تارك العمل بالكلية عند الشيخ ربيع حفظه الله وبارك فيه .
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .
أود التنبيه على أن نسبة القول بأن " تارك العمل " هكذا بإطلاق للشيخ ربيع حفظه الله فيها نظر
والتي قد يفهم منها ترك العمل بالكلية
فإن الشيخ حفظه الله يرى أن تارك العمل بالكلية ليس بمؤمن بل هو كافر زنديق
فإن العمل عند أهل السنة عمل القلب واللسان والجوارح فمن ترك عمل القلب واللسان والجوارج ليس بمؤمن باتفاق أهل السنة
لإنه ترك ركناً من الإيمان لا يصح إلا به وإنما الخلاف في ترك عمل الجوارح أي بعض العمل لا كله .
فالشيخ حفظه الله يرى أن تارك عمل الجوارح مؤمن ناقص الإيمان وليس بكافر
لم يعمل خيراً قط أي بجوارحه مع التوحيد الذي في قلبه وهو عمل القلب واللسان وهو أفضل الأعمال وأعلاها
وأما من ترك عمل القلب واللسان والجوارح العمل بالكلية فليس بمؤمن .
قال الشيخ حفظه الله :
" أرى أن تارك كل العمل كافر زنديق " ص220
وقال حفظه الله :
" ولقد صرحت مراراً بأني أوافق أهل السنة فيما حكموا به على تارك العمل بالكلية "
وقال :
وإذا رجع المسلم المنصف إلى كلامي يجده مطابقاً لمنهج السلف ولما قرَّرُوه
ويجد في كلامي التصريح بأنَّ تارك العمل بالكلية كافر زنديق . ص 221
وقال حفظه الله :
" فقد صرحت مراراً بتكفير تارك العمل ولكن الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه
ويعلن براءته منه فإنهم يصرون على الإستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به
فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج .
ص221
وقال حفظه الله :
وهذا الشيخ العلامة ابن باز يسأل كما في مجلة الفرقان في العدد ( 94 ) السنة العاشرة ( 1481ه ) ( ص 11 ) :
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحته : " لا هذا من أهل السنة والجماعة " .
..... فهذا الشيخ ابن باز يقول عمن لا يكفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين مع وجود أصل الإيمان القلبي :
إنه ليس من المرجئة هذا من أهل السنة والجماعة .
وأنتم تقولون إنه مرجئ وتشعلون نيران الفتن والإرهاب الفكري والحروب الكلامية ضد من لا يكفر تارك العمل وترمونه بالإرجاء
وحتى من يعلن تكفير تارك العمل تكذبونه وترمونه بالإرجاء مع أنه لا سابق لكم من العلماء ولا لاحق إلا الحدادية الجهلاء الحاقدون .
فهات أقوال علماء السلف الصالح التي صرحوا فيها بأن من لم يكفر تارك العمل مرجئ .
وهات أدلتكم وأدلتهم من الكتاب والسنة على أن من يقول بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
ويحارب الإرجاء والمرجئة بأن هذا مرجئ وإلا فأنتم خوارج .
لأن الخوارج هم الذين يرمون أهل السنة بالإرجاء لأنهم لا يكفرون مثل تكفيرهم
ووالله لو لم يكن من مذهبكم إلا رمي أهل السنة الأبرياء بالإرجاء لكفاكم وكفاه شراً وحرباً وضلالاً " أهـ .
ص232 إتحاف أهل الصدق والعرفان .
قال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبد الرحمن _رحمه الله_ في الدرر السنية"
(الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل،
والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام;
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه;
وعمل الجوارح،كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة;
فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية;
وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله، فهذا محل خلاف،
هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام،
أو لا يزول؟ وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟
وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟
فأهل السنة مجمعون على أنه لابد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده;
والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمناً;
والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة;
والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج;
والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا من جحدها).
ج1 ص479
والله أعلم .
|