين الكثير فمنعه . ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات ، وقد سبق في " باب هل يرشد " بشيء من هذا . وقد نقل النووي الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك .

( تنبيه ) :

ادعى ابن بطال أن ترتيب هذا الباب وقع فيه غلط من الناسخ ، وأن الصواب أن يقدم حديث مالك قبل قوله : وكذلك يروى عن محمد بن بشر إلخ ، قال : وإنما احتاج إلى المتابعة لأن بعض الناس زاد في الحديث : مخافة أن يناله العدو ، ولم تصح هذه الزيادة عند مالك ولا عند البخاري انتهى . وما ادعاه من الغلط مردود ، فإنه استند إلى أنه لم يتقدم شيء يشار إليه بقوله كذلك ، وليس كما قال لأنه أشار بقوله " كذلك " إلى لفظ الترجمة كما بينه من رواية المستملي ، وأما ما ادعاه من سبب المتابعة فليس كما قال ، فإن لفظ الكراهية تفرد به محمد بن بشر ، ومتابعة ابن إسحاق له إنما هي في أصل الحديث لكنه أفاد أن المراد بالقرآن المصحف لا حامل القرآن .
__________________
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى
ولا يتنقص أهل الحديث وينتقص علومهم إلا جاهل ضال مفتر .
والجرح والتعديل هم أئمته وهم مرجع علماء الأمة فيه من مفسرين وفقهاء وهم الذين تصدوا لأهل البدع فكشفوا عوارهم وبينوا ضلالهم من خوارج وروافض ومعتزلة ومرجئة وقدرية وجبرية وصوفية , ولا يزالون قائمين بهذا الواجب العظيم , ولا يزال باب الجرح والتعديل قائماً ومفتوحاً ما دام هناك أهل حق وأهل باطل وأهل ضلال وأهل هدى , ولا يزال الصراع قائماً بين الطائفة المنصورة ومن خالفها من أهل الضلال ومن خذلها
http://www.m-noor.com/

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-23-2011, 11:40 AM
أبو عبد الرحمن الجزائري أبو عبد الرحمن الجزائري غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 376
شكراً: 3
تم شكره 26 مرة في 23 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM.


powered by vbulletin